|
يا حضرة المفتي ! "غزة بحاجة إلى الحياة" 💚
يا حضرة المفتي.
غزة بحاجة كبيرة إلى مصنع للحلقومِ المُلون، ودور للأزياء، ومعهد موسيقى، ومشفى للسرطان، وآخر للنسيان، وسينما متوسطة البّذخ، وحديقة واسعةً جدًا بحجم معسكرات التدريب الخاصة بالمقاومة.
غزة بحاجة إلى نساء مطمئنات الفؤاد، يمشين في الشوارع ليلًا دون وجل، ويمشين حافيات على رمل الشاطئ الأصفر دون خوف من عين جائع ليذوق البحر أصابع أقدامهن فتحلو ماؤه.
غزة بحاجة إلى رجال أحرار كرماء، رجال يتأبطون الكُتب، ويتقنون ربطة العنق، يُصلون ويرقصون، ويشربون الحب والموسيقى، ويسهرون حتى مطلع الفجر على أنغام العود.
غزة بحاجة إلى كلية للآثار، وأخرى لتعليم فنون النّحت، وميناء كبيرة لتصل بصوتها إلى أبعد المسافات، فالموانئ ألسنة المُدن.
غزة بحاجة للمواد الخام، بحاجة لمصانع بمداخن عالية، تكون مآذن تنادي بالناس أنْ حيّ على العمل.
غزة بحاجة لأن تتخلص من سطحية الفكر، وطوابير البطالة، والتجريب في العباد، والأفكار التي تقود إلى الوراء.
غزة بحاجة إلى الاختلاف، غزة بحاجة إلى الإنسان الخَطَّاء، لا إلى الإنسان المُدعي (الملاك)، غزة بحاجة إلى أشياء كثيرة كي تحافظ على ما بقي لدى أهلها من قدرةٍ على البقاء.
غزة بحاجة إلى عودة الروح في البذور .. غزة بحاجة إلى الشباب.
إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤
|