على الرصيف ( خاطرة )

على الرصيف



امرأةٌ تفترش الأرض بسواد ملابسها، ولون بشرتها الداكن، تضع وليدها بجانبها، وتفتش في كيسٍ بالٍ عن كسرة خبزٍ، خبأتها في مكان أمين.

امرأةٌ تعرفها طرقات الحي الضيقة، تَحِنُُ عليها تارةً، وتارةً أخرى يلعنها سائق سيارةٍ فارهة، مر بقربها، وآذاهُ منظر فقرها المدقع، توطدت بينها وبين قيظ الصيف علاقةٌ عبر السنين.

امرأةٌ تهدي العابرين - على فقرها - ابتسامةً بلهاء، تغير شكل ابتسامتها مراتٍ ومرات في استعطافٍ مهين.

امرأةٌ تعطي العابرين درساً في الصبرِ، في الشكرِ، في الرضا، تحمد الرب ولا تستكين.

امرأةٌ تفرح بلعبةٍ، مقطوعة الرأسِ، عافتها يد طفلٍ، أهداه أهله عشراتٍ غيرها، تنظفها بطرف ثوبها، تلوح بها إلى وليدها، وتبتسم في انتصار مبين.

امرأةٌ تتوضأ بحفنةِ ترابٍ، قذفت به عجلات مركبةٍ، تتمضمض به، وتستنشق دونما سخطٍ، وتسجد لرب العالمين.

امرأةٌ تستودع الله طفلها في رحلةِ البحث، في الحاوية المجاورة، وتدعو أن يرزق الله أهل حيها، وأن تدوم ولائمهم، وتمني النفس أن يتعثر بصرها بعظمٍ سمين.

امرأةٌ .. قال بعضهم بأنها سكنت حيهم، على هذا الرصيف ذات يومٍ، وتركت وليدها بيد الرحمن، وصعدت إلى عليين.


" إهداء "
إلى روح هذه المرأة، التي سكنت حينا .. وتدعى فاطمة

وكم من فاطمة تزدحم بهن أرصفة شوراعنا العربية كسوتهن الحزن المترف ترتسم الخيبة في عيونهن
أتأملهن وربما تلتقي الأعين صدفه فأبتسم ابتسامة أقرب إلى الحزن ولكن القلب ينزف بصمتٍ هَلِع
يغتاله ألف سؤال وسؤال أقلها يُذهبُ العقل
ولكن عزائي أنني أعلم أن هناك بشر يقيمون في
الأرض وميراثهم في السماء وما عند الله عظيمًا
أستاذ عدي ...
أبدعت في الوصف الدقيق واختيارك للمفردات استثنائي كَ أنتَ.
حقيقةً
لا شيء أحسسته اليوم وأخذني من حدث يشغلني منذ أيام
إلا خاطرتك الهاربة من محبرةِ القسوة ( قسوة الأيام )
كسهمٍ أصاب القلب بنوعٍ من الألم الذي لا يوصف ربما لأنه مكتمل الوجع .
دمت متألقًا عبق بأسمى الإحساس وأرفع المشاعر

خاطرة جميلة تحمل بين طياتها الالم وكفر الفقر
احسنت في تعبيرك بتلك المعاني وسردك المذهل
رغم قسوتها الا اني كنت مبهرا بطريقة كتابتك
دمت قلما معطاء
وكفى الامة شر الفقر

امرأةٌ تهدي العابرين - على فقرها - ابتسامةً بلهاء، تغير شكل ابتسامتها مراتٍ ومرات في استعطافٍ مهين.

وهــل يستطيــع فاقــد الشئ أن يعطيــه ..!
لعل ملهمتكـ أستطاعت كسر القــواعد .. واثباث أن لكل قاعدة شواذهــا
عدي بلال ...
صافحتني كلمات الرضــا ..وداعبتني ابتسامات الدموع .. وأسرني تسلسل السطور
كتبت فأحسنت .. ورويت فصنعت تسلسل يجذب القارئ .. ويعايش الروايــــا
فاسمح لي أن أدق أوتاد خيمتي ها هنـــا ..فإني لا أنــوي الرحيــل
فإني أعشق كـُســاار القواعد ..
فرجاءا ً تقبلني أسيرا ً لصفحتكـ ،،

امرأةٌ تفرح بلعبةٍ، مقطوعة الرأسِ، عافتها يد طفلٍ، أهداه أهله عشراتٍ غيرها، تنظفها بطرف ثوبها، تلوح بها إلى وليدها، وتبتسم في انتصار مبين.
عدي بلال
أي قلم ذالك الذي كتب عن تلك المرأه!
وأي عين تلك التي ابصرتها!
واي قلب ذلك الذي احس بها
وبكل م تعانيه!
رغم انها مهمشة من قبل مجتمع ب اسره
الا من رحم ربي

انت رائع بكل المقاييس بجد
راقت لي واكثر
وبقدر م اعجبني كل شيء هنا,,اشكرك

خاطرة جميلة وعبرت عن حالة الفقر ومأساة الفقراء
بطريقة رائعة واوصلت جزءاً من رسالتهم
يعطيك العافية لكتابتك الرائعة ..

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أيام وكم من فاطمة تزدحم بهن أرصفة شوراعنا العربية كسوتهن الحزن المترف ترتسم الخيبة في عيونهن أتأملهن وربما تلتقي الأعين صدفه فأبتسم ابتسامة أقرب إلى الحزن ولكن القلب ينزف بصمتٍ هَلِع يغتاله ألف سؤال وسؤال أقلها يُذهبُ العقل ولكن عزائي أنني أعلم أن هناك بشر يقيمون في الأرض وميراثهم في السماء وما عند الله عظيمًا أستاذ عدي ... أبدعت في الوصف الدقيق واختيارك للمفردات استثنائي كَ أنتَ. حقيقةً لا شيء أحسسته اليوم وأخذني من حدث يشغلني منذ أيام إلا خاطرتك الهاربة من محبرةِ القسوة ( قسوة الأيام ) كسهمٍ أصاب القلب بنوعٍ من الألم الذي لا يوصف ربما لأنه مكتمل الوجع . دمت متألقًا عبق بأسمى الإحساس وأرفع المشاعر

القدير أيام

صدقت .. وما أكثرهن في طرقات الحي ..
رحم الله سيدنا عمر بن الخطاب، خشي من تعثر دابةٍ، وسؤال المولى عز وجل له " لمَ لم تعبد لها الطريق يا عمر " ..

جالستها ذت مرة، وكم عجبت من ابتسامتها، رغم خطوط الزمان التي نالت من وجهها ..
ووالله ما ختمت جملة لديها، إلاّ وأتبعتها بالحمد والشكر لله على النعمة.

شكراً لك أخي الكريم على تعقيبك الثري، وتواجدك الذي به أسعد.
رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة ..
وخلف قلمي شخصٌ خجول، يتلعثم عند الثناء يا أ. أيام .

كل التحية لك

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو غيث خاطرة جميلة تحمل بين طياتها الالم وكفر الفقر احسنت في تعبيرك بتلك المعاني وسردك المذهل رغم قسوتها الا اني كنت مبهرا بطريقة كتابتك دمت قلما معطاء وكفى الامة شر الفقر

القدير أبو غيث

سرني رأيك في الخاطرة أخي الكريم
نحن الكٌتًــاب من واجبنا أن ننقــل الصور، والكاتب يستقي مواضيعه من مشاهداته التي ترصدها العين، ويتأثر بها الفلب ..

شكراً لك على تواجدك، وكلماتك الطيبة أخي

التحايا أزكاها

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين الصمت امرأةٌ تهدي العابرين - على فقرها - ابتسامةً بلهاء، تغير شكل ابتسامتها مراتٍ ومرات في استعطافٍ مهين. وهــل يستطيــع فاقــد الشئ أن يعطيــه ..! لعل ملهمتكـ أستطاعت كسر القــواعد .. واثباث أن لكل قاعدة شواذهــا عدي بلال ... صافحتني كلمات الرضــا ..وداعبتني ابتسامات الدموع .. وأسرني تسلسل السطور كتبت فأحسنت .. ورويت فصنعت تسلسل يجذب القارئ .. ويعايش الروايــــا فاسمح لي أن أدق أوتاد خيمتي ها هنـــا ..فإني لا أنــوي الرحيــل فإني أعشق كـُســاار القواعد .. فرجاءا ً تقبلني أسيرا ً لصفحتكـ ،،

القدير رنين الصمت

صدقت.. لقد كانت استثناء، ومثال للمرأة الصامدة، الشاكرة، المبتسمة أمام طوفان الحياة.

سرني جداً تواجدك هنا أخي الكريم، وأتشرف بمتابعتك لنصوصي، ورأيك فيما أكتب يهمني جداً ..

شكراً لكلماتك الطيبة، ولروحك الطاهرة ..

التحايا أزكاها ..

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نقاء امرأةٌ تفرح بلعبةٍ، مقطوعة الرأسِ، عافتها يد طفلٍ، أهداه أهله عشراتٍ غيرها، تنظفها بطرف ثوبها، تلوح بها إلى وليدها، وتبتسم في انتصار مبين. عدي بلال أي قلم ذالك الذي كتب عن تلك المرأه! وأي عين تلك التي ابصرتها! واي قلب ذلك الذي احس بها وبكل م تعانيه! رغم انها مهمشة من قبل مجتمع ب اسره الا من رحم ربي انت رائع بكل المقاييس بجد راقت لي واكثر وبقدر م اعجبني كل شيء هنا,,اشكرك

أ. نقاء

هو قلبكِ النقي، ذلك الذي لامست كلماتي شغافه، عن تلك المرأة ..
سرني إذ نالت استحسانكِ هذه الخاطرة، شكراً لكِ على كلماتكِ الطيبة قديرتنا ..

ممتنٌ لكِ متابعتكِ لما أكتب أ. نقاء
وأتشرف برأيكِ دائماً وأبداً ..

كل التحية