ملحمة الصمود

غزة تلك البقعة الصغيرة على خريطة العالم، هي رمزاً للصمود والإرادة التي لا تنكسر، برغم المجازر البشعة والدمار الذي حل بها بسبب الحرب، أثبت أهل غزة أن القوة الحقيقية تكمن في الروح والإيمان بالحق، في كل مرة تتعرض فيها غزة للعدوان الإسرائيلي، ينهض أهلها من تحت الأنقاض، يحملون في قلوبهم الأمل والقوة والإيمان والإصرار على الحياة، الأطفال الذين يلعبون بين الركام و النساء اللواتي يزرعن الأمل والإيمان والحلم في قلوب أبنائهن والشباب الذين يقفون في وجه الظلم بكل شجاعة، كلهم يشكلون لوحة من الصمود والتحدي، الانتصار في غزة ليس مجرد انتصار عسكري، بل هو انتصار للإنسانية، وللكرامة، وللإرادة التي لا تعرف الاستسلام، هو رسالة للعالم بأن الحق لا يموت، وأن العدل سيظل قائماً مهما طال الزمن، غزة تُعلمنا أن الأمل يمكن أن ينبثق من بين الركام وأن الحياة تستمر رغم كل الصعوبات والمعاناة، غزة قصة إلهام لكل من يسعى للحرية والكرامة، ودليل على أن الإرادة الإنسانية قادرة على تحقيق المستحيل، غزة ملحمة صمود ويبقى صمودها وشعبها درساً للعالم أجمع، بأن القوة الحقيقية لا تقاس بالأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية، بل بالإيمان بالحق والقدرة على الصمود في وجه الظلم الإسرائيلي. وفي كل مرة تشتد فيها المحن يظهر الأبطال الذين يضحون بأرواحهم من أجل الحرية والكرامة والوطن والقدس والأسرى، شهداء المقاومة هم الذين قدموا أغلى ما يملكون من أجل أن يعيش شعبهم بكرامة وحرية، الشهداء هم نور يضيء درب الحرية، وهم الذين كتبوا بدمائهم صفحات من المجد والعزة، لا يمكن أن ننسى تضحياتهم، ولا يمكن أن نغفل عن دورهم البطولي في الدفاع عن الأرض والعرض، هم الذين وقفوا في وجه الظلم والعدوان، وهم الذين علمونا معنى الشجاعة والصمود، وأنَ المقاومة هي نبض الأمة، وأن المقاومة هي التي تزرع الأمل في قلوب الناس، ويبقى الأمل حياً، ويبقى الإيمان بالحق والعدل راسخاً، هم الذين يذكروننا دائماً بأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بدماء الأبطال، نحن مدينون للشهداء بكل لحظة من الحرية نعيشها، وبكل نفس نتنفسه في أرضنا، هم الذين جعلوا من أجسادهم جسوراً نعبر بها نحو المستقبل، وهم الذين علمونا أن الكرامة لا تُباع ولا تُشترى، نقف إجلالًا واحتراماً لتضحياتهم، ونعاهدهم بأن نبقى على دربهم، ونواصل النضال حتى تحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها ...

سلامً لغزة ورحم الله شهداءنا الأبرار، وأسكنهم فسيح جناته، وجعلنا من السائرين على دربهم حتى النصر