مُبتسِم
01-20-2025, 12:10 PM
وُلدتُ في زمنٍ لم يعرف سوى صوت الرصاص وصدى الانفجارات. كان كل شيء حولي يُخبرني أن الحياة معركة، حتى عندما كنت طفلاً لا يفهم معنى الموت. في أزقة الحيّ القديم، كنت أركض حافي القدمين، أبحث عن الأمان وسط عالمٍ تهدم جدرانه وصمتت فيه الضحكات.
رأيت الحرب تسرق منا كل شيء، المنازل، المدارس، وحتى الأحلام الصغيرة. كنت أرى والدي يخرج كل صباح يحمل على كتفيه عبء حمايتنا، وأمي تدفن خوفها خلف ابتسامة بالكاد تُخفي انكسارها. كنت صغيراً، لكنني شعرت بوطأة الخوف.
مرت السنوات، وكبرتُ في ظلال الحرب. تعلّمت أن أميز بين أصوات القذائف وأوقات الهدنة. حفظت وجوه الرفاق الذين غادروا بلا وداع، وبكيت في صمت على قصصٍ لم تكتمل. لم يكن الألم مجرد جروحٍ ظاهرة، بل كان ندوباً عميقة في الروح، تُذكّرني بكل ما فقدته.
وفي ليلةٍ حالكة، بعد سنواتٍ من الدماء والدمار، هدأت الحرب فجأة. كنت أقف على أطلال منزلنا القديم، أحاول أن أستوعب أن الصمت الذي يحيط بي ليس خدعة. رأيت السماء للمرة الأولى بلا دخان، شعرت بالريح تحمل رائحة الأرض لا رائحة البارود.
كان الانتصار الحقيقي ليس في انتهاء الحرب، بل في إدراكي أنني ما زلت حيّاً، وأن الحياة تمنحنا فرصة للبدء من جديد. بدأتُ أجمع الأحجار المتناثرة من المنزل المُهدّم، ليس لإعادة بنائه كما كان، بل لأبني مستقبلاً مختلفاً.
اليوم، وأنا أكتب هذه السطور، أنظر إلى الأفق وأرى الشمس تشرق بلا خوف. الحرب علّمتني أن الألم يخلق فينا قوة، وأن الدمار قد يكون بدايةً لشيء جميل. ربما لم أعد كما كنت، وربما تركت الحرب ندوبها عليّ، لكنها أيضاً زرعت في داخلي حباً للحياة لا يُهزم. هكذا انتهت الحرب، وبدأت قصتي الحقيقية.
رأيت الحرب تسرق منا كل شيء، المنازل، المدارس، وحتى الأحلام الصغيرة. كنت أرى والدي يخرج كل صباح يحمل على كتفيه عبء حمايتنا، وأمي تدفن خوفها خلف ابتسامة بالكاد تُخفي انكسارها. كنت صغيراً، لكنني شعرت بوطأة الخوف.
مرت السنوات، وكبرتُ في ظلال الحرب. تعلّمت أن أميز بين أصوات القذائف وأوقات الهدنة. حفظت وجوه الرفاق الذين غادروا بلا وداع، وبكيت في صمت على قصصٍ لم تكتمل. لم يكن الألم مجرد جروحٍ ظاهرة، بل كان ندوباً عميقة في الروح، تُذكّرني بكل ما فقدته.
وفي ليلةٍ حالكة، بعد سنواتٍ من الدماء والدمار، هدأت الحرب فجأة. كنت أقف على أطلال منزلنا القديم، أحاول أن أستوعب أن الصمت الذي يحيط بي ليس خدعة. رأيت السماء للمرة الأولى بلا دخان، شعرت بالريح تحمل رائحة الأرض لا رائحة البارود.
كان الانتصار الحقيقي ليس في انتهاء الحرب، بل في إدراكي أنني ما زلت حيّاً، وأن الحياة تمنحنا فرصة للبدء من جديد. بدأتُ أجمع الأحجار المتناثرة من المنزل المُهدّم، ليس لإعادة بنائه كما كان، بل لأبني مستقبلاً مختلفاً.
اليوم، وأنا أكتب هذه السطور، أنظر إلى الأفق وأرى الشمس تشرق بلا خوف. الحرب علّمتني أن الألم يخلق فينا قوة، وأن الدمار قد يكون بدايةً لشيء جميل. ربما لم أعد كما كنت، وربما تركت الحرب ندوبها عليّ، لكنها أيضاً زرعت في داخلي حباً للحياة لا يُهزم. هكذا انتهت الحرب، وبدأت قصتي الحقيقية.