11-07-2019
|
|
( والله يحب الصابرين )
قال ابن القيم - رحمه الله - :
☆ جعل الله سبحانه الصبر جواداً لا يكبو , وجنداً لا يهزم , وحصناً حصينا لا يهدم ، فهو والنصر أخوان شقيقان ، فالنصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، والعسر مع اليسر ،
☆ ولقد ضمن الله تعالى لأهل الصبر في محكم كتابه أنه يوفيهم أجرهم بغير حساب ، وأنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين ، وجعل الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين ،
☆ وأخبر عن محبته لأهله ، وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين ، فقال تعالى : ( والله يحب الصابرين ) وأوصى عباده بالإستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين ،
☆ وجعل الفوز بالجنة والنجاة من النار لا يحظى بها إلا الصابرون ، وأخبر أن الرغبة في ثوابه والإعراض عن الدنيا وزينتها لا ينالها إلا أولو الصبر من عباده المؤمنين ،
☆ وخص الأنتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييزاً لهم بهذا الحظ الموفور ، فقال في أربع آيات من كتابه : ( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) .
☆ وعلَّق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر ، وهو على من يسره الله عليه يسير ، وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور ،
☆ والصبر ساق إيمان المؤمن الذي لا اعتماد له إلا عليها , فلا إيمان لمن لا صبر له وإن كان فإيمان قليل في غاية الضعف ،
☆ فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم , وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم ، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .
|