02-18-2019
|
|
وأحيانا. ..
ننظر إلى ولد للتو ونقول ﻷنفسنا يا ليتني أنت، خالي البال، خالي الذاكرة،
يا ليت عقلي يعود كصفحة بيضاء للتو فتحت لم يمسسها حبر الأيام ولم يعبث بها القدر، فنتعرى من كل ذكرياتنا في عتمة السماء الواسعة ليلا وكأننا نسبح بين النجوم ونصافح القمر.
وأحيانا
لن تفلح كل محاولاتها الإنسانية في لملمة شتات السنين الماضية،
ومضاجعة أوراقنا البيضاء التي تبعترث نسماتها من كثرة الترحال،
فكلما حاولنا دثر ما بنا من قهر وحسرة، اشتعلت الذكريات كاشتعال الشيب في كمائن الغابات.
وأحيانا
كم نكون ساذجين عندما نعتقد أن اختلاس العطر من زمن سيذكرنا بهم ،
ولم يخطر ببالنا أن أعينهم قد تهرب إلى رائحة القدر الموارب في الضفة الأخرى
وأحيانا
خيباتنا تفوق وصفها ولو بدقة، وقد تفوق مستويات العتاب ولا يسعنا
لحظتها إلا أن نقول لهم إن قلوبنا تعاطفت معهم وزينت عيونهم ابتسامتنا، وعراهم حسن أخلاقنا.
وأحيانا
كبرياؤنا تمنعنا من لملمة أشلاء الحب المتبقي، فتغدو طبقة الغبار تكبر وتكبر حتى يندثر ما تبقى من أركان ماضينا.
|