إنني أكبر، ونصوصك تكبر في داخلي أكثر!

إنني أكبر، ونصوصك تكبر في داخلي أكثر!
لكنني الليلة لن أكتب عنك، وإنما أكتب إليك. سأفضي إليك عمّا علق في بالي اليوم..
فأنا ذات مرة.. عندما كنت طفلة صغيرة.. رأيتُ أمي تنظر لنفسها في المرآة متلمسةً تجاعيد خديّها،
وعندما لاحظت انعكاسي في مرآتها لفّت جسدها نحوي وسألتني بحرص: "جَعّدت يا نولا؟"
فأجبتها مثبتةً عيناي في عينيها بالنفي على الفور، كأنني كنتُ أعرف سؤالها مسبقاً!
غريزتي يا جسور منعتني من اخبارها بأنها كبرت،
غريزتي التي تخاف عليها من كل وأي ضرر، حتى ولو كان الواقع!
فأنا في قلبي أؤمن بأنه لم تشيب أمي ولن تشيب، إلا إن فارقتني.. حينها سأشيب أنا.

جسور.. أخاف أن أشيب.
جسور.. أشعر بأنني أمٌ لطفلةٍ أحبها كثيرًا.. لكنني أخاف عليها من هكذا مشاعر،
من هكذا هواجس، من هكذا عذابات!
جسور..
قال درويش لحبيبته: أتمنى لكِ اليأس ياحبيبتي لتصيري مبدعة..
جسور.. هل الإبداع وليدُ اليأس؟ وهل اليأس دلالة على الحياة؟ وهل نحنُ أحياء بعد هذا؟
جسور.. عندما يحضر الطوفان، تموت الخضرة فتغدو الأرض قاحلة ينبت فيها الشوك والصبّار.
الطوفان أصاب قلبي، حتى جفّت المياه بداخلي قطرة قطرة، فما عدتُ أحسّ شيئاً.. ”