محظور حتى من ذاتي!

لا تستغرب ان قلت لك باني
محظور من كل شي.. من اتباع نداء قلبي
او التعبير عن عاطفتي واتجاهات شعوري
او ترتيلات فؤادي من غمزي وملاطفة احساسي
او حتى مطالعة بعض جمال اطلالي
من روائح عطر ازهاري فارهقت انفاسي
محظور اجتماعياً محظور من اهلي ببلادي!
محظور من الامن والسكون ويعد جريمة انفعالي
من السعد من الحلم الانيق او لذيذ رقادي.
محظور من التجوال بارجاء بلادي ..ليس من كرونا كإجراء وقائي ...
وانما من لأني سانشر الجهل بين ابناء بلادي!!!
محظور من ابداء ارائي او التعبير عن ميولاتي
وان نطقت شيئا فسيتم قطع لساني
محظور حتى من الجلوس مع رفاقي ..
محظور من حريتي و استغلالي
حتى بالتفكير ومارسة هوياتي
او من العمل لاجل الحفاظ على إرث اجدادي
هنالك حظر حتى من التطلع للمعارف او الاحتفاظ بادواتي!
محظور ان الدعوة للسلم والبناء او التدوين باوراقي

ذلك هو نهج الديمقراطية في بلادي
ان ناديت بالاصلاح فانت قيادي انقلابي
ان صرخت لا للفساد فانت انسان انتهازي
وإن قلت لطفا بالناس فانت جبار عشوائي

وإذا ناديت للتقدم فأنت اداة لمخطط استعماري
ولو انتقدت الوضع الاقتصادي فأنت مؤكد ارهابي
وإن رفضت القمع والتنكيل حينها تكون صهيوني
ولو طالبت بتوفير الرواتب فأنت خائن في بلادي
في بلدي كل الاتهامات مفصلة على مقياسي
لذا فانا في كل شيء محظور حتى من ذاتي!
نادر يازمن
٢٢مارس ٢٠٢١م
٢٠:٤٧ بتوقيتي
...