إن المؤمن يستطيع أن يجعل لكل ثانية من عمره ثواب و حسنة، و لكأن تحسب كم من ثانية تمر بك يومياً و تتكبد فيها مشاق يضيع عليك ثوابها لأنك لم تحتسب أجرها عند الله، إن الجزء المفقود في حياتنا اليومية إنما هو فى الحقيقة تلال من الحسنات التي نضيعها يومياً و لا نقدرها حق قدرها، بل و لا نلتفت إليها أساساً لجهلنا بأهمية الاحتساب أو عبادة الاحتساب و هى عباده يسيره لا تتطلب جهد أو تعب.
كيف تحـول العـادات إلى عبـادات ............احتسب أجرك عند الله.
كيف تخرج من العمل الواحد الكثير من النوايا الصالحة لتؤجر عليها بإذن الله تعالى..........احتسب.
جعل الإسلام جزاء الفعل ثواباًوعقاباً مرتبطاً بالنية ارتباطاً وثيقاً وجعلها شرطاً لقبول العمل، فمن الناس من يصنع المعروف ويسدي الجميل استمالة للقلوب، ومنهم من يصنعه مكافأة للإحسان، ومنهم من يصنعه لطلب سمعة وشهرة، لكن الإسلام لا يعتد بكل ذلك ولا يقبله من العبد إلا إذاصلحت نيته وكان عمله خالصاً لوجه الله تعالى، ولهذا قال صلى الله عليه و سلم: {إنما الأعمال بالنيات،وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله،ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه} [متفق عليه[
قال عمر بن الخطاب:أحتسب علي عملك تاخذ أجر عملك واجرحسبتك.
وقد ورد في الأثر: تعلموا النيه فإنها أبلغ من العمل ، و إنه لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له.
إنما الأعمال بالنيات، يبعث الناس علي نياتهم، يبلغ المرء بنيته مالا يبلغه بعمله، من تكن الأخره نيته يجعل الله غناه في قلبه ويكفيه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمه.
كان السلف الصالح رضوان الله عليهم إذا هم احدهم أن يعمل عملا احتسبه عند الله بأكثر من نيه ليتضاعف له الأجر:
قال أحدا لصاحبه: هيا بنا نؤمن ساعه.
فتوقف برهة ثم قال له: لنذهب الأن.
فقال له: لماذاتوقفت.
فقال: كنت احتسب أي استحضر نيه أو أكثر للعمل.
وقد قال أحدهم: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
أكثرنا يعرف مقوله الأثنين الذان يصلون خلف إمام واحد والفرق بينها في الأجر كما بين السماء والأرض، أتدري لماذا ؟؟لأن أحدهم احتسب (أي استحضر قلبه ( والأخر لا.
ما معني الأحتســاب؟؟؟
الأحتساب هو: استحضار القلب قبل أواثناء العمل، أي استحضارعظمه الله تعالي كأنه ناظر إليك، و استحضار الجنه والنار أمام عينيك، واستحضاروقوفك بين يدي الله تعالي، ومرورك علي الصراط و هل سيكون حبوا أو مشيا أو جريا أوكالبرق وألا تبالي بنظر الناس إليك فلن ينفعك أو يضرك أحدهم بشيء، .