"كن رجلاً"

رأيته يتهامس ليلاً مع إمرأة على الهاتف، ويختلس النظر إلى باب الغرفة ليترقبني حين أخرج..
نهضت من سريري بتثاقل، وتوجهت نحو المطبخ، مارةً بغرفة المعيشة التي كان يتوسطها، وما أن وصلته حتى ركز ظهره على الكرسي الخشبي وأمسك بكتابه مفتعلاً أنه مازال يقرأ..

- عزيزتي، هل استيقظتِ؟
-أتيت لأتناول كوب ماء وأعود للنوم، أشعر أن جسدي ثقيل ولن أستيقظ قبل غد، حتى وإن حادثتها بصوت مرتفع، لا تقلق..

(قلتها وأنا أملأ كوبي ماء) أعدت الزجاجة مكانها، فقال وهو يستدرك ما سمع:
-من!! م..ما الذي قصدته بقولك!
- عزيزي..
أنت لستَ نائماً..
ما سمعته كان واضحاً، مفتاح المنزل أخذته من جيبك، فلا داع أن تحرج نفسك وتعود إلى هنا مرة أخرى..

- لكن..لكنني لم أحادث أحدا!
أنت تعلمين كم أحبك، ألا تثقين بي!

بنبرة ساخرة:
-بلى بلى، لكني أثق بسمعي أكثر، لا يهم..

- لقد كنت ..

قاطعته منصرفة: في المرة القادمة، حاول أن تكون رجلاً أكثر، فإن قررت أن تخون خن على الملأ و لا تخجل.
يؤسفني أن أراك خائفاً من شيء تفعله وأنت بكامل وعيك!

#رجاء_فوزي
من كتاب #أنين_المشاعر