. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺟﺘﻬﺎ ﻛﻨﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻭﻛﺎﻧﺖْ ﻫﻲ
ﺯﻫﺮﺓ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﻓﻲ ﺭﺑﻴﻌﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ... ﻛﺒﺮﺕْ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ ﻭﻛﺒﺮ
ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺒﻬﺎ ﻭﺷﻐﻔﻬﺎ ﺑﻲ .. ﻛﻨﺖَ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻘﺪﺗﻪ .. ﻭﺍﻟﺼﺪﻳﻖ
ﻭﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻮﻧﻬﺎ ﻭﻛﻨﺖُ ﺃﺑﺎﺩﻟﻬﺎ ﺣﺒﺎً ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻬﻲ ‏( ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ ‏) ﻭ
‏( ﻣﺪﻟﻠﺘﻲ ‏) ...
ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﺟﺎﺀﺕ ‏( ﻣﻠﻚ ‏) ... ﻓﺮﺣﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ .. ﻃﻔﻠﺔ ﺣﻠﻮﺓ
.. ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﻣﻬﺎ ﺃﺟﺴﺎﻣﺎً ﻏﺮﻳﺒﻪ ... ﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ
‏( ﻣﻠﻚ ‏) ﺷﻬﺮﺍﻥ ﻭﻓﻘﺪﻧﺎﻫﺎ .. ﺛﻢ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ !!
ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﻷﻣﺮﻧﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ‏( ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻯ ﺃﻱ ﻣﻨﻜﻤﺎ ﻋﻠﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ
.. ﻏﻴﺮ ﺇﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪﻛﻤﺎ ﻣﻌﺎ ﻳﺜﻤﺮ ﺃﻃﻔﺎﻻ ﻏﻴﺮ ﺃﺻﺤﺎﺀ ‏) ..
ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻻ ﺍﺣﺮﻣﻬﺎ ﺃﻣﻮﻣﺘﻬﺎ ... ﻭﺑﻜﻞ ﺳﺨﺎﺀ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﻟﻲ
ﺍﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﺃﺑﺎً ... ﺇﻧﻔﺼﻠﻨﺎ !!
ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺳﻌﺎﺩ ﻗﺮﻳﺐ ﻟﻬﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺃﻧﻲ ﺣﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .. ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻠﻢ
ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﻘﺮﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺗﻨﻔﺲ ﻫﻮﺍﻫﺎ .. ﺧﺸﻴﺖُ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ
ﺍﻹﺧﺘﻨﺎﻕ ﻓﻬﺎﺟﺮﺕُ ﺑﻌﻴﺪﺍ ... ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎﻱ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭﺃﻧﺠﺒﺖُ ﺑﻨﺘﺎ
ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺃﺳﻤﻴﺘﻬﺎ ﺳﻌﺎﺩ ..
ﻋﺪﺕ ﻟﺒﻼﺩﻱ ﺑﻌﺪ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﻓﻀﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻲ
.. ﺟﺌﺖ ﺗﺼﺤﺒﻨﻲ ﺳﻌﺎﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺳﻌﺎﺩ ﻗﺪ
ﺗﻮﻓﻲ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻃﻔﻼً ﻳﺤﻤﻞ ﺇﺳﻤﻲ !!
ﺍﻵﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻛﺘﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮﺓ ... ﻫﺎﻫﻲ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﻘﺮﺑﻲ ﺗﺤﺘﺴﻲ ﻛﻮﺑﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﺗﺘﺒﺴﻢ .. ﻭﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﺎ ﻳﺠﻠﺲ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﻭﺇﺑﻨﺘﻲ ﻳﺮﺍﺟﻌﺎﻥ
ﺩﺭﻭﺳﻬﻤﺎ !!
ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺑﻴﺖ ﺻﻐﻴﺮ .. ﻫﺎﺩﺉ .. ﻻﻳﺰﻋﺠﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺳﻮﻯ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺃﺳﻤﺎﺋﻨﺎ

الرجل الحقيقي هو الذى يبقى رجلاً وان حطمه كل من حوله