مشاهدة النسخة كاملة : روايتي " ذئاب الشات "
علاء فلسطين
09-24-2024, 02:32 AM
شتاء عام ٢٠٢٠
كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل، وأنا واقف أمام نافذة مكتبي، أرتشف قهوتي ببطء كما أحب. في تلك الليلة، كان البرد قارصاً لدرجة أنني احتضنت كوب القهوة بين يدي، أشعر بدفئه يخفف من قسوة الطقس ، كنتُ موجهاً نظري نحو الأرض، أراقب قطرات المطر وهي تحتضن التراب بشغف ولهفة. لا أعلم كيف استطاعت ذاكرتي أن تنبش في أعماقها، لتعيدني إلى عام ٢٠٠٨. بينما كانت قطرات المطر تتساقط برفق على زجاج النافذة، شعرت بذكريات الماضي تعود إليّ، وكأن الزمن قد توقف، كانت تلك اللحظات مليئة بالأشتياق. وأنا أستمع لصوت المطر، وجدت نفسي غارقاً في حنين عميق، وكأنني أعود إلى تلك الأيام الجميلة التي لا تُنسى. كنت أستعيد ذكرياتي من خلال الدردشات الكتابية القديمة، وعادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام بالتحديد. تذكرت كيف كنا نقضي الليالي كلها نتبادل الحديث على الشات والهوتميل، وظهرت في ذهني صور بعض الأصدقاء القدامى الذين لا يزالون عالقين في ذاكرتي. والآن لا أعلم عنهم شيئاً، في الحقيقة، اشتقت لذلك الماضي وفجأة شعرت بالحنين إليه. لذلك، قررت أن أدخل على الشات، فأمسكت هاتفي وكتبت في محرك قوقل "شات". ظهرت لدي قائمة اقتراحات دردشات بأسماء مختلفة، ودخلت على أغلبها. وجدت أن النسخ من هذه الشاتات متطورة أكثر بكثير من التي كنت أدخلها عام ٢٠٠٨. كتبت اسمي المستعار "علاء فلسطين" كما هو دائماً ومعروف في المواقع الإلكترونية، وعندما دخلت وجدت ترحيباً جميلاً من الأعضاء. تعرفت على مجموعة من الأصدقاء من الجزائر، وحين وضعت صورتي الشخصية، سألني أحد الأصدقاء قائلاً: 'أنت مطرب؟' فأجبته بابتسامة: 'لا، أنا شاعر.' فرد قائلاً: 'جميل جداً، أنا أحب الشعر !' شعرت بسعادة كبيرة لسماع ذلك، حيث كان من الرائع أن أجد شخصاً يقدر الفن الذي أستمتع به. تبادلنا الأحاديث عن الشعر والأدب، ثم قال لي. ما رأيك أن تصعد إلى المايك وتشاركنا بأشعارك؟ فأجبت: حسناً، ليس لدي مانع. صعدنا إلى المايك، وتبادلنا القصائد والأحاديث، كان الجو رائعاً، والأصوات تتعالى بأحاسيس الشعر والكلمات. كل منا كان يعبر عن مشاعره وأفكاره، وكأننا ننسج خيوطاً من الأمل والجمال في كل قصيدة. تبادلنا القصائد وكأنها رسائل تحمل تاريخنا وثقافتنا. واستمرينا على هذا الحال لفترة طويلة، نلقي القصائد الشعرية. ونتحدث عن السياسة أحيانا ، وعن امور العمل ، كنا نتحدث عن مواضيع كثيرة و مختلفة ، ومع مرور الأيام لا أعرف ماذا حدث لنا، حتى أصبحنا نلتقي أقل بكثير. ربما بسبب انشغالنا في العمل وأمور أخرى. لقد كنت أدخل قليلاً، حتى انقطعت عن الدردشة تماماً لفترة طويلة.
ثم عدت في عام 2022، حيث كنت أدخل إلى الشات يومياً لأكثر من أربعة أشهر متواصلة. في كل مرة أدخل فيها، كنت أضغط فوراً على زر يجعلني خارج غرف الشات، ثم أنتقل إلى روم يحمل اسم 'كتاب وقهوة'. كنت أجلس وحدي لفترات طويلة، ولا أحد يعرف عني شيئاً، ولا حتى سبب وحدتي الدائمة. ولكن في الحقيقة، لم أكن وحيداً. كان لدي أصدقاء وصديقات أشاركهم محادثات خاصة، حيث لا يعرف أحد عن الآخر. كل واحد منهم يحمل قصة وحكاية تميزهم، وكنا نتبادل الأفكار والمشاعر في تلك اللحظات الخاصة. وبعض الوقت كنت أتابع ابداعات الأعضاء من خلال خانة " الحائط " واحياناً انشر فيه جزءاً من قصائدي وكتاباتي القصيرة. في الحقيقة، من الجميل رؤية إبداعات الآخرين، لكن من المحزن أن يكون هناك من يسعى لاستغلال ذلك الحائط بطريقة غير صحيحة. كنت أرى بعض الأشخاص حقاً رائعون حتى لو كان ابداعهم مقتبس من بعض الكتب والمدونات المنشورة في المواقع الأخرى ، ولكن للأسف أكثرهم من ذلك النوع الخبيث الذي يسعى لجذب الفتايات له ....!
- لماذا ؟
- سأخبرك بكل شيء ، وعن كل العلاقات التي لدي علم فيها من الطرفين
- أبدا الآن
- حسناً
يُتبع بنفس الموضوع
علاء فلسطين
09-25-2024, 12:50 PM
ملك صالح
البالغة من العمر اربعة وعشرين ربيعاً ، كانت في العشرين من عمرها عندما تعرفت عليها في إحدى الدردشات الكتابية ، من لا يعرف ملك قد يظنها متكبرة و مغرورة لأنها لا تفسح المجال للشباب لتجاوز الحدود في حديثهم معها، ولكن من يعرفها عن قرب يدرك أنها تحمل في شخصيتها الأخلاق والأدب والتواضع، ويشعر بصدق كلامها وحنان حديثها. إنها معروفة بطيبة قلبها. نعم، هكذا أعرفها، حنونة وطيبة، لا تغضب أحداً، وتحترم الجميع، مما يجعل الجميع يحبها لتواضعها وعفويتها، كان هذا واضحاً من خلال أسلوبها وتفاعلها مع الجميع. عندما تتحدث معها، تشعر بلطفها الكبير، وهذا الشعور لمسته شخصياً. كانت ملك تحب القراءة والشعر والأدب بجميع أنواعه، وهذا ما جعلها تقترب مني عندما كنت أنشر كتاباتي على الحائط، حقيقةً، كانت ملك من أنبل وأرقى الشخصيات التي تعرفت عليها في ذلك الوقت. وفي يوم لا أستطيع تذكر تاريخه تماماً، كنت أتابع الحائط، كان أحد الأعضاء يوجه أسئلة شخصية للمتواجدين على الحائط، فسأل: ما هو حلم حياتك الذي تريد تحقيقه ؟. لفتت انتباهي إجابة ملك حينما قالت: ( كان حلمي أنه أكمل جامعة وأكمل دراستي حتى اصير ممرضة ولكن للأسف الحلم مات ) وعلقت عليها قائلاً في خانة التعليقات:
- الأحلام لا تموت يا ملك، ولكننا بحاجة لبعض الوقت والجهد لتحقيقها.
لم يمضي أكثر من دقيقه على تعليقي وتلقيت رسالة خاصة من ملك قائلة:-
علاء فلسطين
09-26-2024, 12:32 AM
- والله يا علاء بأوضاعنا وبلدنا كل الاحلام تحطمت مش بس حلم الدراسة
- لماذا هذا البؤس يا ملك؟ المؤمن يحسن الظن بربه، وينظر إلى الحياة بتفاؤل. يعلم أن بعد العسر يسرا، ويتحلى بالصبر، ويعيش على أمل دائم أن غداً سيكون أجمل. وأنا واثق أنكِ إنسانة صبورة ولديكِ روح التفاؤل.
- الحمد لله هينا صابرين
في تلك اللحظة، شعرت بثقل حزنها وعمق بأسها. دفعني هذا الإحساس لسؤالها عن سبب انضمامها للشات :-
- هل انضمامك للشات نتيجة أحزانك، أم أنك تبحثين عن شيء آخر هنا ؟
- لا ، من يوم ما تركت الجامعة صار عندي فراغ كتير وصرت ادخل اتسلى
ـ لماذا تركتِ الجامعة ؟
أخبرتني ملك أن الحالة المادية لوالدها ليست على ما يرام، كانت كلماتها محملة بالألم. والدها الذي يمتلك بقالة بسيطة تحت المنزل الذي يستأجره، كان يعتمد على هذا الدخل المحدود لتأمين احتياجات الأسرة وتوفير مستقبل أفضل لها. بالإضافة إلى توفير الطعام والشراب والأدوية واحتياجات أبنائه، وكان يتحمل تكاليف تعليم ملك وإيجار المنزل، فضلاً عن احتياجات المنزل من كهرباء وماء ومصاريف المناسبات. كل هذا كان يتم بفضل هذه البقالة الصغيرة التي تشكل أساس رزقه، ولكن للأسف، وصلت الظروف المالية لوالدها إلى نقطة لم يعد فيها قادراً على توفير مصروفها الجامعي، ملابسها، أو سداد الأقساط الجامعية. ضاقت السبل ولم تعد البقالة البسيطة تكفي لتغطية كل تلك النفقات.
شعرت ملك بالمعاناة والضيق اللذان كانا يعتصران قلب والدها، وأدركت أنه لم يعد يملك القدرة على الاستمرار في تعليمها، وأدركت أن استمرارية تعليمها أصبحت غير ممكنة بالنسبة له، عندما سمعته بمحض الصدفة وهو يشكو همومه لزوجته ، قائلاً بأسى: "(والله منا عارف شو احكي لملك اليوم، كان البيع قليل ما حصلت غير خمسين شيكل ، على كل حال بكره صحيني بدري قبل ما تصحيها بروح ابيع جوالي بمية شيكل ، انا كنت بدي اتداين من تاجر بس والله استحيت منه لأنه لسه ما اعطيته الي اتداينتهن الشهر الماضي)
عندما سمعت تلك الكلمات من والدها، تظاهرت بالنوم وبدأت دموعها تنساب بصمت. شعرت بألم عميق تجاه والدها الذي كان يبذل كل جهد لتلبية احتياجاتها، دون أن تدرك حجم التضحيات التي يقوم بها من أجلها. وأنه كان يُثقل كاهله بالديون التي تراكمت من أجلها، أخبرتني أنها اتخذت قراراً بعدم العودة إلى الجامعة صباحاً وأنها لن تُكمل دراستها، وبقيت مستيقظة طوال الليل، تنتظر شروق الشمس بفارغ الصبر لتخبر والدتها بقرارها بالخروج من الجامعة وعدم استكمال دراستها. كان القرار صعباً ومؤلماً، لكنها شعرت بأنه الحل الوحيد لتخفيف العبء عن والدها.
استيقظت والدتها، وكذلك والدها. وعندما دخلت والدتها إلى غرفتها قالت لها:-
- صباح الخير يمه، يلا قومي وجهزي حالك، بلاش تتأخري
- ما بدي اروح على الجامعة خلص راح ابطل منها
فردت والدتها بدهشة:-
- شو، ليش شو اللي صاير يمه؟ مالك؟"
وقفت ملك بصمت، تجمع مشاعرها لتجد الكلمات المناسبة. كانت تعرف أن قرارها سيؤثر على الجميع، لكنها شعرت أنه الحل الوحيد للتخفيف عن والدها.
- ولاشي هيك خلص ما بدي
أضافت ملك، في تلك اللحظة: 'أمي نادت على والدي وقالت: صالح، تعال شوفها، ما بدها تروح على الجامعة
تحسس والدها الحال وهو يدخل الغرفة، وكانت ملك تستعد لتوضح قرارها وتبرره أمام والدها.
نظر بتعجب وقال:-
- شو اللي صاير؟ ليش ما بدك تروحي على الجامعة؟
أجابت ملك بحزن:-
- بابا، الوضع المالي صعب، وأنا مش قادرة أتحمل فكرة إنك تعاني بسببي. قررت أنسحب من الجامعة لحتى أساعدك وأخفف عنك
وقف والدها للحظة، ثم قال بصوت مليء بالعاطفة:-
- ملك، تعليمك هو أهم شي لمستقبلك. رح نلاقي طريقة، ما بدي ياكي تتخلي عن أحلامك بسببي
- منتا شايف وضعنا صعب، ومش قادرين نعمل اشي خلص بس الله يفرجها برجع بكمل
- لا يبوي خذي هي خمسين شيكل وهسا بعطيكي من المحل كمان مية
نهضت عن سريرها وقالت بحزن:-
- قصدك تروح تبيع جوالك بمية،؟ بس ليش تتحمل هالعذاب بسببي ليش
ثم بدأت تبكي على صدره، فوضع يده على رأسها وضمها بشدة. بكى معها من شدة القهر وقال:-
- سامحيني يا بوي
قال ذلك بصوت ضعيف، واستمر في البكاء معها حتى اختلطت دموعهما في لحظة مليئة بالألم والحنان.
علاء فلسطين
09-27-2024, 08:15 PM
أخبرتني ملك بأنها الابنة الكبرى لوالديها، ولديها أربع شقيقات تتراوح أعمارهن بين العاشرة والعشرين، واصغرهم طفل يبلغ من العمر عشر سنوات.
وبعد هذه المحادثة مع ملك، تعرفت على الكثير من الأمور عن حياتها الخاصة. ومع مرور الأيام وكثرة المحادثات بيننا، أصبحت ملك واحدة من أعز صديقاتي. نصحتها مرة بعدم تطوير علاقاتها مع الشباب، خوفاً من الوقوع في علاقة حب قد تكون فاشلة، وقلت لها إن كل العلاقات التي تتم عبر الشات هي مجرد تسلية ولهو وإضاعة للوقت. نصحتها بعدم جعل نفسها أضحوكة أو لعبة لأي شاب يتسلى بها في أي وقت يشاء، ونبهتها ألا تصدق الأحاديث الجميلة التي تسمعها من الشباب، وأخبرتها بأنني أعلم بنواياهم أكثر منها. أقول هذا من تجربة تجاوزت الخمسة عشر عاماً، فقد كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما دخلت أول شات. لم أسمع عن علاقة حب ناجحة عبر الشات حتى يومنا هذا، باستثناء حالة واحدة فقط أعرفها شخصياً لأحد أقارب أمي، كانت له علاقة بفتاة، وتزوجها بعد معاناة شديدة. من النادر جداً العثور على شاب مثله في الدردشات. منذ ذلك الحين، لم أسمع عن أي علاقة عبر الشات تكللت بالزواج. وأكدت لي حينها أنها حريصة جداً ولا يمكن لأحد أن يضحك عليها. قالت لي: 'لا تخف،' فقلت لها: 'أعتمد عليكِ، ولكن من واجبي أن أذكرك دائماً.
مرت الأيام والأسابيع بسرعة على علاقتي مع ملك، وبدأت أقلل من دخولي إلى الشات بسبب أعمالي وانشغالي بأمور البيت والأبناء، لاحظت ملك اختفائي وسألتني ذات مرة: 'لماذا لم تدخل؟ أين تختفي؟' فأجبتها: 'ليس لدي وقت كافٍ يا ملك بسبب الأعمال، وأبنائي لا يتركونني في حالي عندما أكون في البيت. سأبقى أدخل هنا كل فترة لأطمئن عليكِ وعلى باقي الأصدقاء.
وفي ذلك الوقت، بدأت أدخل كل يومين أو ثلاثة أيام مرة ، وأحياناً كل أسبوع مرة، وبعد ذلك أصبح دخولي أقل حتى وصلت لدخول كل شهر أو شهرين مرة، إلى أن انقطعت نهائياً، غبت عن الشات لأكثر من عام كامل، وعندما عدت بعد هذه الفترة، وجدت ملك كما هي، بروحها الجميلة وقلبها الطيب الذي أعرفه، أرسلت لها إعجاباً، وحين تلقت مني الإعجاب، أرسلت لي فوراً ترحيباً واسعاً في محادثة خاصة واستقبلتني بحرارة. سألتني: 'أين كنت طوال هذا الغياب؟' فأجبتها: 'ها أنا عدت، ولن أغيب مرة أخرى.' وبعد نصف ساعة من الحديث، سألتها..
علاء فلسطين
09-28-2024, 09:09 PM
- ما هو جديدك، وكيف هالشات معك؟
- امممم بصراحه؟
- طبعاً
- بتعرف احمد صح؟
- أعرفه ، مالو
- شو رأيك فيه؟
- أحمد صديقي، رغم أننا لسنا مقربين. هو شاب محترم وجميل، ولم أسمع عنه إلا كل خير. أحترمه كثيراً
- امممم وعدني بالزواج
- ما الذي تعنيه يا ملك؟ هل توجد علاقة بينكما؟
- اي ، تقريباً من سنه
- انا حذرتك ونبهتك يا ملك
- اي عارفه ، بس احمد غير ، كتير محترم ومؤدب
- طبعاً دائماً يكون واحد غير
- لا تخاف ، والله حاسه انه صادق
- لا أعلم، لكنني لا أثق بعلاقات الشات. ديري بالك، وإن شاء الله يكون صادق كما يقول. لا ترسلي له صورك أهم شيء
- لا حرام هو اصلا ما طلب
مرت الأيام والشهور بعد هذه المحادثة، وبدأت علاقتي بملك تتقلص. لم يكن ذلك بسبب أحمد، بل بسبب غيابي المتقطع وعدم دخولي يومياً كما كنت أفعل سابقاً، حيث كنت أتحدث معها لساعات طويلة. ولا أقول إن علاقتي بملك انتهت بالكامل، لكنها تغيرت. أصبحت لقاءاتنا وأحاديثنا قليلة بسبب ضيق الوقت. ومع ذلك، لم تتغير مكانة ملك ومعزتها في قلبي وظلت ثابتة كما هي، وأعتقد أنها أيضاً تحمل نفس الشعور نحوي. وبعد السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣، اختفت ملك عن الشات بسبب الحرب على غزة وانقطاع الاتصال والإنترنت والكهرباء عن كامل القطاع لفترة طويلة. خلال تلك الأيام، كنت أدخل الشات منتظراً ملك وباقي الأصدقاء للاطمئنان عليهم. وفي إحدى الليالي، دخلت الشات ورأيت اسم ملك، فوراً دخلت المحادثة الخاصة قائلاً:-
ـ مساء الخير يا ملك، كيف حالك؟ كيف الأوضاع عندكم؟
- هلا علاء، مساء النور الحمد لله منيحة بس الوضع كتير صعب ، وأنت كيفك
- الحمد لله بخير نشكر الله، نريد سلامتكم
- الله يسلمك ، معلش اتحملني النت ضعيف لأنه بنشتري بطاقات نت والمنطقة ما فيها شبكة كويسه
- أعلم ذلك ، أعانكم الله وثبتكم ، كيف حال احمد ؟
- منيح الحمد لله
- الحمد لله، طيب أنتم في بيتكم او بالخيام ؟
- لا احنا بالبيت الحمد لله
- الحمد لله، الله يفرجها ويهونها عليكم يارب
- امين يارب ، علاء معلش تلفوني هلء راح يخلص شحن بنحكي بكره ان شاء الله
- أن شاء الله، انتبهي على نفسك، إلى اللقاء
- وانت كمان ، تصبح على خير
بعد هذه المحادثة، لم ألتقِ بملك كثيراً بسبب الأوضاع عندهم وسوء الأحوال. أصبحت ملك تدخل قليلاً جداً، لأطمئن عليها ثم تخرج
- طيب وماذا حصل ؟
علاء فلسطين
10-01-2024, 08:19 AM
شتاء بداية عام 2024
كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساءً، جلست خلف مكتبي وقررت الدخول إلى الشات عبر الحاسوب. وبمجرد دخولي مباشرةً، تلقيت رسالة خاصة من ملك قائلة:-
- علاء ، علاء
كررت اسمي أكثر من خمس مرات في دقيقة واحدة، وكأنها كانت متوترة أو خائفة من شيء ما. قلت لها:-
- أهلا ملك، مساء الخير
صمتت لعدة دقائق دون أن ترد. أرسلت لها علامات استفهام وتعجب، ثم قالت:-
- انا مخنوقة كتيررر، تعال رومي بسرعة
ذهبت مسرعاً إلى الروم الذي تتواجد فيه دون أن أقول لها حسناً، وما إن دخلت حتى كانت المفاجأة في انتظاري. رأيت أول رسالة من أحمد، وكانت كلماته البذيئة تشتم ملك، كلمات تجرح مشاعر أي فتاة تسمعها، ولا يمكن لأي شخص أن يتقبلها أو يتحملها على أخته. لم أستطع أن أستوعب كيف يمكن لشخص أن يتحدث بهذه الطريقة عن شخص يعزه.! ومن هول صدمتي بكلماته، بقيت صامتاً لمدة دقيقتين، وكأن الزمن توقف. أما ملك، فكانت تحاول الدفاع عن نفسها بكلمات تتوجه بها إلى الله، بقلب يحترق ويتمزق من الألم. كانت عينيها تفيض بالدموع، وكأن كل كلمة تقولها كانت تحمل معها صرخات من الوجع والخيبة. كانت الأيقونات التي تعبر عن شدة ألمها وانهيار دموعها قد ملأت الشاشة أمام عيني، وكأنها مرآة تعكس ما يجول في قلبها. كان أول ما شعرت به على ما يحدث أمامي، هو شعور بالعجز، وكأن الكلمات تاهت في حلقي، بينما كنت أشاهدها تتألم، متمنياً لو أستطيع أن أخفف عنها هذا الوجع. توجهت بأول رسالة إلى أحمد قائلاً:-
- أحمد؟ ما هذا الكلام يا أخي؟ صل على النبي
- اخوي علاء، انا بحترمك كتير رجاءا لا تدخل بدي أمسح فيها الأرض، هاي البنت وحده كذابه، وبتحكي مع مية شب، نصيحه مني ابعد عنها ، انا بعرفها أكثر منك
- أحمد، رجاءً، تكلم بهدوء
وفي تلك اللحظة، لم يستجب أحمد لكلامي وعاد لمواصلة حديثه الذي يفلق الحجر حين يسمعه، ولحتى تهدئ الأمور، طلبت من ملك أن تغادر الروم فوراً، لأن وجودها معنا يجعل أحمد يستمر في التحدث بعصبية ويشتمها بألفاظ غير لائقة. كان واضحاً أن التوتر في الجو كان يؤثر على الجميع، وكنت آمل أن يساعد هذا القرار في تهدئة الوضع قليلاً. وحينما غادرت ملك الروم، تمنيت أن يساعد غيابها في تخفيف التوتر الذي كان يسيطر على المكان. وقلت:-
- أحمد، ما القصة؟ لما كل هذا الكلام؟
كنت أشعر بالقلق من رد فعله، وأتساءل عن السبب وراء كل هذه العصبية والاحتقان. كنت أريد أن أفهم ما يجري في ذهنه، وتمنيت أن أتمكن من مساعدتهم في تجاوز هذه اللحظات الصعبة، لكنني تفاجأت. بردة فعله حينما قال:-
- انساك منها يا علاء، هاي بنت ليل، مش لاقيه حدا يضبها، هو لو فيه عندها رجال بتلاقيها بالشات ؟
- هذا كلام غير منطقي ولا يجوز، ملك فتاة محترمة وعفيفة وأنت تحبها وهي تحبك، لكن بعد كلامك هذا أنا لا أعتقد أنك تحبها. يجب أن تتحدث بصراحة عن مشاعرك، لأن الحب يحتاج إلى وضوح وصدق
- هههههه لا يا اخي كلامي صح وحتى صورها عندي، فيه بنت محترمه بترسل صورتها ؟
- لكنها وثقت فيك، وبناءً على هذه الثقة أرسلت لك صورتها. وأنا أعلم أنك وعدتها بالزواج، أليس كذلك؟
- انو زواج مجنون يا زلمه اتزوج بنت شاات ، هاي مثلي مثلها جاي اتسلى معها، وهي كانت تتسلى معاي ومع غيري ، كل يوم بروم مع شب، كل يوم بتحكي مع وجه جديد جاي تقلي اتزوجها ، اوعك تصدقها بشي
- إذا كنت لا تحبها، فلماذا تلعب بمشاعرها؟
- يخوي ما فيه مشاعر ولاشي، هسا بجيها عريس بتوافق عليه بنفس اللحظه، هدول البنات هيك جايات يتهبلن ويضحكن ويتسلن فش بنت صادقه
- أخي أحمد، لا يجوز لك أن تحكم عليها بهذا الشكل، ولا يحق لك أن تقيم الفتيات ما لم تعرف ما في قلوبهن ونواياهن. من المهم أن نكون أكثر تفهماً ونعطي الفرصة للآخرين للتعبير عن أنفسهم
- والله يا علاء انت شكلك مسكين ، شاعر و قلبك طيب تتعاطف مع الجميع ، بس صدقني كلهم كذابين
- أخي، أنا أتعامل مع الجميع هنا بناءً على معاملتهم وطريقة أسلوبهم في الكلام وشخصياتهم، أعرف من هو الجاهل، وأعرف من هو الصغير وغير الواعي، ومن يحاول استغلال ضعف الفتاة. كما أنني أعرف من الفتاة التي تستغل الشاب، أنت تعرف أنني أعرف الجميع، والقليل يعرفني. أستطيع أن أقول لك عن أسماء لم أتكلم معهم أبداً، لكنني أعرف نواياهم من خلال متابعتي في الحائط ومن بعض الأصدقاء الذين حصلت على معلومات منهم. أما عن ملك يا صديقي، فهي فتاة جميلة القلب وصادقة، وقعت في تجربة حب خاطئة. حقيقة، أنت خسرتها.
- اخوي علاء، انسى الموضوع بهمنيش الشات كله، لا ملك ولا غيرها فخار يكسر بعضه، أنا بفوت أضيع وقتي
- صديقي أحمد، الآن بعد كل هذا الكلام الذي سمعته منك والذي لم أسمعه قبل دخولي هنا، لا أعتقد أن ملك ستعود للعلاقة معك مجدداً. يبدو أن الأمور قد تعقدت، ومن الصعب العودة لما كان عليه الوضع سابقاً، أود أن أقول إن العلاقة انتهت إلى الأبد، أو بالأحرى ماتت علاقتكم بدون وداع
- طز ، بس ما راح اتركها في حالها، وهسا بدي انزل صورتها عشان الكل يعرف انها مش مزبوطه
علاء فلسطين
10-03-2024, 02:19 AM
- أحمد، أرجوك، لا تفعل ذلك. هذا الأمر سيلحق بها الأذى كثيراً
- علاء، ارجوك انتا خليك بعيد وما تدافع عنها خلينا حبايب انا وياك
- إذا كنت تعزني وتحترمني لا تفعلها، يا أخي. قِسها على نفسك، هل تقبل أحد ينشر صورة فتاة من عائلتك حتى لو أنها أخطأت؟ تخيل كم سيكون الألم الذي ستشعر به، وكيف سيؤثر ذلك على علاقتك مع الآخرين. هل ستشعر بشعور السعادة والفرح والانتصار إذا نشرت صورة ملك؟ يا أخي، هذه تصرفات لا تليق بالرجال، وذنب سترتكبه إلى يوم الدين، ماذا ستقول إلى الله عن هذا الذنب؟ هل يمكنك أن تخبره أن ملك كانت تتحدث مع العديد من الشباب؟، وأنها كانت تكذب عليهم، ولهذا نشرت صورتها؟ كيف ستبرر هذا الفعل أمام الله؟ هل تستحق هذه الخطوة؟ صدقني فقط تزيد من ذنوبك ولا تجني شيئاً. أخي أحمد، هذا سؤال عميق ويستدعي منك التأمل في عواقب أفعالك. أنصحك أن تتذكر دائماً، أننا نتحمل المسؤولية عن أفعالنا أمام الله، وتذكر علينا أن نسعى دائماً للابتعاد عن الأمور التي تضر الناس، والتصرفات التي لا تُرضي الله، وفي النهاية أنت حُر
- طيب ماشي بس عشانك بتمون ، بس اذا بسمع انها حكت عني اشي أو شكت للادمن والله ما بخليها في حالها.
- شكراً لك. لا تقلق، سنقوم بدفن كل شيء هنا ولن يعلم أحد بما حدث
بعد أن انتهى حديثي مع أحمد، عُدت إلى المحادثة الخاصة مع ملك. لكن، لم أجدها موجودة، كانت قد غادرت دون أن أعلم متى. ربما كان ذلك بينما كنت أتحدث مع أحمد. بحثت عن اسمها في قائمة المتصلين، لكن يبدو أنها اختفت. انتظرتها حوالي ساعة، وبعد ذلك عدت إلى روم "كتاب وقهوة" تركت اسمي متصلاً، كما لو كنت أريد أن أظهر لها أنني هنا، في انتظارها. نظرت إلى الرف خلفي، حيث كانت الكتب تتراص بألوانها المتنوعة، واخترت كتاباً من بينها. بدأت أقرأ، محاولًا أن أستغرق في الكلمات وأبتعد عن مشاعري المتضاربة. كانت الصفحات تأخذني بعيداً، وكأنني أعيش في عالم آخر، بعيداً عن الانتظار والقلق. وبعد أن انتهيت من قراءة عشر صفحات، قررت إلقاء نظرة على الشات بحثاً عن اسم ملك بين المتصلين. كان لدي أمل أن أجدها قد عادت. لمحت اسمها بسرعة، فعُدت على الفور للتأكيد. ولحسن الحظ، كانت هي، ولكن صورتها الجديدة لم تعكس تلك الأنوثة المعتادة ولا الضحكة الواضحة في ملامح وجهها، كانت صورة فتاة تقف ضاغطة على قلبها البارز من يسار صدرها، وكان القلب ينزف دماء. أحسست بأن هذه الصورة تعبر عن ألم الطعنة التي تلقتها من أحمد، وأنها غارقة في حزن عميق يصعب تحمله، عندما ضغطت على اسمها، تفاجأت بأنها ليست متواجدة في الرومات. حاولت التواصل معها عبر المحادثة الخاصة وكتبت: "مرحبا" لكن لم تمضِ لحظات حتى ظهر لي مربع التنبيه يقول: "هذا المستخدم لا يقبل المحادثات الخاصة" حاولت أن أرسل لها لايك، لكن لم ترد. كررت المحاولة أكثر من مرة، لعلي أستطيع إيصال رسالة أنني أرغب في الحديث معها، لكن لم يكن هناك أي استجابة. في الحقيقة، كنت أشعر بما تمر به في داخلها، ولذلك قررت أن أعذرها وأترك لها المجال لتأخذ راحتها. خرجت من الشات، وعدت بعد منتصف الليل، وكالعادة، دخلت إلى رومي المعروف باسم "كتاب وقهوة" وفور دخولي، رحبت ملك بقدومي، ثم قالت:-
- اسفة ، كنت تعبانه ما قدرت ارد عليك وطول الوقت وأنا ابكي
- لا بأس يا ملك، الأهم هو أن تكوني بخير. أدرك تماماً مدى صعوبة الشعور الذي داخلك الآن، وكيف يمكن أن يلتهم القلب. لكن هذا هو قدرك، أحمد الله كثيراً لأنكِ اكتشفتِ حقيقة علاقتك في هذا الوقت، الحياة، يا ملك، لا تتوقف عند أي شخص، مهما كانت مكانته في قلوبنا. ستستمر بفرحها وأحزانها. لذا، لا تشغلي بالك كثيراً ولا تدعي الذكريات تسيطر عليكِ. مع مرور الأيام، سيندمل هذا الجرح ولن يبقى له أي أثر. سيعود قلبك ليزهر من جديد، نقياً وخالياً من الأحزان والجراح. ستعود شخصيتك أقوى من أي وقت مضى، لكن وكلي أمرك لله عز وجل، واجعلي إيمانك وثقتك به فقط. أنا واثقٌ أنه لن ينساكِ، وأنه قدّر لكِ أموراً عظيمة تنتظرك. ستكون حياتك أجمل بكثير مما تتخيلي
صمتت ملك قليلاً ثم قالت :-
علاء فلسطين
10-05-2024, 09:26 PM
- يا الله قديش كلامك بريحني معلش نحكي على المايك مش قادرة اكتب
- حسناً
ضغطت على زر أيقونة المايك، وبعد ثوانٍ، ظهرت صورتها في أعلى صفحة الشات، مما أشار إلى أنها فتحت المايك. سمعت صوت أنفاسها، كأنها أخذت نفساً عميقاً وأطلقته بهدوء في الفضاء. كان صوتها مثقلاً بالتعب، وذلك واضح من خلال الأنين الذي تخلل كلماتها عندما قالت بصوت متقطع:-
- انا ، مش ، هيك ، مثل ، ما بحكي ، عني
هكذا نطقت كلماتها مليئة بالألم والدموع، وكل زفير كان يحمل معه لوعة عميقة. وفجأة، انهمرت دموعها بشدة، وصوت بكائها اندمج مع تنفسها السريع والمتقطع. شعرت بمدى الألم الذي تعانيه، كنت أدرك أنه ليس من السهل على امرأة سماع كلمات جارحة من أقرب الناس إليها، خاصة عندما يكون هذا الكلام مهيناً لشرفها وأخلاقها، وهي بريئة تماماً من تلك الاتهامات. تركتها تبكي بحرية، أعطيتها المساحة لتستعيد هدوءها. تعمدت الصمت منتظراً لحظة انتهاء بكائها، حتى جاء الوقت الذي انخفض فيه صوتها. حينها، قلت: "ملك، أعلم أنك لستِ كذلك، ولا تحتاجين إلى أي تبرير. لقد عرفتك منذ أربع سنوات، ولم أرى منك إلا الخير والصدق.
وفي تلك اللحظة، كانت مشاعرها تتداخل بين الألم والضعف، كنت أريدها أن تعرف أنها ليست وحدها، وأنني سأكون دائماً بجانبها، مهما كانت الظروف.
أخذت نفساً عميقاً، وقالت بصوت كأنه استعاد قوته:-
- انا اساسا ما ارسلت غير صوره وحده بالحجاب ولما طلب مني صوره بغير حجاب رفضت وكان يزعل كل مره ، ويتفشش فيني
- لكن هذا ليس سبباً كافياً يجعله يطعن شرفك ويتهمك فتاة شباب وليل
- لا مش لهاد السبب ، علاء انت بتعرف أنه الوضع صعب عنا ما فيه كهربا وما فيه نت واذا كان فيه نت بكون ضعيف ، احنا بنشتري بطاقات نت حزم قليله
- اعلم ذلك، أعانكم الله على ما تمرون به ، أن شاء الله الفرج قريب
- كان كل ما يدخل يشوفني بالروم يبعتلي مع مين بتحكي ، وكنت اتاخر بالرد بسبب النت ضعيف ، احكيلو النت ضعيف ، أحيانا ما بشوف كلامك بكون اسمي معلق ، كان يحكي سبحان الله بس اجي بصير النت ضعيف ، كان مرات يشوف اسمي بالروم ومعاي شخص ، انا بكون حاطه اسمي وبكون فاصل النت ، بس ارجع بحكيلي انتي بتحبي فلان انتي بتحكي مع فلان ، طيب انا شو ذنبي شو علاقتي اذا شخص فات عندي وضل ساكت معناتو عم نحكي خاص ؟ هيك بفسرها هو ، المهم ضلينا نتقاتل بسبب هاي الأمور لحد ما وصلت معه يسبني ويسب أمي ويحكي عني حكي كتير قليل أدب ، واليوم صار يطعن بشرفي ويهددني بدو ينشر صورتي بين الشباب عشان يعرفوا اني بنت مش كويسه
- اهدئي يا ملك ولا تقلقي بشأن الصورة. لقد تأكدت من أنه لن يرسلها لأي شخص. تكلمت معه بخصوص هذا الموضوع وأكدت له أننا سننهي الأمر هنا ولن يعرف أحد شيئاً عنه، وقلت له أنت في طريق وهي في طريقها
- أها
- لكن رجاءً يا ملك، لا تبلغي صاحب الشات بما حدث ولا تخبري أحداً أنه شتمك وهددك. سنغلق هذا الموضوع هنا، حسناً؟
- ماشي، أن شاء الله
- وأنتِ من الآن وصاعداً، لا تفكري فيه، ولا تفكري بالموضوع. أتركي كل شيء وراءك، وأبدي صفحة جديدة. الحياة مليئة بالفرص الجديدة، لا تستحقين أن تتعبي نفسك بأمور لم تعد لها قيمة
- لا خلص كل شي انتهى ما عاد يهمني
- بإذن الله، سيهدي الله بالك ويخرجك من هذه المحنة بسلام
- ياريت رديت عليك من زمان كان معك حق
- لا بأس يا ملك، حصل ما حصل وانتهى
- شكرا يا علاء عن جد بشكرك من كل قلبي انت انسان كتير حلو
- ولو يا ملك، هذا واجبي، أن أقف بجانب الأصدقاء، أسمع لمشاكلهم وأساعدهم بما أستطيع، وأقدم لهم نصائح تفيدهم. لا يمكنني الوقوف مع الخطأ أو الظلم حتى لو كان الشخص من أعز أصدقائي
- تسلم، الله يحفظك يارب ويحميك ، علاء صار لازم اطلع بنحكي يوم تاني
- أن شاء الله، أهلا بكِ في أي وقت، انتبهي على حالك
- وانت كمان دير بالك على حالك ، تصبح على خير
- تصبحين على نصر محقق ، إلى اللقاء
- إلى اللقاء
في تلك اللحظة، غادرت ملك الشات وبنفس اللحظة دخل أحمد إلى الروم. شاهد أنها غادرت، فقمت بالترحيب به، لكنه تجاهل ترحيبي ووضع الرمز الذي يعبر عن الضحك بهستيريا. أرسله ثلاث مرات متتالية، ثم قال ضاحكاً:-
علاء فلسطين
10-11-2024, 05:59 PM
- شكلو فيه علاقه بينك وبينها؟
- احمد، العلاقة التي بيني وبينها مجرد صداقه لا أكثر
- صداقه ولا غيره ما بعنيني هاي البنت مش مزبوطه، امبارح حبتني اليوم بتحبك وبكره بتحب غيرك
- قلت لك، علاقتي فيها صداقه يا أحمد ، رجاءً حافظ على كلامك ، ولا تنسى أنني متزوج ولدي ثلاث أبناء، وانا لست ممن هذا النوع من الرجال، الذين يستغلون مشاعر الفتايات لأشباع رغباتهم او لمجرد التسلية
- انسى الموضوع ، انا بس حبيت احكيلك عشان ما تتفاجئ بعد فتره يلا عن اذنك
انتقل أحمد إلى الروم العام وكأنه لم يصدق كلامي. شعرت بأنه بدأ يشك في وجود علاقة حب بيني وبين ملك، لكنني لم أهتم لذلك. فقد اكتشفت حقيقة شخصيته، ولا تلزمني صداقته أو حتى الحديث معه، طالما أنه من النوع الذي لا يُؤتمن، وبعد أنتقاله الى روم العام، عدت إلى وحدتي في الروم. فتحت موقع اليوتيوب واخترت أغنية عبد الحليم حافظ "حاول افتكرني". نسخت الرابط وشاركتها على الحائط، ثم أخذت رشفة من قهوتي وأشعلت سيجارة. أسندت ظهري إلى كرسي المكتب، وبدأت بمتابعة الحائط مع صوت العندليب الذي يملأ المكان. وبعد دقائق، ظهر إعلان للجميع مفاده "كت ويت" على الحائط، كنت أحب متابعة هذه الفعالية التي يسمونها "كت ويت" فمن خلالها أتمكن من اكتشاف أفكار الأعضاء وفهم عقولهم وشخصياتهم. تابعت السؤال الأول، ثم الثاني، حتى وصلنا للسؤال الثالث: 'هل تستطيع أن تقول اسم حبيبتك أو حبيبك هنا؟' لفتت انتباهي إجابة حسني عندما قال: 'نعم، حبيبتي كبرياء أنثى'، وأرسل بعدها أيقونات الخجل والورود تعبيراً عن إجابته. في الحقيقة، اندهشت من قوله، وعدلت جلستي باتجاه شاشة الحاسوب لأتابع كلام حسني جيداً.
- لماذا اهتميت بحسني ومن هو حسني أصلا ؟
- حسني هذا ذو قلب طيب، وقصته رغم ضحكتها تحمل في طياتها ألماً أعمق من قصة ملك
- معقول .! طيب كمل
- سأخبرك قصة حسني بعد نهاية قصة ملك
- حسناً
منذ ذلك اليوم الأخير الذي التقيت فيه بملك، اختفت وانقطعت أخبارها نهائياً. مضت خمسة شهور من الغياب، وكل يوم كنت أقول ربما زادت الأوضاع سوءاً بسبب الحرب ولا يوجد عندها إنترنت بسبب الظروف الصعبة التي يمرون بها، وأحياناً كنت أفكر أن توقيتي في الدخول إلى الشات لم يتزامن مع وقت دخولها، بسبب انشغالي بالعمل والأمور الحياتية.
في يونيو 2024، كان يوم خميس، حينما انتهيت من عملي عُدت إلى البيت مُرهقاً. توجهت مباشرةً إلى الحمام، وبعد الاستحمام خرجت متجهاً نحو الأريكة. جلست ومددت ساقيَّ على طاولة الوسط، وأسندت ظهري إلى ظهر الأريكة، مستعداً لأخذ قسطٍ من الراحة، وضعت علبة السجائر جانبي، فهي جزء من روتيني اليومي، ثم حملت هاتفي وتصفحت في الفيس بوك، أبحث عن أي شيء يشتت ذهني عن الأفكار المتراكمة. كانت الصفحات تتقافز أمام عيني، بين صور الأصدقاء وأخبار العالم، حتى انتقلت إلى الواتساب. قرأت الرسائل في المجموعات العائلية، تفاعل الأهل والأصدقاء مع الأحداث اليومية، لكنني شعرت بأن كل تلك الكلمات كانت بعيدة عني، بعد أن انتهيت من أموري على الواتساب، قمت بالدخول إلى الشات وانتقلت فوراً إلى رومي المسمى "كتاب وقهوة" ضغطت على قائمة المتصلين وبدأت أمرر إصبعي صعوداً وهبوطاً على الشاشة، أبحث بتمعن في القائمة من بدايتها حتى نهايتها، بينما كنت أقرأ أسماء المتواجدين، وقع نظري على اسم ريم في منتصف القائمة. ريم هي صديقة ملك وتسكن في نفس المنطقة التي يعيشون فيها. ودون تردد، ضغطت على اسمها ودخلت إلى المحادثة الخاصة، قائلاً:-
علاء فلسطين
10-12-2024, 06:58 PM
- مساؤكِ ورد يا ريم ، كيف حالك وأين كل هذا الغياب ؟
مضى على ارسال رسالتي خمسة دقائق ولم ترد ريم تحية المساء ، التمست لها عذراً ، وانتظرتها بفارغ الصبر فاجأني ردها بعد عشرة دقائق قائلة :
- هلا علاء يسعد مساك ، منيحه الحمدلله بس الوضع صعب وانت كيفك ؟
ثم تابعت قولها برسالة اخرى :
- اسفه على التاخير النت ضعيف عندي
- مطمئن الروح الحمد لله ، اها أقدر ذلك واتمنى لكم السلامة دائماً ، كيف حال ملك ؟ منذ فترة طويله لم تدخل
- ملك الله يرحمها استشهدت بالقصف هي وكل عيلتها واحنا بيتنا انقصف نزحنا على دير البلح
قالت ريم ذلك الكلام مصحوباً بأيقونات البكاء وحين وقع نظري على كلمة الله يرحمها استشهدت ، برزت عيوني من الصدمة وفتحتها على اتساعها ثم عدلت جلستي واسندت أقدامي على الأرض ، صمتت لعدة ثوان وقلت لها مندهشا :
- ماذا ؟ متى ، وكيف ؟؟؟؟؟؟؟
- قبل تلات شهور في بداية رمضان صار قصف عشوائي على منطقتنا
صمت قليلا وعندما استوعبت كلامها ، بدأت بكلمات الحوقلة والاستغفار ، ثم شعرت في قشعريرة تجري بجسمي ، وشعرت بدموعي بدأت تذرف وأنا أكتب رحمة الله عليها وعلى عائلتها ، نسأل الله أن يجعلهم من أهل الجنات ، ثم وضعت هاتفي على طاولة الوسط امامي واسندت رأسي إلى ظهر الأريكة مُحدقا بسقف البيت ، ثم بدأت اتذكر اخر لقاء بيني وبين ملك تذكرت اخر كلامي معها حينما قلت لها ينتظرك قدر عظيم وأن حياتك ستكون أجمل ! ، قلت لكِ يا ملك أن الله لن ينساكِ أنا مُتيقن الآن أن قلبك مطمئن يا ملك ولا عذاب فيه ، ولا تشعرين بالضيق والتعب ، انتهت كل ألامك وجرحاتك من بؤس هذه الحياة والأشخاص الموجودين فيها ، أعلم أنكِ الآن مبتسمة ، وأن قلبك مليئاً بالهدوء والسكينة فأنتِ بجوار الرحمن هنيئاً لكِ . عدت بعد ربع ساعة أكمل حديثي مع ريم ولكنها لم تكن موجودة فقد غادرت الشات فجاءه بدون أن تقول لي شيئاً ، وهذا يدل على ربما انقطع اتصالها بالإنترنت أو ربما تركت لي رساله وغادرت قبل أن اقرأها .
- لا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ، رحمها الله ، طيب ماذا عن أحمد ؟
- لا أدري شيئاً عنه ، ولكنني سمعت من أحد الاصدقاء المقربين عليه قال إنَ زوجته وابنه استشهدوا وهو تصاوب وتم بتر قدمه
- يا لطيف ، هو كان متزوج ؟
- نعم هكذا قال صديقه
- لا حول ولا قوة الا بالله ، سبحان الله لم ينال الشهادة
اكتشفت بعض الشباب أنهم يعشقون المظاهر والغموض ، ويلهثون خلفه حتى لو كانت الفتاة بِشعةٌ وشعرها مجعد وملابسها غير مرتبة بالواقع
- كيف ذلك ؟
علاء فلسطين
10-14-2024, 07:47 PM
- أولاً الغموض يعني مثلا ً فتاه يكون اسمها المستعار " أنثى ناعمة " والمظهر يكون لون اسمها زهر وردي وتكون قد وضعت لون للخلفية وصورة فتاه جميله يكون واضح من خلالها تبدوا أنها ناعمة و دلوعة وتكون قد استخدمت عبارة جميلة تضعها في خانة " الحالة " تلك الفتاه تُلفت انتباه الشباب أكثر من التي تدخل بأسم " سميره " ،بدون الوان وبدون حاله بدون صورة ، يخيل للشاب أن" انثى ناعمه "جميلة جدا وربما يتخيل أنها هي التي بالصورة او تكون تشبهها ، أما سميرة فهي سميرة واضحة ولا توجد صوره حتى يتخيل كيف شكلها ، فلذلك يتخيل أنها بشعةٌ ،هههههه وربما تكون بالواقع جميلة جدا أجمل من انثى ناعمة ولكنه يترك سميره ويلحق أنثى ناعمة لحين يكتشف حقيقتها ولم تعد تهمه تحدثت معه أو لا .
- هههههههه وهل أنت كذلك تتخيلهن ؟
- لا أنا أتخيلهن العكس حتى لا أقع في غرام ايً منهن هههه
- هههههههه ملعون
- أمازحك يا صديقي ، انا تلفت انتباهي الفتاه التي تكون رزينه ومتفهمة ، اكتشف ذلك من خلال كلامها وأسلوبها وأفكارها ، وليس من خلال لونها الوردي وصورة فتاه تركيه .
في ذات ليلة نهاية عام ٢٠٢٣ لا أتذكر تاريخها تماماً ربما كانت ليلة مجزرة مخيم المغازي في غزة حينما قام سلاح الجو الإسرائيلي بشن سلسلة غارات مكثفة على المخيم، واستهدفت هذه الغارات منازل سكنية مكتظة بالنازحين الذين نزحوا من شمال القطاع لأنني أتذكر في تلك الليلة نشرت عبارة على الحائط ( أرواح الشهداء في غزة مُزدحمة نحو السماء .!) وكعادتي كنت جالسا في روم " كتاب وقهوة " واستمع إلى اغنية فيروز " زهرة المدائن" واراقب الحائط ، وقبل أن تنهي فيروز اغنيتها ظهرت علامة باللون البرتقالي أسفل الشات إشارةً إلى محادثة خاصة قد تلقيتها من أحد الأعضاء المتصلين ، قمت بالضغط عليها فكانت من فتاة بإسم " كبرياء انثى" لأول مرة أرى اسمها ، قرأت رسالتها التي تقول فيها : مساء الورد
ـ أهلا مساؤكِ كما تُحبي أن يكون
- كيفك ؟
- بأحسن حال الحمد لله واتمناكِ كذلك
- أنت مغني ؟
- لا بل شاعر
- واوووو كتير حلو , انا بحب الشعراء
- شكراً لمحبتك ، الشعر حديث جميل يستحق الحب
- امممممم
- عفواً ماذا يعني ذلك ؟
- ههههه انه مش عارفه ارد
- لا بأس
صمتت كبرياء لمدة دقيقة تقريباً لتأتي بمفاجأة لم أكن أتوقعها أو اتخيلها ، فقد أرسلت صوره وعندما فتحت الصورة ، كانت صورة فتاة شبه عاريه ومخلة للأدب ، فقد كان نصف صدرها واضح جدا ً ، وكأنها عارضة أزياء اوروبيه ، أغلقت الصورة ، وفي تلك اللحظة ارسلت كبرياء قائلة :
- هاي انا شو رأيك فيني ؟ بدي تكتبلي قصيدة بجمالي
- كيف تجرأتي على إرسال صورتك ولماذا ارسلتيها ؟
- عادي انا اصلا مش محجبه ،
- حتى لو كنتِ غير محجبة فهذا ليس مبرر ان ترسلي صورتك لشاب لم تمضي على علاقتك معه سوى عشرة دقائق ، حتى لو عشرة أعوام ، اعتذر عن صراحتي إذا ازعجتك ، ولكن هذا تصرف غير منطقي ولا يجوز ان ترسلي صورتك لأي سبب من الأسباب ولا تنسي أنكِ في شات
- طيب خلص لا تعمل فيها قصه ما راح أبعت
- أتكلم لصالحك
- شطور ، بس لا تحكي لأحد اني بعتلك صورتي
- لست مهتماً بها لهذه الدرجه
- ماشي باي
ـ في امان الله
أغلقت المحادثة التي بيني وبينها وأغلقت خانة الحائط ، ثم بدأت أفكر بهذه الفتاة كيف ترسل لي صورتها بكل سهوله .! وخصوصاً انني لم اطلبها ، حقيقةً ، تعجبت من جرأتها وبدأت أشك في أمرها وراودني شعور أنها تخفي شيئا ً لا احدً يعلمه ، وبصراحةً أكثر لم أرتاح لها ، بحثت عن إسمها في قائمة المتصلين وضغطت عليه حتى أرى في اي روم متواجدة ، وجدتها في روم الاصدقاء ، ليست من عادتي أن أنتقل من روم " كتاب وقهوة " إلى روم معين إلا إذا لسبب أو لشيء ضروري أو يكون أحد الأصدقاء دعاني إليه ، لكن هذه المرة تعمدت بقرار من نفسي أن أدخل إلى روم" الاصدقاء " وكان هدفي من دخول الروم لرغبتي في مراقبتها وهي تتحدث مع الاعضاء وعن ماذا يتحدثون ، كنت أريد أن أرى أسلوبها ومعاملتها مع الناس ، فور دخولي رحب الجميع بي تقريبا إنما هي تجاهلت وجودي وكأنني لست موجوداً ، لم أهتم لذلك أن كانت تعتقد أنه يُهمني اهتمامها أو ترحيبها فأنها فكرة خاطئة ، أنا دخلت لهدف وسأغادر بعد تحقيقه ، شكرت الجميع على ترحيبهم ثم استأذنت منهم مع اعتذار ، وبدأت أتابع احاديثهم الذي ليس له أي معنى ولا فائدة ، فكانت كبرياء أنثى تأخذ الجزء الأكبر في الكلام والضحك والمزاح ، لفت انتباهي استخدامها الكثير ايقونات القبلات وترسلها للفتايات ، ولم تذكر اسم فتاه وإلا مقترن معه كلمة من كلمات الغزل ، بدأ الكلام في العام ينخفض تدريجيا ً و بعد خمسة دقائق توقف تمامً ، وعندما صمت الجميع عن الكلام بدأت كبرياء انثى ترسل ايقونات متعددة الشكل ربما لشعورها بالملل ، ثم قالت : ياسمينتي وينك ؟
علاء فلسطين
10-16-2024, 12:06 PM
قالت ذلك مصحوباً بأيقونات القبلات والقلب الأحمر ، لترد عليها ياسمين بالطريقة نفسها مصحوبة بالقبلات قائلة : كبريائي هيوني هون ، ترد كبرياء مرة ثانية : حبيبتي نطي خاص يا عمري ، وفي هذه اللحظة قلت بيني وبين نفسي على ما يبدوا بينهم علاقة جيده ، بعد ذلك ساد صمت طويل وأنا انتظرها تتكلم في العام وبدأوا الاعضاء الموجودين معنا يغادرون الروم ومنهم أنتقل إلى العام ، خرج الجميع ولم يبقى سوى كبرياء وياسمين ، وبقيت انا أتابع الحائط والعام بصمت، ثم بعد فترة نصف ساعه اقتنعت أن وجودي الآن لم يعد له فائدة ، فكبرياء أنثى وياسمين يتحدثن على الخاص فلا داعي لوجودي بينهما ، انتقلت إلى روم " كتاب وقهوة " ذلك الروم الوحيد الذي أرتاح فيه واشعر أنه مكتبي ، وارسلت رسالة تنبيه إلى ياسمين حتى أطلب منها محادثة خاصة ولكن لسوء الحظ كانت التنبيهات عندها مقفلة ، اضطريت إلى مراقبتها حتى تكون في الروم لوحدها اقول لها أريد محادثه خاصه ضروري جدا ، مضى ثلاثة أيام وأنا اترقب الوقت الذي تكون فيه لوحدها وفي ذات صباح لا أذكره جيداً دخلت على الشات وحين لمحت اسمها ضغطت عليه حتى اعرف في أي روم متواجدة فوجدتها في روم " اعتزال البشر " ثم ضغطت مباشرةً على قائمة الغرف حتى أرى إذا كانت لوحدها أو معها احد ، ولحسن حظي كانت لوحدها وحينها قلت هذه فرصة أدخل إلى الروم وأقول لها تعالي إلى الخاص ، دخلت الروم مباشره وانتظرت ترحيباً من ياسمين ولكن للأسف مضت دقيقة على دخولي ولم ترحب بي فقلت : ياسمين أنتِ هنا ؟ مضت دقيقة أخرى ولم تستجيب انتظرت دقيقتين إضافة ولم تستجيب فقلت بنفسي ربما تكون بعيدة عن الجهاز او أنها خارج صفحة الشات ولذلك الشعور تركت لها رسالة : ياسمين عندما تقرأي رسالتي أرسلي لي رساله خاصه ، اريد محادثتك في موضوع مهم ، ثم انتقلت إلى روم " كتاب وقهوة " أنتظر رسالة خاصة من ياسمين ، وبعد عشرة دقائق تقريباً ظهرت علامة أسفل صفحة الشات باللون البرتقالي تشير إلى رسالة خاصه ، ضغطت عليها وكلي يقين أنها ياسمين ولكن كان يقيني ليس صحيحاً ، كانت رسالة خاصة من فتاه اسمها لوز وعندما فتحت الرسالة ، قرأت: علاء صباح الخير ممكن طلب !؟
- صباح النور ، اتفضلي أن شاء الله استطيع مساعدتك
- انا أحلام ممكن تنادي أروى شوي من عند شاهر ، احكيلها تيجي هون ضروري لأنه جميلة حظرتني
- أهلاً أحلام ، اها حسناً سأقول لها حالاً .
ذهبت إلى موقع شاهر حتى أوصل طلب أحلام إلى أروى وقلت لها بالتفصيل كما قالت لي أحلام ، وأثناء الحديث معها تلقيت رسالة خاصة بالموقع الآخر كنت متيقن أنها من أحلام وتريد أن تسأل هل قلت لأروى او لا ، ولذلك الشعور لم أهتم كثيراً بالرسالة الجديدة فقلت عندما انهي حديثي مع اروى سأعود إلى احلام واقول لها اني نقلت كلامها إلى أروى ، ولكن للمرة الثانية كان يقيني ليس صحيحاً ، كانت الرسالة من ياسمين قائلة: صباح الخير هلا علاء ، ثم تليها علامات سؤال لتأخيري بالرد ، وعندما قرأت الرساله كان مضى عليها ٤ دقائق فقلت : عذراً ياسمين لم انتبه ، صباحك ورد
- مو مشكله بسيطه
- ياسمين
- نعم
- كيف علاقتك مع كبرياء أنثى
- ليش ؟
- مجرد سؤال
- كتير كويسه بعرفها من سنتين وبنحكي كتير
- اها ، جميل جدا ، كيف كلامها على الخاص
- ما فهمت شو يعني
- بما أنك قريبه منها كثيراً ، بصراحة أنا أشك بأمرها
- هههههههه لا كتيرر مهضومة وحبابه البنت بعرفها منيح
- عذراً على تدخلي بينكم ، عن ماذا تتحدثو بالخاص ؟
- عن كتير شغلات وكلام بنات ببعض
- اها ، لا أدري انا أشعر أنها ليست جيدة
- لا يؤؤؤ كتير خلوقه ومحترمه هي أصلا ما بتحكي مع شباب ما بتحكي الا معنا اكتر اشي
لفتت انتباهي أكثر حينما قالت إنها لا تتكلم مع الشباب فأكثر كلامها مع صديقاتها ، واذا كنت انا أشك في أمرها فبعد كلام ياسمين أصبحت مُتيقن أنها تخفي شيئاً ولا احد يعرف حقيقة وجهها ، قلت بنفسي كيف لا تتكلم مع الشباب وارسلت لي صورتها شبه عارية بكل سهولة ، وهنا صديقتها تقول عنها شيء آخر .! ازدادت شكوكي بعد هذه اللحظة وتابعت حديثي مع ياسمين قائلاً :
- ياسمين ، أنتِ تتحدثي معها على المايك ؟
- لا ، كتابه بس مرات كنا نبعت تسجيلات صوت ، انا لما كنت احكيلها تعالي نحكي على المايك كانت تحكيلي لا بلاش يفوتو شباب على الروم ، ما كانت ترضى تطلع على المايك حتى ما حدا يسمعها ،وانت بتحكيلي مش كويسه ؟
- حسناً ياسمين ، انا فقط أردت أن أحذرك ، شكراً لوقتك ولكل هذه التوضيحات ، وأتمنى ألا تخبري كبرياء اني سألت عنها
- ماشي ولا يهمك
ومن بعد هذه المحادثة قررت أن اقترب من كبرياء أنثى حتى اعرف ما غايتها ، وقلت يجب أن اصلح العلاقة بيننا حتى أستطيع الاقتراب منها ، ثاني يوم قررت أن انتظرها في الروم العام وعندما جاءات تقريباً الجميع رحب بدخولها وانا كنت من اول المرحبين بها وتابعت قولي : كيف امورك يا كبرياء ،؟ شكرت الجميع على ترحيبهم كل شخص بأسمه وتجاهلت كلامي وكأني لم أكن ، لا أخفي عليكم أنني شعرت بالحرج وشعرت بالغضب منها ، ولكنني تمالكت نفسي وقلت اصبر واتحمل من أجل تحقيق ما أريده ، ولكن للأسف لما أتمالك نفسي جيدا فأرسلت على العام أمام الجميع:
علاء فلسطين
10-17-2024, 01:53 AM
- كبرياء ؟؟
قصدت بعلامات الاستفهام ، يعني لماذا لم تردي على سؤالي ،! ولكن للأسف تعرضت للأحراج مرةً أخرى ولم تلتفت إليّ ، بل تابعت حديثها مع ياسمين وباقي صديقتها وكأنني غير موجود أمام عيونها ، انتبهت على ياسمين أنها لاحظت اهتمامي في كبرياء حينما قالت لي : - منور يا علاء ، غريب شايفتك بالعام . كانت كلماتها كأنها شعاع من السعادة في لحظة من الإهمال ، لكن قلبي كان لا يزال غاضباً من تجاهل كبرياء . حقيقةً شعرت أن ياسيمن تريد أن تقول شيئاً ، كأنه كانت تريد أن تقول استحي على دمك ، ماذا تريد من كبرياء وهي من الأساس تتجاهلك، ولكنني تجاهلت عبارتها حينما قالت شايفتك بالعام ، واكتفيت بقولي : شكراً ياسمين هذا نورك أكثر ، ثم ارسلت مباشرةً:-
- كبرياء ؟؟ أتكلم معك لماذا لم تردي ؟
وفي تلك اللحظة ردت كبرياء فوراً قائلة:-
- علاء معلش انا ما بحكي مع شباب
ادهشتني عبارتها ومن دهشتي ابتسمت إبتسامة ساخرة معلقاً على كلامها مع الكثير من علامات الاستفهام:
- اكيددد ؟؟؟؟؟؟؟
اختصرت كبرياء النقاش معي ولم ترد وفي الحقيقة تعرضت للأحراج ثلاث مرات بنفس الوقت ، وبعد دقائق تلقيت رسالة خاصة من ياسمين تقول :
- شو قصتك مع البنت شو بدك فيها ؟
- عفواً ؟ قصة ماذا
- يعني امبارح بتحكيلي ديري بالك وانتبهي منها ، وأنها مش منيحه ، واليوم جاي تتعرف عليها و تتقرب منها ، ليش شو فيه ؟
- ياسمين أنتِ لم تفهمي شيئاً ، انا لا اريد التعرف عليها ولا شيء
ـ وليش بتحكي معها هيك ؟
- مجرد كلامي عادي
- لا انا حاسه في اهتمامك الزايد، انت معجب فيها ؟
- لا لست معجب
- لكان اتركها بحالها ، ولا عاد تحكي عنها
- ياسمين ؟ ما هذا الكلام ، وكأنه انا أتكلم عنها هنا وهناك ؟ انا لم اقول عنها شيء
- خلص انسى الموضوع
- حسناً ، سأنسى
انتهى الحديث مع ياسمين عند هذا الحد، وبدأت علاقتي معها تتغير منذ تلك اللحظة بسبب هذا الموضوع. لا أخفي عليكم أنني عشت أسوأ ايام حياتي في الشات في ذلك الوقت، لأن بعض الأصدقاء ظنوا أنني معجب بكبرياء وأنني أهتم بها أكثر من اللازم، بينما هي تفعل عكس ما أفعله تجاهها. المهم، مضت الأيام بعد ذلك، وكل منا راح في حال سبيله، لكنني كنت اراقبها من بعيد بعد المواقف التي حصلت بيننا.
وفي ذات ليله لم تكن هادئة على قلبي بسبب موضوع ملك رحمة الله عليها، خرج احمد من رومي كتاب وقهوة، وعدت انا أتابع الحائط كالعادة على صوت العندليب ، وبعد قليل ظهر اعلان للجميع ( كت ويت على الحائط ) كنت أحب متابعة هذه الفعالية وأتابعها من بدايتها إلى نهايتها دون الاشتراك بها ، لم يمر أكثر من سؤالين حينما لفتت انتباهي إجابة حسني على سؤال هل تستطيع أن تقول اسم حبيبتك او حبيبك ؟ فأجاب حسني بقوله بكل ثقه: نعم اسمها كبرياء أنثى ، لم يهتم أحد بأجابته او ربما اعتقدوا أنه قال ذلك مازحاً ، لأنه معروف لدى الجميع أن كبرياء ليس لها اي علاقه مع شاب وان علاقتها مع الشباب بالعام محدودة وسطحية جدا ، إحدى العضوات علقت بضحكة خفيفه مصحوبة بإسم حسني ، وآخر قال : مش لاقي الا كبرياء يا حسني. لم يعلق عليهم حسني الا بأبتسامة خفيفة ، تأكدت أنهم لم يصدقوا كلامه ، ولكن أنا لست مثلهم، اخذت كلام حسني على محمل الجد ،فدخلت عليه بمحادثة خاصة قائلاً:
علاء فلسطين
10-20-2024, 04:51 PM
- أخي حسني، مساء الخير
- مساء النور
- حسني، أود أن أسألك سؤالاً وأرجو أن تجيب عليه بصدق. وسيبقى الأمر بيننا
- اتفضل اسأل
- هل فعلاً كبرياء أنثى هي حبيبتك، أم أنك قلت ذلك على سبيل المزاح؟
- هههههههه
- ؟؟
- بصراحه اه، بس لا تحكي لحدا، لأنه ما بدها حدا يعرف بعلاقتي معها
- منذ متى تعرفها؟
- تقريباً من خمسة شهور
- حسناً، هل أخذت رقم الواتساب الخاص بها، أم أنك تلتقي بها فقط هنا؟
وفي تلك اللحظة، أرسل حسني أيقونات البكاء، ثم تابع حديثه قائلاً:-
- لا والله ما رضيت تعطيني رقمها ، قالت اخوها مرات بمسك تلفونها، خايفه يمسكها واهلها شديدين عليها، حكتلي خلص بنحكي هون اضمن
- اها ، كمل يا حسني ماذا تعرف عنها؟
- هههههه بعرف كتير شغلات
- مثل ماذا ؟
- انت ليش بتسأل عنها
- حسني، يبدو أنك طيب القلب وواضح من كلامك أنك تحبها. لذا، سأكون صريح معك بما أنك كنت صريحاً معي
- تسلم يا علاء ، اه بحبها وان شاء الله لقدام راح اتقدم لها بس تخلص دراستها
- إن شاء الله يا حسني، ولكن سأخبرك بشيء قد يكون جارحاً وأتمنى ألا تنزعج
- لا ، احكي عادي ما بزعل من حدا
- للأسف، كبرياء أنثى ليست جيدة. أريد أن أحذرك منها وأن تنتبه ولا تضع ثقتك فيها
- هههههههه كيف يعني مش كويسه، ليش شو شفت منها؟
- أخي حسني، أنا فقط أُنبهك ولا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك
- لا تخاف علاء ، هي اصلا ما بتحكي مع شباب ، ما بتحكي الا معاي وما بدها حدا يعرف
- أنا لهذا السبب أنبهك لتحذر منها، هذه الفتاة غامضة وأشك في أمرها منذ فترة طويلة
- بشو شاكك؟
- أشك في أكثر من أمر، ولا أستطيع التفصيل حتى أكون متأكداً. أريد منك أن تطلب منها التحدث معك عبر المايك مباشرةً
- ما بتقدر تحكي مايك عشان أهلها ، بعدين شو بدك تستفيد؟
- افعل ما أقوله وسأخبرك بكل شيء. أعدك بذلك
- هههههههه علاء يا حبيبي، أنا مرتاح معها البنت صعب تحكي مع شباب ، انا واثق منها حتى اختبرتها زمان لهيك مستحيل تكون متل ما انتا مفكر
ـ حسناً يا حسني، كما تريد يا صديقي. أعتذر عن كلامي وتدخلي في شؤونكم الخاصة
- ولا يهمك، حبيبي علاء حصل خير
- شكراً لتفهمك
بعد تلك المعلومات التي حصلت عليها من حسني، ازداد الشك داخلي أكثر وأكثر. كلما عرفت شيئاً جديداً عنها، زاد ازدحام الشك في ذهني أكثر ولا أدري ماذا أفعل. لا يمكنني أن أخبرهم أنها أرسلت لي صورتها شبه عارية منذ فترة، لأنها بكل سهولة ستقول إنني كاذب، ولن يصدقني أحد. سيظن الجميع أنني أتكلم عنها لأنها لم تعطني وجهاً، خصوصاً ياسمين وصديقاتها المقربات منها، لأنهم لاحظوا اهتمامي بها قبل فترة، ورغبتي في التقرب منها، وهي رفضت. كان ذلك واضحاً في الروم العام أمامهم. المهم، في اليوم التالي، الساعة العاشرة مساءً، دخلت إلى الشات وانتقلت إلى روم كتاب وقهوة. تفاجأت بتواجد كبرياء أنثى لوحدها واستغربت ذلك. فور دخولي إلى الروم، قلت لها ساخراً:-
- ما هذا ! كبرياء أنثى شخصياً هنا؟ ماذا تفعلين يا جلالة الملكة؟
قلت ذلك مع ابتسامة خفيفة، ثم أرسلت رسالة أخرى:-
- يبدو أنكِ تنتظريني. ومن أنا حتى تنتظري دخولي؟ لستُ سوى نصف حرف !
- انت شو قصتك ؟ شو بدك مني؟؟
- كبرياء، أعتقد أنكِ في الغرفة التي أحبها وأجلس فيها دائماً. هذا يعني أنكِ تنتظريني. قولي ما تشائين واذهبي من وجهي
- جايه اعرف شو بدك مني؟
- لا أريد شيء
- لكان ليش بتحكي عني؟
- ماذا قلت، ولمن قلت ؟
- حكيت لحسني، وقبل فتره حكيت لياسمين، خير شو فيه ؟
في تلك اللحظة ابتسمت لها، وعلقت على كلامها قائلاً:
- قالوا لكِ يعني؟
علاء فلسطين
10-21-2024, 07:27 PM
- اه حكولي
- كبرياء، لم أخبرهم عن الموقف الذي حصل بيننا، ولم أقول أي شيء من بيت أبي. كل ما فعلته هو أنني حذرتهم من خبثك وأخبرتهم أنني أشعر أنكِ تخفين شيئاً. لم أقل غير ذلك، وأنتِ وأنا نعرف ذلك جيداً. لماذا تتصرفين بوجهين؟ ماذا تخفين بداخلك؟ أنا متأكد أنكِ لا تكونين على حقيقتك مع ياسمين وحسني وغيرهم
- احترم حالك ولا تغلط
- سيدتي، أنا لا أقول شيئاً خاطئاً، هذه حقيقتك وأنتِ تعرفينها جيداً في داخلك. حتى لو لم يعرفها الجميع، يكفي أنكِ تعلمين أن كلامي صحيح. سيأتي يوم ويعرف الجميع الحقيقة، وإذا لم يحدث ذلك في الشات، فسيكون يوم القيامة أمام الله. لا تخدعي نفسك لأغراض دنيوية، فالدنيا قصيرة جداً، أحببت أن أقدم إليكِ النصيحة فقط
- طيب مشكور ، وهاي اخر مره بتحكي عني، ومره تانيه راح أخبر الاداره عنك تحظر دخولك من الشات
بعد قولها هذه الرسالة، انتقلت كبرياء فوراً إلى الروم العام دون أن تستأذن مني أو تنتظر ردي. وفي تلك اللحظة، صادف دخول ياسمين إلى الروم مع انتقالها، فالتفتت ياسمين قائلةً:-
- خير شو فيه مالكم؟
- لا شيء ياسمين، تعالي خاص دقيقه
وبعد ثوان، جاءت ياسمين في محادثة خاصة قائلة:-
- اي ؟
ياسمين، أود أن أطلب منك طلباً، ممكن ؟
- اكيد، اتفضل
- حاولي أن تصعدي مع كبرياء على المايك وأخبريني بذلك
- وبعدين فيك شو بدك بالبنت اترك المخلوقه بحالها
- صحيح تذكرت، لماذا أخبرتيها أنني أتكلم عنها؟
- ما حكيت شي ، حكتلها علاء بسأل عنك وقال حاسس فيه شي مخبيته أنتي، بس هاد الي حكيته، كنت بدي اعرف ايش فيه لأنها صاحبتي
- وماذا قالت لكِ ؟
- حكت جنني بدو احكي معه بالخاص
- هههههههه والله يا ياسمين أنتم أضحوكة عندها
- طيب ايش فيه، احكي شو فيه بينك وبينها؟
- لن أقول شيئاً، لأنكِ لن تصدقي، ثم أنني أخبرتها لن أقول عنها شيء
- يعني صاير شي بينكم ؟
- اها
- طيب احكي شو صاير ؟
- لا، أولاً اذهبي واصعدي معها على المايك في الغرفة الصوتية، وابقِ معي هنا، وبعد ذلك سأخبرك
- طيب ثواني احكيلها
- حسناً، خذي راحتك
بعد غياب استمر حوالي خمس دقائق، عادت ياسمين لتقول:-
- مش فاضيه هسا، حكتلي خليها مره تانيه لانه دار عمها عندهم
- حسناً، ننتظر إلى الغد. حتى لو لم أكن موجوداً، عندما تأتي، تكلمي معها
- اوك
- طيب، حان وقت مغادرتي الآن، وإن شاء الله نلتقي غداً.
- اوك تصبح على خير
- إلى اللقاء
كان الليل هادئاً عندما كنت أتحدث مع ياسمين عبر الشات. الكلمات بيننا كانت تتدفق بسلاسة، تغمرها طيبة الصداقة والتفاهم المتبادل. ومع مرور الوقت، بدأت عيني تثقلان من التعب، وقررت أنه حان الوقت للنوم. أغلقت المحادثة وسجلت خروجي من الشات، ثم توجهت إلى فراشي تاركاً ورائي هدوء الليل.
وفي اليوم التالي، وبعد ظهر اليوم بالتحديد، كنت في العمل منغمساً في عملي. فجأة، شعرت برغبة قوية في العودة إلى الشات ورؤية ما إذا كانت ياسمين متواجدة. دخلت الشات وقلبي ينبض بالفضول للحديث معها عن كبرياء أنثى مرة أخرى. لم تستغرق المسألة سوى بضع ثوانٍ لأرى اسمها يضيء في قائمة الأصدقاء المتصلين. بابتسامة خفيفة، أرسلت لها إشارة لايك كتحية ودعوة للحوار الخاص. ولم تمضِ سوى لحظات حتى رأيت إشعاراً بوصول رسالتها، وكانت تقول:-
- مساء الخير
- مساء النور، كيف أمورك ياسمين؟
- منيحة الحمد لله
- الحمد لله دائماً، أين كبرياء عنك؟
- ما بعرف ، كانت الصبح موجوده
- طلبتِ منها الحديث على المايك؟
- أي
- ماذا قالت؟
علاء فلسطين
10-22-2024, 03:30 PM
- حكت ماشي بدي شوف ماما وارجع وبعدها ما رجعت
- اها
- يمكن انشغلت أو فصل عندها النت
- اها، ربما. أنا في العمل الآن، سأراكِ بعد العشاء، يا ياسمين
- اوك، يعطيك العافيه
- الله يعافيكِ، إلى اللقاء
وبعد المحادثة مع ياسمين، عدت إلى عملي وأنا أشعر بشيء من الحماس. كانت الساعات تمر ببطء، لكنني كنت أركز على مهامي حتى انتهى دوامي. وعندما خرجت من مكان عملي، شعرت بالراحة وأنا في طريقي إلى البيت. وقررت أن أفتح الشات قبل وصولي إلى البيت. دخلت إلى الشات ووجدت ياسمين في رومي " كتاب وقهوة " ابتسمت وأنا أكتب لها:-
- مساء الخير، على ما يبدو أنكِ تشعرين بالملل
كنت أتمنى أن أضيف بعض الحيوية إلى حديثنا وأشعرها بالراحة قبل بدء المحادثة بيننا، ولكنها ردت ببرود قائلة :-
- مساء النور
- قولي لي. ماذا تفعلين الآن؟
- علاء
- نعم ؟
عندما قالت علاء وصمتت، شعرت بقلق يعتري قلبي. كان الصمت يملأ المكان وكأن الوقت توقف للحظة. تساءلت عن السبب وراء سكوتها، هل هناك شيء يقلقها؟ هل كانت تفكر في شيء مهم لم ترغب في مشاركته؟
انتظرت بفارغ الصبر بدء حديثها، وعندما تجاوز أنتظاري خمسة دقائق، أرسلت لها:-
- أين أنتِ ياسمين؟
ـ علاء عاوزتك ضروري
وفي تلك اللحظة، شعرت بأفكار تتزاحم في ذهني، وبدأت أبحث عن الكلمات المناسبة لبدء الحديث معها، لكن الصمت كان ثقيلاً، وكأن الكلمات اختفت في الهواء. كان القلق يتسلل إلى داخلي، مما جعلني أشعر بعدم الارتياح. قلت لها:-
- حسناً، أنا الآن في طريقي إلى البيت. عندما أصل، سأرسل لكِ، انتظري هنا
- ماشي لا تتأخر
دخلت إلى البيت بعد يوم طويل في العمل، وأحسست بالتعب يثقل كاهلي. خلعت ملابس العمل وارتديت شيئاً مريحاً، ثم توجهت إلى مكتبي. جلست على الكرسي، وأخذت نفساً عميقاً لأستعيد بعض النشاط. نظرت إلى شاشة الهاتف، وتذكرت ياسمين. وقبل أن أتناول وجبة العشاء، كتبت لها رسالة بالعام:-
- أنا الآن معك
وبعد ثوان، ردت بالخاص قائلة:-
علاء فلسطين
10-23-2024, 12:33 AM
- علاء انا مصدومة
- خير، ماذا حصل؟
- كبرياء انثى
- مالها؟
- مو بنت، طلع شاب متخفي
لم أتفاجأ كثيراً، فقد كانت تلك الفكرة تراودني منذ البداية، كان لدي شكوك مسبقة أنهُ شاب متخفي. ابتسمت ابتسامة خفيفة في داخلي حينما قالت "طلع شاب متخفي" شعور غريب بالراحة اجتاحني. باتت الآن تعرف الحقيقة، الحقيقة التي كانت تتوارى خلف كبرياء. مع ذلك تظاهرت بالاندهاش، وقلت لها:-
- ماذا؟ كيف يعني؟
- والله مصدومة، مش مصدقة، عم يهددني بصوري ومش عارفه شو أعمل
- ياسمين، قولي ماذا حصل بالتفصيل من البداية
- بس دخلت كبرياء، حكيت لها تعالي نحكي مايك ، الا هي حكتلي شو قصتك مع المايك حبيبتي مصره تحكي مايك؟ حكتلها ولاشي اشتقت اسمع صوتك وأصلا ولا مره حكينا مايك مباشره، كنتي تبعتي تسجيل صوت كلمتين ثلاث. حكتلي ما بقدر احكي مايك اهلي عندي، بصراحه يا علاء انا شكيت فيها وحكتلها علاء شاكك انك شاب ، وأول ما شافت اسمك حكت هيك هيك لأمك على ام علاء وعيلته ، وبلشت تغلط وتسب حكي كتير وقح عليي وعليك بعدها صار يبعت بصوري ع الخاص الي بدون حجاب كان محتفظ فيهن، فتح المايك صار يهدد فيني بدو ينشرهن ويحكي أني حبيبة علاء ، وانا لما سمعت صوته خفت كتير وما عرفت ايش اعمل ما حكيت شي من الصدمة، سكرت الشات ولما طلع رجعت استناك عشان احكيلك ، علاء والله ما وقفت عياط لهسا بعيط مش عارفه شو أعمل معه، عنجد انا مصدومه مش مصدقة بتعرف ازا نشر صوري اهلي شو بعملو فيني، والله بقتلوني، بترجاك ساعدني نلاقي حل امانه، مو عارفه اعمل شي
في تلك اللحظة، كانت ياسمين تشعر بالخوف، غير قادرة على اختراق جدار الصدمة الذي أحاط بها. بدأت ترسل أيقونات البكاء، كل واحدة منها تعبر عن جزء من قلبها المكسور. قلت لها محاولاً أن أكون لها مصدر قوة:-
- ياسمين، اهدئي وصلِ على النبي
- علية الصلاة والسلام
- كل مشكلة ولها حل
- كيف حلها هاي؟
علاء فلسطين
10-23-2024, 11:00 PM
- انا سأقوم بمساعدتك، الأهم الأن معرفة ماذا يريد؟
- ما بعرف، اخر شي حكا راح افضحك انتي وعلاء وبعدها خرجت من الشات
- ممتاز، اسمعي
- أي
- بمجرد أن يدخل، أرسلي له رسالة خاصة تعرضين فيها مبلغ ألف شيكل مقابل عدم القيام بأي شيء. هذا العرض سيكون مغرياً له بالتأكيد
- مننننن ووووين اجيب الف شيكل
- لا تقلقي، انا سأوفر لكِ المبلغ في حال موافقته
- لا ما بصير تدفع عني هيك مبلغ حرام، خلينا نشوف طريقه تانية
- للأسف، لا توجد طريقة أخرى، لذا عليكِ أن توافقي على هذه الخطوة
- لك حتى لو أعطيته الف، شو الضمان أنه ما ينشر اشي مهو راح ياخذ الألف ويضلن عنده الصور، ما راح نستفيد شي
- ياسمين، هل ترغبين في مساعدتي لكِ أم لا؟
- امبلا بدي
- حسناً، إذن اتبعي ما أقوله خطوة بخطوة. اعرضي عليه هذا المبلغ وأخبريني بماذا قال
- اي وبعدين؟
- عندي صديق في المخابرات سأخبره بكل تفاصيل القصة. وعندما يوافق هذا الشخص كبرياء أنثى أو أيً كان اسمه على المبلغ، سيُعطيكِ رقم حسابه البنكي لتحويل المبلغ إليه. بمجرد أن يُعطيكِ رقم الحساب، أعطني إياه فوراً. سأذهب إلى البنك لتحويل المبلغ، ومن خلال هذه الخطوة سنعرف اسمه ومكان إقامته. وبعد ذلك، صديقي عبد سيتولى متابعة القضية
- اها فهمت عليك، يعني معقول صاحبك يقدر يوصل لعنده؟
- بالتأكيد، طالما أنه موجود في منطقة الضفة، بمجرد أن يتبين من أي منطقة هو، ستتحول القضية إلى مخابرات المنطقة التي يعيش فيها. وسيتم القبض عليه فوراً
- عنجد ريحتني كثيرررر، بجد مش عارفه كيف اشكرك
- ياسمين، الأهم الآن هو الحصول على رقم حسابه البنكي. عليكِ إقناعه بأي طريقة ممكنة، حتى لو طلب أي شيء، قولي له أنكِ موافقة. اجعليه يشعر أنكِ خائفة وتوسلي له ألا يقوم بأي تصرف. تأكدي من إخباره أنكِ مستعدة لفعل أي شيء يريده. واحذري تماماً أن يكتشف أنني على علم بالأمر. لا تلمحي له بأي شكل أنني أعلم شيئاً.
وفي تلك اللحظة، تدخل أو بالأحرى يجب أن أقول "يدخل"كبرياء انثى إلى الروم قائلاً:-
علاء فلسطين
10-24-2024, 11:20 AM
ـ شو يا علاء الكلب، يا خروف ياسمين
نطق تلك الكلمات مصحوبة بضحكات سخرية ورموز تملأ الجو بالاستهزاء. كنت أراقب بصمت و بحذر، مدركاً أن أي رد فعل مني قد يكشف علمي بالموضوع. كان الصمت سلاحي الوحيد في تلك اللحظة، حيث حاولت أن أحافظ على هدوئي وأنتظر اللحظة المناسبة للرد، لكنه قال:
- خليكم بالخاص، والله لفضحكم واشل املكم
عندما نطق بهذه العبارة، أدركت تماماً أنه أصبح واثقاً أن ياسمين قد أخبرتني بكل شيء. طلبت من ياسمين التزام الهدوء والصمت وعدم الرد عليه في العلن. ثم أرسلت علامات استفهام على العلن وقلت له بهدوء:-
- هل تود توضيح المزيد؟
- عندي صور ياسمين يا حبيبي صور من الي بحبه قلبك
- لم أرى أرخص منك. هل هذه هي الرجولة؟ تتخفى باسم فتاة لتحصل على صورهن؟ أين رجولتك؟
كانت كلماتي مليئة بالغضب والازدراء، وكنت أراقب رد فعله بحذر. شعرت بأن هذه المواجهة كانت ضرورية لكشف الحقيقة ووضع حد لهذا التصرف المهين.
- خلينا الرجوله الك يا معلم، انتا بتدراش اشي كلهن ارخص من بعض هون، في عندي لسه شغلات اكبر من صور ياسمين
- أنت مريض نفسياً
- كلو منك ياااا ،،،، الي اربع سنين بالشااات ما حدا كشفني انتا كيف كشفتني؟
- من غبائك، عندما أرسلت لي صورتك شبه عارية
صمت للحظة، ثم انفجر ضاحكاً بشكل جنوني وقال:-
- على فكرة، هاي صورة ياسمين
ثم تابع ضحكاته المستهزئة، ولم تتمالك ياسمين نفسها عندما أدركت أن الصورة التي أرسلها لي هي صورتها. كتبت بغضب:-
- أنت حقير ووقح، الله لا يسامحك
كانت كلماتها مليئة بالغضب والقهر، ولم تستطع أن تخفي مشاعرها الجياشة. كانت تلك اللحظة حاسمة، حيث كشفت عن مدى الألم الذي شعرت به بسبب تصرفاته.
توجهت إلى ياسمين في المحادثة الخاصة وكتبت لها:-
- اهدئي ياسمين، لا تردي عليه. فقط تابعي ودعيه يتكلم
- ماشي
التوتر كان جلياً في كلماتها، وكنت أعرف أن السيطرة على الأعصاب هو المفتاح. يجب أن نلعبها بحذر للحصول على ما نريده، ولكن كلمته الأخيرة، استفزت مشاعري. فكتبت له:-
- كبرياء، أنذل منك لم ترى عيناي
في تلك اللحظة، دخل حسني إلى الغرفة. رأى رسالتي ولكنه، مثل الأطرش في الزفة، قال:-
- له له يا علاء، عيب هاد الحكي، ما بليق في شاعر متلك انا بعرف انك محترم
- أخي حسني، أنت لم تفهم الأمر. الموضوع أكبر مما تتخيل
- يا اخي ولو، مهما كان الموضوع ما بصير تغلط على بنت، وانا ما راح اسمحلك تغلط على حبيبتي
في تلك اللحظة، ضحكت كبرياء بشكل ساخر وقالت:ـ
- منور حسني البورزان
وتابعت ضحكاتها المستفزة بصدى ساخر، كان حسني، متأثراً بهذا الاستفزاز، رد بخجل:-
- يسلمووو كبريائي، هاد نورك يا قمر
كانت الأجواء مشحونة بالتوتر والتبادل المستفز بينهما. كان من الواضح أن هناك الكثير لم يُقال بعد، وأن تلك اللحظة كانت تُمهد لكشف المزيد من الحقائق.
كتبت أسم حسني، مصحوباً بملامح حزينة من الايقونات وقلت:-
- أخي حسني، يؤسفني جداً أن أقول لك، أنَ كبريائك وحب عمرك في الحقيقة شاباً. أعتذر بعمق لهذا الجرح العميق الذي لا بد أنه مؤلم للغاية
كنت أعتقد أن كلماتي ستكون ثقيلة ومعبرة، وشعرت بأنني قد ألقيت على حسني حقيقة لا تُحتمل. كان الجو مليئاً بالتوتر والصمت، وياسمين وكبرياء كانوا ينتظرون رد فعله بفارغ الصبر. ولكن ردة فعله جاءات عكس ما توقعت، ظن أنني لا أقول الحقيقة، علق على كلامي ضاحكاً:-
- ههههه هاي مش شاب هاي ملاك
- حسناً، أنت حر، الله يحفظ لك ملاكك
كانت كلماتي تحمل في طياتها كل الصدق والألم، وكنت أدرك أن حسني يحتاج لبعض الوقت لاستيعاب ما سمعه، أما ياسمين كانت تراقب الأحداث بصمت، فجأة، قالت:-
علاء فلسطين
10-25-2024, 03:17 AM
- حسني، للأسف كلام علاء صحيح
وفي تلك اللحظة ترد كبرياء بسخريه:-
- لا تصدقهم حسونتي هدول بكرهوني وعم يطلعو عني اشاعات حبيبي
- حسني، ازا مو مصدق احكي معها مايك خليها تحكي معك هلء على المايك يلا
- كبرياء اطلعي على المايك
- المايك عندي خربان حبيبي
- ياسمين شو القصة
- القصة يا حسني أنه كان متخفي باسم بنت
- كبريااااااااااء ردي احكي شو فيه
- أخي حسني، اقدر مشاعرك، ولكن قل كبرياء رد لا تقول ردي
وبعد صمت قليل يرد كبرياء بكل برود قائلا:-
- شو بدك يا حسني البورزان؟
- انتي شاب ؟
- اه شب، حل عني هسا، مش فاضيلك مش ناقصني خرفان
- ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مش معقول ليش كيف
- شو كيف؟
- كيف ضحكتي عليي طول هالفترة؟
- من خرفنتك يا اهبل، لانك خاروف
كنت أتابع بصمت حديث حسني وكبرياء. كان حديث حسني مليئاً بالعذاب، وشعرت بصدمته وألمه. أما كبرياء، فكلماته كانت تسقط قاسية وجارحة، لم يُبدِ أي اهتمام بمشاعر حسني، لأن أصلاً لم يهتم به مطلقاً. كان المشهد مشحوناً بالتوتر والدموع تتلألأ في عيون حسني من خلال الأيقونات التي كان يرسلها، لم يستطع حسني أن يتحمل أكثر وبدأ بأرسال أيقونات كثيره للبكاء قائلاً:-
- ليش هيك عملت؟ شو اللي استفدته؟ انا ما بعرف كيف حبيتك بدون صوت وبدون صوره بالبداية، لكككك انا قلبي كان صافي ونيتي صافيه، الله يجعلك تذوق العذاب والشعور الي انا فيه هلء والصدمة الي انا فيها، الله لا يسامحك لا دنيا ولا آخره، وانا بقول ليش ما كنتي بدك حدا يعرف بعلاقتي معك، ولما كنت اطلب نحكي مايك كنتي ضلك تحكي اهلي هون امي هون اخي هون، طلعت القصة لانك شب، صدق علاااااااااااء لما قال فيه اشي مخفيته وانا من صدق حبي ما صدقت، لك ااااخ الله لا يسامحك
ومن صدمته، بدأ حسني يشتم كبرياء بكلمات غير لائقة تمس شرفه وعرضه، متجاهلاً وجود ياسمين. رد كبرياء بنفس الطريقة، بل وأكثر وقاحة. امتلأت صفحة الشات بكلمات بذيئة من الطرفين، مما جعل ياسمين تغادر الغرفة لتتفادى الإحراج، حاولت أبذل جهدي لأواسي حسني وأخفف عنه وقع الصدمة، فقلت له:-
- اهدأ يا حسني، وصلِ على النبي. أعلم أن شعورك هذا صعب للغاية، وأتمنى أن تتجاوزه. أعانك الله. حقيقةً، لا أعرف ماذا أقول لك ولا أعلم بأي كلمات أواسيك في مثل هذا الموضوع. ولكن يبدو أنك شخص لطيف، وتقتنع بسرعة بأي شيء وتثق بسهولة فيمن حولك. حقيقةً عجزت عن مواساتك الآن
كنت أشعر بثقل الكلمات والعبارات التي يجب أن أقولها. موقف حساس للغاية، لكن دعمي لحسني كان ضرورياً. لم يرى حسني رسالتي، كتب رسالته الأخيرة ثم غادر فوراً. صعدت إلى ياسمين وقلت لها:-
- ياسمين، الوضع يتعقد أكثر. يجب أن نتعامل بحذر وحكمة من الآن فصاعداً. أرسلي إلى كبرياء وقولي له ما اتفقنا عليه
- ارسلت وما رد
- حسناً، ننتظر إجابته
كان الجو مشحوناً بالتوتر والحزن، ونحن نحاول استيعاب ما حدث والتخطيط للخطوة الأولى. شعرت ياسمين بتدفق المشاعر، وبدأت تتحدث عن كل ما حدث بينهم سابقاً، عن الألم والخوف، كانت الكلمات تتدفق كالنهر، وكل جملة كانت تزيل قليلاً من ثقل الصدمة التي كانت تعاني منها.
غابت ياسمين قرابة النصف ساعة، وخلال هذا الوقت تركت صفحة الشات وبدأت أتصفح الفيس بوك. وعندما عدت إلى الشات، وجدت أكثر من عشرة رسائل تنبيه من ياسمين تسأل: "وينك؟ علاء، وينك؟ ألو؟ انت هون؟ علاء..." وحينما فتحت المحادثة الخاصة، وجدت أيضاً أكثر من عشرة رسائل خاصة بنفس رسائل التنبيهات. قلت لها:-
علاء فلسطين
10-25-2024, 10:31 PM
- أنا هنا، عذراً ياسمين، كنت أتصفح بالفيسبوك
- علااااااء، كبرياء ما قبل يعطيني رقم حسابه
- ماذا قال؟
- اول شي وافق، بس حكالي بدي الفين مش ألف
- أين المشكلة؟؟
- المشكلة أنه ما رضي عن طريق البنك، لما حكتلو اعطيني رقم حسابك البنكي صار يضحك حكالي عشان تبلغي عني الشرطه
- لئيم، لم أتوقع أنه بهذا الذكاء، ولكن ليست مشكلة سنكون أذكى، المهم ماذا قلتِ له ؟
- حكتلو شرطة شو، انا مجنونه يعني افضح حالي، وبعدها حكالي اسمعي بتجيبي المصاري وبتحطيهن في مجمع بلدية رام الله، المجمع تبع تكسيات المدن وبتحكي للمدير فيه شخص راح يجي يوخذهن وبعدها بتيجي تحكيلي.. حكتلو لا شو بدو يجيبني انا ما بطلع لحالي ،حكالي خلص انسي معناتو، حكتلو طيب خليني افكر كيف راح اروح على رام الله. حكتلو هيك مشان احكيلك شو ارد عليه
- ممتاز، الحمد لله انكِ قلتِ ذلك
- ليش، شو بدك تعمل هلء
- باقي عليكِ خطوة واحده وينتهي دورك ،ونحن سنتابع الموضوع، قولي له الآن، اسمع، خطرت في بالي فكره سأرسل المبلغ مع سائق التكسي يضعه في مجمع رام الله غداً الساعة العاشرة صباحاً، ولحتى يقتنع بحديثك قولي له سأرسل ألف والألف الثانية بعد يومين، لحين ابيع اسوارة ذهب
- ماشي بس اشوفه بحكيلو
- حسناً، أنا سأتصل على صديقي عبد واشرح له القصة ونرى ماذا نفعل
- ماشي ، شكرااا كتير عنجد غلبتك معي ما راح انسى مساعدتك هاي أبدا الله يوفقك
- لا ولو، هذا واجبي. لكن لا تكرري نفس الخطأ مرة أخرى. لا تثقي بأي شخص على الشات، حتى لو كانت فتاة حقيقية وأرسلت صورتها لكِ وتأكدتِ أنها فتاة. لا ترسلي خصوصياتك لأي كان.
- لا خلص ما راح أوثق بحدا بعد هاي التجربة
- أن شاء الله، أراكِ لاحقاً
- الله معك، مع السلامه
كانت كلماتي تحمل نصيحة صادقة وتحذيراً من الوقوع في نفس الفخ مرة أخرى. الأمان على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، ويجب دائماً توخي الحذر.
حملت هاتفي وطلبت رقم صديقي عبد، الضابط في جهاز المخابرات. بعد ثوانٍ من نغمة رنين الهاتف التي كانت تتردد في أذني، فتح الخط قائلاً:-
- الو
- عبد، مساء الخير
- هلا علاء، الله يسعد مساك
- كيف حالك؟
- الحمدلله، بدي سلامتك شو اخبارك أنتا
- نشكر الله، الحمد لله مطمئن الروح
- الحمد لله دائماً
ـ عبد، أحتاجك في موضوع مهم
- طيب تعال، هيني في القهوة بنشرب فنجان قهوة وبنحكي
ـ من الأفضل، أن تأتي أنت ونشرب القهوة عندي
- ماشي ساعة زمان بكون عندك
بعد مرور ساعة بالضبط، رن هاتفي وظهر اسم عبد على الشاشة. عندما أجبت على المكالمة، قال بصوت واضح: "أنا على الباب." شعرت باندفاع من الحماس، فأجبته: "سأخرج حالاً."
بعدما أغلقت خط الهاتف، شعرت بالهدوء يعود إلى الغرفة. في تلك اللحظة، رن جرس المنزل، فتحت له الطريق إلى مكتبي، دخل صديقي عبد بخطوات واثقة وابتسامة على وجهه وكأنه يحمل الأمل معه. رحبت به وأشرت له للجلوس على الكرسي المقابل لمكتبي.
قدمت له فنجان القهوة، ووضعت كأس الماء أمامه، ثم جلست خلف مكتبي مقابله. ورائحة القهوة الطازجة ملأت المكان، مما جعل الأجواء أكثر دفئاً. بينما كان يأخذ رشفة من فنجانه، تناولت رشفة من فنجاني ووضعته بهدوء أمامي، ثم قلت:-
علاء فلسطين
10-26-2024, 08:09 PM
- عبد، هناك أمر مهم يجب أن تعرفه. لدي صديقه اسمها ياسمين تتعرض لابتزاز من شاب، وقد أخبرتني بكل التفاصيل
بدأت أشرح له قصة ياسمين، الفتاة التي واجهت صراعاً كبيراً مع الشاب الذي يبتزها. استمر الحديث، وكأننا كنا نغوص في أعماق مشاعر ياسمين، نتحدث عن كيفية مواجهتها لهذا الظلم وكيف يمكن أن نساعدها في الخروج من هذا المأزق. كان عبد يستمع إليّ بانتباه، وعيناه تركزان على كل كلمة أقولها. كان الجو مشحوناً بالتوتر، لكنني شعرت بالارتياح لوجوده بجانبي. كنت أعلم أن عبد سيكون قادراً على مساعدتنا في هذه القضية. فجأة قال:-
- طيب ما بتعرف اسمه؟ ولا رقم تلفونه؟ ولا اي اشي لو خيط رفيع؟
- للأسف، لا نعرف أي معلومه عن حياته الشخصية
- هيك راح نتغلب شوي حتى نوصل لعنده
- العكس، سهل جداً
- كيف؟
- اتفقت مع ياسمين على عرض مبلغ مالي عليه مقابل عدم نشر الصور، وقد وافق على ذلك ولكن طلب وضع المبلغ في مجمع بلدية رام الله. من وجهة نظري، يجب أن نذهب إلى مدير المجمع ونشرح له القصة. وعندما يأتي، يتم القبض عليه في الحال. ما رأيك؟
- معناتو لازم نبلغ مخابرات رام الله، ونتابع الموضوع من هناك ، بما أنه الشاب راح يجي على المجمع فالأمور سهلة
- حسناً، أفعل ما شئت
- انا كمان شوي بتواصل معهم، وبشرح القصة لحتى نكسب وقت الصبح، بتكون كل الإجراءات جاهزه، بس ابعثلي كل صور المحادثات الي فرجتني اياهن ، وبكره الصبح على الساعه سبعه بنطلع على رام الله
- أن شاء الله
بعد مغادرة عبد، شعرت بشيء من الارتياح. قررت أن أعود إلى الشات لأطلع ياسمين على آخر المستجدات. عندما دخلت، وجدت ياسمين بأنتظاري، وكأنها كانت تنتظرني بفارغ الصبر. فور دخولي، تلقيت رسالة خاصة منها تقول:-
- نورت
ابتسمت وأنا أقرأ رسالتها، وأجبت بسرعة:-
- شكراً ياسمين. كيف تسير الأمور؟ هل هناك تطورات جديدة؟
- لا، وانت؟
- الأمور أصبحت جاهزة. غداً، سنتوجه إلى رام الله لمتابعة الموضوع، وإن شاء الله سينتهي كل شيء.
- اي ، شو بدكم تعملو؟
- ياسمين لا تقلقي. قولي لكبرياء أن المبلغ سيكون في مجمع بلدية رام الله في العاشرة صباحاً غداً
الكلمات كانت مليئة بالثقة والتصميم، وكان لدينا خطة واضحة لتنفيذها. كنا نستعد للقضاء على هذا الابتزاز ووضع حد له. شعرت أن هذا الخبر بعث التفاؤل في نفس ياسمين، قالت بحماس:-
- هيو موجود هلء بحكيلو
- أين هو؟ لم أره؟
- موجود باسم نجم
- حسناً. قولي له الآن ولا تعودي إلى الشات إلا غداً صباحاً
- ماشي
غابت ياسمين لمدة ثلاث دقائق، ثم عادت قائلة:-
- حكتلو أعطيت المبلغ للشوفير وبكره على العشره الصبح بوصلن المجمع، روح خذهن
- ماذا قال؟
علاء فلسطين
10-27-2024, 03:13 PM
- حكا ماشي
- تمام، اخرجي من الشات الآن حتى لا يظن أننا ندبر شيئاً
- ماشي بشوفك بكره، تصبح على خير
- في امان الله
انقضت الليلة وكل شيء على حاله. في صباح اليوم التالي عند الساعة السابعة، تلقيت اتصالاً من صديقي عبد يقول: "في غضون عشرة دقائق سأكون على باب بيتك." أجبته قائلاً: "أنا في انتظارك." وبالفعل، بعد عشرة دقائق، كان عبد في سيارته عند بابي. انطلقنا ببركة الله نحو رام الله، وقلوبنا مليئة بالأمل، حيث كنا نعلم أن هذا اليوم سيكون حاسماً، خلال الطريق، كانت الأحاديث تتجاذب بيننا، نتحدث عن أمور العمل، وعن الأوضاع السياسية. كانت الأجواء مليئة بالحماس، لكنني شعرت بنوع من القلق. خاصة في ظل الظروف التي نعيشها. وعندما دخلنا مدينة رام الله، كانت الساعة تشير إلى التاسعة إلا ربع. نظر عبد إليّ وقال: "سنتوجه الآن إلى مقر المخابرات. هناك ينتظرنا الضابط نضال." واصل عبد حديثه: "سنخبره بأن الشاب سيصل إلى مجمع البلدية في الساعة العاشرة لاستلام المبلغ. علينا أن نتأكد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لنرى كيف سنستمر. وبعد عشر دقائق من القيادة في طرقات المدينة، وصلنا إلى مقر المخابرات. كان الضابط نضال في انتظارنا، حيث استقبلنا بابتسامة دافئة، رغم قسوة الظروف التي نعيشها. ثم قادنا إلى مكتبه، وكانت الجدران مزينة بصور الشهداء، تذكير دائم بالتضحيات التي قدمت. بمجرد أن دخلنا المكتب، توجه عبد إلى زميله نضال قائلاً:-
- اخوي نضال، خلينا نطلع هسا نستغل الوقت قبل ما يجي الشاب واحنا هون
كانت كلماته تعكس العجلة والتصميم على إنهاء المسألة بسرعة.
نضال، الذي بدا أنه يفهم ما يدور في ذهن عبد، أومأ برأسه وأخذ نفساً عميقاً، سألني:-
- انت متأكد أنه راح يجي؟
ـ لا أدري، لكن البنت أخبرته أن المبلغ سيكون في المجمع الساعة العاشرة صباحاً
- اذن راح نروح بسيارة المقر ونوقفها قريب من المجمع، تحسباً لأي ظرف غير متوقع
بعد دقائق، أمسك نضال هاتفه، قائلاً:-
- جمال، حضر السيارة، بدنا نطلع على مهمة صغيرة
أغلق الهاتف، ثم نهض عن مكتبه وتوجه نحو خزانة صغيرة. تناول سلاحه ووضعه على خصره، ثم قال:-
- اتفضلوا
خرجنا من المكتب وتوجهنا نحو السيارة التي كانت تنتظرنا في ساحة المقر. جلس نضال في المقعد الأمامي، بينما جلسنا أنا وعبد في المقعد الخلفي. قلنا للسائق:-
- صباح الخير
فرد بابتسامة: "صباح النور."
بينما كنا نتجه نحو المجمع، فتح نضال درج صغير في السيارة وأخرج منه الأصفاد (الكلبشات). ثم ناولها لعبد قائلاً:-
- عبد، إذا تأكدنا أن الشاب هو المطلوب، حط الكلبشات في إيده. وأنت يا جمال، أول ما أقول لك على المخشير، تعال بتيجي بسرعة
الجو كان مشحوناً بالتوتر والترقب، ونحن نتجه نحو الخطوة التالية في خطتنا.
الساعة التاسعة والنصف صباحاً، وصلنا المجمع، توجهنا نحو غرفة المدير. كان الباب مفتوحاً، ووقف نضال عنده ونحن خلفه. بادر نضال بالتحية قائلاً: -
- صباح الخير
فرد مدير المجمع بابتسامة ودودة:-
- صباح النور، اتفضلوا شباب
تقدمنا اتجاه المدير بعض الخطوات، وصافحناه بسؤال "كيف حالك؟" فرد علينا قائلاً "الحمد لله". ثم أضاف: "تفضلوا بالجلوس". جلسنا أنا وعبد، بينما قام نضال بإبراز بطاقته العسكرية تجاه المدير، وقال:-
- عمي الحج، احنا من المخابرات، جينا في مهمه للقبض على شاب راح يجي عندك
- خير شو المشكله مين هالشاب؟
- احنا ما بنعرفه، لكن راح يجي عليك ويحكيلك في شخص حط عندك الف شيكل، من هذا الكلام راح نعرفه
بدأ نضال يسرد القصة للمدير من بدايتها، وفي النهاية قال:-
- محتاجين ننتظره هون، لأنه ما في طريقه تانية للقبض عليه
- خذوا راحتكم يا شباب، الشباب الي مثل هيك بحاجه للتربية والتعلم، ما يجوا بكرامة الناس وعرضها حسبي الله ونعم الوكيل، خذو راحتكم بدي اروح اجيبلكم قهوه
خرج المدير من المكتب، وجلسنا على الكراسي، تبادلنا النظرات، وكأننا نتشارك نفس التفكير، يجب أن نكون جاهزين لمواجهة هذا الشخص اللئيم. وعاد المدير بعد خمسة دقائق حاملاً معه أربعة أكواب من القهوة. شكرناه على حسن الضيافة، ثم استقر في مقعده خلف المكتب ليواصل عمله. بينما نحن، نستمتع بشرب القهوة وتبادل الحديث، منتظرين قدوم الشاب الذي يدعى "كبرياء أنثى" مرت ساعة كاملة ونحن في انتظاره، وكلما دخل شخص جديد وتحدث مع المدير، كنا نعتقد أنه هو. وعند الساعة الحادية عشر والنصف، دخل شاب يحمل في عينيه تعبيراً من القلق، وقال للمدير:-
- لو سمحت، في طرد اليّ
عند سماعنا لهذه الكلمات، انتفضنا عن كراسينا، حيث اجتاحتنا مشاعر متشابهة، وكأننا شعرنا بأن هذا الشاب هو المطلوب، وحينما قال المدير للشاب:-
علاء فلسطين
10-28-2024, 04:26 AM
- مزبوط يا عمي، ليش ما جيت اخذته مبارح؟
أدركنا أنه ليس الشاب المطلوب، فعدنا للجلوس في أماكننا. وبعدما المدير سلم الطرد للشاب وخرج، قال:'هذا طرد من امبارح وما اجى أخذه، هسا فش طرود لأحد. لما يجي حدا يسأل، اعرفوا إنه الزلمة اللي بتستنو فيه.
مضت الدقائق وكأنها ساعات، لكننا كنا مصممين على الانتظار. كنا نعلم أن ياسمين تحتاج إلى الدعم، وأننا هنا لنكون صوتها. وعندما دقت الساعة الثانية عشر، نظر عبد إليّ وسألني:-
- ماله ما اجا يا علاء ؟ ليكون البنت ما حكت له؟
فأجبته:- سأدخل على الشات وأبلغها. لكن المدير، الذي كان يستمع للحديث، قال: 'لسه بدري، معكم للساعه خمسه، الناس بضلها تيجي وتسأل، لسه في وقت
قلت: 'ننتظر لأذان العصر. إذا لم يأتي، سنعود غداً. أما إذا جاء في غيابنا، فسيتولى حضرة المدير إبلاغنا مباشرة، وسنقوم بأخذ تسجيل الكاميرا..
في أغسطس ٢٠٢٤، كعادتي، كنت أراقب الحائط بصمت على أنغام عبد الحليم حافظ. أكثر ما كان يشدني في ذلك الوقت، كلام عضوة تدعى "أنين".كان اسمها يلمع كالشمس في الحائط بسبب حديثها المستمر مع الجميع. كانت مليئة بالحيوية والكلام، لا يصمت صوتها أبداً. كانت كثيرة الكلام والضحك، لا تكف عن الحديث أبداً. وإذا حدث وصمتت، أشعر بالقلق وأتفقدها، كأن شيئاً ما قد حدث. لم يكن بيني وبينها أي حديث خاص يجعلني أجرؤ على سؤالها عن سبب صمتها، فكل ما كان بيننا هو تحية من بعيد.
- علاء، كنا نتحدث عن كبرياء انثى، والآن عن أنين؟ ما علاقة أنين بالموضوع؟ اكمل ماذا حصل مع كبرياء؟
- سأقوم بشرح كل شيء لك بالتفصيل، ولكن أرجو منك أن تصبر وتتحمل. لا تقفز إلى آخر صفحات الكتاب، لأنك لن تكتشف مصير كبرياء في نهايته، أنا حذرتك، كن صبوراً.!
- حسناً، لن اقفز
- ستكتشف لماذا أخبرتك عن أنين بعد قليل لا تخف
- طيب، يلا أكمل، مع أنني أعرف حركاتك، هذا أسلوب انت تقصده حتى تجعلنا نشعر بالتشويق والإثارة
في يوم لا أذكره جيداً، لكن غالباً كان يوم الأربعاء في الساعة العاشرة صباحاً، دخلت إلى الشات ورأيت أنين تتحدث، فقلت لها مازحاً:-
- أنتِ يا أنين تتكلمين أكثر من كل القنوات مع بعض
فردت عليّ بدون ابتسامة، قائلة:-
- ماشي، راح اسكت وأخرج من الشات
شعرت بأنها انزعجت من كلامي وقلت في نفسي، "يبدو أن مزاحي كان ثقيلاً". وعندما قررت أن أرسل لها اعتذاراً، لم أجدها لأنها كانت قد غادرت مباشرة. حقيقةً، شعرت بالانزعاج من نفسي لأنني عكرت مزاجها. لم أستطع الاسترخاء ذلك اليوم وبقيت منزعجاً من نفسي طوال الوقت. هذا هو طبعي، أظل أشعر بالضيق ويؤنبني ضميري إذا أغضبت أحداً بدون قصد حتى أتمكن من الاعتذار وأستعيد راحتي.
انتظرت دخولها بفارغ الصبر ذلك اليوم. وبعد صلاة العشاء في نفس اليوم، دخلت إلى الشات ووجدتها.
شعرت بسعادة لأنني سأتمكن من الاعتذار وتوضيح أنني كنت أمازحها فقط. ضغطت على اسمها وانتقلت فوراً إلى "الغرفة الصوتية" حيث كانت تتواجد دائماً. وفور دخولي، قامت بترحيب جميل. شكرتها على ترحيبها وقلت:-
- مساء الخير يا أنين
- الله يسعد مساك، يا هلا
- كيف أمورك؟
- منيحة الحمد لله، وأنت؟
- بأحسن حال الحمد لله، مطمئن الروح
- دووم يارب، على طول
- أنين
- نعم؟
- أردت أن أعتذر منك عن أي إزعاج سببته في الصباح. لم أقصد أن أثقل عليكِ بالمزاح. أنتِ انسانه طيبه ولا يمكن أن ننزعج من كلامك، أرجو أن تتقبلي اعتذاري
ابتسمت أنين وقالت:-
- لالا ما زعلت، ما بزعل منك لانك انسان راقي، وبعرف انك بتمزح بس انا خرجت لاني انشغلت، كنت راح اطلع من قبل ما تيجي
- أها، يعني صادف كلامي وقت خروجك؟
- هههههههه اي
تنفست الصعداء وشعرت بالراحة لأني تمكنت من توضيح الأمر وإنهاء سوء التفاهم
بعد تلك المحادثة، كتبت أربع عبارات عن المرأة التي تتحدث كثيراً ونشرتها على الحائط. إحدى العبارات التي شعرت أنها تعبر عن أنين كانت: "المرأة التي تتحدث كثيراً تبكي أكثر" أي أنها تبكي أو بكت أكثر مما تتكلم. لم أكن واثقاً إن كان شعوري صحيحاً أو لا، لكنه كان مجرد إحساس. ربما كنت على صواب وربما كنت مخطئاً. لم تعلق أنين على العبارات إلا بإرسال الورود الحمراء تعبيراً عن امتنانها. وهكذا انتهى الحديث معها إلى هذا الحد.
علاء فلسطين
10-28-2024, 10:36 PM
بدأت علاقتي في أنين تتطور خصوصاً عندما علمت أنها من بلد فتاة كنت على علاقة معها. هذا هو السبب الذي جعلني في يوم من الأيام أطلب منها حديثاً على انفراد. وحينما طلبت منها قليلاً من وقتها قالت لي:-اهلا وسهلاً.-
عندما دخلت إلى الغرفة الصوتية، كانت أنين في انتظاري. بعد أن تبادلنا التحيات، قلت لها:-
- في الحقيقة، أود أن أسألك عن فتاة
- شو اسمها؟
أعطيتها اسم الفتاة واسم المنطقة التي تسكن فيها، وأخبرتني أنها لا تعرفها. وأثناء الحديث، شرحت لها القصة، كيف تعرفت على تلك الفتاة، عن ذكرياتي معها، وما الذي حدث بيننا. كانت أنين تستمع بصمت وانتباه، الأيقونات التي كانت ترسلها تعكس مشاعر مختلطة بين الفضول والتعاطف. بعد أن أنهيت كلامي، أجابتني بكلمات لطفية:- "حاسة فيك "وهكذا، استمر الحديث بيننا، وفي النهاية شعرت براحة بعد أن شاركت مشاعري مع أنين، وبدا أن علاقتنا أصبحت أعمق وأقوى.
فجأة يدخل راني إلى الغرفة. رحبنا به وقلنا له سعدنا بتواجدك. ثم قال بمجرد دخوله، قبل أن يشكرنا على الترحيب:-
- علاء
- أهلاً راني
- فيه تلاك عروس للايجار؟
- عروس للإيجار؟
في الحقيقة شعرت بالانزعاج من عبارته، فقد اعتبرتها إهانة لفتيات بلدي. ماذا يقصد بعروس للإيجار؟ هل يظن أن بنات بلدي إلى هذه الدرجة ثمنهن؟ للإيجار؟!
ولكي أختصر النقاش معه وأتجنب مشكلة كلامية، واحتراماً لبنات بلده، لم أقل له إن بلدكم مليئة أكثر. بل قلت: "بلدكم فيها أوروبيات أكثر من هذا النوع."
في تلك اللحظة، أرسل ضحكات متقطعة، فبادلته بها. ثم قال:-
- أنين، تتزوجيني على سنة الله ورسوله؟
لفتت انتباهي هذه العبارة، لكنني لم أعلق عليها بسبب انشغالي بالعمل. أما أنين، فقد قالت له:-
- شو شايفني رخيصه؟
رد عليها قائلاً:-
- طيب افهمي شو كتبت أول؟، قلت على سنة الله ورسولة مش إيجار
كان هذا آخر كلام قرأته قبل أن أغوص في العمل. ولم أعود إلى الشات إلا بعد انتهاء عملي، ولكن لم أنسى ما قاله راني. أرسلت رسالة تنبيه لأنين وطلبت منها أن تأتي إليّ على الخاص. وعندما جاءت، قلت لها بعد تحية المساء:-
- سؤال، ما قصة راني؟
- بقول إنه بحبني حسب كلامه
- أنين، انتبهي توقعي في الخطأ، لا تثقي في أحد
- انت شو رأيك فيه؟
- في الحقيقة لا أعرفه ولا أعرف حقيقة مشاعره، لكن بشكل عام، وخصوصاً بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في الدولة التي يقيم فيها، لا أثق بهم. لأنني سمعت الكثير من القصص والعلاقات عنهم
- وانت بتتوقع مني أوثق في راني ؟
- لا، لأنكِ أوعى من ذلك
بعد ذلك، طلبت مني أن أساعدها في كيفية نشر الفيديو على الحائط، فقمت بتعليمها خطوة بخطوة. ومن ثم، بدأت تنشر مقاطع من الأغاني الحزينة والرومانسية بين الحين والآخر، ولم تخبرني أنين أي شيء عن راني أو عن حقيقة مشاعرها اتجاهُ، أو عن تفاصيل القصة تماماً حتى هذه اللحظة. شعرت أنها حاولت أن تغير الحديث عن الموضوع، وانتهى حديثي معها إلى هذا الحد، وبعد انقضاء نصف ساعة، غادرت فجأة، لكنني قررت أن أتركها في راحتها، دون أن أضغط عليها بشأن أي شيء يتعلق بها.
وبعد مرور يومين، في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً، دخلت إلى الشات وكعادتي انتقلت إلى رومي "كتاب وقهوة". وبعد دقائق معدودة، تلقيت رسالة خاصة من أنين تقول:-
علاء فلسطين
10-29-2024, 07:40 PM
- علاء؟
-اهلا أنين، صباحك ورد
- فاضي شوي؟ فيك تيجي روم الصوتية ضروري كتير
- خير أن شاء الله
- تعال بسرعة بليززز
- حسناً
انتقلت إلى الغرفة الصوتية، فوجدت أنين وراني. رحب بي راني، فشكرته على حفاوة الترحيب، ثم قلت:-
- صباح الخير، كيفكم؟
فرد راني بقوله:-
- صباح النور، الحمدلله
ثم تابع قوله برسالة ثانيه :-
- أنين
وبعد ثوانٍ تم تسجيل خروجه من الشات، عدت إلى أنين في المحادثة الخاصة قائلاً:-
- ما قصته، غادر؟
- يروح ينقلع
- خير ما القصة؟
- فش اشي جنني
ثم تابعت كلامها قائلة:-
- شكرا كتيرر علاء عن جد شكراا كتير
- على ماذا؟ انا لم أفعل شيء
- عشان جيت
- واجبي أن أكون دائماً موجود لدعم الأصدقاء والصديقات
ختمت حديثي بهذه العبارة وعدنا إلى الحائط للمتابعة. وبعد دقائق، جاءت "كبرياء أنثى" وألقت تحية الصباح. عندما رأيتها، عدلت جلستي وجهزت نفسي لمراقبة حديثها. أردت أن أرى كيف سيتصرف الجميع معها وأسلوب التعامل الذي سيظهرونه، لأن من خلال ذلك أستطيع أن أعرف إن كان بينهم علاقة جيدة أو علاقة سطحية. لفت انتباهي ترحيب صديقتي "أنين" بها حينما قالت:-
علاء فلسطين
10-30-2024, 12:06 PM
ـ هلاااا كبريائي، نوووورتي يا عمري
كانت كلماتها مليئة بالدفء والود، مما أشعرني بأن هناك علاقة جيدة وقوية تربطهما
ردت عليها كبرياء بنفس الأسلوب:-
- يسلمووو انيني، واهـ يا قلبي واهـ
ثم بدأ تبادل القبلات والقلوب الحمراء بينهما،. بدأت أراقب حديثهن لأفهم طبيعة علاقتهم بشكل افضل، جلست تقريباً ربع ساعة وأنا أراقب حديثهن، ثم عدت إلى عملي. وبعد صلاة المغرب، عدت إلى الشات وحينما رأيت اسم أنين، فتحت المحادثة الخاصة معها وأرسلت لها قائلاً:-
- انين، مساء الخير
- هلا، مساء النور
- سوالاً لو سمحتِ؟
- اتفضل
- كيف علاقتك مع كبرياء انثى؟
- ليش ؟ معجب فيها؟
- لا ، لست معجب بها ، ولكن مجرد سؤال
- كتير بتجنن علاقه قويه
- يعني بينكم محادثات خاصة؟
- اه اكيددددد
- توقعت ذلك
- ليش شو فيه؟
- لا شيء، لكن انتبهي منها، وكوني حذره
- بجد فيه اشي؟
لا ، ولكن انتبهي ولا تثقي في أحد، حتى لو كانت فتاة
- لا تخاف عليي، منتبها للكل
- أحسنتِ، كوني كذلك دائماً
لم أخبر أنين بما حصل بيني وبين كبرياء حتى لا تفهم أنني أريد أن أفتن بينهما. بالإضافة إلى ذلك، كنت قد وعدت كبرياء سابقاً بأنني لن أخبر أحداً عنها ولن أكشف أنها أرسلت لي صورتها وهي شبه عارية. اكتفيت بقولي لأنين أن تحذر منها وأن تنتبه فقط. فأنا كلما تعرفت على شخص، سواء كان شاباً أو فتاة، أقوم بنصيحتهم وتحذيرهم من الوقوع في الخطأ أو الدخول في تجارب فاشلة. دائماً ما أنصح الجميع بالحفاظ على العلاقات شبه سطحية، وعدم تجاوز حدود الصداقة. تجنبوا مشاركة الأسماء الحقيقية أو الصور الشخصية، وكذلك الأمور الخصوصية. اكتفوا بأسماء مستعارة وصداقات خفيفة بدون أسرار. هذا ما كنت أقوله لكل شخص أتعرف عليه من الطرفين في الشات.
- هل تقصد أن أنين وقعت بفخ كبرياء؟
- لا، لم تقع، أنين كانت ذكية وحذرة
- اذن ما قصة راني وأنين؟
- راني هو نفسه كبرياء أنثى
- أوف
-حاول خداع أنين بعضوية "راني"مستغلاً الحب كمبرر. ومع ذلك، كانت أنين ترفضه بشدة، وحاول مستخدماً عضوية "كبرياء انثى" كصديقة مقربه من أنين حتى يحصل على صورها، لكنها أيضاً رفضت
- كيف ذلك؟ كبرياء من منطقة الضفة، وراني قلت إنه من دولة أخرى؟
- عندما كان يدخل باستخدام عضوية راني، كان يقوم بتغيير عنوان الـip باستخدام برامج معينة، مما أوهمنا بأنه من الأردن، هذا البرنامج خلق انطباع بأنه فعلاً من الأردن
- أوووف، أنت كيف حصلت على كل المعلومات؟
- دعني أواصل القصة من النقطة التي توقفنا عندها، حين كنا ننتظر كبرياء في المجمع
- حسناً
علاء فلسطين
10-31-2024, 05:29 AM
بعد مرور نصف ساعة، دخلت فتاة شابة لا يتجاوز عمرها الخمسة وعشرين عاماً. عندما قالت "مساء الخير"، قمنا بتعديل جلستنا احتراماً لها. كان عبد مشغولًا بهاتفه، ونضال ألقى نظرة سريعة عليها ثم تابع حديثه معي. لم نبدِ اهتماماً كبيراً بشأنها، وواصلنا حديثنا بشكل طبيعي. رد المدير عليها قائلاً:
- مساء النور، اتفضلي.
تقدمت الفتاة وقالت بصيغة تساؤل:-
- فيه شخص حط مصاري عندك؟
- قديش المبلغ؟
أجابت بوضوح:-
- ألف شيكل
عندها نظر المدير إلينا، وقال:-
- يا شباب، فيه شخص حط معكم ألف شيكل امبارح للبنت؟
كان في كلامه اشارةً لنا، أن نركز على حديث الفتاة، لأن المبلغ الذي تريد استلامه، نفس قيمة المبلغ الذي من المفترض أن يأتي شاب لأستلامه، وعندما سمعنا كلام المدير، نهضنا جميعاً ونظرنا لبعض وكأننا في صدمة. كانت المفاجأة تسيطر علينا، وكأننا نواجه حقيقة لم نتوقعها. تساؤلات كثيرة دارت في أذهاننا، وحتى أنقذ هذا الموقف، تقدمت نحو الفتاة وسألتها:-
- هل أنتِ صاحبة المبلغ؟
نظرت إليّ بعيون مليئة بالقلق وأجابت:-
- أه
ثم سألها نضال:-
- معلش، عشان نتأكد، المبلغ هذا مين بعتلك إياه؟
أجابت بصوت خافت:-
- ما بعرف، هذا لزوجي. حكالي فيه الف شيكل بالمجمع بتميلي على المدير بتوخذيهن منه
كانت كلماتها تحمل في طياتها الكثير من الغموض، في هذه اللحظة أدركنا أنها زوجة الشاب المطلوب، وهو الذي أرسلها تستلم المبلغ عنه، تسارعت الأفكار في رؤوسنا. كيف يمكن أن تكون زوجة الشاب المطلوب هي من تأتي لأستلام المبلغ؟ كانت صدمة كبيرة، ولكنها كانت أيضاً فرصة. كان علينا أن نتصرف بسرعة وحذر.
أبرز نضال بطاقته العسكرية، وعرفها على نفسه قائلاً:-
- أنا نضال محمود، من المخابرات
- اهلا وسهلاً
- أسمعي اختي، واضح أنك ما بتعرفي شيء بالموضوع
- أي موضوع؟
- زوجك شو أسمه الرباعي
- عمر محمد احمد عبده
- بصراحه الشخص الي بدو يستلم هذا المبلغ متهم بتهمة الابتزاز الالكتروني، وتهديد البنات بالصور
- مش فاهمة
علاء فلسطين
10-31-2024, 08:48 PM
- جوزك هو المتهم، بحكي مع بنات على الانترنت وبعدها بهددهن بالفضحية، رجاءاً اتصلي عليه وخليه يجي هون بدون مشاكل
أمسكت هاتفها لتتصل بزوجها وتخبره بما يحدث. لكنني قاطعتها بسرعة، قائلاً:-
- لحظة، لا تتصلي
ثم وجهت كلامي إلى نضال: -
- أخي نضال، إذا زوجها علم بالأمر فلن نستفيد شيئاً. قد يقوم بعمل فورمات للجهاز أو ينقل جميع الصور إلى ذاكرة خارجية. من الأفضل أن تخبره أنها استلمت المبلغ، ثم نحن نذهب إليه فجأة
نظر نضال إليها وسأل:-
- وين جوزك؟
- عند الدوار بستنا فيني بالسياره
- شو لون السيارة ونوعها
- هونداي اكسنت لون سكني
أمسك نضال هاتفه ووضعه على أذنه. بعد ثوانٍ، قال: "جمال، روح على الدوار وتحقق من وجود سيارة هونداي أكسنت بلون سكني وفيها شاب. وارجعلي بسرعة
بعد مرور خمس دقائق، رن هاتف نضال، فتح الخط سمعت صوت جمال وهو يقول:-
- اه موجوده على اليمين وفيها شاب
- ماشي، خلي عيونك عليه، ولما تشوفنا عنده صف قدامه سكر الطريق على سيارته
أغلق نضال الهاتف وقال للزوجة:-
- اتصلي على زوجك، احكيلو أنك استلمتي المبلغ
أمسكت الهاتف وأخبرته بأنها استلمت المبلغ وأن كل الأمور تسير على ما يرام، ثم أغلقت الهاتف ووضعته في محفظتها.
في تلك اللحظة، شعرت بحزن عميق تجاه زوجها، وراودتها مشاعر الاكتئاب
فقلت لها مراعاةً لشعورها:-
- أعلم بشعورك مؤلم، ولكن زوجك يسير في الطريق الخطأ، لا تحزني، الأمور ستتحسن أن شاء الله
قالت بأسى:-
-لا عادي، الي بغلط بستاهل
فجأة قال عبد:-
- معلش، مضطرين نخلي جوالك معنا شوي
- لا تخاف، ما راح ابعتلو رساله يهرب، انا اساساً مش طايقه الحياة معه
في تلك اللحظة، أعربنا عن شكرنا للمدير على صبره ودعمه، إذ لولا مساعدته لما كانت عملية القبض على الشاب ناجحة. لم يكن في حسابنا أن تأتي فتاة لاستلام المبلغ. كان بإمكان المدير أن يرفض طلبها ويخبرها بعدم وجود أي مبلغ لها، لكنه كان لديه شكوك حول الموقف. سألها عن المبلغ، ومن ثم لفت انتباهنا إلى أنها تسأل عن نفس المبلغ الذي كان من المقرر أن يأتي شاب لاستلامه.
خرجنا من غرفة المدير، وقال نضال لزوجة الشاب:-
- امشي قدامنا وكأنه ما فيه شيء
عندما وصلنا إلى الدوار، كان جمال خلف سيارة الشاب، كان بينهم تقريباً عشرين متراً. قام نضال بالاتصال عليه وقال له:-
- جمال، إحنا وراك. لما تشوفنا وقفنا مع الشاب بتصف السيارة قدامه
في تلك اللحظه، بدأنا نتبادل النظرات، وكأننا في مشهد من فيلم مثير. شعرنا بأننا على وشك الدخول في لحظة حاسمة. قال عبد:-
- اسرعوا شوي خلينا نسبق البنت
بينما كنا نتقدم نحو سيارة الشاب، كانت الأجواء مشحونة بالحماس. كان نضال يسير بخطوات ثابتة، بينما كنت أنا وعبد نراقب كل حركة حولنا. وعندما وصلنا، رأينا الشاب جالساً داخل سيارته، يبدو وكأنه مشغولاً في هاتفه. وقف نضال أمام نافذة السيارة، ونظر إلى الشاب بعيون مليئة بالعزم. ثم، دون تردد، طرق نضال نافذة السيارة بيده مرتين، مما جعل الشاب ينظر إلينا بأستغراب. كان هناك لحظة صمت، وكأن الزمن توقف، فتح الشاب نافذة السيارة ببطء. ثم قال نضال:-
- مساء الخير
رد الشاب، وهو يغلق هاتفه، بصوت مملوء بالتوتر:-
- مساء النور
كانت كلماته تعكس حالة من القلق
كان عبد جانبي يراقب جمال الذي جاء بسيارة المخابرات، حيث أوقفها أمام سيارة الشاب وكأنها جدار يحجب عنه الهروب. قال نضال:-
علاء فلسطين
11-01-2024, 08:45 PM
- لو سمحت، اعطيني مفتاح السيارة
- عفواً، مين انتو
- مخابرات
في تلك اللحظة، نزل جمال من السيارة بثبات، مرتدياً زيه العسكري، وانضم إلينا، عندها، أدرك الشاب أنه حقاً أمام عناصر المخابرات. ملامحه تغيرت بسرعة إلى خوف وارتباك. كانت اللحظة حاسمة، حيث علم أنه محاصر لا مفر له، سحب مفتاح سيارته، وناوله إلى نضال:-
- اعطيني تلفونك
سأل الشاب بصوت متردد:-
- خير، شو بدكم مني؟
لكن نضال كان قد اتخذ قراره:-
- بدنا نحكي عن ياسمين
قالها بوضوح، وكأن كل حرف كان يحمل ثقل العالم. كانت تلك اللحظة محورية، حيث بدأنا نواجه من كان يعتقد أنه يمكنه الابتزاز دون عواقب.
- مين ياسمين، شو القصة؟
قلت له ساخراً:-
- نسيت ياسمين يا كبرياء أنثى؟
عندما وقع أسم كبرياء انثى على مسمعه، احمر وجهه وكأنه تلقى صدمة زلزلت كيانه. تجمد في مكانه، عاجزاً عن النطق أو الحركة. في تلك اللحظة الحاسمة، جاء عبد، فتح باب السيارة، وأخرجه بيده بحزم. بصوت صارم، قال له:-
- لف حالك
دون أي تردد، وضع عبد الكلبشات في يديه، وقاده نحو سيارة المخابرات. جمال كان ينتظرهم هناك، فتح الباب الخلفي للسيارة، وركبوا جميعاً. أغلق جمال الباب بإحكام خلفهم، ثم انتقل إلى خلف مقود السيارة، مستعداً للانطلاق نحو المقر. فيما كانت زوجة الشاب تقف على طرف الطريق، تبكي وتحاول إخفاء دموعها بيديها المرتجفتين. توجهنا إليها ببطء، وكان الألم واضحاً في عينيها.
نضال، بصوت مليء بالعطف والحنان، قال لها:-
- أختي، ما تخافي عليه. شوية إجراءات وبنتركه. راح يقعد كم يوم عنا، بلغي أهله
كانت تلك الكلمات محاولة لتهدئة قلبها الموجوع، لكن الألم لا يزال حاضراً. نظرت إلينا بعينين مليئتين بالدموع والرجاء، ثم هزت رأسها ببطء، محاولة أن تجد بعض الأمل في تلك اللحظة العصيبة.
نضال قال برقة:-
- إذا بتعرفي تسوقي، خذي مفتاح السيارة روحي فيها، السيارة ما بتلزمنا
قالت الزوجة بصوت خافت:-
- لا، ما بعرف أسوق. هلء بتصل على أخي يجي يوخذني
فرد نضال مبتسماً:-
- ماشي، هي مفتاح السيارة، خلي حدا يجي ياخذها. إن شاء الله خير
ثم التفت إليّ وقال:-
- يلا علاء، خلينا نروح
ركب نضال في المقعد الأمامي، وأنا جلست في المقعد الخلفي بجانب عبد. أدار جمال المحرك، وانطلقت السيارة بهدوء بعيداً عن المكان، تاركةً الزوجة تتأمل المفتاح وتفكر في المستقبل المجهول الذي ينتظرها.
وفي طريقنا إلى المقر، نظرت إلى الشاب وقلت:-
- عرفتني؟
رد ببرود:-
- لا
قلت له بثقة وكنوع من السخرية:-
- أنا علاء، بالإنجليزي باليستاين
تظاهر أنه تفاجأ وكأنه اول مره يسمع اسم علاء ،قال:-
-مين علاء؟
تدخل عبد بنبرة غاضبة:-
-عامل حالك مش عارف يا واطي، بتهدد بنات الناس وعامل حالك بريء
الشاب ارتبك ولم يعرف ماذا يقول، حاول أن يجد الكلمات لكن الخوف كان يغلب عليه. كان يشعر بضغط كبير في صدره، وكأن الهواء قد نفد من رئتيه.
كبرياء انثى، الذي كان يستعرض قوته في الشات، ويعتقد أنه في مأمن بدأ يتراجع، وهو الآن أضعف مما تتخيلوا، قال بصوت يرتجف:-
ـ أنا ما نشرت اشي، كنت أمزح معها
كانت كلماته تتلعثم، وكأنها لا تعكس الحقيقة. قلت له:-
- أنت تعرف جيداً أن ما فعلته ليس مزاحاً
قاطعنا صوت عبد، الذي كان مليئاً بالغضب:-
- ولك اتكذبش، بنعرف عنك كل شي
ثم صرخ نضال بغضب:-
إذا بدكش تحكي بالمليح، راح تحكي كل شي بالقوة في المقر. يا ويلك ويا ويلك إذا بتكذب في حرف. بنعرف عنك كل شي وكل شي مصور. أحسن لك تحكي كل شي بالمليح عشان نقدر نساعدك
كان كبرياء يرتجف من الخوف، وعيناه يملؤها الرعب. كان يعلم أن الكذب لن ينفعه في هذه اللحظة، وأن الحقيقة هي السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق. الجو كان مشحوناً بالتوتر، وكل لحظة تمر كانت تزيد من حدة الموقف.
السيارة استمرت في طريقها نحو المقر، كنت واثقاً أن العدالة ستأخذ مجراها، وأن الشاب سيواجه عواقب أفعاله.
علاء فلسطين
11-02-2024, 08:19 PM
عندما وصلنا المقر، نزلنا جميعاً في الساحة. نضال أشار لجمال قائلاً:-
- خذه على غرفة التحقيق
ثم التفت إلينا وقال:-
- اتفضلوا نشرب قهوة
رد عبد معتذراً:-
- خليها مرة ثانية، بدنا نلحق نوصل البلد. الوقت تأخر وأنتا عارف الطرق والحواجز
- يا زلمه تعالو بتوخذو الكاسات معكم
ذهبنا إلى مكتب نضال وانتظرنا خمس دقائق. جاء نضال يحمل القهوة في أكواب ورقية حتى نتمكن من أخذها معنا. قال:-
- عبد، احنا راح نتابع الموضوع، وبس يخلص التحقيق معه بتصل فيك اخبرك بكل شيء
- تمام
شربنا القهوة بهدوء، متأملين في الأحداث التي مرت علينا هذا اليوم. كنا نعلم أننا فعلنا ما يجب لتحقيق الأمان لياسمين. جلسنا لبضع دقائق نتحدث ونشرب القهوة، وقبل أن نودع نضال ونغادر المقر. شكرنا نضال على جهودنا ومساعدتنا له في القبض على عمر الملقب "بكبرياء أنثى". ونحن بدورنا، شكرناه على جهوده واهتمامه بمعالجة هذه القضايا المنتشرة بكثرة في عالم الإنترنت، سواء في مجتمعنا أو في المجتمعات العربية بشكل عام، حيث يُعزى ذلك إلى الابتعاد عن الدين والقيم أولاً.
بلمسة من التفاؤل، كلنا أمل أن هذه الجهود ستسهم في تقليل الجرائم الإلكترونية وتحقيق المزيد من العدالة في مجتمعاتنا.
بعد تلك اللحظات من الشكر والتقدير، ودعنا نضال، ونحن ممتنين للعمل الذي قمنا به معاً لتحقيق الأمان والعدالة لياسمين ولكل من تعرض للابتزاز.
ثم أضاف نضال، مشيراً إلى مشكلة عميقة في المجتمع: "عدم حرص الأهل على بناتهم وأبنائهم من الإنترنت وعدم اهتمامهم بهم في الحياة الواقعية، ربما هذا يكون سبب يدفع الفتاة أو الشاب للوقوع في الخطأ، خصوصاً في سن المراهقة.
من الضروري أن يدرك الجميع أن هذه القضية أعمق من مجرد جريمة إلكترونية؛ هي جزء من أزمة اجتماعية أكبر تحتاج إلى معالجة شاملة.
كانت تلك اللحظات تحمل الكثير من الأمل بأن الجهود المشتركة من الأهل والمجتمع ستسهم في توعية الأجيال القادمة وتوفير بيئة أكثر أماناً لهم.
وبعد هذه اللحظات، تفرقنا متمنين أن يكون هناك تغير إيجابي في المجتمع، وأن الجهود المشتركة التي يبذلونها الناس ستثمر في النهاية لخلق مجتمع أفضل وأكثر وعياً.
ودعنا الضابط نضال على باب مكتبه، ثم توجهنا نحو سيارة عبد وانطلقنا في طريق العودة إلى البيت. كانت الطرق تبدو هادئة تحت أضواء الشوارع المتلألئة، لكنها مليئة بالتوتر، بسبب انتشار المستوطنين في بعض المناطق، لكن مع ذلك، لم تفارق الابتسامة وجوهنا ونحن نعلم أننا قمنا بواجبنا
عندما دخلنا البلد، التفت نحو عبد وقلت له بصوت متعب من الطريق:-
- وصلني إلى بيتي، أشعر بتعب قليل وأريد أن أرتاح قليلاً
ابتسم عبد وأجاب:-
-تمام
استرخيت في المقعد، بينما كنا نقترب من منزلي، عارفاً أن الراحة التي انتظرها باتت قريبة، وأن كل الجهود التي بذلناها اليوم كانت تستحق العناء.
وعندما وصلنا البيت، نظرت إلى عبد وقلت له:-
-انزل نشرب فنجان قهوة
ابتسم وقال:-
-مرة ثانية
شكرته على مساعدته ووقوفه معي في هذه القصة من البداية إلى النهاية، ثم قلت له:-
- أراك لاحقاً. إلى اللقاء
تركته وهو يقود سيارته مبتعداً، وطرقت باب البيت، متعباً لكن بشعور من الرضا. هذا اليوم كان مليئاً بالأحداث، لكنني كنت أعلم أن ما قمنا به كان لصالح الجميع.
ومن الداخل سمعت صوت ابني يسأل:-
- من الطارق؟
أجبت:-
- أنا
وعندما سمع صوتي، فتح الباب فوراً وقبلني، ثم قبلته بهدوء ونحن داخل المنزل.
من زاوية المطبخ، كانت زوجتي تراقب المشهد. ملامح التعب كانت واضحة على وجهي، فسألتني بقلق:-
علاء فلسطين
11-03-2024, 02:41 PM
- خير، ماذا أصابك؟ يبدو أنك متعب
- نعم، أشعر بتعب قليل وأحتاج فقط للراحة
- ادخل إلى الغرفة وأرتاح قليلاً
- سأدخل إلى مكتبي اولاً. لدي بعض الأعمال. احضري لي فنجان قهوة لو سمحتِ
دخلت مكتبي ، مستعداً للحصول على الراحة التي أحتاجها بعد هذا اليوم الطويل، وبعد عشر دقائق، دخلت زوجتي إلى المكتب لتجدني نائماً على الكرسي المتحرك خلف مكتبي. اقتربت مني بلطف وأيقظتني قائلة:-
- قم، نام في الغرفة
وحينما فتحت عيني جيداً، وجدت فنجان القهوة أمامي على المكتب. عدلت جلستي، وقلت:-
- سأشرب فنجان القهوة وأدخل إلى النوم
- حسناً
ثم خرجت من الغرفة مباشرةً. أخذت رشفة من فنجان القهوة، مستعيداً نشاطي ولو للحظة. ودخلت إلى الشات لأخبر ياسمين بما حدث معنا. وكعادتي حينما أدخل، أضغط على زر يجعلني خارج الرومات، ثم انتقلت إلى روم "كتاب وقهوة". قبل أن أتمكن من الانتقال إلى الروم، تلقيت رسالة خاصة. وبعد دخولي على الروم، فتحت المحادثة الخاصة ووجدت الرسالة من ياسمين. ربما شاهدت اسمي في الروم العام فور دخولي. وبدلاً من الترحيب في العام، قامت بالترحيب في محادثة خاصة لأنها تعرف أنني حين أدخل الشات أغادر الروم العام فوراً. شكرتها على ترحيبها قائلاً:-
- شكراً يا ياسمين لحفاوة الاستقبال. مساؤكِ خير
- يسعد مساك. وينك طول اليوم ما دخلت؟
- كنت مشغولاً في عمر ولم أستطع الدخول
- مين عمر؟
قلت لها مازحاً مع ابتسامة خفيفة:-
- عمر صاحبتك هههه
- شو؟
- كبرياء أنثى يا ياسمين.
- مالو؟
- وبعدين معك ركزي، كبرياء أنثى اسمه الحقيقي عمر وتم القبض عليه اليوم. صار مثل ما خططنا، والآن هو في قبضة المخابرات بالتحقيق وانتهى أمره، فلا تقلقي من موضوع صورك وتهديداته
- بجددددد، ؟؟؟
- نعم بجد
شعرت بفرحة ياسمين وراحة بالها عندما أخبرتها أن الموضوع قد أُغلق نهائياً وأن "كبرياء" لم يعد يشكل خطراً عليها، ولن يستطيع ابتزازها بعد اليوم. كانت تلك اللحظة مليئة بالارتياح، وكأن عبئاً ثقيلاً قد أُزيح من على كتفيها
- بجد مش عارفه شو احكيلك بجد ، شكراااا كتير يا علاء شكراً كتير شكرا انك ريحتني الله يحميك ويوفقك، ما راح احكي اكتر من هيك لأنه راح ضل مقصره بكلامي
- قلت لكِ سابقاً، لا داعي للشكر. أنا أحب أن أساعد الجميع قدر ما أستطيع
كانت تلك اللحظات مليئة بالراحة والفرحة بعد كل تلك الأحداث المعقدة. شعرت بأن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها وأن ياسمين تستطيع الآن أن تعيش بدون خوف أو تهديد
- الله يبارك فيك. طيب، شو صار، احكيلي
- ظن أنه ذكي، أرسل زوجته تستلم المبلغ عنه من المجمع
- زوجته؟؟
- آه، نسيت أخبرك، تبين أنه متزوج هههه
ضحكت ياسمين قائلة:-
- هههههه كمان متزوج
ثم أخبرتها بكل التفاصيل التي حدثت معنا. كان لديها فضول كبير لمعرفة كيف تمت الأمور. وبعد أن انتهيت من السرد، قلت لها:-
- الأمور انتهت على خير. الآن يمكنك العيش بسلام بدون قلق من أي تهديدات، والآن علينا أن نبلغ إدارة الشات بالموضوع ونخبر الجميع حتى ينتبهوا ويحذروا منه إذا عاد إلى هنا. تعالي إلى رومي، سأرسل إلى الإدمن ليأتي ونشرح له القصة
- يلا جايه
علاء فلسطين
11-04-2024, 10:49 AM
كانت الأمور واضحة تماماً بالنسبة لياسمين، وكان الوقت قد حان لنقل المعلومات للإدارة لضمان سلامة الجميع. الفعل لم يكن فقط مجرد حماية ياسمين، بل لحماية كل من قد يكون عرضة لابتزاز مشابه في المستقبل.
أرسلت رسالة تنبيه إلى الأدمن مفادها: "مساء الخير، لو سمحت هل يمكنك أن تأتي إلى روم كتاب وقهوة؟ لدينا مشكلة نحتاج لطرحها عليك."
بعد لحظات قليلة، جاء الرد من الأدمن بأنه سيتواجد في الروم في أسرع وقت ممكن. جلست في الروم بانتظار وصوله، بينما انضمت ياسمين إليّ. كنا نعلم أن هذه الخطوة هي الأهم لضمان سلامة الجميع وتنبيههم إلى خطر "كبرياء أنثى وأمثاله".
وبعد دقائق من إرسالي الرسالة في خانة التنبيهات، دخل الأدمن قائلاً:-
- مساء الخير
رحبنا أنا وياسمين بدخوله، ثم شكرنا على الترحيب وتابع قائلاً:-
- شو المشكلة اللي عندكم؟
- لدينا قضية مهمة تتعلق بعضو في الشات
- مين؟
- كبرياء أنثى
- مالها؟
- في الحقيقة، هذا شاب اسمه عمر كان يتخفى وراء اسم "كبرياء أنثى". كان يعزز علاقاته مع الفتيات هنا حتى يرسلن له صورهن. وهذه ياسمين كانت من الصديقات المقربات له، وفي الفترة الأخيرة صار يهددها بنشر صورها على المواقع الإلكترونية
- كيف يعني شاب؟ أنا بعرف أنها من فترة طويلة معنا ومحبوبة بين البنات. وحتى بعرف شافوا صورتها وسمعوا صوتها؟
تدخلت ياسمين في تلك اللحظة وقالت:-
- مزبوط كلامه يا أدمن، صار يهددني. وأنا سمعت صوته على المايك، شاب والله شاب
- أخي أدمن، الصور التي كان يرسلها للبنات كانت صور ياسمين حسب اعترافه لي شخصياً. أما عن الصوت، فكان يرسل تسجيلات صوتية وليست مكالمة مباشرة. لا أعلم شيئاً عن الأصوات وكيف كان يحصل عليها أو ماذا كان يقول. المهم هو الآن محتجز عند المخابرات، وكنت متابعاً لموضوعه من البداية وحتى لحظة القبض عليه. انا طلبت من ياسمين ألا تخبر أي شخص عن الموضوع قبل أن يتم القبض عليه
تابع الأدمن الموضوع باهتمام، ثم قال:-
- عندكم أي تفاصيل أو أدلة تثبت كلامكم؟
- نعم، لدينا جميع التفاصيل وسنقدمها لك الآن
وبعدما أرسلت له صور المحادثات التي حصلت بيننا، تفاجأ الأدمن وكأنه لم يصدق ما قرأت عيناه. قال:-
- حسبي الله ونعم الوكيل، سأكتب إعلان للجميع حتى لا يتعاملوا معه
- أحسنت، حتى يعرف الجميع حقيقته وينتبهوا منه إذا عاد بعد فترة
شكرته على ذلك، وعلى الوقت الذي منحني إياه لتوضيح كل شيء عن الموضوع، ولم تمضِ سوى ثلاث دقائق حتى ظهر إعلان للجميع على الشات:
"الرجاء من الأعضاء والزوار عدم التعامل مع عضوية 'كبرياء أنثى'. وعلى جميع المشرفين في حال دخولها طردها وحظرها من الموقع، فقد تبين أنه شاب متخفي باسم بنت وتم كشفه من قِبل الأخ 'علاء فلسطين'. شاكراً له جهوده."
وبعد هذا الإعلان بدقائق، كأن قنبلة انفجرت في الشات. انهالت الرسائل الخاصة والتنبيهات عليّ كالسيل، من الشباب والبنات. الكل كان يريد أن يستفسر عن الموضوع بالتفاصيل. لم أستطع الرد على جميع الرسائل، لكن كانت تلفت انتباهي أكثر رسائل البنات. عندما كنت أرى الرسائل التي تحتوي على:
"أنا كنت أبعث لها صوري، شو راح يصير فيني؟
وبعض الرسائل الأخرى تقول:
"احنا كنا نحكي كتير وبتعرف عني أسرار.".
كنّ مستاءات وحائرات، وكنت أحاول تهدئتهن وشرح الأمور بهدوء. الأمور بدأت تتضح بشكل أكبر للجميع، وأصبحوا يدركون خطورة الموقف. الكل كان يشعر بالصدمة، ولكن في نفس الوقت، هناك شعور بالراحة لأن الحقيقة انكشفت.
كنت أطمئن قلوبهن قائلاً:-
- لا تقلقي، لن يفعل شيئاً ولن يستطيع أن يؤذيكِ. هو الآن في المخابرات وسيتم مسح كل شيء على هاتفه
كانت تلك اللحظات مليئة بالقلق والتوتر، لكنني كنت أحاول بكل جهدي أن أهدئ من روعهن وأؤكد لهن أن الأمور تحت السيطرة. شعرت بأنني أتحمل مسؤولية كبيرة، ولكن في نفس الوقت، كنت سعيداً لأنني استطعت أن أكون سبباً في حماية الآخرين.
- طيب وماذا حصل مع حسني؟
علاء فلسطين
11-05-2024, 12:01 PM
- لا أعلم، لم أراى حسني بعدما اكتشف حقيقة كبرياء انثى
-طيب، كمل
ثاني يوم بعد إعلان الأدمن عن حقيقة كبرياء أنثى، كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحاً في منتصف الليل، حيث كان الشات هادئاً كأنما يختزن أسراراً عميقة. جلست أمام الشاشة، وفتحت اليوتيوب على أغنية عبد الحليم حافظ 'قارئة الفنجان'،. نسخت الرابط وأرسلته في الحائط، وبعد دقيقتين من بدء الأغنية، تلقيت رسالة خاصة. كانت المُرسلة 'لينا' قائلة:-
- علاء، مساء الخير
ولأنها كانت المرة الأولى التي أرى فيها اسم لينا، لم أرد على تحية المساء مباشرة، بل فضلت أن أفتح ملفها الشخصي لأتعرف عليها أكثر، كان اسم لينا غريباً بالنسبة لي، ولم أتمكن من العثور على أي معلومات عنها في ملفها الشخصي. كانت بلا صورة رمزية أو حالة تدل على شخصيتها، وعندما رأيت أنها "غير مسجلة"، زاد فضولي أكثر.
- مساء النور
- كيفك؟
- أشعر بالطمأنينة في روحي، وأتمنى لكِ نفس الشعور
- دوم يارب
- اشكرك ، عفوا من أنتِ؟
- انا وحده بتعرفك وانت بتعرفني
- كيف؟ هل تقصدين في موقع آخر؟
- لا، هون
- لماذا متخفية؟
- أسمعت عن قصة كبرياء أنثى، أنه طلع شاب وعرفت انك انت كشفته وساعدت ياسمين لأنه كان يهددها
- صحيح، والحمد لله هو الآن مسجون لدى المخابرات
- أسمع
- نعم؟
تابعت المحادثة، وأنا أشعر بمزيج من الفضول، ووجدت نفسي أبحث عن أي شيء يمكن أن يفسر وجود لينا هنا. شعرت بفضول كبير، لكن في نفس الوقت، كان هناك شعور غريب. لماذا تتخفى؟ لماذا اختارت أن تتحدث معي؟ ماذا تريد أن تقول؟
- انا بدي احكيلك اشي خطير كتير بس اوعدني انك تساعدني وضلك معي للآخر؟
فكرت في كيفية الرد، فقررت أن أكون مباشراً وأكتب لها:-
- لينا كيف يمكنني مساعدتك؟
كنت أترقب ردها بفارغ الصبر، آملاً أن يكشف لي عن سبب تواصلها أو أي تفاصيل قد تساعدني في فهم هويتها
- اوعدني انك تساعدني؟
- أختي لينا، عليكِ أولاً أن تقولي من أنتِ وأن تتحدثي معي بوضوح وصدق، حتى أستطيع مساعدتك قدر الإمكان. عذراً، أنا لا أتحدث مع شخص مجهول. يمكنكِ إما الدخول بعضويتك والتحدث بحرية، أو أن تكتفي بالصمت، وأهلاً بكِ في أي وقت
- طيب ماشي بحكيلك مين انا، بس اوعدني ما تحكي لحدا وتساعدني ، لأنه عنجد بدي مساعده
- أعدك أن أبذل كل جهدي لمساعدتك
- أنا سكون
لا أخفِ عنكم دهشتي عندما قالت: "أنا سكون." سيطر عليّ الفضول لأعرف ما القصة، فقلت لها مستغرباً:-
- سكون؟؟؟
- اه سكون
- ما القصة يا سكون؟ إن شاء الله خيراً
- بصراحة وقعت بخطأ كبير وخطير
- اتفضلي قولي لي القصة من البداية، أنا هنا لأسمع كل التفاصيل
- بتعرف شهاب؟
- أعرفه بالاسم، ولكن ليس بيننا علاقة جيدة. مالو؟؟
- علاء
- نعم ؟
لم أكن أعلم أن كلمتين ستغيران مجرى يومي بالكامل، لقد أخبرتني سكون سرً لم أتوقعه أبداً، وكأن صاعقة هوت على رأسي وقلبي معاً. فتحت عيني على اتساعهما وقلبي بدأ ينبض بسرعة من شدة الصدمة، وكأنني أحاول أن أستوعب حقيقة ما قرأت. كان الخبر ثقيلًا لدرجة أنني شعرت بوجع في صدري، وكأن كل نفسٍ بات عبئاً ثقيلًا، وتجمدت في مكاني، وكأن الزمن توقف. كانت اللحظة مليئة بالدهشة والترقب، وكل ما كنت أتمناه هو أن أسمع كل ما لديها بسرعة، وقلت:-
- ماذاا؟؟ ماذا تقولي؟ كيف يعني؟؟؟
ردت سكون، وهي تقسم بالله العظيم تأكيداً على صدق كلامها، قائلة:-
- والله العظيم، والله العظيم
- سكون، هذا الكلام خطير جداً، هل أنتِ واثقة من ما تقولين؟
- أي راح احكيلك كل شي
- قولي
علاء فلسطين
11-05-2024, 12:05 PM
أعزائي الأعضاء
أود أن أعبر عن خالص امتناني وتقديري لكم جميعاً على حسن القراءة والمتابعة المستمرة. كما اشكر جميع الزوار الذين جاؤوا من المواقع الأخرى لأستكمال قراءة الاقتباسات. إن دعمكم واهتمامكم يعززان روح الإبداع ويحفزانني على تقديم المزيد. شكراً لكم على تفاعلكم المثمر.
عذراً من اعماق قلبي، سأكتفي إلى هذا الحد حفاظاً على حقوق النشر للدار التي ستقوم برعاية هذا العمل
سنلتقي قريباً إن شاء الله
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, النسخة الماسية
diamond