رَمْاد
03-07-2022, 02:47 PM
منذُ صغري وأنا لا أُحبُ إرتداءَ أيُ ساعةٍ في معصمِ يدي ، والساعةُ الوحيدة التي أتذكرُ أني لبِستُها في صغري هي الساعةُ التي كانت ترسمُها أمي على يديَّ بنواجزها ، عندما أقومُ بعملٍ مشاكس ، لا عقاربَ ولا دقائق ولا حتى رُوحٌ ولا شيئاً فيها سوىٰ درساً لا ننساه أبداً بعدَ أن تُرسمَ هذه الساعةُ بغضبِ أمي ، فكرهي للساعاتِ لا يُفسرُه إلا شيئاً واحداً أني لا أُحبُ أن أتقيدَ بشيءٍ ، وأني أُحبُ الحرية ويكأنني سجينةٌ منذ واحدٍ وعشرين سنة ،
ولكن منذُ رحيله يا يُوسُف ، وأنا أرتدي ساعةً في يديَّ ، ولو كنتُ أستطيعُ لألبستُ روحي كُلُها ساعةً كي أنتظرَ موعدَ عودته طارقاً قلبَ بسمته وبابي معلناً حبِه الهاربُ من جديدٍ على أجراسِ نبضاتِ قلبي، فليَعُدَّ على أصابعِ يديه العشر أني هنا أنتظرَه كواحدٍ بتمردٍ ، وثانياً بتمردٍ وثالثاً بتمردٍ ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً وثامناً وتاسعاً وعاشراً وأحبُه أيضاً متمردٌ ، فليأتي إليَّ فهوَ السَّجانُ وأنا السجينُ ، وإنَّ سجنه بالنسبةِ إليَّ حريةٌ في وطني ، فيا وطني ، ويا إختيارُ القلبِ ، إني أُحبُكَ ، وأُحبُكَ جداً بتمردٍ!.
ولأنه هو :
"إني رضيتُ الحكمَ في سجنِ ذراعيه مُؤبدا"
ولكن منذُ رحيله يا يُوسُف ، وأنا أرتدي ساعةً في يديَّ ، ولو كنتُ أستطيعُ لألبستُ روحي كُلُها ساعةً كي أنتظرَ موعدَ عودته طارقاً قلبَ بسمته وبابي معلناً حبِه الهاربُ من جديدٍ على أجراسِ نبضاتِ قلبي، فليَعُدَّ على أصابعِ يديه العشر أني هنا أنتظرَه كواحدٍ بتمردٍ ، وثانياً بتمردٍ وثالثاً بتمردٍ ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً وثامناً وتاسعاً وعاشراً وأحبُه أيضاً متمردٌ ، فليأتي إليَّ فهوَ السَّجانُ وأنا السجينُ ، وإنَّ سجنه بالنسبةِ إليَّ حريةٌ في وطني ، فيا وطني ، ويا إختيارُ القلبِ ، إني أُحبُكَ ، وأُحبُكَ جداً بتمردٍ!.
ولأنه هو :
"إني رضيتُ الحكمَ في سجنِ ذراعيه مُؤبدا"