05-22-2022
|
|
|
|
لوني المفضل
Black
|
رقم العضوية : 1589 |
تاريخ التسجيل : Dec 2020 |
فترة الأقامة : 1748 يوم |
أخر زيارة : منذ 4 يوم (07:49 PM) |
المشاركات :
20,346 [
+
]
|
التقييم :
3941 |
معدل التقييم :
           |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
أم النخيل / غازي القصيبي

أتذكُرينَ صبيّا عادَ مُـكتهلا
مسربلاً بعذابِ الكونِ .. مُشتملا؟
أشعاره هطلتْ دمعاً ... وكم رقصتْ
على العيونِ ، بُحيراتِ الهوى ، جَذلا
هُفوفُ! لو ذقتِ شيئاً من مواجعهِ
وسّدتِهِ الصدرَ .. أو أسكنتِه الخُصَلا
طال الفراقُ.. وعذري ما أنوءُ بهِ
يا أمّ! طفلُكِ مكبولٌ بما حَمَلا
لا تسألي عن معاناةٍ تمزّقني
أنا اخترعتُ الظما.. والسُّهدَ.. والملَلا
ضربتُ في البحرِ .. حتى عدتُ منطفئاً
وغصتُ في البرّ.. حتى عدتُ مشتعلا
أظما .. إذا منعتني السحبُ صيِّـبَـها
أحفى .. إذا لم تُردني الريحُ مُنتعلا
ويستفزُّ شراعي الموجُ ... يلطمُهُ
كأنّه من دمِ الطوفانِ ما غُزلا
ورُبَّ أوديةٍ .. بالجنِّ صاخبةٍ
سريتُ لا خائفاً فيها ... ولا عَجِلا
تجري ورائي ضباعُ القفرِ .. عاويةً
والليثُ يجري أمامي .. يرهبُ الأجَلا
يا أمُّ ! جرحُ الهوى يحلو .. إذا ذكرتْ
روحي مرارةَ شَعبٍ يرضَعُ الأَسَلا
يفدي الصغارُ بنهرِ الدمِّ مَقدسنا
مالي أقلّبُ طرفي .. لا أرى رجلا ؟!
أرى الجماهيرَ .. لكن لا أرى الدُوَلا
أرى البطولة .. لكن لا أرى البطلا
لا تَذكري .. لي صلاحَ الدين .. لو رجعتْ
أيَّامُه .. لارتمى في قبرهِ خجَلا
أين الكرامةُ .. هل ماتتْ بغُصّتِها ؟
أين الإباءُ .. أملَّ الجُبْنَ .. فارتحلا ؟
عجبتُ من أمّةِ القرآنِ .. كيفَ غَدَتْ
ضجيعةَ الذُلِّ .. لا ترضى به بدَلا
أسطورةُ السِلْمِ .. ما زلنا نعاقرُها
يا مَنْ يصدّق ذئباً صادقَ الحَمَلا !
حمامةُ السِلمِ .. حُلمي أن أقطعها
وأن أعود بصقرٍ يقنصُ الوَجَلا
أمَّ النخيل ! ... هبيني نخلةً ذَبُلتْ
هل ينبتُ النخلُ غضّاً بعد أن ذَبـُلا ؟!
يا أمُّ .. رُدّي على قلبي طفولَته
وأرجعي لي شباباً ناعماً أفِلا
وطهّري بمياهِ العينِ .. أوردتي
قد ينجلي الهمُّ عن صدري إذا غُسـِلا
هاتي الصبيَّ ... ودُنياه .. ولُعبـَتـَه
وهاكِ عُمري ... وبُـقيا الروحِ والمُـقَلاَ
|