![]() |
" خواطر مُهاجرة "
في ذلك الصمت ... يكثر ضجيج الحاجة للبوح ... غير أن المكان قد يكون له القول الفصل ... لهذا يكون الصمت هو ملاذ المضطر . |
المؤلم : حين تمر على حروف من ترتوي بهم اكتقاء ... تظن بذلك أنك المقصود ... وفي حقيقة الأمر تبقى رهين التردد والوهم . |
في هذه الحياة : الكثير من الناس يعيش الحياة على مقاس ما يُريده الناس ! لذلك : ستمضي به الأيام وهو يعيش لغيره ... ليعيش في غيبوة العناء ... أما : عن " نفسه " فيسحقها بحذاء الاهمال ! |
ربما :
كثيرا من الألم لحق بنا ونحن نجتاز قنطرة الحياة ... ولكن : سرعان ما ضمّدنا الجراح ... بعدما عانقنا النجاح ... تيقنوا : بأن على قدر الألم يكون النجاح باهرا ... إلى حد أنك تتمنى الرجوع لأحضان ذاك الألم !. همسة : معدن الذهب لن تصل إلى نقاءه ... ما لم تُدخله في نار قدر حرارتها 1063... كذلك : نفسك وذاتك لن تصل إلى ماهيتها ... ما لم تعرّضها للصدمات وعنيف التجارب . |
لا نزال نتنفس الحياة ونتهادى بين جنباتها نُقارع ما يكتنفها وينتابها من غربة روح وبعد جسد ، فبينما كان الوصل نتقاسمه بين من نبدد بهم ذاك الضيق والأدواء ، نشكو لهم ما حضر ووقع في كياننا ووجداننا من رزايا ثقال أثقلت كاهل صبرنا وعزمنا ، لتكون السكينة بمواساتهم ، والمسح على قلوبنا بكلمات التشجيع والإطراء . ليتبدل الحال للنقيض ! فبعدما كان ذكرهم لنا دواء أصبح هو الداء ، والتواصل معهم سر الحياة بات بعدهم عنا فيه معنى الفناء ! السعادة : التي يسعى إليها ويخطب ودها كل الأنام ويُسعى لنيلها ولو بذلوا من أجلها كل غالٍ ورخيص ، ومن فروعها تلك المشاعر التي تُمنح من غير مقابل بل تكون عن طيب نفس لمن تربع على عرش القلب وفيه بات مستكين . وليس هنالك أعظم من أن تكون تلك المشاعر أداة ضغط وابتزاز من قبل من أهديناهم عزيزها وعظيمها ، لأنهم يعلمون مدى الكم الهائل من المعزة والمحبة وأن الحياة من دونهم ليس لها طعم ولا لون ! يريدون منا أن نجري خلفهم نتوسل إليهم نُصّرح ونصدح بصعوبة الحياة من دونهم . لنبقى بعدهم بين حالين نتقلب بين حديهما : الحاجة لتلك المشاعر المتبادلة التي كنا نعزف على لحن حروفها . وبين الفراغ الذي أحدثه بعدهم عنا . عندما نبث الشكوى لأحدهم يقول : لا يستحقون هذا الذي أصابك من قبلهم ! تذكرهم وهم قد جعلوك في طيات ماضيهم ، تتقرب منهم وهم يبتعدون عنك ، تتودد إليهم وهم يقابلون ذاك بالجفاء ويُشيحون عنك الوجوه ! في بعض المرات نلوم أنفسنا لأننا نحن من كان السبب في كل ذلك ! حين أفردنا لهم الحب وأغرقناهم به حتى جعلناهم من ذلك يعظمون في أعينهم ونفوسهم ليكون منهم ذاك : الغرور و البعد و الجحود ! تنتشينا وتناغينا بعض الوشوشات التي بها نُسّكن ما فينا أن الحياة لن تتوقف في بعدهم ، وإن كنا تعودنا قربهم ووصلهم . نحاول عبثا طردهم من واقعنا من تفاصيل حياتنا ، ولكن نفشل في كل مرة ! فطيفهم يتعاهد على زيارتنا ليفرضوا بذاك أنفسهم علينا ! |
المعادلة تعتل وتختل عندما يكون ذاك الشخص قد بادلنا وبادلناه زلال المعزة والمحبة ، وارتشفنا معا شهد المودة ، عرف كل منا سكنات الآخر وحركاته صمته ونطقه ، ومشاغبات حرفه ، ومع هذا يتبدل الحال 180 درجة ليتحول الحب لكره _ وإن كان مجرد احساس ندافعه بحسن الظن كي لا يزداد _ وذاك القرب بعدا ! ليكون له أبعاد وندخل به في متاهات وأهوال ! عندما يأتي الابتزاز من الغريب يكون أمره بسيط ومستساغ ! لكون الأصل أن نكون بالحذر متلفعين ، وأننا لم نُسقط الحساب من تعاملنا معهم فلعل غدرا لنا منهم يُساق . تتعدد طرق وأساليب الابتزاز حتى تتجاوز حتى الذي لا يخطر على بال ! بتلك الخاتمة من تعقيبكم الكريم يكون طوق النجاة وسلامة البال ، أن يجعل الانسان ما بينه وبين صنوف الأنام مسافة أمان ، كي لا يُعّرض قلبه للصدمات التي تورده وتُسلمه لضواري وكواسر الهموم والملمات . |
ففي غالب الأحيان وهو الذي يقع فيه غالب الأنام يكون فيه الإنسان لا يملك زمام أمر مشاعره ، لكونها تتسلل من غير استئذان ، يدفعها ذاك الذي حرك في القلب نبضه ، وماعصف في العقل أمره ، يسبل على ذاك الضيف ثوب حسن الظن ليكرم ضيافته ، ويحسن وفادته ، وبذاك ومن ذاك يقوم على خدمته ، حتى يطول بذاك المقام ليستوطن في القلب والوجدان ، ليكون بعده التشبث والحرص على بقاءه فلا يستطيع من ذاك طرده من ذهنه ! حينها يتغاضى عن طيش ما يلقاه منه لكونه لا يعرف للحياة معنا بغيره ، يصبر على ضيمه وهجره ، يحتسب كل ما يناله من أجله على أمل الاستقرار والبقاء على عهده ! يستنزف بذاك دم الكرامة ، ويسفك من أجل ذاك ماء وجهه ليتجنب الملامه ! الهروب : ذاك الهروب لا يكون غير الهروب للأمام إذا ما كان حبه لذاك المجافي يفوق التصور والخيال ، وكما أنهيت به تعقيبك : يبقى الأمر معقود ومرهون بيد ذاك المبتلى ؛ أيمسكه على هون ؟! أم يدس حبه له في تراب التناسي والاغتراب ؟! |
نواسي ونناغي بها ما اعترك في قلوبنا وشاغب وعارك عقولنا ، لنُربت على ظهر الصبر ليواصل الصبر ، أحيانا نستجدي بدواعي الايمان لنضمد به الجراح فلعله من باب التبرك ! لأن ما في القلب يُغالب تلكم الحقيقة بأن ذاك الايمان مُجلي لكل الأحزان والدليل هو ذاك الاسترسال في النواح على الأطلال ورفع سقف الأمنيات وإن كانت المعطيات تبدد تلك التمنيات ! ف" ليرحلوا ولا يأتوا " هي كلمة سهلة الحروف ! ويسهل نطقها ولكن لا ولن تجاوز الآذان ! وليس لها حبل وصل لتسُلّ ما في القلب مستقر ومستودع !! نحاول بها دفع تلك العواطف والمشاعر ولو نهرب بها للأمام من أجل التقاط الأنفاس ، وكما عقبتم به عن ذاك التراجع الذي يفرضه ذاك الحب الذي ليس له دافع غير التغاضي وإرجاع الملام للنفس ولو كنا من وعن ذلك الذنب أبرياء ! كم هو جميل عندما يتلفع الواحد منا ذاك السمت وذاك الاتزان بحيث لا نسرف بحبنا لغيرنا ولا نرفع سقف القداسة والعصمة عن الوقوع في براثن الخلاف وأسباب البعد والجفاء ، فهذه الحياة محفوفة بالمفاجآت والمطبات . تبقى لكرامة الإنسان ثمن ولحريته دماء تراق ، فمن لم يراعي توسلاتنا فما استحق منا الوقوف على الأطلال وسكب دموع المآقي والحسرة على ما فات ، هنا يكون الدور للعقل الذي يكون للنفس والمشاعر دفة القيادة ليكون بيده الزمام ، لعلنا بذاك نذكر : تنظيرات و عنتريات و مغالبات و مبالغات ولكن ... " هي في حقيقتها طوق النجاة ، والخروج من قعر تلكم الويلات والمعاناة " . وما كان الصبر : " إلا المفتاح الذي به نفتح لقلوبنا السعادة وراحة البال " . |
ليت هناك من يعلم حقيقة ومعنى " المحبة " ، فوالله لو كان هناك من يعلم " حقيقتها" لما اختار بعد ذاك : البعد بعد القرب ، والفراق بدل اللقاء ، والكره مكان الحب ! " أسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلوب المسلمين ، ويردنا لدينه ردا جميلا " ، الذي فيه تلك المعاني السامية التي به وفيه : نصون و نحفظ و نحرص على من اخترناه واصطفيناه ليكون لنا من بين الناس " حبيب " . |
هناك من ينظر _ بقصر النظر _ أنه اشقى الناس ... وأن حياته لم يبقى لمعناها غير انفاس ! ولو أنه امعن النظر لمن حوله ... لشكر الله على ما به قد أنعم . |
هناك من أحب مجهولا : وقد استنزف وقته وهو جالس على ربوة الانتظار ... وقد رسم في مخيلته شكله ... ونقش اسمه في قلبه ... ومع مرور الوقت ... وتقادم الزمان ... تأخر عن الحضور ذلك المجهول ... وبعد أن دبَّ اليأس في قلب المُنتظِر ... حفر قبرا ... كي يواري جُثمان ذلك المجهول ... وقد كتب على قبره " هنا يرقد ذلك المجهول " ! |
كم أخذتني تلكم العبارة وطارت بي في فضاء التساؤلات ، بعد ما حُشرت بين كل كلمة وكلمة ليكون المعنى مبني على الإحتمال والتخمين ، والعلة والسبب ، مختلة الترجيح ، وليس لها معيار ولا مقياس ولا وجه اعتبار ، غير تمتمات تهمسُ في قلب وفكر ذلك الإنسان ! حتى بات يُشهر تلك الكلمة في كل محفل واجتماع ولقاء ، حتى بتنا نحتاج إلى إظهار القصد وما يُخفي الصدر من بين ثنايا اللفظ ! كي لا يصيبنا سهم الإتهام بأننا نطعن في نوايا الأنام ، ولم يخطر في بال ذلك المتشكي من سوء الظن بأنه واقع في ذلك الأمر بظنه بالآخرين سوء الظن ، ولا أدري أسباب ذلك التدافع والتسارع إلى اجترار ذلك الإحتمال لحشر الناس والزج بهم في سجن الاتهام ؟! |
ما : بين البوح والكتمان مسافة أمان ... فلا : تُقاس بمقاييس أهل الأرض بل يشق ويستقصي شاسعها عداد الضوء حين يُطلق له العنان . ما : بين هذا وذاك " اقدام واحجام " . |
أجمل دروس الحياة : أن يأتي الصدق و الإخلاص والوفاء قبل أن يطرق " الحب " علينا الباب ... كي : نُعطيه حقه أكان بدوامه ، أو : بانتقطاعه وارتحاله في أي ظرف من الظروف ... فبذلك : نعيش الحياة على واقع الحقيقة التي تتقدم أو تتأخر بعد أن تنقشع غمامة الحال ... ولكي : لا نتحسر إذا ما جال القدر في علاقتنا وصال ... " وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ " . |
استحضر وتيقن : أن الله ينظر إليك يرى تقلبك في الحياة بين مخاض المصائب وولادة الأمل العائم على بحر البلاء الهائج ... وأنت : تُشعل شموع الأمل لغيرك تمسح دمعة العاثر ... وتواسي مصاب المرء الفاقد ... وأنت : تضيء ظلمة الحال الداهم بقناديل التفاؤل والمستشرق للفجر الباسم .... فتنال : ب" ذاك العطاء الوافر من الرب الواهب " . |
قمة الغباء : البكاء على أطلال حبيب قد رحل عنا ... بعد أن خان الوفاء !!! فيبقى صاحبه : يعيش في غم يملأ به صفحة الأيام ... منتظرا ميتا ... ليحيى بعد الممات !!! |
لا يفقدك : إلا من عاش الوجود بزخم ما به ... وما يحيط به ... وما عليه " عيش الغرباء " .... لا يشتاقك : إلا من غاب عن ناظرك بصوته و صورته وحرفه وقد ظن بذلك أنه القادر على محو ذكرك فلم : يجد بعد كل ذاك إلا " الفشل " فعاد يجري ليرتمي " بحضنك " .... ولا يُحبك بحق : إلا من حلّت روحه روحك ... وقد انعدمت السعادة من دونك ... وتعم مباهحها بحضورك ... وكلما : أبعدته الحياة عنك ... أو دب الجدب خضراء الود أتاك يعدو بعد أن أعياه الوجد والشوق قد بلغ منه منتهاه . |
لا تزال : رياح الحنين تُحرّك قوارب الذكريات ... وأمواج الشوق تعلو ظهر الأمنيات ... فلا : رياح الوجد تهدأ ... ولا : أمن يُحيط بقارب الاشتياق . |
كم : تبادر لسمعي حديث " الانتماء " ... وقد : غلّفوه بغلاف القداسة التي لا تُمَس ... غير أني : مع هذا لم أشعر به ! ولم : أجده في شيء قط طول رحلة حياتي ! حتى : التقيتك ... فعشت تحت وارف ظلاله ... وعلمت حينها : أن مرادف " الانتماء " هو " أنت " . |
هناك من السعادة ما تنتظر منا الولوج في باحتها ... وما علينا غير التقرب منها ... والارتواء من زلالها. |
هي أيام تضاف لبقية الأيام ، نستطيع ادراجها على أنها دورات تجارب بها نكتشف ذلك الوجه الكالح الكئيب ، ولكن يبقى علينا سبر عمقها بجأش شديد لا يقبل التخثير ولا النكوص للخلف ليصيبنا الإحباط والتنكيل ! كل يوم يُطل علينا علينا اعتباره يوم عيد ، وإن لم يُصادف أيامه فرحة تكون له دليل ! نحن من نستقطب السعادة ونكتسبها فالداخل فينا هو الجاذب لكل حزين وسعيد ، وما يكون الخارج غير أطياف شفافة قد يصيبنا منها شررها ، وقد يجاوزنا وعنا يغيب . ما الانتظار غير نوع من الانتحار ! فمنه الرأس يشيب ، والصبر ينفذ ولا مجيب ! وما هادم الرتابة غير ادخال الجديد في حياتنا ليكون لنا يوم عيد ، وما الغياب إلا يتلوه ظهور وشروق وسيعقب الجفاء خصب وارتواء وسعود ، وهل نعيش على تنهدات وتقلبات السنين ، ونرتجي بعد ذاك وصل المفارق العنيد ؟! لنا حروف نُرسلُها مع ساعي البريد ، ورجاء الوفاء لنا شفيع ، فما يكون بعد ذاك غير التسليم نعيش على أمل شمسهُ عنا لا تغيب ، وهل ييأس من كان له رب رحيم ؟! يُصرف الأمور ويجلب الخير العميم ! ليس للقلب غير النحيب ، وسوق الذكرى والحزن يمزق الصبر الجميل ، " وما العقل إلا جماحٌ لهياج العواطف والمشاعر وهو لها مضمدٌ حليم " . |
كم هو صعب : عندما نحتاج لبسط التبريرات ، وكشف ما تتخلل العبارات أكانت منطوقة أو مكتوبة ، حين يهيم الشك وتجثم الريبة ، ويقدم سوء الفهم والظن ليكون كل ذاك هو الجاثم على صدر حسن الظن وتلكم الطيبة . ليكون الصمت في معناه هو : " بكاء الروح عندما لا يفهمك أحد " . |
ما عاد للانتظار مساحة إشفاق يضمد أثر الجراح ، بل صار عميلا للألم ليكون معينا لتعميق تلكم الجراح ، من خرم كخرم إبرة أتنفس الأمل ، وينفض أركان اعتقادي وحي مخاوفي ، ليبث إرجافاته ليقضي على ما تبقى من يقين ، يهمس في أذني ذكر الحبيب مواسيا دموع غربة تصدح بها أملاك الليل البهيم ، أفرد أشرعتي والريح لي رفيق تأخذني نحو المغيب ، تظللني غيمة وجد ، وتمطرني حروف خاطرة قد أرسلتها مع ساعي البريد ، ضمنتها أشواق روحي للقاء الحبيب ، بحت فيها عن آهاتي ، معاناتي ، طول انتظاري ، ناظرا من يرفق بحالي ويواسي اغترابي في عالم كئيب ، فكم استباح سعادتي واغتال احلامي جان بليد ؟! ما يزال يرخي جدائل جرمه على ما تبقى من صبر جميل ، موغل ذاك البعد في أعماقي ، تزورني أطياف حبيبتي لتمسح عن قلب أحزاني وما تكدس من حزن دفين ، أيه الصبح الجميل : أما آن أن تنشر ضياءك لتبدد حلكة الليل الثقيل ؟! فقد طال بي المقام وأنا أقرع باب الفرج القريب ، مهشم العزم تتناهشني ضباع الظالمين ، وتتلقاني بالشماتة وجوه الحاقدين ، أغترف من نهرالرجاء ، معلق الآمال برب العالمين ، رفعت حاجتي إليه وفي قلبي غرست اليقين ، " فقد بصرت بما حل بي فأدرجته على أنه حلم نائم يوشك أن يقطعه اسيقاظ على واقع جميل " . |
في مصاف الذكريات معلقة رزمة من فصولها ، أودعتها كذخيرة أحتاجها ، أواسي بها خلواتي ، وأعيد بها شبابي ، كم ينتابني شعور أن تكون لي معجزات ، بها أغير المجريات ، استجلب الماضي وأسّيره بما لدي من معطيات ، بذاك أجاوز معاناتي ، وأسّكن بها آهاتي ، وتزهو بذاك حياتي ، غير أن الواقع نادى أن هيهات ! علمت بأني أطلب بذاك المستحيل ، والقاضي قد نطق بالحكم معلنا الرحيل ، أُنّفس عن نفسي الملل ، والثواني والدقائق تسير على مهل ، حينها بقيت أرتل ، والقلب يردد " فصبر جميل " . |
وما كانت الخواطر والأشعار غير متنفس نذيع في صفحاتها ما أجبرنا الواقع على هضم الكلام ، كي يكون الصمت ملاذا ننزوي فيه ، ولنجعل الدمع ينسكب حبرا على صفحات الدفاتر ، هي مشاعر تتدفق بين أمل يرتجى ، وخوف يلامس جوانبه شيئا من اليأس ، الذي نحاول دفعه ، كي لا يكدر صفو الحياة ، فعلى قارب التفاؤل نمخر عباب الحياة ، وأمواج الفتن والإبتلاءات تحرك ذاك القارب ذات اليمين وذات الشمال ، فما كان هنالك طوق نجاة غير التشبث بالأمل والتفويض والتسليم لله . |
ما أصعب الرجوع لأحضان الإعتذار اذا ما تقادم الزمان على أمر كان ، فكم من أسوار وجدران يحتاج الإنسان أن يجتازها ويتسورها لينال بذلك الإحسان والغفران ؟! وقد غطى القلب ذلكَ الرآن الذي جعل من الفراق الخيار ليبتعد عن ذلكَ الإنسان ، ولو أن المبادرة كانت لهم عنوان ما تكدست تلك الآلام ! حتى جعلت من الوصل ضرب خيال ، وامنيات يقطعها واقع الحال ، والمحظوظ من تدارك الأمر وسعى للصلح ، وتحامل على النفس من أجل راحة النفس والأبدان ، فما لحظوظ النفس علينا وقع المؤثر؟! وهي من تأمر وتنفذ ! والإرادة محبوسة الهمة ، ترتجي انجلاء الغمة ! ولو تفكر المتخاصمان ما هي عواقب الخصام ، بأنه ما كان منه تقريب بعيد ! ولا إصلاح سقيم ، ولا به تستميل القلوب ، أو يرتجى منه بريق نور ، وتمضي السنون وصفحة الماضي يلهبها الصدود ، فما يبدد سقيمها إلا المبادرة ومد الجسور ، قبل الموت والمشي بنا نحو القبور . |
ما يزال الحب يتمدد في معانيه وقد تشعبت مجاريه ، فكم شوهت صورته حتى أمسى يُتعوذ منه إذا ما أطل لفظه ! حتى أصبح البعض يعده من الطقوس التي تمارس في معبد الرذيلة ! ليأخذ جريرة من لوث نقاءه وصفاءه ! وما كان للحب أن تُمط حروفه ، ولا أن تستقصى حدوده ، فما سقتيه لنا سيدتي بتلك الحروف الجميلة وذلك الموقف المضطرب ، أردفنا الجواب عليه بعلامات الإستغراب ، عن أسباب تكميم الأفواه في حال إخراج ما كنه القلب من حب لتكون حروفا منطوقة تبين للآخر مدى المعنى لوجوده ، فما كان حبا في الله من شمائل ازدان بها المرء استوجب التعلق به ، فذاك ما حث عليه خير الأنام ، فعندما جاءه أحد الصحابة وقال له : إني أحب فلان ، قال رسول الله له : هل أخبرته ؟ قال : لا ، قال : فاذهب وأخبره ، كي يؤلف الله بين قلبيهما ، " فلعل الآخر لم ينتبه لتلك المشاعر " . هذا في حال الحب بين الجنس المتماثل ، أما في حب الرجل للأنثى : فهناك حدود وضوابط أطر حدودها الشرع حتى لا تطيش أفعالهم فيكونوا على ذلك نادمين . " أعني بذلك خارج نطاق الزوجية " . |
خواطرنا / هي تلاوات يترنم بها من لثم ثغر الحب ، ونال من حلوه ومره ، وذاق طعم السهاد ، وأدمن عد النجوم ، وأرخى على جسد النوم سدول السهر ، يرتمي في أحضان أحلامه ، يداعب آماله وامنياته ، يمخر مركب سعيه عباب بحر من الأدواء ومناخ متعدد الأجواء ، استوى عنده تقلب المواسم ، فما عاد يهتم بكل ما من حوله حاصل ، أصم السمع ، وأغلق العين ، وكمم الفم ، فهو عن كل ذاك عاجز ، يركض خلف رجاء ، ويخشى الزوال ، والمقدر عنده فصل الخطاب . |
ما تكون المشاعر إلا معبرة عن نفسها ، تترجم الصمت وترسم معاني ما في الصدر لتنقشه على جدار المشاهدات بسطر ، منة والأصل فطرة تحرك الوصل ، وما يكون التشابك بين قلبين إلا بعدما يأتي ساعي الأمر ، لتتسلل إلى القلب جحافل العواطف ، وتفتح أقفال المنازل ، وغرف ينعم ساكنوها بالراحة ، وعن الشر الكل فيها آمن ، تراود قلب الفتى الغافل ، تمتمات وهمسات كان القلب عنها ساكن ، توقظ نائما لطالما توسد الطمأنينة ، تشبثت به وهي تهمس في قلبه أن تعال فأنا موطن السكينة ، فنال بذاك وصلا ، فارتخت كل ذراته ، حتى خالط كنهه طيفها ، فغدت تتماهى أمامه لتكون حقيقة يراها في في كل حينه ، فما كان ذلكَ حديث نثر على فصوله خيال ، ولا قصة مستوحاة من نسج خيال ، بل ذاك واقع يستمد صدقه من سنة الحياة ، وفطرة أودعها الله فيمن خلقهم بيمناه ، عزيزتي ؛ " علمت بأني تاه في حياتي ، وأنت دليلي ، وما أنا إلا جسد محطم الأركان ، وأنت الروح وأنت مرجع الإنسان " . |
تساؤلات على هضبة الإعتراف ، تمطر جواباً ، فمن وإلى نفسي يكون المرجع والمصير ، نسحب من أدراج الماضي سجل الذكريات ، نقلب أوراقها لنأخذ من هذا وذاك ، بين طياتها حزن كئيب ، ومن بينها ما منها تعلو الضحكات ، نستجدي عقارب الزمن لترجع دورتها من جديد ، كي نعيد لملمة ما تبعثر من أحلام التي لطالما رويناها بصدق أكيد ، لعلنا نحظى بعيش رغيد ، نبعث رسائل العتاب إلى ذلك السرداب الذي حبسنا فيه بقايا أنفاس وأحلام إنسان ، لا أدري أمنك استخرج السبب عن ذلك العذاب ؟! أم أني أقف مع نفسي وقفة محاسب مرتاب ؟! ليتني أملك من أمري شيء ! كي أنزع روحي من ربقة الأحزان . |
كم هو مؤلم عندما يكون الحب قائم على المقايضة ، ومهد استقراره معلق بالمسايرة ، أنفاسه مخنوقة وحبيسة في قلوب متناحرة ، حائرة هي خطواتي تائهة متغايرة ، جس نبض تدور به رحى الأيام ، والنتيجة محسومة خاسرة ، عجبت من ثبات من يسعى لكسب صفقة وهو على يقين أنها فاقرة ، تمن عليه بصبر طويل ، مع قدرة على النيل منه بسهولة تقطع منه حبل الوتين ، أسأل نفسي لما هذا الإصرار منها ؟! وهي تعلم يقيناً بأنه مراوغ عنيد ! وإذا كان من صفاتها وصل لمن أخلص لها الحب بإخلاص كريم ، لما تفني زهرة عمرها مع مخادع أثيم ؟! |
بقى أمنيات نضرب بها ظهر الواقع عله بذاك يتحرك منه الساكن ، ننتقل بين ضفاف الأحلام ، لنرى عجائب الأشياء التي لا تخطر على بال ، هي مسوخ المخاوف ، وما يتخلل طريق المعارف ، نهرب من الأرض لنصل إلى سماء تعج بالنجوم والكواكب ، لنعرج بعدها إلى أغوار المشاهد ، لنعود بعدها من هناك وأطنان من الأسئلة في بريد الفكر وارد ، هي أرضي أحمل في قلبي حبها ، أحرث تربها ، اسقي نيتها ، يحلق فوقها طير هائم ، وكل من فيها وعليها لله شاكر وقانت ، نراقب المغيب ندعو المجيب أن يعقب ذاك المغيب فجر سعيد . |
لولا الأمل واستشراف القادم المشرق لعاش الإنسان حياة الميت ، غير أنه جسدا يتحرك وروحا منزوعة الحضور ، يتكالب عليه حزن مدقع ، وهم مفزع ، وضيق يخنق أنفاسه ، حتى من شدة ما يلاقيه يستجدي الموت أن يعجل في مماته ، يذيع أشجانه لغير عاقل كجماد أو نبات أو خلق من غير بني الإنسان ، فقد جعلها له مؤنس ، ومتنفس يبوح لها ما اظناه وانتابه ، عميق هو ذلكَ الجرح قطع أوصال قوامه ، وهشم أركانه ، كم هو صعب ذاك الفراق ، ومن حولنا يلقي اللوم على المحب ولو أنه عاش واقعه لما تمنى أن يكون مكانه ، يسمون المحب العاشق بأنه مجنون آبق ، وعلة قولهم بأن النساء كثر لو كان لهن ناظر ، ولا يدري ذلكَ المعاتب ماذا تعني حبيبة ذاك المحب ومالها في قلبه من مآثر ! فهو يرى فيها سعادته ، وهي قمره وشمسه ، وهي زاده وشرابه ، وهي سماءه وأرضه ؛ وهي أنفاسه ونبضه ، كم ظلموا العاشقين ! فما عاد لهم من مشفق رحيم ! حتى تجد قبورهم مقفرة من الزائرين ، قد اندرس رسمهم ، ونُسيَ اسمهم ، فذاك سيدي حالهم . |
ما يزال دعاة الفتنة ينبشون قبور الماضي ، ويعيدون الروح إلى بدايات تلكم الفتن التي راح ضحاياها خيرة الصحابة ، وليتنا طهرنا ألسنتنا من ذكرها ناهيك عن سيوفنا ! وما كان لأعداء الدين أن يكون لهم التمكين لولا معرفتهم بتلك الضغائن المخبوءة في نفوس البعض التي تنتظر الشرارة كي تلقي بحمم حقدها ، فكم نرى ذلكَ التطاحن والفتاوى التي تخرج الموحد رأسا من ربقة الدين ! ليستحل بعد ذلكَ ماله ودمه وتسبى نساءه وأهل بيته ! هي غمامة على رأس الأمة غير أنها غمامة صيف سرعان ما تنجلي وتتلاشى ، فهذا وقت التمحيص والتنقية كي يظهر الخبيث من الطيب ، وتسقط تلك الأقنعة التي تقنع بها البعض ليتحدث بإسم الدين ، والخير قادم والنصر للإسلام والمسلمين . |
أجد في ذاتي حياتي ومماتي ، منها تنبثق سعادتي وشقائي ، وفي إيماني مفزعي وأماني ، ما وجدت كمثل الأمل ، واستشراق الخير بين ثنايا تقلب أحوالي ، ما عساني أن أقول ؟! إذا ما بدت نواجذ القدر ، وقد أطبقت على عضد رجائي ، فالصبر قارب نجاتي ، وفي الإحتساب أرسو على ميناء عزائي ، أعملت عقلي وغلبته على دفق عواطفي ، فوجدت السعادة في احتسابي ، دعني أشق قلب الحزن والياس بمعول الأمل ، وحسن ظني بقادم الأيام ، هدايا القدر تقرع أبواب الإبتلاء ، لتكون النتيجة في طيات تعاطينا معها أيكون الصبر جوابا له ؟ أم يكون العويل والبكاء جواب اندثاري ؟ همسة : " في معين الصبر توجد سعادتي ، وفي اليأس يكون ضيق فضائي " . |
نجني من النصائح زاد الرشاد ، سرج تهدي السالكين ، لو كان لنا دليل مرشد ما غاصت قدم في أرض الفساد ، وإن كان الناصح في هذا الزمان ينظر إليه نظرة ازدراء ! كون المديح والنفاق صار لبعض الناس زاد ! ما فاز عبد بالنوال إذا ما كتم أنفاس النصيحة ، ليسير بعد ذلكَ في طريق الوبال . حقيقة / " الناس يتفاوتون ويتمايزون فيما وهبهم الله من قدرات _ وكل ميسر لما خلق له _ أسأل الله تعالى أن يجعلكم ممن يلهمون الناس الرشاد والصواب بعزف أحرفهم ، التي تطرب العقل والقلب " . |
متحجر من تغرقه المشاعر والعواطف وتحيق به ، ومع هذا يترفع وكأن الأمر لا يعنيه ويكون له دافع ! " الامبالاة " تلك القاصمة التي تقصم ظهر الوصل وتدكدك صروح التقارب ، وجعلت من الإقبال إدبار ، ومن التقارب تباعد ، لتسير الحياة بين جاذبية الشوق ، وبين نكوص بطعم المكابرة ، وليت الأمر يكون بيد المرء المنكوب ليطوي صفحة الجفاء ، ويغلق باب الرجاء ، ليرتاح من عناء التفكير، ومن حنين يسحب الهم والعناء ، هي أفكار تفد مع كل نسمة يحركها نبض الشوق ، ليرتمي بعدها ذاك المتيم بين أحضان البعد . |
عجبت من ذاك الشعور الذي يختار من بين جموع الأنام بعينه ! لا يجاوزه ليكون عنه العين لا تغفل ولا تنام ، هو رسول السلام وهو طلائع الاستكشاف ، يكون تارة رهين الكتمان حتى الحقيقة منه تبان ، ولكن لن يطول في غالب الأحيان ذاك الحرص ! فظاهر الجوارح تشي بما حبس واستودع في الأعماق ، ليكون الاذاعة به قضية وقت حتى يبديه أما " لفظ لسان " ، وأما " حرف يبرمه بنان " . |
غالباً ما نجعل الفكر له الغلبة في استجلاب تلكم الصور التي تمر على فكرنا ، وكأنها شريط نقلب مشاهده ، لتختلط مشاعرنا حينها مع فصول مشاهدها ، فتارة نجهش بالبكاء ، وتارة أخرى تعلونا الإبتسامة حتى ترافقها ضحكات تبدد وحشة المنغصات ، غير أنا سرعان ما نوكل أمر حالنا إلى تدابير الأيام ، فهي كفيلة أن تداوي الجراح ، وتلبس حياتنا الأفراح ، فما يكون حال من يعيش تحت رحمة القدر الذي لا يخضع لمنطق الحذر إلا التفويض والتسليم ، فلا يعيش أطوار الحياة بما يطغى عليها من أهوال إلا عظيم الإيمان الذي جعل التسليم طوق نجاة ، وكهف منه يستمد المواساة . |
من كان يجري في نياط فكره ذاك التفكير فحق أن يوسم بأنه " حي يحيى بين الأموات " ، إذا ما سبرنا أحوال الأنام نجد ذاك التخبط الذي هو لهم منهج حياة : أهدافهم رغباتهم طموحاتهم يبقى لها معنى واحد وهو : ضربة حظ والصدفة لا بد عليهم أن تمر ! باختصارهي الحياة التي تتغذى وتقوم على مسمى " الارتجال " . |
| الساعة الآن 11:32 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
![]()
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.