لا تعتذر

جئت لتعتذر ... و ما أسهل الاعتذار و ما أسهل أن يمحو الانسان أخطاء سنين
بكلمة واحدة ... و بين ليلة و نهار ما أسهل أن يلغي تاريخه بكلمة
و يدفن ماضيه في أعماق البحار
يا صديقي ...
ان كنت تحلم بمنفذ بعدما أشتد الحصار ... فأطمئن ...
تنهيدتك لا تكفي لاطفاء شلالات النار و أسفك ... مهما يكن صادقاً
مهما يكن دافئاً لن يوقف الغيث فى لحظة و لن يمنع حدوث الاعصار
لا تعتذر
و دع عنك حلم العودة ... و أمل الانتصار دع عنك أوهامك ... دع عنك الحاحك
لا تكن شديد الاصرار
بالأمس انتصرت أنتَ !! اليوم جاء دورك لتعيش عصر الانكسار
بالأمس غدرت أنتَ اليوم أقبل الزمان ليصبح هو الغدار
اليوم جئت لتعتذر ... بعدما امتدت بيننا الجبال و الصحاري و الأنهار
بعدما ذابت كل أحاسيس الحب و اندثرت فى القلب كل الذكريات و الأثار
بعدما انقضى عهد الأزهار و انقضى الربيع و استقالت البساتين من انتاج الثمار
بعدما انفك العقد ... و تنازلت اليد عن السوار
بعدما كشفت لى الأيام كل أحاسيسك
قل لي ... بأى جديد جئت تبوح و ماذا بقي من الأسرار ؟؟
دع عنك وعودك المزخرفة فقد ولى عهد التصديق و انتهى زمان الانبهار
كل ما تبقى من حبك ... جرفه النسيان فى التيار كل ما بقي من هواك ... عبث به الدمار
حبك كان أضعف من أن يكون صادقاً فأضاع ألف طريق للاستمرار
أرجوك ....
ابعدني عن وعودك اعفني من تصديقك
فأنا ما عدت أقدر على السباحة ضد التيار ما عدت أقدر على سماعك
بعدما انقضى مشوار صبري عليك و انتهى بالانفجار
لا تعتذر ...
فلا جدوى من الاعتذار و لا تحاول أن تثير حنيني
فحبى لك قد أصبح وراء البحار
يعز علي أن أراك محطماً
بعدما عهدتك مارداً ... لا يعرف الانكسار
يعز علي أن أراك صادقاً
بعدما عهدتك مخادعاً ... جريئاً فى الانكار
يعز علي أن أردك خائباً و لكنها يا صديقي ...
نهاية الحب ... بداية العقل ... و روعة الانتصار

منقول