09-21-2022
|
|
|
الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة!
هناك الكثير من التفاصيل والمواقف والأشياء التي تصادفنا في يومنا نعتبرها بأنها دون قيمة ولا فائدة منها، لكن في الحقيقة هي بالنسبة لآخرين تكون ذات قيمة وقيمة كبيرة جداً.
فمثلاً هناك بعض المواضيع البسيطة التي يتحدث فيها طفلك أو أخوك الصغير حول لعبة مثلاً وقد يكون في هذه اللحظة قام بقطع عمل مهم بالنسبة لك، فهنا يجب عليك أن تقوم بتقدير ذلك الطفل وإعطائه بعض الاهتمام لأن الموضوع بالنسبة له ذو قيمة وأهمية كبيرة فوق ما تعتقد بالرغم من أنه بالنسبة لك لا شيء.
وأما بالنسبة لأصدقائك أو زوجتك أو أحد والديك وأهلك وغيرهم من الأشخاص هناك أيضاً الكثير من المواضيع أو الأحداث بالنسبة لك هي أمور بسيطة وتفاصيل صغيرة لكن بالنسبة لهم هي عظيمة وتقصيرك فيها يزعجهم وقد يتسبب في حزنهم منك.
فمثلاً عندما يقدم لك أحدهم هدية بسيطة لنفترض أنها وردة ومعها بطاقة أو رسالة مكتوبة احتفاظك بتلك الرسالة دليل على اهتمامك بتلك التفاصيل الصغيرة بالنسبة لك الكبيرة بالنسبة لمن أهداك إياها.
واستذكر بعض المواقف في حياتك التي يتم مراجعتك من قبل بعض الأشخاص تشعر بأن الأمر تافه ولا يحتاج لتلك الكمية من الحزن والتجنب والخصومة التي يقومون فيها ببعض الأحيان، لكن هذا من وجهة نظرك.
إن اهتمامك بالأمور الصغيرة تعبيراً لذلك الشخص بأهميته في حياتك وتعبيراً صادقاً عن محبتك له، وإهمالك للتفاصيل الصغيرة قد ينتج الكثير من النتائج التي لا تحمد عقباها.
ولا تستهين بتلك الأمور الصغيرة فيقول بروس بارتون: "أحياناً عندما أتأمل العواقب العظيمة التي تتمخض عن صغائر الأمور، أميل إلى التفكير في أنه لا وجود لصغائر الأمور"، بمعنى أنه عندما أرى النتائج التي تكمن من وراء صغائر الأمور أشعر وكأنه لا يوجد في الحياة شيء اسمه صغائر بل كل الأحداث والمواقف عظيمة وكبيرة وليس منها من هو صغير.
وسأروي لكم موقفاً حدث معي كمصطفى شخصياً في إحدى المواقف مع أحد الأشخاص وهو صديق دراسة ويسكن في نفس الحي الذي أعيش وكانت علاقتنا سطحية إلا أنه في أحد الأيام رأيته في مساء أحد الأيام فبادرت بالتسليم عليه وقلت له :" اليوم كان مش طبيعي منشان ما شفتك " وابتسمنا ثم افترقنا علماً أنني قليل الحديث معه، ولم أعتقد أن هذه الكلمة أو هذا الموقف والأمر الصغير حدا سيحدث فارقاً كبيراً في حياتنا التي من بعد ذلك الموقف بدأ بشكل يومي يتواصل معي ويبادر في السلام والسؤال وهو اليوم صديقي المفضل منذ 10 سنوات وما زالت علاقة صداقتنا القوية مستمرة وأنا أكتب هذه الأحرف.
فالأمر كان بالنسبة لي عابراً والجملة التي قلتها لربما كانت بالنسبة لي ليس لها قيمة كبيرة أما بالنسبة لمحمد - وهو صديقي المقصود - كانت ذات قيمة كبيرة.
وغيرها الكثير من المواقف الإيجابية والسلبية الناجمة عن إما الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة أو تهميشها.
واختتم بأبيات من قصيدة نزار قباني شؤون صغيرة التي قال فيها : "
تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة"
|