مساجد نابلس تنتصر لغزة في صلواتها وأدعيتها

في ظل اشتداد العدوان والحصار على قطاع غزة، ترتفع أصوات وتكبيرات أئمة المساجد والمصلين من خلفهم، دعما ومؤازرة لهم خلال صلوات القيام والتراويح والقنوات.

ولوحط تكثيف المساجد في نابلس شمال الضفة المحتلة، للأدعية والقنوت للأهل في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، بعد اشتداد العدوان والحصار عليهم.

وتحتضن مدينة نابلس شمال الضفة الغربية 110 مساجد، منها 9 في البلدة القديمة.

ويعد مسجد الساطون، الذي يعود بناؤه إلى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، من أقدم مساجد المدينة التي تعد ثاني أقدم مدينة في العالم، ويعود عمرها إلى 4000 عام مضت.

ويركز المواطنون خلال الشهر الفضيل على تأدية الشعائر الدينية في المساجد وتكثيف الأدعية والابتهالات الدينية التي يطغى عليها السمة الدينية والسياسية للمسلمين المنكوبين في أرجاء المعمورة، ومنهم أهل فلسطين خاصة في غزة.

وفي ظل القصف الذي تعرضت له غزة منتصف الأسبوع كانت أدعية الشيخ جعفر هاشم في مسجد الساطون أقدم مساجد نابلس العتيقة تبكي الفؤاد، وهو يتوجه للعلي القدير أن يحمي أهل غزة ويحفظهم وينزل الصبر والأمان عليهم.

وفي مسجد البيك في القلب المدينة القديمة من نابلس تقام صلاة التهجد وقيام الليل في أغلب الليالي، ويهيمن على الأدعية نصوص التضامن مع المحاصرين في غزة.

ولم يختلف الأمر في قنوت مسجد دار الأرقم في مخيم بلاطة شرق المدينة، حيث تعالت أصوات المصلين خلف إمامه الشيخ جميل يوسف وهو يدعو لأهالي غزة بالثبات أمام ما يتعرضون له من قصف وتدمير، مع تناولهم وجبات الفطور والسحور.

وأجهش المصلون بالبكاء في مسجد الروضة بحي رفيديا بنابلس وهم يؤمّنون خلف الأمام الشيخ مسعود الكوني بالدعاء لنصرة غزة وأهلها ومواجهة ما يتعرضون له من ويلات ومجازر.

ويرى الباحث عبد السلام عواد أن المساجد في ظل الأزمات واشتداد العدوان تمارس أدوارًا كثيرة منها إبراز التلاحم الديني والمجتمعي، والتعبير عن الألم الذي يصيب أبناء الشعب الواحد رغم ظواهر البعد والانقسام السياسي.