من الآثار النفسيّة الاجتماعيّة للوباء!

من الآثار النفسيّة-الاجتماعيّة للوباء، والتي قد تستمرّ لوقت طويل، أن تُصبحَ "النّظافة والتعقيم" جزءاً من تقسيماتِنا وتقييماتِنا الشخصيّة والاجتماعيّة والفئويّة، وسيتداخلُ هذا المفهوم مع التقسيمات الأخرى، وسيؤثِّرُ فيها ويتأثّرُ بها ..

مثلا، مع تخفيف إجراءات الحظر، وخصوصاً مع استمرار حالات جديدة في الظهور، ستُحاول توسيع نطاق تواصلك الاجتماعي، وستنشأ حوارات داخليّة وخارجية حول من ستشعر بالراحة إزاءهم في هذا الظّرف .. سيكون مثيراً للاهتمام أن نراقبَ ما إذا كانت أحكامُنا بخصوص النظافة والتعقيم ستظلّ موضوعية ومحكومة باعتبارات الصّحّة، أو ما إذا كانت ستُستَدخَل في شبكة انحيازاتِنا بأنواعِها المختلفة .. هل سنصلُ إلى حالة "قلْ لي من تقبلُ أن يعطسَ في حضرتك، أقلْ لك من أنت.." ؟

كذلك، سيكون مثيراً أن نلاحظَ أحكامَنا على المطاعم والمتاجر والمدارس والمرافق .. ستُصبح "النظافة والتعقيم" من ركائز ال review، وسينزع الناس - كعادتِهم- إلى التعميم والتصنيف، ولن تعتمد أحكامُهم حصراً على النظافة بمعناها الصّحّي .. لم يكن مفهوم "النظافة" يوماً بمنأى عن الانقسامات العرقية والدينيّة والطبقيّة، وليس من الخيال المفرِط توقُّع أن يتعزّزَ هذا المفهوم ..