تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المستقبل السراب


إبتسم دائما
01-17-2022, 11:47 AM
.." المستقبل السراب"..

صالح الشناط

https://www.alukah.net/images/content/full/129233/129233_180x180.jpg

المستقبلُ السرابُ، هكذا هو العنوان، بحذف أداة التشبيه ووجْه الشبه؛ ليُصبح تشبيهًا بليغًا، فالمستقبل حقيقة كالسراب، منذ طفولتنا وهم يحدِّثوننا عن المستقبل، وضرورة وأهمية العمل لبنائه وصناعته، كلما قطعنا مرحلة سمِعنا الهمسات والكلمات والدعوات للإعداد للمستقبل في مرحلة جديدة.


فأين هو المستقبل؟ هلا تُجيبنا يا بن الأربعين؟ وابن الخمسين؟ بل الستين بل السبعين؟

هل المستقبل هو جمع المال؟ أو رؤية الأحفاد؟ أو الحفاظ على الصحة؟ من ملك ذلك هل يعني أنه امتلك مستقبله وأحسَن صناعته؟

لا؛ بل إن المستقبل لا ينتهي حتى عند من بلغ الخمسين، فلا يزال يسمع الهمسات بألَّا تأكل كذا ولا تفعل كذا، ونظِّف هنا ولا تُوسِّخ هنا، حتى يُحسَّ بنفسه ثقيلًا عند ابنه أو ابنته، فلربما صناعة المستقبل عندئذ هي بأن يجتنب اللوم والملاحظات!


إن المستقبل وصناعته كذبة؛ فالمستقبل الحقيقي هو ألا تُضيِّع ساعة دون فائدة، هو أن تكون أنفاسُكَ وحركاتك وسكناتك في رضا الله سبحانه وتعالى، حتى إذا جاءتك الوفاة ما كنت تنتظر مستقبلًا ولا تنظر في ماضٍ، ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11].



المستقبل هو الآخرة، فالدنيا ممرٌّ والآخرة مستقرٌّ؛ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريبٌ، أو عابر سبيلٍ))، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر الـمساء، وخُذْ مِن صحَّتِكَ لِمرَضِكَ، ومن حياتك لِمَوتك"؛ رواه البخاري.


في الآخرة المستقبل؛ لأن الله قال: ﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ﴾ [الغاشية: 25]، فمرجعنا إلى هناك، فأي مستقبل نصنع هنا؟

يقول أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى:

درستُ الابتدائي لأجل المستقبل، ثم أدرس المتوسط لأجل المستقبل، ثم قالوا: ادرس الثانوي لأجل المستقبل، ثم قالوا: ادرس الباكالوريوس؛ لأجل المستقبل، ثم قالوا: توظَّف لأجل المستقبل، ثم قالوا: تزوَّج لأجل المستقبل، ثم قالوا: أنجِبْ ذرية لأجل المستقبل، وها أنا اليوم أكتب هذا المقال وعمري 77 عامًا، وما زلت أنتظر هذا المستقبل!

المستقبل ما هو إلا خرقةٌ حمراء وُضِعت على رأس ثور يلحق بها، ولن يصلها؛ لأن المستقبل إذا وصلت إليه أصبح حاضرًا، والحاضر يُصبح ماضيًا، ثم تستقبل جديدًا، إن المستقبل الحقيقي هو أن تُرضي الله، وأن تنجو من ناره، وتدخُل جنَّتَه.


الــــمـــصـــدر / شبكة الألوكة

ملآئكية
01-17-2022, 11:53 AM
طرح قيم وجميل
بارك الله فيكِ

هل كان حباً
01-17-2022, 12:27 PM
الله هو العالم بكل شيء وهو مقدر الامور
ولا خوف علينا ما دام مصيرنا متعلق باللله تعالى
شكراً لك

ريمااس
01-17-2022, 12:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يسلموووووا ع الطرح القيم والمفيد



يعطيك الف عافية



بانتظار جديدك دائما



https://3.top4top.net/p_1423g48g70.gif (https://www.google.com/url?sa=i&url=http%3A%2F%2F2.gulfair.me%2Fshowthread.php%3F7 5839-%25D9%2585%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AD%25D8%25B6 %25D8%25A9&psig=AOvVaw3SyvBXDU2TZJeq3ndHrzxA&ust=1610960100330000&source=images&cd=vfe&ved=0CAIQjRxqFwoTCMCRk6nMou4CFQAAAAAdAAAAABA7)

Aseel
01-17-2022, 02:54 PM
الله يحسن ختامنا
جزاكِ الله خيرا

S T E L L A
01-17-2022, 03:12 PM
اللهه ييغغفرر الناا
+ يسسلموو ححبيبتتيي :62:
وردهةة

الامير
01-17-2022, 04:10 PM
كل الشكر و التقدير

شغف
01-17-2022, 05:25 PM
طرح رائع حبيبتي
بارك الله فيك

البريئة !
01-17-2022, 06:10 PM
ربنا يرزقنا حسن الخاتمة
و هاد هو المستقبل المثمر
بارك الله فيكِ

إبتسم دائما
01-20-2022, 01:10 PM
اللهم آمين يارب العالمين

جزاكم الله خير الجزاء

أسعدكم الله على طيب المرور

حماكم المولى وأسعدكم في الدارين يارب

سكون وانين
01-21-2022, 08:36 AM
بارك الله فيك

إبتسم دائما
01-21-2022, 10:00 PM
جزاكم الله خير الجزاء

أسعدكم الله على طيب المرور

حماكم المولى وأسعدكم في الدارين يارب