![]() |
غرباء
مدخل
عائدٌ إلى غربته، عائلته في فلسطين المحتلة، ينتظر في مطار الملكة علياء الدولي في عمّان، استعداداً للسفر .. يحمل في يده حقيبته الجلدية، يرتدي بدلته وقد ملت من الرسمية، وربطة عنقٍ حرّرها من عقدتها، يقلب في صفحات محموله بعبثية، يطقطق رقبته، ويسند رأسه إلى حافة المقعد الخلفية. عائدٌ إلى بلادٍ لا تعرف فوضى طفولتي .. لا تعرف معنى .. أن أستيقظ كل صباحٍ على صوت ديكٍ لا يمل من الصياح خلف نافذتي.. أن يتسابق أطفال المدارس عبر السهول إلى مدارسهم مسافاتٍ طويلة، يحملون حقائبهم خلف ظهورهم، ويركلون الحصى .. يتمازحون بلهجتهم الأصلية. في القرية .. حانوتٌ على أطرافها، وشيخٌ يجهل قراءة تاريخ البضائع، لكنه يحفظ جيداً تاريخ القرية منذ سنين. يخبرني عن أشجار الزيتون في الحقل المجاور، وكيف غرسها بيديه، قبل أن يُخلَقَ أبي، ويسلبها غاصبٌ وضع بندقيته على رأس أمي. يخبرني .. فأسمعه دونما وعي مني، وعيناي الطفولية تلتهم الحلوى خلفه، فقراً قد عرفته منذ صرختي الأولى على الحياة، ورفضي لاغتصاب شجرة الزيتون. آهٍ يا جدتي .. لا زلت أذكر صباح شباطٍ، والثلج يطرق باب نافذتكِ، يستئذنكِ أن يستيقظ بين يديكِ، كأنكِ أم لفلسطين كلها .. كأنه ولدكِ الذي علمتهِ، أن قُبلَة يدكِ مفتاح النجاح. يا جدتي والعدو يتربص خلف الباب، يريد أن يغتال تضحية السنين، يريد أن يسرق فرحتكِ كما سرقها أول مرةٍ، حين رقصت خنازيرهم في باحة الأقصى، وعلت مزاميرهم .. لكن صبركِ، إيمانكِ، حكاياتكِ .. لم تترك له غير الخوف والنباح. كوفيتي ولثامي .. كانا هويتي، حيث الهوية اكبر من مجرد أوراقٍ ثبوتية، وطريق الجامعةِ محفوفة بالدبابات .. وأبتسم يا جدتي تحت لثامي ساخراً، حين أرى وجه الرعب في عيون جنودهم، كأنها ترقب الموت في كل حين. عمليةٌ استشهاديةٌ .. تُكبر في ضجيج حزام ناسف، لفته يد أمٍ حول خصر ولدها، وأوصته أن يقر السلام إلى أخيه في جنة الخلد، وودعته بلا دمعٍ أو أنين. أشتاق إلى مقلاعي، وحجري، وثورة أهلي، وزاويتي التي كتبت فيها أول قصيدة حبٍ، نظمتها يدي قبل عشرين سنةٍ أو يزيد .. في حبكِ يا فلسطين. مخرج .. ( تعلن شركة الطيران عن موعد إقلاع الرحلة رقم .. ، ,المتجه إلى .. على السادة الركاب التوجه إلى البوابة رقم .. استعداداً للسفر وشكراً ) يقف، يتنهد، عيناه تتناوبان النظر بين البوابة المزعومة وباب الخروج من المطار.. يطيل الوقوف .. تسبقه روحه إلى باب المطار، ويلحق بها وحقيبته الجلدية، يغيب عن المشهد. تمت .. |
هكذآ حال كل مغترب
ما بين البقاء و الرحيل كيف له ان يترك ارضاً و عائلة بل وطناً بأكمله .. ! و لكن لا حول له و لا قوة نص يحاكي حياة الكثير رائع انت بكتاباتك ارق تحية . |
عمليةٌ استشهاديةٌ .. تُكبر في ضجيج حزام ناسف، لفته يد أمٍ حول خصر ولدها، وأوصته أن يقر السلام إلى أخيه في جنة الخلد، وودعته بلا دمعٍ أو أنين. ي الله ي عدي لقد اخذتنا معك لكل تلك المشاهد مشهد مشهد وصفت ف اجدت وكتبت ف ابدعت راقت لي وجداا هذا هو حال المغترب وهذه هي حال فلسطين بكل تفاصيلها الجميله رغم م بها من الم كتاباتك تجبرني ان اطمع بالمزيد دمت ب ود لا ينقطع تقييمي البسيط |
إنها غربة وطن اغتصب وسلب
وحنين لتلك الذكريات التي رسخت بالذاكرة وألم وأنين وتنهيده تملؤها الآهات ع هذا الوطن الذي أصبح تحت الاحتلال وأجد تفاصيل غربه أخرى وهي الهجرة وترك الوطن وما أصعب الغربه والبعد عن الديار لكنها وحدها الذكريات هي من ترحل معنا احساسك جميل وتوضيح تلك التفاصيل كثير مهمه ابدعت ف تقديمها لنا بكل بساطه وسهوله. وهذا مايميزك أستاذي الجميل رغم أن قرأتها من قبل إلا أنني استمتعت بكل مرة اقرأها ابدعت |
الغربة اكيد صعبة والاصعب الاسباب اللي بتجربهم عليها
القصة جميلة وسردك رائع وتفاصيل اخدتنا فيها يعطيك العافية لكتابتك الرائعة .. |
أخي عدي بلال
أعلم أنني لن أوفيكـ حقك بما سردت لنــا .. فشعور الغربــة لا يستطيع وصفــه الا من شعر بــه .. هذا حــال الكثيرون من من فرضت عليهم الحيــاة الغربــه وقد لخصت لنــا هذا لاحساس بسطوركـ لكن لـ تعلم كلنا مغترب .. وكلنا يعاني هذا الاغتراب لا أملك الكثير لأقولــه .. لكن .. سردت لنــا واقــع مرير .. أتمنى بكل جوارحي أن يزول يومــا لك مني تقديرا لا ينتهي .. واحترامــا يعانق عنان السماء |
اكثر حدا بيحس بهالحكى يلى اتغرب وسافر وانحرم من بلده
بشعة الغربة حتى لو كانت بتطعمينا عسل الا ان زقوم بلدنا اجمل واحلى واغلى واطيب كلماتك رائعة واكثر استمتعت جدا بقراءة حروفك الذهبية اخ عدى وبتمنى اقرأ كمان كتابات ماننحرم هالجمال تقييمي ونجومى الك |
اقتباس:
سرني تفاعلكِ مع النص، وممتنٌ لكِ تعقيبكِ وكلماتكِ الطيبة كل التحية |
اقتباس:
القديرة نقاء إننا قد لا نرى الاماكن التي نتمنى زيارتها بأعيننا، لكن الخيال، وسرد الحكايات من أمهاتنا، جداتنا .. قد تغني عن الأمر شيئا. سرني تفاعلكِ مع النص، وسعيدٌ بمتابعتكِ لنصوصي . أشكركِ على كلماتكِ الطيبة لكِ من الود وافره |
اقتباس:
أحببت تفاعلكِ مع النص، ومعايشتكِ لتفاصيله. ممتنٌ لكِ وتواجدكِ الذي به أسعد لكِ من الود وافره |
| الساعة الآن 09:49 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
![]()
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.