منتديات قلب فلسطين - المتدين خلوق / الخلوق متدين؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن نعيش في هذا العصر الحاضر
الذي بدأت العولمة تتوسع حتى تشابكت المفاهيم،
واختلط الحابل بالنابل، وأصبح هناك كثير من الأمور البينة يشوبها كثير من الخلط،
وبقي تقييم الشخص أن يكون من الملتزمين أو من عامة المسلمين
مثار اختلاف، في ظل محاولة عدد من الملتزمون دينيا الانسجام مع العولمة والانفتاح،
وبين الرجل المسلم الذي يكون على خُلق يتماشى مع مفهوم الانفتاح الحالي،
وتتوارد الأسئلة تباعا حول الرجل الملتزم الذي يبدو عليه الصلاح حينما يزور المقاهي المختلطة،
والأسواق المزدحمة، ويجلس في المطاعم المكشوفة،
ويرتاد معارض الكتاب، يعتبر رجلا ملتزما، ومنفتحا وقد خالف مفهوم التدين الحقيقي كما يعتقد البعض؟،
وهل الرجل المتمدن الذي يحافظ على الصلاة، ويلتزم بالأخلاقيات الحسنة،
ويتعامل مع الناس بالحسنى، لكنه لا تظهر عليه علامات الصلاح بمقياس البعض،
ويرتدي البنطال الجينز الضيق ويضع الجل على شعره، ويرتاد السينما
هل لا يعد رجلا ملتزما بالمفهوم الشرعي الصحيح؟.
يبدو أن هناك إلتباسا في تقييم درجة الصلاح والخُلق لدى غالبية أفراد المجتمع

الذي يقيس مقدار الإيمان بظاهر المرء،
فمن هو الرجل المتلزم الحقيقي بالمفهوم الشرعي الصحيح؟

وهل معيار المظهر الخارجي للإنسان شرط أساسي في تقييم الآخرين والحكم على درجة صلاحهم؟
أم أن المضمون دوما لابد أن لا ينفصل عن المظهر الخارجي للإنسان؟

وهل تغير الداعية في عصر العولمة، وتركت عليه آثارها واختلف عن الماضي؟.

أوضح بعض المفكرين الإسلاميين.. أن الاعتبار العرفي للأخلاق والاستقامة
قد يصح و قد لا يصح، فإن من الأعراف ما هو حميد رشيد ومنها المضاد لذلك،
ومن هنا فإن المعايير الأصلية الثابتة للإنسان الصالح سواء كان رجلا أو امرأة هي

صحة المعرفة، وصحة الاعتقاد أو الإيمان، والعمل الصالح بمفهومه الواسع النافع،
فإذا توافرت هذه المقومات فإنها تثمر سلوكا فاضلا، وخلقا رفيعا، لأن الأخلاق ثمرة لهذا المنهج،
وليست إضافة ملصقة إلى ما يضادها من جهل، وفساد اعتقاد، ورداءة عمل،
والشكل الديني لا يكفي للحكم على الناس بالاستقامة،
فالحديث النبوي يقول (إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه)،
فلماذا أضيفت صفة الخُلق إلى صفة الدين هاهنا؟،

ولماذا لم تكن صيغة الحديث إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه فحسب؟

هنا يتبدى المضمون الأخلاقي الاجتماعي العميق لهذا الحديث الجليل،
فالتدين قد يكون شكلا مبتوت الصلة بثمرته وهي الخُلق،

وقد يكون شكلا يغطي رذائل شتى..

اللهم اجعلنا من الذين يخشونك في السر والعلن.
مشكور أخي الكريم
صاحب الطرح القيم على الاختيار والانتقاء
بارك الله فيك وجزاك كل الخير
لك مني أعطر التحايا.