كيفَ حال قلبك دونني؟

كيفَ حال قلبك دونني؟

،


إنني الآن فقط علمت أن في اليوم أربعة و عشرون ساعة طويلة لا تبرح أن تعبر عبورًا هادِئًا لا يُحدث حنينًا، كعادتَي أفقت في العاشرة صباحًا و أمسكت بهاتفي كي أُخبرك أنني للتو قد أفقت و تُخبرني أنه للتو أشرقت الشمس و صار للصُبح خير، لكنني تذكرت أنه في الليلة السابقة قد انتهى كل شيء، إرتديت الفستانً الأسود الذي تُحب، و ذهبت للمقهى المُجاور الذي دائمًا كُنا بِه نلتقِي، أشعر أن كل الأشياء هُنا تسألنِي عليك، الطاولة و الكُرسي الثانِي أصابهم الحنين لك، الحنين لنا حينما كُنا سويًا، كوب قهوتي كان و للمرة الأولى بالفعل مُرًا، أعتقد أنها مرارة فراقك لا أكثر، كل الاشخاص هُنا تُشبهك، و كل الأزقة تسحبني من هُنا لتأخذني إليك، ذهبت للمنزل،
في الطريق قابلت بائعة الورد التي كانت تعرفنا، سألتني عنك، و أصابني الخَرس لوهلة، أخبرتها أنني منذ اكثر من عشر ساعات او اكثر يُمزقني قلبي، و انني اشعرُ ان كل الحياة لا تسير كما نُريد مادام القلب الذي نُريده بالفعل قد رحل، رحلت عنها، أنا و دموعي و صورة لَك و بعضُ مِنك، أنهيت عملَي بعجلة كأشخص يَخاف أن يسأله شخصًا عن أي شيء فيتضح ضعفه و شوقه، الطريق للمنزل دون مكالمة بيننا موحشُ جدًا، جدًا طويل، إنها الحادية عشرة مساءً، ومن العاشرة للواحِدة أتوسل لكل ذاكرتي أن تُسقطك شيئًا ف شيء و تُنسيني إياك، لكن العكس دائمًا يحدث، و كل شريط أيامنا يمر امام عيني منذ الليلة الأولى إلى الان
-إنه علينا أن نفترق- ، عاهدت نفسي ألا أرسل لك شيئًا و أن أحاول النوم، امسكت بهاتفي و لم اكتب ولن اكتب...وداعاً