جولة من التفكر


بينما الجو خريفي ساحر ، تتهاوى أوراق الشجر الورقة تلو الورقة معلنة الانتهاء ،
و السماء تبدو و كأنها سقف مليء ببخار كثيف ، يحجب رؤيتنا لما بعد الأفق حيث هناك ما لا يعلمه أحد ، حيث هناك الغيب !!
و بينما عقلي غارق في ملكوت الله
لفت انتباهي نملة ! نعم نملة تسير فوق قطعة كبيرة من القماش ، تخيلت نفسي و كأني هي !
نعم فنحن متساويان في عدم الإدراك ،، قلت في نفسي : ماذا لو تحدثت الى تلك النملة و أخبرتها أنها تمشي فوق قطعة قماش و أردت بذلك الاقناع
ثم أُخبرها أن هذه القطعة الكبيرة من القماش داخل هذه المدينة و هذه المدينة داخل هذا الوطن الكبير و هذا الوطن داخل قارة كبيرة
و هذه القارة يحيطها الكثير من المياه من بحار و أنهار و محيطات و متواجدة أيضا داخل كوكب يدعى الأرض
و هو الثالث بين أخوانه من الكواكب التسعة و هذا الكوكب داخل مجرة ضخمة مليئة بالأجرام السماوية و الكويكبات و النجوم و الشهب و النيازك !
تُرى هل ستعقل النملة ذلك ! هل ستعي هذا الحجم الذي تعيش فيه و هي الصغيرة التي لا تكاد أن نراها جيدا ؟ ،
تماما هكذا الانسان امام علم الغيب ، امام اسرار الكون ، فهو كالنملة بل و أقل بكثير ، فالعقل البشري محدود التفكير ،
و لا يمكن له أن يتفكر بما لم يراه محسوسا واقعا أمام ناظره ،
فسبحانه يعبد بالتأمل ، يعبد بالتفكر و التدبر ، سبحانه كم نحن عاجزون أمام عظمة خلقه و سعة ملكه ،
لذا وجب علينا أخوتي من بني الإنسان أن نسمو بأفضل العبادات و هي التفكر و التدبر بما خلق الله بآياته
بقرآنه الذي مازال لغزا يحير علماء الغرب اولا و المسلمين ثانيا ،
دعونا نعمل بتلك الآية التي يغفل عنها الكثير !!
" و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك "

إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤