لماذا يعطس بعض الناس حين التعرض لأشعة الشمس مباشرة؟

أولًا... ACHOO !

لا، لم أكن أعطس، وإنما هذا هو الاسم العلمي لهذه الظاهرة، اختصارًا لـ
Autosomal Compelling Helio-Ophthalmic Outburst syndrome والتي تعني المتلازمة الجسدية القاهرة للتفجر الشمسي البصري. وتنتشر هذه المتلازمة لدى قرابة 25% من الناس.
تبًا! ما هذا الاسم اللعين، طبيعي! الأطباء يجعلون من كل شيء معقدًا.. لا عليك، أن هنا لأبسط الأمور.. بسرعة سأشرح لك الاسم:
متلازمة: أي مجموعة من الأعراض المتلازمة سوية
جسدية: لأن الجين المسؤول عنها يورث عبر أحد الكروموسومات الجسدية
قاهرة: أي أنها جينة قوية، تكفيك نسخة واحدة منها كي تظهر الحالة لديك
التفجر: باعتبار العطاس زفيرًا انفجاريًا!
ما علينا من هذا كله، ماذا يحصل هنا بالضبط؟
المسؤول عن هذه الظاهرة هو العصب القحفي الخامس أو المسمى بالعصب مثلث التوائم Trigeminal nerve. تصل ألياف هذا العصب إلى الغدد الدمعية في العين كما ينقل الإحساس من الوجه ومخاطية الأنف إلى نواة عصبية في الدماغ تدعى (نواة مثلث التوائم) وهي مركز العطاس في الدماغ. المفترض أن يتفعل منعكس العطاس بشكل طبيعي عبر تخريش مخاطية الأنف، إلا أن تداخلًا عصبيًا معينًا يحدث هنا على عدة محاور:

• تنتقل إشارات عصبية عبر العصب الخامس عند تعرض الوجه للضوء والحرارة، تتداخل هذه الإشارات على مستوى النواة الدماغية مع الإشارات القادمة من مخاطية الأنف عبر نفس العصب، مما يحفز منعكس العطاس.

• يسبب الضوء تفعيل منعكس الدمع، والذي يقتضي تفعيل العصب مثلث التوائم، والذي ينقل الأوامر إلى الغدد الدمعية لإفراز الدمع. يبدو أن تفعيل العصب الخامس يؤدي إلى تحفيز منعكس العطاس أيضًا.
• الضوء يؤدي إلى تقلص بؤبؤ العين، ما يدعى بالمنعكس الحدقي. يحدث هذا المنعكس عبر تفعيل ألياف عصبية لاودية parasympathetic. هذا التفعيل لا يكون محصورًا على العين، وإنما يؤثر أيضًا في مخاطية الأنف مما يؤدي لانزعاجها، وهذا يعني بالطبع تفعيل العصب مثلث التوائم… صرنا نعرف البقية.

أخيرًا.. إذا أردت تجريب تفعيل عصبك الخامس بنفسك، جرب أن تمسك بشعرة على جفنك وتشدها… ألا تشعر بانزعاج في أنفك؟ ربما قد زفرت بشكل انفجاري للتو أيضاً، أقصد أنك عطست… جيد، يرحمك الله!
دمتم بصحة وعافية