للمنكسرةِ قلوبهم كتبتُ هذا
- أيُكسرُ القلب؟
- نعمْ يُكسر، يُكسرُ حقيقةً لا مجازًا، إنّهُ شعورٌ قبيحٌ جِدّا و لا يُحتمل، تشعرُ و كأنّ جرّةً سقطتْ من علوٍّ شاهقٍ فباتت فتاتًا حادّ الأطرافِ يوجعُكَ كُلّما تحرّكت يمينًا أو شِمالًا،
كنتُ أظنُّ أنّ الأمرَ مُقتصرٌ على الشعورٍ فقط لا يتعدّى كونَهُ داءًا عُضويًّا قدْ يُصيبُ الإنسان، كنتُ أظنّ أنّ البعضَ يقولها مجازًا
" كسرتَ قلبي " و لكنّه لم يكُن كذلكَ أبدًا، تعثّرتُ ذاتَ يومٍ بدراسةٍ طبيّة تؤكّدُ ذلك، تُؤكّدُ أنّ إنكسار القلب متلازمة حقيقية قدْ تؤدّي بصاحِبها إلى الجلطة أو الموتُ المفاجئ إن كان الإنكسار قويًّا،
و قيلَ في الدّراسة بأنّ النّساءَ أكثر عُرضة لهذا الحال فرفقًا بالقوارير.
- كيف يأتِي الإنكسار ؟
- لا يُمكننِي أن أحصُرَ العلّة في سبب واحد، لأنّ كُلّ منّا و حاله و ظُروفه و قُدرة تحمّله و استحمالهِ على ما يدورُ حوله أو داخله،
و لكنْ قد يكونُ بسبب أنّ ما يتعرّض له الشخص و انفطر قلبه بسببه هُو الضربة الأخيرة و إن كانت خفيفة جدّا التي كسرتْ إناء القلب كسرًا قدْ يطولُ جبره.
الأذَى من أشخاصٍ تكنّ لهم إحترامًا كبيرًا قدْ يكسر قلبك، أن يُضربَ صدقُك و تضحياتك كُلّها في الصّفرِ من أجلِ موقفٍ لا تُحسدُ عليه قدْ يفطُرُ قلبك،
فُقدان شخصٍ عزيز، ضرباتٌ فجائية نتعرّضُ لها، خُذلان، ظُلمٌ لأنفسنا قبل كُلّ شيء، أخطاءٌ لا تُغتفر كُلّ ذلكَ يكسرُ القلبَ أيّما كسر، كُلّ سببٍ قد يراهُ الآخرونَ تافهًا أن تحزنَ بسببه و لكنّه كانَ ذا أثرٍ عظيم بداخلك.
" لا تكسر قلبي "،
رجاءٌ صادق بأن تتوخّى الحذرَ بهذهِ المُضغة التي جعلتُ لكَ مكانًا فيها و مستقرًّا هذا ما تعنيه هذه العبارة.
" لا تكسرْ قلبي"،
عبارةٌ تُخفي خلفها الكثيرُ من الحذرِ و المجازفة و الخوف من أن يعودَ القلبُ من عندكَ فتاتًا و لا يعودُ كما كانَ عليه.
- أيُجبرُ كسر القلب؟
- يُجبرُ، و كيفَ لا يُجبرُ و أنت لكَ ربّ من أسمائهِ "الجبّار"، يُجبرُ بأن تتوارى بإنكسارك إلى الظلّ ترممّ إناء قلبكَ رويدًا رويدًا، رافعًا كفّيكَ مع كُلّ صلاةٍ تنادِي ربّك تضرّعًا و خفية
" أجبرني يا جبّار "،
الرّفقُ الرّفق بالقلبِ و نحنُ نطبّبهُ، الرّفق الرّفق و هُو داخل العناية المركّزة بسبب وهنه و تعبه،
الرّفق الرّفق بأن لا نحمّله أكثر مما يقدرُ عليه، و سيشفَى و يُجبرْ و يُعافى بإذن الله الكافِي الشّافي .
جبر الله قلوبكم
#حديثُ_الروح | #انتصار
|