رسالة طفل سوري إلى البحر

رسالة طفل سوري إلى البحر


أيا بحر ! سلام من الجنة على أمواجك الزرقاء و بعد !
لقد ضاق بي وطني و لم يعد هناك متسع ، لقد ضاقت سوريا بأكملها و أصبحت و كأنها أشبه بزنزانة لا يصلح لسكناها الحيوان فما قولك بالانسان !؟
لم يعد هناك خيار فإما أن أموت مذبوحا من الألم و إما أن أحيا بذل حافي القدمين مشرد ،
أنا صغير يا صديقي و لا أدر ما هو الموت فاخترت الحياة جهلا بالحقيقة ،
ظنتت أني سألاعب رمال الشاطئ و ألهو هنا و هناك ظنتت أن الحياة ستعود إلى طبيعتها حيث بيئة الطفولة ،
أرجوحة من شأنها أن ترسم بسمة على شفاهي تمحي من ذاكرتي مر الحرب و عذابها ،
أنا صغير يا بحر أوهل يجب على الصغار أن تفرض الحرب أوزارها عليهم ، قلبي ينفطر يا صديقي !
اقتربت منك و بدت لي أمواجك الساحرة و يكأنها حضن أمي التي لم أرها منذ اشتعال الوغى !
كل موجة تمر أحسبها و كأنها حضن سيمنحني الأمان ،
الأمان الله لكم هي كلمة دافئة أفتقدها فأنا البارد كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة ،
دخلت إليك بقلب يرتجف و توسطتك ! ظنتت أن كل شيء سينتهي ، ظنتت أنني لن أبكي مجددا و لن أخاف و لن أصرخ
ظنتت أن الحزن سيغيب عن وجنتاي ، فأنا أحبك جدا أيها البحر و أظنك تبادلني الشعور ،
أنت لم تكن وحشا كهؤلاء هم أرادوا أن ينالوا مني و كأنني انا من أثرت الفتنة على سيادة الخسيس بشار ،
رأيتهم يقتلون و يذبحون و التهمة كانت ! أني ولدت سوري الأصل عربي مسلم لست من صنف العلويين الشيعيين ،
ذنب لم أقترفه إنما قدر الله فقط ، كنت تحتضني و تحتضننا جميعا و لكن ما الذي دهاك !
هل قبلت على نفسك أن تكون إحدى شبيحة الخسيس ! لماذا التهمت جسدي يا بحر ؟
أين الأمواج لأختبأ في دواخلها ، هه إنها هي من تأكلني ! أعاتبك يا بحر علك قد تجيب يوما !
و إني لأتسائل لما فعلت ذلك ، !؟ هل أتعبك جسدي النحيل ، أكنت كهلا ثقيلا عليك ، ؟!
عذرا لم أكن سوى مجرد أشلاء مهترئة هاربة ! استعانت بقواك و خذلتها ، ثم ماذا !؟
ثم إن الاستعانة بغير الرحمن لهي شر إهانة ،
أحبني فأنقذني فأكرمني فقابلته غريقا و تقبلني شهيدا
و اعلم يا بحر أنني مازلت أحبك