هزيم الأشواق

سلامٌ معطرٌ ... منمقٌ ... ضاحكٌ ... دامعٌ ... عاشقٌ .... كارهٌٌ يليق بجلالِ الذكريات
التي ودعت الماضي بأوطانه وخلعت ثوب القبيلة بألوانه وتزينت وتجملت وتمردت
وخرجت على القانون
سلامٌ على عينيك يوم تخون .... ويوم تهون .... ويوم عشقتها وأدمنتها كزهر الليمون
سلامٌ على كل التناقضات والمترادفات والمتشابهات والمعاني التي عانقت السماء حد الجنون
سلامُ على كل مثوى بداخلي هو لك أضعته بين الحاء والنون
سلامٌ على وطنٍ قد ضاع منّا وأضاعنا منذ قرون

تحيةُ تقدير لكل من يمر هنا ولكن فضلاً وليس أمراً لا أريد وضع أي اعجابات على كل ما سأكتبه هنا

نحنُ في وطنٍ لا نقتات منه إلا التعاسة ولا يجيد شيئاً إلا الرقص بجنازة أحلام ٍمضت وأمنيات لن تكون

نحنُ قومٌ نتملص من الوعود كما نتملص من أثوابنا القديمة الرثة التي تذكرنا بماضٍ لم يعد صالح لنا
ولا يتناسب مع حي راقي سكناه أو جار من طبقات عليا عاشرناه

أحياناً ..... نشتاق لماضٍ بعيد أو قريب كنا نملأ فيه المكان فرحاً وحزناً وحرفاً
كنا نتقاسم فيه كل شيء حتى الدموع
كنت الصديق والرفيق والشريك والزميل والأخ والحبيب والأب بل كنت كل شيء حتى الصغير

سقى الله قلباً أنا صاحبته

أنتَ البدايات التي لا نهايات لها وكل المذاقات التي لا نكهات لها وكل القضايا التي لا مرافعات لها
وأنتَ المفرد الذي لا جمع له وأنتَ الغائب الذي لا عودة له فنم قرير العين فأنا بخير يا أبي

لم أعهدك بهذا الجبن وهذا الضعف والخوف مثلما رأيتك منذ بضع ساعات

أنا لا تغنيني أرقى الأشياء عنك ولا تغنيني أحلى الأشياء عنك ولا تغنيني أغلى الأشياء عنك
ولا أفضل الرجال عنك أنا يا أبي لا يغنيني عنك إلا أنت

لديْ رغبة في الالتفات إلى الوراء قليلاً ربما ألمحك على أريكتنا أو أختالك تمشي بجانبي في شارعنا
أو ربما تضع يدك في حافظتك لتجمع ما بها لشراء فستان يعجبني لتبهجني بعيدٍ ما كنتَ تعلم
أنكَ أنتَ ووجهك المشرق فرحه الأوحد .