" وأنزلتُه من درجة أنه كُل الناس .. إلى منزلة أنه ككُلَّ الناس "

"أقولُ والقلبُ منِّي في تلفُّتِهِ
يا بدرُ يا غائباً في أُفقِ مغربِهِ

نَذَرتُ لله صوماً إن رجعتُ وما
كفَّارةُ النَّذْرِ إلا بالوفاءِ بهِ"

************
"قالت: أراكَ مُحدِّقًا صَوبَ السَّماء
‏أمَلَلتَ وجهيَ أم سَئمتَ مِنَ السَّمَرْ؟
‏فأجبتُها: إنِّي أُعالِجُ حَيرَتي
‏مُتَسَائلًا: مَن فيكُما كانَ القَمَرْ؟"

************
"قَرَّبْ خُطاكَ
الرُّوحُ أنهكها الحَلَكْ
وابسطْ مداكَ
اشتقتُ أن أشكوكَ لكْ!
قرّب خطاكَ
ولا تسلْ عمَّا مضى
ودعِ العتابَ
فما أتيتُ لأسألكْ
حقاً تعبتُ،
أما تعبتَ؟ ألم يئنْ؟
‏أن تستردَّ من الضياعِ مُدلِّلَكْ!
‏القلبُ -يا ابنَ القلبِ-
بعدكَ ميِّتٌ
‏فتعالَ أُحيي في وصالكَ ما هَلَكْ"

************
‏"لمَّا تنادوا بالرحِيلِ سألتهُم
‏أوَ بعدما زانَ المُقامُ وطابا؟
‏ما جاوبُوا! بل نابَ عنهُم صمتُهم
‏والصمتُ أوجعُ ما يكون جوابا"

************
"تبكين على حُزنٍ مضى؟
على محبوبٍ لو أحبَّ لبقى
ياغاليتي كُفِّ عن الحزن والبُكى
من أرتحل لا يستحق الشقى"

************
‏"يا من يبيت من الهُموم سقيما
ويخافُ ذنبًا جاشمًا وعظيما

صَلِّ على المختار يذهب ذَا وَذَا
وتذوق في كنَف الحَياة نَعيما

كرر وزد فالله قال لخلقهِ
صَلّوا عليهِ وسَلّموا تَسلِيما"

************
وقد زعموا أنّ المحبّ إذا دنا يَملُّ
وَأنَّ النَّأْيَ يَشْفِي مِنَ الْوَجْدِ،
بَكُلٍّ تدَاوَيْنَا فلمْ يُشْفَ ما بِنَا ..
على أنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ.

************
وما الحياةُ سوى حلم ألمَّ بنا
‏قد مرَّ كالحلم ساعاتي وايامي
‏هل عشتُ حقًا؟ يكادُ الشكَّ يغلبني
‏ام كانَ ما عشته أضغاثُ أحلامِ
‏في مثل غمضة عينٍ وانتباهتها
‏قد أصبحَ الطفلُ شيخًا أبيضَ الهامِ

************
أمَّا أنا
‏فأعيشُ وَحدي فى السَّماء
‏فيها الوَفاءْ
‏والأرض تفتًقد الوَفاء
‏ما أجمل الأيام في دُنيا السًّحاب
‏لا غدرَ فيها .. لا خداع .. ولا ذئاب .

‏- فاروق جويدة

************
‏"إذا استحسنتني فجُزيت خيرًا
‏وإن ساءت ظنونكَ لا أُبالي
‏أنا طينٌ، جُبلتُ على الخطايا
‏ولستُ البدرَ كي ترجو اكتمالي"

************
”يا ويحَ صَبٍّ غارقٍ فِي أدمُعٍ
يا ويحَ عَينٍ تَرتجِي رُؤياكِ
يا ويحَ قلبٍ قد غَشتهُ غياهِبٌ
يومَ الوداعِ ويومَ لا يَلقاكِ“
- محمّد عبدالعزيز

************

وَلَقَد ذَكَرتُكِ بَعدَ يَأسٍ قاتِلٍ
‏في ضَحوَةٍ كَثُرَت بِها الأَنواءُ
‏فَوَدِدتُ أَنّي غَرسَةٌ أَو زَهرَةٌ
‏وَوَدِدتُ أَنَّكِ عاصِفٌ أَو ماءُ

************
ما زال في قلبي إليك بريدُ
‏لا زال فيّ مشاعرٌ وقصيدُ
‏وأقولُ لمّا ألتقيك أبثُّها
‏والقلب من فرطِ الهناء سعيدُ
‏وأقولُ مشتاقاً لسابق عهدنا
‏أن نلتقي كالأمسِ حين نريدُ
وأقولُ في عيدِ السعادةِ نلتقي
‏العيد جاء، لماذا أنت بعيدُ ؟

************
فكأنَّ خصرَكِ وَسْطَ عُزلَتِهِ
مُتَصَوِّفٌ لِلعالمِ الأبقى

و كأنَّ جِيدَكِ في استقامتِهِ
مُتَمَسِّكٌ بالعروةِ الوثقى

في الخَصرِ ما في الجِيدِ من وَرَعٍ
لا تسألي مَن منهما الأتقى

وجوارحي بِهَواكِ قد غَرِقَتْ
فأنا هنا سَيلٌ مِنَ الغرقَى

و أنا الضحايا في حقيقتِهم
لا تَطلُبِي من غيرِهِم صِدقا

هيا اعشقيني كي يُتاحَ لنا
أن نستعيدَ لِنَفسِنا الخَلْقَ

إن لم تَخُوضِي البحرَ ذات هوىً
قبلي ولم تَستَكشِفي العُمْقَ

ففراشةٌ في النارِ واحدةٌ
تكفي لأنْ نتعلَّمَ العِشْقَ

************
‏يمرُّ العيدُ يا قدري وعيدي
‏لقاؤكِ لحظةً لو من بعيدِ
‏فما أحلا العيون إذا تلاقتُ
‏وحالُ لسانِها هلْ من مزيدِ

************
عذبْت طرفي بالسّهر
وأذبت قلبي بالفكر
‏ومزجت صفوَ مودّتي
من بَعد بُعدِك بالكدر
‏ومنحت جثماني الضنى
وكحلت جفني بالسّهر
‏وجفوت صبا ما لهُ
عن حُسن وجهك مصطبر