الروح في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبدالرحمن العشماوي

محمد عباس محمد عرابي



تحدث الدكتور عبدالرحمن العشماوي عن الروح في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي)؛ حيث تحدث عن شراء حب الحبيب بالروح، وبيَّن أن الروح في سماء الصحبة تسمو بالمرء عن حَمأة الأهواءِ، وأن الروح تغرس الحنين في أعماق النفس، وأشار إلى زيادة صور البيان تأثير من الروح، وفيما يلي بيان ما ذكره في هذا:

شراء حب الحبيب بالروح:

تحدث الشاعر في قصيدة (شدا لك قلبي) عن شراء حب الحبيب بالروح فيقول:

سلام عليكِ امتد جسر مودتي
إليكِ وفي عينيكِ نهر حنانِ
لوجهكِ في ذهن المشاعر صورةٌ
أراها بعين حرة وتراني
سكبتكِ لحنًا في عروق قصائدي
وأجريت من عينيكِ نهر بياني
مكانكِ في سويداء خاطري
وإني لأدري أين منكِ مكاني
كلانا شرى بالروح حب حبيبه
كلانا سما عن ذلة وهوان[1]


الروح في سماء الصحبة تسمو بالمرء عن حَمأة الأهواءِ:

في قصيدة (هبني فمًا يشدو): يبين الشاعر أن الروح في سماء الصحبة تسمو بالمرء عن حَمأة الأهواءِ؛ فيقول:

يا صاحبًا ما زلت أشعر أنه
في رحلتي أملٌ يذيب عنائي
أصغيتُ والصمت الرهيب يلفُّني
والليل ينسج بردة الظلماءِ
وأقمتُ حتى خِلْتُ أن مراكبي
صدئت وأني عِفْتُ طيبُ هوائي
فاجعلْ لروحي في سمائك منزلًا
نسمو به عن حَمأة الأهواءِ[2]


الروح تغرس الحنين في أعماق النفس:

يبين الشاعر أن الروح تغرس الحنين في أعماق النفس؛ فيقول في قصيدة (حدثيني):

يا حنينًا غرسته الروح في أعماق نفسي

ومضت تسقيه حتى لم أعد أملك حسي

أي غرس – يا حنيني – أنت يا أجمل غرس؟[3]



غرس الروح وردًا وريحانًا:

يتحدث الشاعر عن غرس الروح وردًا وريحانًا؛ فيقول في قصيدة (ماذا نخاف من الدنيا؟):

ولا جرت كلماتي حين أسكبها
في مسمعيكِ زُرافات ووُحدانا
إلا لأنكِ في الأعماق ساكنة
سكنتِ قلبي فغنَّى الحب وازدانا
حبيبتي هذه روحي أقدمها
إليكِ أغرسها وردًا وريحانا[4]


روح الحب سامية:

وفي قصيدة (ريحانة القلب) يبين العشماوي أن روح الحب سامية؛ فيقول:

الله يكتب يا ريحانتي فإذا
أراد أمضى وعند الناس ما كتبوا
لو أجمع الناس أمرًا في مساءتنا
ولم يقدِّر لما فازوا بما طلبوا
ريحانة القلب روح الحب سامية
فليس يقبل منها الغدرُ والكذب[5]


زيادة صور البيان تأثير من الروح:

وفي قصيدة (فجر الأدب الأصيل) تحدث العشماوي عن زيادة صور البيان تأثير من الروح؛ فيقول:

كلماتنا روض تطيب ثماره
يبقى برغم السافيات نضيرا
زيادة صور البيان تهش حين نصوغها
ونزيدها من روحنا تأثيرا[6]

المراجع:

عبدالرحمن العشماوي: ديوان مراكب ذكرياتي، الرياض، مكتبة العبيكان، 1424هـ.


[1] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (شدا لك قلبي)، ص: 113.

[2] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (هبني فمًا يشدو)، ص: 60 – 61.

[3] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (حدثيني)، ص: 85.

[4] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (ماذا نخاف من الدنيا؟)، ص: 130.

[5] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (ريحانة القلب)، ص: 37.

[6] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، قصيدة (فجر الأدب الأصيل)، ص: 73.