03-05-2019
|
|
|
|
|
|
لوني المفضل
Black
|
|
رقم العضوية : 1 |
|
تاريخ التسجيل : Mar 2006 |
|
فترة الأقامة : 7227 يوم |
|
أخر زيارة : منذ 4 يوم (08:44 AM) |
|
الإقامة : فلسطين |
|
المشاركات :
78,413 [
+
]
|
|
التقييم :
9775 |
معدل التقييم :
           |
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
لاتُسقطوا السيجارة من يدي
"لاتُسقطوا السيجارة من يدي".. حملة مُقاطعة شرسة بعد قفزة أسعار "الدخان" بغزة

تفاجأ المواطنون في غزة بقفزة جنونية في أسعار الدخان، بعد عدة قفزات سابقة، لكنها هذه المرة، وصلت الذروة باعتقادهم.
وكان المدخنون في كل مرة يُواجهون هذا الارتفاع بطُرق مُختلفة، إحداها كان بالتوجه إلى استخدام الدخان "النفل"، لكن أن تزيد الأسعار بنسبة 200% في غضون أيام فقط، وتطال "النفل" أيضاً، فإن ذلك فاجأ المُدخنين، الذين قرروا القيام بخطوة جديدة، وهي المُقاطعة.
فقد تصدر هاشتاغ #قاطع_التدخين مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب إياد أبو جياب: "غرد معنا #قاطع_التدخين 72 ساعة وشاهد التأثيرات علي إيراد الدخان فقط ماذا سيفعل".
واستجاب رأفت عصفور، الذي شارك يومياته في المقاطعة، وكان آخرها: "الحمد لله اليوم 33 من الإقلاع عن التدخين".
وتهكم عثمان عبيد على الارتفاع: "لأن صحتك بتهم الحكومة ... اقطع رأس مال الحكومة"، أما عثمان آخر فدعى للمُقاطعة من مُنطلق آخر، وكتب عثمان شمس: "الرجل الحقيقي يحرم نفسه من أجل أبنائه، فكيف لو كان شيئاً ضاراً به.. أولادك أولى بالـ 20 شيكل ثمن علبة السجائر".
وعلى نهجه أيضاً، قال جمعة الفرا: "ثمن علبة السجائر بتجيب نص كيس طحين أو كيلو لحمة أو فرخة كبيرة الحجم، وبتجيب 15 راس زهرة، و10 ربط سبانخ، و15 ربطة سلق أو رطل بطاطا وبندورة وباذنجان وفلفل.. وبالآخر المدخن بيقول لك: والله ما في حاجة ناكلها بالدار، والأولاد بيروحوا المدرسة بدون فطور أو مصروف".
واستعرض فؤاد صفوت إحصائيات لم يذكر مصدرها، وكتب: "هناك 800 ألف مدخن في الضفة والقطاع! ينفقون 450 مليون دولار سنوياً، أي ما يعادل نحو 37.5 مليون شيكل شهرياً، و 1.2 مليون دولار يومياً، و50 ألف دولار كل ساعة، تحصل حكومة غزة على 20 مليون دولار شهرياً من ضرائب التبغ، وفي رام الله 300 مليون شيكل شهرياً .. في حال توقف الشعب الفلسطيني عن التدخين، فستحشي الحكومات السجائر في حلوق الناس جبراً".
ويبدو، أن مؤمن الناطور ليس مُدخناً، لكنه شجعهم قائلاً: "أصدقائي المدخنين.. أنتم كُثُر.. أنا أقلعت عن الشيشة من سنتين، المسألة شوية إرادة".
ويؤمن تيسير عبد الله بأن المُقاطعة ستأتي بنتيجة، فكتب: "قاطعوا الغلاء بالترك، ليس هناك أشد على القراصنة من ترك السلعة".
وترى هديل محمد، أن هناك تناقضاً في أسباب رفع الأسعار، قائلة: "حماس بترفع سعر السجاير خوفاً على الأطفال تشرب، وبنفس الوقت بتاخدهم على السلك".
واستعرض محمد التلباني المآسي الأخرى التي يمر بها المواطن في غزة، فكتب: "مين قال إنه صعب جداً أبطل الدخان.
هينا بطلنا نتنفس حرية عادي وعايشين.
وبطلنا نقاوم الاحتلال وعادي عايشين.
وبطلنا نحب بعض وعادي وعايشين.
وبطلنا نخاف على القدس وعادي عايشين.
وبطل الراتب يكفي وعادي عايشين.
وبطلنا نعرف العدو من الحبيب.
وبطلنا كثير أشياء يعني وقفت على الدخان؟!".
وتهكم أحمد المقيد كاتباً: "لو نجحت حملة مقاطعة الدخان أضمنلكوا الوضع حيتغير.. حتصير الضرائب ع البزر"، وعلى نهجه أبو حذيفة محمود: " انثروا الدخان في الشوارع حتى لا يقال مات إنسان منقرز".
وشجع إيهاب الحلو هذه الحملة، مؤمناً بقدرة الشعب على التغيير: "الشعب إللي يقدر يقطع الدخان لمدة 10 أيام عشان يعلن إنه رافض للمهزلة اللي بتصير بخصوص الغلاء، ويشوف النتيجة وكمية الملايين التى سوف تخسرها الحكومة، وينبهر وقتها رح يعرف إنه هو قادر يغير".
واستشهد صلاح جاد الله بقصة من التاريخ حول قوة تأثير حملات المقاطعة، فكتب: "حفاظاً على صحتكم، قاطعوا الدخان، وتعلموا من "روزا باركس" وحملة مقاطعة السود للحافلات".
وأضاف: "في عام 1955 استقلت السيدة روزا باركس الحافلة، وجلست على مقعد خلف القسم المخصص للبيض مباشرةً، وعندما طلب منها السائق بعد قليلٍ أن تترك مقعدها لرجلٍ أبيض، رفضت روزا ذلك بهدوءٍ وإصرار، وبعد أن تمّ إيقافها، كان عليها المثول أمام المحكمة.
عندما علم "مارتن لوثر كينغ" بالأمر غضب، وقرّر مع صديقه "رالف ابرناثي" الدعوة إلى عقد اجتماعٍ في الليلة نفسها، تناقل الناس الخبر ووصل جمع غفير إلى المكان المحدّد، وبعد عرض الوقائع اقترح أحد النقابيين مقاطعة الحافلات، ووافق الجميع على هذا المقترح ألا يصعد أيّ أسود إلى الحافلات.
صدر في ذلك اليوم الحكم على السيدة باركس بدفع غرامة مالية قدرها عشرة دولارات، لأنها خالفت قوانين التمييز المحلية، على إثر ذلك، اجتمعت لجنة الإضراب، وقررت تشكيل جمعية جديدة تتولى متابعة التحرك، أطلق عليها اسم "رابطة تقدم مونتيغوري" وانتخب مارتن لوثر كينغ، رئيساً لها بالإجماع وتقرر مواصلة الإضراب حتى إلغاء التدابير المذلة ضد السود، وقد تحقق لهم ذلك".
وسخر الناشط محمود نشوان من رفع الأسعار فكتب: "شعار المرحلة المقبلة، لا تُسقطوا السيجارة من يدي".
وكشف نشوان المُقيم حالياً في بلجيكا بعد اللجوء: "علبة الملبورو في غزة سعرها 35 شيكل، علبة الملبورو في بلجيكا سعرها 6 يورو! ملاحظة: 6 يورو تعادل 24 شيكل".
استجابة جزئية!
وللوقوف على النتائج المُحتملة للحملة، قال أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر، د. معين رجب: إن هذه المقاطعة شكل من أشكال التعبير، ومن حق المستهلك لأي سلعة أن يعبر عن رأيه، وهي معتادة في كثير من الدول، أن يلجأ المستهلك إلى المقاطعة للضغط على التاجر أو الجهة التي زادت السعر حتى يتم تخفيض السعر.
وأضاف رجب: "هذا مطلب عام لأي مستهلك أصبحت تكلفة السلعة فوق طاقته، وأصبح غير قادر على شرائها، بعد فرض رسوم جمركية مرتفعة عليها، وقد يكون هناك استجابة جزئية لهذه الحملة كإرضاء للمستهلكين، ومحاولة توفيق لرغبات الطرفين (الحكومة والمستهلك)".
وشرح رجب أن الدخان له خصوصية كسلعة، فهو ليس كباقي السلع، وقال:"عليه طلب كبير من جانب المستهلكين رغم أنه ضار، والأصل أن يسعى المجتمع لتقليص الاستهلاك منه، فإذا كان هناك مقاطعة لها، حبذا أن تكون هذه المقاطعة دائمة، وأن نتوقف عن بيع واستيراد الدخان".
ويعتقد رجب أنه من باب أولى، دفاع المواطنين عن سلعة غذائية أخرى كالدقيق والأرز والشاي، ونحو ذلك، أو جرة الغاز أو المواصلات، وختم: "هذا الارتفاع له ميزة أنه يدفع المُدخن لتقليص كمية تدخينه، هي سلعة ضارة، والأولى تقليصها إلى أدنى حد ممكن".
|