04-19-2019
|
|
في سآحة الكونكورد .
يُمْطِرُ عليَّ كُحْلُكِ الحجازيّْ
وأنا في وَسَط ساحة (الكونكوردْ)
فأَرْتَبكْ..
وترتبكُ معي باريسْ
تسقطُ حكومةٌ .. وتأتي حكومَهْ
وتطيرُ الجرائدُ الفرنسيّةُ من أكْشَاكِها
وتطيرُ الشراشفُ من فوق طاولات المقاهي..
وتطلبُ العصافيرُ اللجوءَ السياسيْ
إلى عَيْنَيْكِ العَربيَّتيْنْ...
أيَّتها العربيَّةُ الداخلةُ كالخنجر في صَبَاحات باريسْ
يا مَنْ ترتشفينَ القهوةَ بالحليبْ
وترتشفين معها كُرَيَّاتي الحمراءَ والبيضاءْ
ما كانَ في حسابي أن أُلاقيكِ في محطّة الحزنْ
وأن تلتقطيني بأهداب حنانِكْ
وأنا في ذَرْوَة البرد، والخَوْف، والإنْكِسَارْ
لكنَّ باريسَ قادرةٌ على كلِّ شيءْ
ونبيذُ بوردو الأحمر، هو الذي سَيُلغي الفُروقْ
بين صقيع أوروبا..
وشُموس العالم الثالثْ
بين حيائكِ الجميلْ...
وبين جُنُوني...
أيَّتها العربيَّةُ التي تتكسَّرُ على أرصفة (المونْمَارترْ)
فتافيتَ ياقُوتٍ..
وغابةَ سُيوفْ..
يا مَنْ يتصالحُ في عَيْنَيْها الضوءُ .. والعُتْمَهْ..
والماءُ .. والحرائقْ
ما كان في حسابي..
وأنا أتمشَّى بين (الفاندوم) .. و( المادلينْ)..
أن أدخلَ في جَدَليَّةِ اللون الأسودْ
وإشكَاليّة العُيُونِ الواسعَهْ
كخواتمِ الفضَّهْ...
ما كانَ في حسابي..
أن أدخلَ في تفاصيل التاريخ العَرَبيّْ
فلقد تخانقتُ مع تاريخي..
وجئتُ إلى باريسَ .. لأُلغيَ ذاكرتي
ولكنْ .. ما أن نزلتُ من الطائرَهْ..
حتى نَزَلَتْ ذاكرتي معي..
ونَزَلَ شَعْرُكِ الغَجَريُّ معي..
ونزلتْ أثوابُكِ .. ومعاطفُكِ..
وأدواتُ زينتكِ معي..
لتسدَّ مداخلَ الطُرُقاتْ ..
|