منتديات قلب فلسطين - عرض مشاركة واحدة - على الرصيف ( خاطرة )
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-24-2019
عدي بلال غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1217
 تاريخ التسجيل : Jun 2019
 فترة الأقامة : 2307 يوم
 أخر زيارة : 07-28-2025 (04:48 PM)
 العمر : 53
 المشاركات : 4,995 [ + ]
 التقييم : 1983
 معدل التقييم : عدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant futureعدي بلال has a brilliant future
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي على الرصيف ( خاطرة )



على الرصيف



امرأةٌ تفترش الأرض بسواد ملابسها، ولون بشرتها الداكن، تضع وليدها بجانبها، وتفتش في كيسٍ بالٍ عن كسرة خبزٍ، خبأتها في مكان أمين.

امرأةٌ تعرفها طرقات الحي الضيقة، تَحِنُُ عليها تارةً، وتارةً أخرى يلعنها سائق سيارةٍ فارهة، مر بقربها، وآذاهُ منظر فقرها المدقع، توطدت بينها وبين قيظ الصيف علاقةٌ عبر السنين.

امرأةٌ تهدي العابرين - على فقرها - ابتسامةً بلهاء، تغير شكل ابتسامتها مراتٍ ومرات في استعطافٍ مهين.

امرأةٌ تعطي العابرين درساً في الصبرِ، في الشكرِ، في الرضا، تحمد الرب ولا تستكين.

امرأةٌ تفرح بلعبةٍ، مقطوعة الرأسِ، عافتها يد طفلٍ، أهداه أهله عشراتٍ غيرها، تنظفها بطرف ثوبها، تلوح بها إلى وليدها، وتبتسم في انتصار مبين.

امرأةٌ تتوضأ بحفنةِ ترابٍ، قذفت به عجلات مركبةٍ، تتمضمض به، وتستنشق دونما سخطٍ، وتسجد لرب العالمين.

امرأةٌ تستودع الله طفلها في رحلةِ البحث، في الحاوية المجاورة، وتدعو أن يرزق الله أهل حيها، وأن تدوم ولائمهم، وتمني النفس أن يتعثر بصرها بعظمٍ سمين.

امرأةٌ .. قال بعضهم بأنها سكنت حيهم، على هذا الرصيف ذات يومٍ، وتركت وليدها بيد الرحمن، وصعدت إلى عليين.



" إهداء "
إلى روح هذه المرأة، التي سكنت حينا .. وتدعى فاطمة



 توقيع : عدي بلال

ولعل ما تخشاه ليس بكائنٍ ... ولعل ما ترجوه سوف يكونُ

رد مع اقتباس