m0m3n
11-22-2016, 07:37 PM
بقلم الوالد
تتدرج إسرائيل في إزالة كل ما هو عربي وإسلامي في فلسطين وفق ما تيسره الظروف من حيث قوتها وضعف أعدائها من العرب والمسلمين . وخططها في هذا المجال مجهزة دائما في ملفاتها السرية ، ومتى رأت ظرفا سانحا استخرجت الخطة التي يلائم تنفيذها . وإذا فوجئت بمقاومة تمنع التنفيذ تعيد الخطة إلى ملفها وتنتظر ظرفا أفضل ، لكنها لا تلغيها أبدا ؛ لأنها وضعت بعد دراسة وتقييم لأهميتها وفعاليتها إزاء أسس الوجود العربي والإسلامي في فلسطين لتصبح ، فلسطين ، إسرائيلية نقية مع الزمن . آخر خطة استخرجتها من ملفاتها كانت خطة منع الأذان بمكبرات الصوت في القدس وداخل الخط الأخضر والمناطق القريبة من المستوطنات في الضفة الغربية . وجوبهت الخطة باعتراضات واحتجاجات فلسطينية شعبية حازمة فاجأت إسرائيل ، فأجلت الكنيست التصويت عليها بطلب من وزير الصحة يعقوب ليتسمان من حزب يهدوت هتوراه تخوفا منه _ مثلما قيل في تفسير طلبه_ من أن يطبق القانون على الكنس اليهودية أيضا ، فتمنع صافرة إعلان دخول السبت فيها . وتقول الإذاعة الإسرائيلية العامة إنه سيطبق في حال الموافقة عليه على الكنس اليهودية والكنائس المسيحية مع تخويل وزير الداخلية صلاحية وضع استثناءات في تطبيقه ، وهنا يحسن التساؤل : لصالح من ستكون هذه الاستثناءات ؟! بالتأكيد ليس لصالح المساجد والكنائس ، وإنما لصالح الكنس بهذه الحيلة أو تلك .
الهبة الفلسطينية الإسلامية والمسيحية القوية التي تصدت للمشروع وأجبرت الكنيست على تأجيله بينت تجليا عظيما للوطنية الفلسطينية التي دفن توهجها تحت ركام قبيح عقيم من الخلافات الفلسطينية _ الفلسطينية ، وما يجتاح الدول العربية من حروب يبرز فيها الصراع الديني المذهبي بروزا مصطنعا لتدمير كل ما هو عربي وإسلامي . في الناصرة العربية ، لؤلؤة الجليل الفلسطيني المغتصب ، رفع إخواننا المسيحيون الأذان من كنائسهم ومنازلهم ، وأصدرت بلدية الناصرة بيانا ضد منع الأذان أوردت فيه الآية ال115 من سورة البقرة : " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم " ، وفي الآية حكم رباني على من يفعل ذلك بالمساجد بأنه أظلم إنسان ، بالمعنى الأوسع للظلم . ورفع أهل القدس الأذان من فوق منازلهم في وقت واحد . وحجة الإزعاج التي تبرر بها إسرائيل منع الأذان بالمكبرات الصوتية لا يمكن أن تحجب غرضها الحقيقي الذي أبناه سلفا ، وهو اقتلاع أسس الوجود العربي مسلما ومسيحيا في فلسطين ؛ فالأذان بنوعيه ( إعلاما بدخول
وقت الصلاة ، وإقامة لها ) سنة في الصلاة ، ولا صلاة بدونه ، وأي مس به مس بالصلاة ذاتها التي هي عمود الدين الإسلامي . ومن يمسه اليوم بسوء يمس الصلاة ذاتها غدا وفق أسلوب التدرج الذي تنتهجه إسرائيل . ويكشف الكاتب الإسرائيلي أفرايم هرارة بصورة معكوسة في " إسرائيل اليوم " المقربة من نتنياهو الذي يؤيد منع الأذان ؛ غرض إسرائيل في هذه القضية حين يقول : " الطلب الفلسطيني سياسي في أساسه : نحن هنا السيد ، نحن المسلمون ، وهذه البلاد تعود لنا ، وأحد أبرز الرموز هو أذان المؤذن خمس مرات في اليوم ... " ، فالصحيح أن هذا هو غرض إسرائيل ، أي أن تثبت أنها صاحبة السيادة والأرض أما الفلسطينيون فرد فعلهم طبيعي تلقائي ؛ لأنه دفاع عن الركن الثاني لدينهم ، ومن حقهم وواجبهم أن يفعلوا هذا في أرضهم التي تغتصبها إسرائيل قاسية متوحشة ، والمسلم ينشرح صدره ويخشع قلبه حين يسمع الأذان مجردا أو في مكبر صوت أما مغتصب الأرض والسيادة فيزعجه ، بل يرعبه الأذان في الحالتين لما فيه من تذكير عنيف له بوجود أهل الأرض الأصليين الذين برر اغتصابه بوهم خلوها منهم . ومن ثم فالمعركة موصولة بين الطرفين ، وتأجيل تصويت الكنيست على المشروع ليس أكثر من إعادته إلى ملفه ترقبا لسانحة تُسهِل تنفيذه ، وهو ما يوجب على كل فلسطيني وعربي ومسلم أن يجهز نفسه ومقاومته لظهوره ثانية
تتدرج إسرائيل في إزالة كل ما هو عربي وإسلامي في فلسطين وفق ما تيسره الظروف من حيث قوتها وضعف أعدائها من العرب والمسلمين . وخططها في هذا المجال مجهزة دائما في ملفاتها السرية ، ومتى رأت ظرفا سانحا استخرجت الخطة التي يلائم تنفيذها . وإذا فوجئت بمقاومة تمنع التنفيذ تعيد الخطة إلى ملفها وتنتظر ظرفا أفضل ، لكنها لا تلغيها أبدا ؛ لأنها وضعت بعد دراسة وتقييم لأهميتها وفعاليتها إزاء أسس الوجود العربي والإسلامي في فلسطين لتصبح ، فلسطين ، إسرائيلية نقية مع الزمن . آخر خطة استخرجتها من ملفاتها كانت خطة منع الأذان بمكبرات الصوت في القدس وداخل الخط الأخضر والمناطق القريبة من المستوطنات في الضفة الغربية . وجوبهت الخطة باعتراضات واحتجاجات فلسطينية شعبية حازمة فاجأت إسرائيل ، فأجلت الكنيست التصويت عليها بطلب من وزير الصحة يعقوب ليتسمان من حزب يهدوت هتوراه تخوفا منه _ مثلما قيل في تفسير طلبه_ من أن يطبق القانون على الكنس اليهودية أيضا ، فتمنع صافرة إعلان دخول السبت فيها . وتقول الإذاعة الإسرائيلية العامة إنه سيطبق في حال الموافقة عليه على الكنس اليهودية والكنائس المسيحية مع تخويل وزير الداخلية صلاحية وضع استثناءات في تطبيقه ، وهنا يحسن التساؤل : لصالح من ستكون هذه الاستثناءات ؟! بالتأكيد ليس لصالح المساجد والكنائس ، وإنما لصالح الكنس بهذه الحيلة أو تلك .
الهبة الفلسطينية الإسلامية والمسيحية القوية التي تصدت للمشروع وأجبرت الكنيست على تأجيله بينت تجليا عظيما للوطنية الفلسطينية التي دفن توهجها تحت ركام قبيح عقيم من الخلافات الفلسطينية _ الفلسطينية ، وما يجتاح الدول العربية من حروب يبرز فيها الصراع الديني المذهبي بروزا مصطنعا لتدمير كل ما هو عربي وإسلامي . في الناصرة العربية ، لؤلؤة الجليل الفلسطيني المغتصب ، رفع إخواننا المسيحيون الأذان من كنائسهم ومنازلهم ، وأصدرت بلدية الناصرة بيانا ضد منع الأذان أوردت فيه الآية ال115 من سورة البقرة : " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم " ، وفي الآية حكم رباني على من يفعل ذلك بالمساجد بأنه أظلم إنسان ، بالمعنى الأوسع للظلم . ورفع أهل القدس الأذان من فوق منازلهم في وقت واحد . وحجة الإزعاج التي تبرر بها إسرائيل منع الأذان بالمكبرات الصوتية لا يمكن أن تحجب غرضها الحقيقي الذي أبناه سلفا ، وهو اقتلاع أسس الوجود العربي مسلما ومسيحيا في فلسطين ؛ فالأذان بنوعيه ( إعلاما بدخول
وقت الصلاة ، وإقامة لها ) سنة في الصلاة ، ولا صلاة بدونه ، وأي مس به مس بالصلاة ذاتها التي هي عمود الدين الإسلامي . ومن يمسه اليوم بسوء يمس الصلاة ذاتها غدا وفق أسلوب التدرج الذي تنتهجه إسرائيل . ويكشف الكاتب الإسرائيلي أفرايم هرارة بصورة معكوسة في " إسرائيل اليوم " المقربة من نتنياهو الذي يؤيد منع الأذان ؛ غرض إسرائيل في هذه القضية حين يقول : " الطلب الفلسطيني سياسي في أساسه : نحن هنا السيد ، نحن المسلمون ، وهذه البلاد تعود لنا ، وأحد أبرز الرموز هو أذان المؤذن خمس مرات في اليوم ... " ، فالصحيح أن هذا هو غرض إسرائيل ، أي أن تثبت أنها صاحبة السيادة والأرض أما الفلسطينيون فرد فعلهم طبيعي تلقائي ؛ لأنه دفاع عن الركن الثاني لدينهم ، ومن حقهم وواجبهم أن يفعلوا هذا في أرضهم التي تغتصبها إسرائيل قاسية متوحشة ، والمسلم ينشرح صدره ويخشع قلبه حين يسمع الأذان مجردا أو في مكبر صوت أما مغتصب الأرض والسيادة فيزعجه ، بل يرعبه الأذان في الحالتين لما فيه من تذكير عنيف له بوجود أهل الأرض الأصليين الذين برر اغتصابه بوهم خلوها منهم . ومن ثم فالمعركة موصولة بين الطرفين ، وتأجيل تصويت الكنيست على المشروع ليس أكثر من إعادته إلى ملفه ترقبا لسانحة تُسهِل تنفيذه ، وهو ما يوجب على كل فلسطيني وعربي ومسلم أن يجهز نفسه ومقاومته لظهوره ثانية