![]() |
هي أيام تضاف لبقية الأيام ، نستطيع ادراجها على أنها دورات تجارب بها نكتشف ذلك الوجه الكالح الكئيب ، ولكن يبقى علينا سبر عمقها بجأش شديد لا يقبل التخثير ولا النكوص للخلف ليصيبنا الإحباط والتنكيل ! كل يوم يُطل علينا علينا اعتباره يوم عيد ، وإن لم يُصادف أيامه فرحة تكون له دليل ! نحن من نستقطب السعادة ونكتسبها فالداخل فينا هو الجاذب لكل حزين وسعيد ، وما يكون الخارج غير أطياف شفافة قد يصيبنا منها شررها ، وقد يجاوزنا وعنا يغيب . ما الانتظار غير نوع من الانتحار ! فمنه الرأس يشيب ، والصبر ينفذ ولا مجيب ! وما هادم الرتابة غير ادخال الجديد في حياتنا ليكون لنا يوم عيد ، وما الغياب إلا يتلوه ظهور وشروق وسيعقب الجفاء خصب وارتواء وسعود ، وهل نعيش على تنهدات وتقلبات السنين ، ونرتجي بعد ذاك وصل المفارق العنيد ؟! لنا حروف نُرسلُها مع ساعي البريد ، ورجاء الوفاء لنا شفيع ، فما يكون بعد ذاك غير التسليم نعيش على أمل شمسهُ عنا لا تغيب ، وهل ييأس من كان له رب رحيم ؟! يُصرف الأمور ويجلب الخير العميم ! ليس للقلب غير النحيب ، وسوق الذكرى والحزن يمزق الصبر الجميل ، " وما العقل إلا جماحٌ لهياج العواطف والمشاعر وهو لها مضمدٌ حليم " . |
كم هو صعب : عندما نحتاج لبسط التبريرات ، وكشف ما تتخلل العبارات أكانت منطوقة أو مكتوبة ، حين يهيم الشك وتجثم الريبة ، ويقدم سوء الفهم والظن ليكون كل ذاك هو الجاثم على صدر حسن الظن وتلكم الطيبة . ليكون الصمت في معناه هو : " بكاء الروح عندما لا يفهمك أحد " . |
ما عاد للانتظار مساحة إشفاق يضمد أثر الجراح ، بل صار عميلا للألم ليكون معينا لتعميق تلكم الجراح ، من خرم كخرم إبرة أتنفس الأمل ، وينفض أركان اعتقادي وحي مخاوفي ، ليبث إرجافاته ليقضي على ما تبقى من يقين ، يهمس في أذني ذكر الحبيب مواسيا دموع غربة تصدح بها أملاك الليل البهيم ، أفرد أشرعتي والريح لي رفيق تأخذني نحو المغيب ، تظللني غيمة وجد ، وتمطرني حروف خاطرة قد أرسلتها مع ساعي البريد ، ضمنتها أشواق روحي للقاء الحبيب ، بحت فيها عن آهاتي ، معاناتي ، طول انتظاري ، ناظرا من يرفق بحالي ويواسي اغترابي في عالم كئيب ، فكم استباح سعادتي واغتال احلامي جان بليد ؟! ما يزال يرخي جدائل جرمه على ما تبقى من صبر جميل ، موغل ذاك البعد في أعماقي ، تزورني أطياف حبيبتي لتمسح عن قلب أحزاني وما تكدس من حزن دفين ، أيه الصبح الجميل : أما آن أن تنشر ضياءك لتبدد حلكة الليل الثقيل ؟! فقد طال بي المقام وأنا أقرع باب الفرج القريب ، مهشم العزم تتناهشني ضباع الظالمين ، وتتلقاني بالشماتة وجوه الحاقدين ، أغترف من نهرالرجاء ، معلق الآمال برب العالمين ، رفعت حاجتي إليه وفي قلبي غرست اليقين ، " فقد بصرت بما حل بي فأدرجته على أنه حلم نائم يوشك أن يقطعه اسيقاظ على واقع جميل " . |
في مصاف الذكريات معلقة رزمة من فصولها ، أودعتها كذخيرة أحتاجها ، أواسي بها خلواتي ، وأعيد بها شبابي ، كم ينتابني شعور أن تكون لي معجزات ، بها أغير المجريات ، استجلب الماضي وأسّيره بما لدي من معطيات ، بذاك أجاوز معاناتي ، وأسّكن بها آهاتي ، وتزهو بذاك حياتي ، غير أن الواقع نادى أن هيهات ! علمت بأني أطلب بذاك المستحيل ، والقاضي قد نطق بالحكم معلنا الرحيل ، أُنّفس عن نفسي الملل ، والثواني والدقائق تسير على مهل ، حينها بقيت أرتل ، والقلب يردد " فصبر جميل " . |
وما كانت الخواطر والأشعار غير متنفس نذيع في صفحاتها ما أجبرنا الواقع على هضم الكلام ، كي يكون الصمت ملاذا ننزوي فيه ، ولنجعل الدمع ينسكب حبرا على صفحات الدفاتر ، هي مشاعر تتدفق بين أمل يرتجى ، وخوف يلامس جوانبه شيئا من اليأس ، الذي نحاول دفعه ، كي لا يكدر صفو الحياة ، فعلى قارب التفاؤل نمخر عباب الحياة ، وأمواج الفتن والإبتلاءات تحرك ذاك القارب ذات اليمين وذات الشمال ، فما كان هنالك طوق نجاة غير التشبث بالأمل والتفويض والتسليم لله . |
ما أصعب الرجوع لأحضان الإعتذار اذا ما تقادم الزمان على أمر كان ، فكم من أسوار وجدران يحتاج الإنسان أن يجتازها ويتسورها لينال بذلك الإحسان والغفران ؟! وقد غطى القلب ذلكَ الرآن الذي جعل من الفراق الخيار ليبتعد عن ذلكَ الإنسان ، ولو أن المبادرة كانت لهم عنوان ما تكدست تلك الآلام ! حتى جعلت من الوصل ضرب خيال ، وامنيات يقطعها واقع الحال ، والمحظوظ من تدارك الأمر وسعى للصلح ، وتحامل على النفس من أجل راحة النفس والأبدان ، فما لحظوظ النفس علينا وقع المؤثر؟! وهي من تأمر وتنفذ ! والإرادة محبوسة الهمة ، ترتجي انجلاء الغمة ! ولو تفكر المتخاصمان ما هي عواقب الخصام ، بأنه ما كان منه تقريب بعيد ! ولا إصلاح سقيم ، ولا به تستميل القلوب ، أو يرتجى منه بريق نور ، وتمضي السنون وصفحة الماضي يلهبها الصدود ، فما يبدد سقيمها إلا المبادرة ومد الجسور ، قبل الموت والمشي بنا نحو القبور . |
ما يزال الحب يتمدد في معانيه وقد تشعبت مجاريه ، فكم شوهت صورته حتى أمسى يُتعوذ منه إذا ما أطل لفظه ! حتى أصبح البعض يعده من الطقوس التي تمارس في معبد الرذيلة ! ليأخذ جريرة من لوث نقاءه وصفاءه ! وما كان للحب أن تُمط حروفه ، ولا أن تستقصى حدوده ، فما سقتيه لنا سيدتي بتلك الحروف الجميلة وذلك الموقف المضطرب ، أردفنا الجواب عليه بعلامات الإستغراب ، عن أسباب تكميم الأفواه في حال إخراج ما كنه القلب من حب لتكون حروفا منطوقة تبين للآخر مدى المعنى لوجوده ، فما كان حبا في الله من شمائل ازدان بها المرء استوجب التعلق به ، فذاك ما حث عليه خير الأنام ، فعندما جاءه أحد الصحابة وقال له : إني أحب فلان ، قال رسول الله له : هل أخبرته ؟ قال : لا ، قال : فاذهب وأخبره ، كي يؤلف الله بين قلبيهما ، " فلعل الآخر لم ينتبه لتلك المشاعر " . هذا في حال الحب بين الجنس المتماثل ، أما في حب الرجل للأنثى : فهناك حدود وضوابط أطر حدودها الشرع حتى لا تطيش أفعالهم فيكونوا على ذلك نادمين . " أعني بذلك خارج نطاق الزوجية " . |
خواطرنا / هي تلاوات يترنم بها من لثم ثغر الحب ، ونال من حلوه ومره ، وذاق طعم السهاد ، وأدمن عد النجوم ، وأرخى على جسد النوم سدول السهر ، يرتمي في أحضان أحلامه ، يداعب آماله وامنياته ، يمخر مركب سعيه عباب بحر من الأدواء ومناخ متعدد الأجواء ، استوى عنده تقلب المواسم ، فما عاد يهتم بكل ما من حوله حاصل ، أصم السمع ، وأغلق العين ، وكمم الفم ، فهو عن كل ذاك عاجز ، يركض خلف رجاء ، ويخشى الزوال ، والمقدر عنده فصل الخطاب . |
ما تكون المشاعر إلا معبرة عن نفسها ، تترجم الصمت وترسم معاني ما في الصدر لتنقشه على جدار المشاهدات بسطر ، منة والأصل فطرة تحرك الوصل ، وما يكون التشابك بين قلبين إلا بعدما يأتي ساعي الأمر ، لتتسلل إلى القلب جحافل العواطف ، وتفتح أقفال المنازل ، وغرف ينعم ساكنوها بالراحة ، وعن الشر الكل فيها آمن ، تراود قلب الفتى الغافل ، تمتمات وهمسات كان القلب عنها ساكن ، توقظ نائما لطالما توسد الطمأنينة ، تشبثت به وهي تهمس في قلبه أن تعال فأنا موطن السكينة ، فنال بذاك وصلا ، فارتخت كل ذراته ، حتى خالط كنهه طيفها ، فغدت تتماهى أمامه لتكون حقيقة يراها في في كل حينه ، فما كان ذلكَ حديث نثر على فصوله خيال ، ولا قصة مستوحاة من نسج خيال ، بل ذاك واقع يستمد صدقه من سنة الحياة ، وفطرة أودعها الله فيمن خلقهم بيمناه ، عزيزتي ؛ " علمت بأني تاه في حياتي ، وأنت دليلي ، وما أنا إلا جسد محطم الأركان ، وأنت الروح وأنت مرجع الإنسان " . |
تساؤلات على هضبة الإعتراف ، تمطر جواباً ، فمن وإلى نفسي يكون المرجع والمصير ، نسحب من أدراج الماضي سجل الذكريات ، نقلب أوراقها لنأخذ من هذا وذاك ، بين طياتها حزن كئيب ، ومن بينها ما منها تعلو الضحكات ، نستجدي عقارب الزمن لترجع دورتها من جديد ، كي نعيد لملمة ما تبعثر من أحلام التي لطالما رويناها بصدق أكيد ، لعلنا نحظى بعيش رغيد ، نبعث رسائل العتاب إلى ذلك السرداب الذي حبسنا فيه بقايا أنفاس وأحلام إنسان ، لا أدري أمنك استخرج السبب عن ذلك العذاب ؟! أم أني أقف مع نفسي وقفة محاسب مرتاب ؟! ليتني أملك من أمري شيء ! كي أنزع روحي من ربقة الأحزان . |
| الساعة الآن 11:30 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
![]()
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.