على باب غرفة الإنعاش

على باب غرفة الإنعاش

ومن امام احدى النوافذ الزجاجية

وبعد ان استجمعت قواي واسترددت بعض من طاقتي لكي اقوى على الوقوف والنظر اليه

بعد ان استدركت صعوبة الموقف وان حكاية الموت أتية لا محال

يسيطر القلق والخوف على قلبي وأكاد افقد عقلي وصوابي من شدة ما رائيت

وتمر اللحظات كمن ينتظر تنفيذ حكم الإعدام

القي بظهري على الحائط لشعوري بالتعب تارة
واقف وحيدًا صامتًا احدث ربي بما يحدث له تارة اخرى

واخرى اعود أقف انظر اليه

وعيوني تنهمر بالدموع وتذرف الدماء

وقلبي يعتصر ألماً وينزف وجعاً لقرب إعلان الرحيل والوفاة


يالله .. يا للهول

غرفة إنعاش

غرفة تمتلئ بالأجهزة الطبية والمعدات

جهاز للتنفس يلتصق بوجهه البريِ

واجهزة الرنين تملئ كل انحاء جسده الطاهر وليتها تشفع له وتعيده للحياة

صديقي سيموت ويفارق الحياة


وقفت مرتبك خائف .. حزين ..مكسور الجناحين .. لا أملك له إلا الدعاء


وقفت حائراً

لا أدرى ماذا أفعل

بدأت أنظر الى وجهه الجميل

واسترجع معه اجمل الذكريات

كان صديقي

وكان لي كل شيء بالحياة

صورتة محفورة في قلبي ووجداني وفي كل مكان

وابتسامته لا تفارقني حتى وهو يصارع الموت ويرحل االى دنيا البقاء


نظرت اليه

والخوف يملاء جفني والتعب أخذ مني حتى انهار جسدي وشعرت بدوار يتملكني
حتى ارتميت على الارض مستسلمًا لآلامي وراحت عينياي تدمع كشلال جارف.


جائني أحد الأصدقاء وأصطحبني معه الى خارج غرفة الإنعاش



الى أن جائني خبر الوفاة

وكان كالصاعقة على قلبي


بعد أن تعبت من الدموع.
واكتشفت ان دموعي قد جفت من كثرة البكاء ..
بعد ان تعبت من الانتظار..
تعبت من الذكريات..
تعبت من الحيرة والألم والآه..

تعبت وأصبحت بقايا متناثرة هنا وهناك

استسلمت للقدر ورضخت لأمر الله

ودعوته أن يجمعني به في جنة عرضها السموات والأرض



وما زلت مسكون بالأحزان ولا أقدر على النسيان

\
/
\
/
\


بقلمي

قصي