الحقيقة بلا مساحيق
هي الحقيقة بلا مساحيق .. أنك لم تكن "شيئا مذكورا" ..
.. أنّك كنتَ في ضمير الغيب حيناً { مِن الدَّهر } .. وكنتَ في غبارِ الكون ؛ سَديماً مَجهولاً !
فلماذا اختار ربّك تُرابك أنت تَحديداً ؟!
لماذا أخرَجك مِن حَيِّز الصّمت ؛ إلى { فَجعلناهُ سَميعاً بَصيراً } !
هل تَدري ..
أنّ كلّ شِبرٍ في السّماوات يَئِطُّ من ازدحامِ المَلائكة بالتّسبيح ..
فهل أرادك نغَمة إضافيّة في لحنِ التّرتيل الهادِر !
دعني أسألك مامعنى { نَبتَليه } .. { لِيبلُوكم } .. { ونَبلو أخبارَكم } .. وكلّ اشتقاقاتِها التي تَوالت 33 مرّة في القُرآن ؟!
فماهُو ابتلاؤُك أنت تحديدا ً؟
لماذا لمْ يبقيكَ ذرة تائِهة في غُبار الكَون ؟ّ!
ما المَغزى مِن وجودك ؟!
مِن نَفخة الرّوح في روحِك ؟!
ومما وهبَك في خريطتك الوِراثية ؟!
هل قَبضت بين يَديك على رسالة الله فيك ؟
على حِكمته العليا من خلقك أنت ؟ على سَببِ قُدومك للحياة ؟
وهلْ ستَنهي مَهمّتك ؛ لتَسمع الصّوت الجَليل يقول لك { وكانَ سَعيكُم مَشكوراً } !
يا لضّيعتنا .. إن كانَ الله يعلم أنّ بِيدنا مِفتاحاً للخروج من المَتاهة .. وبِعجزِنا وغَفلتنا عن سرِّ خلقنا ؛ لمْ ننتبّه لِما وُضع فينا !
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|