رحلة الى النجوم

تقاس المسافات الأرضية بالأمتار والمسافات الأكبر بالكيلومترات ولكن ماذا عن المسافات السحيقة في الفضاء الخارجي بين النجوم والمجرات ؟
تقاس هذه المسافات الشاسعة والتي يستحيل التعبير عنها بوحدات القياس الأرضية بوحدة قياس تعرف بالسنة الضوئية ( السنة الضوئية وحدة لقياس المسافة وليست لقياس الوقت )
وتعرف السنة الضوئية بأنها المسافة التي يقطعها الضوء خلال عام أرضي واحد علمآ ان الضوء يقطع قرابة 300 ألف كيلو متر في الثانية الواحدة أي انه يقطع خلال اعوام مسافة شاسعة جدآ لا يمكن التعبير عنها كتابيا على الورق او بالمقاييس الارضية كالكيلومترات.
أقرب النجوم لكوكب الأرض هو الشمس ويستغرق ضوء الشمس حتى يصل الى الأرض قرابة 10 دقائق بسبب المسافة الهائلة بين كوكبنا و الشمس. أي أن ضوء الشمس الواصل الينا قد صدر عن الشمس قبل عشر دقائق من الآن. بمعنى أنه لو انطفأت الشمس (فرضآ) فلن نعلم بذلك قبل مضي عشر دقائق. فنحن لا نرى الشمس كما هي عليه باللحظة بل كما كانت عليه قبل 10 دقائق اي نراها بالماضي على بعد 10 دقائق من الآن .
لنعد الآن الى النجوم بعد ان اتضحت فكرة الشمس والمسافة والضوء.
اقرب النجوم الينا بعد الشمس تسمى نجوم مجموعة الفا سنتاوريوهي عبارة عن ثلاثة نجوم وتبعد مسافة عن كوكبنا تقدر بخمس السنة الضوئية.
وهناك نجوم اخرى تبعد مسافات اكبر تقدر بعشرات السنوات الضوئية كنجم بروكسيما سنتاوري الذي يبعد تقريبا عن كوكبنا بمقدار 4 سنوات ضوئية. ونجوم اخرى تبعد مسافات متنوعة تقدر بعشرات ومئات والاف ومئات الاف السنوات الضوئية.
لندخل في صلب الموضوع بشكل أكبر ولنأخذ نجم القطب الساطع كمثال عملي وهو النجم الذي استخدمه اجدادنا للاستدلال على المواقع الجغرافية وهو نجم ثابت ظاهريا ولا يتحرك كبقية النجوم.


(صورة فعلية لنجم القطب الساطع)
يبعد هذا النجم عن كوكبنا حوالي 434 سنة ضوئية أي ان ضوء هذا النجم يستغرق حتى يصل الينا قرابة 434 عام وبمعنى أوضح فإننا عندما ننظر الى هذا النجم الساطع ليلا فنحن نراه على وضعه الذي كان عليه قبل 434 عامآ وليس كما هو في لحظة المراقبة.
فلو نظرت اليه ليلا بتاريخ اليوم 19 مايو من عام 2020 فأنت تراه على وضعه الذي كان عليه بتاريخ 19 مايو من عام 1586 ميلادية تقريبا. لان صورته التي صدرت عنه عام 1586 لم تصل لينا حتى عام 2020. اي استغرقت 434 سنة حتى وصلت.
فلو أردنا رؤية حال النجم الفعلية في هذا اليوم فلن نستطيع حتى عام 2454 ميلادية عندها من يرصده في المستقبل عام 2454 م سيراه على وضعه الذي كان عليه عام 2020.
أي أنك عندما تنظر للسماء فأنت تسافر نحو الماضي وترى صورة من الماضي السحيق وليس من الحاضر.
وتعتبر هذه الصورة التي تم التقاطها بمسبار هابل تعبيرا عن أعمق صورة في الماضي تم التقاطها فعليا لحافة الكون المنظور ويقدر عمر ما تراه فيها ب 14 مليار عام تقريبا أي انك ترى الكون على وضعه الذي كان عليه فيه قبل 14 مليار عام والمجرات الأولى في الكون المنظور لأن الضوء استغرق 14 مليار عام تقريبا حتى يصل لمسبار هابل بسبب المسافة الشاسعة ويمكنك ملاحظة تأثير انحناء الجاذبية على الضوء.

مصدر : Hubble explores the Final Frontier
وهناك خدمة جميلة اطلقتها غوغل لسبر اغوار السماء على غرار google earth تدعى google sky يمكنك من خلالها ان تسبح في السماء بين النجوم وأن تشاهد السماء والكواكب والمجرات كما لم تشاهدها من قبل Google Sky
شكرآ لوقتكم.