البريئة !
12-23-2021, 09:08 PM
لا أذكر أنني عاكست فتاة بشكل مباشر طوال حياتي. ما عدا في ذلك اليوم من أيام عام 2014. كنت يومها في محطة النقل البري بتلمسان عائد إلى مدينتي، يحبّب إليّ الجلوس لبعض الوقت في المحطة ومراقبة الناس قبل السفر، وأنا جالس على إحدى المقاعد، وقعت عيناي على فتاة تجلس على المقاعد المقابلة، كانت تبدو هادئة، ولم تكن تتمتع بجمال لافت، تماماً كالنوع الذي أفضله. ومع ذلك لم تكن لديّ رغبة في التحدث إليها أو فعل أي شيء.
اكتفيت بالتحديق بها مرة، وفي ساعة المحطة مرة، كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف مساءً، كانت المحطة فارغة نوعاً ما، والجو كان باردا جداً، ورغم أن المحطة مغطاة، إلاّ أنني شعرت بالبرد. لأنه كان شهر فيفري.
كانت الساعة الرابعة وخمسة وأربعون دقيقة حين حدقت بها وأنا جالس على المقعد المحاذي لمقعدها، لا أذكر كيف افتُتح الحديث بيننا، كل ما أذكره أن الساعة كانت تشير إلى الخامسة تماماً عندما كنت قد عرفت اسمها، وفي أي كلية تدرس، وإلى أي مدينة هي متوجهة. ربع ساعة كانت كافية لمعرفة هذه المعلومات، واكتشاف ندبة صغيرة أسفل شفتها، فيما أعاقتني نظّارتها في تحديد لون عينيها بدقة.
كنت أنا من سيّر الحديث طوال الوقت، أما هي فكانت قليلة الكلام، وتبتسم باستمرار. لم تتجاوز أسئلتها الخمس أو ستة أسئلة، جميعها كذبت عليها فيهم.
كانت ساعة هاتفي تشير إلى السابعة مساءً عندما كنت أجلس في مقهى الحي، نظرت مطولا إلى رقم هاتفها، وترددت عدة مرات في الاتصال بها.
الحادية عشرة ليلا، تفقدت الهاتف ولم أجد اتصالا منها، وفي الثانية صباحاً، حملت هاتفي وخرجت إلى الشارع، كان حيّنا ساكنا ومظلم، والجو ازداد برودا مقارنة بالمساء، وقفت بجانب عمود إضاءة في آخر الشارع، وهممت بالاتصال، لكن تملكتني رغبة قوية منعتني من ذلك، سألت نفسي مرارا ، لماذا لم تتصل هي بي ؟
كانت الساعة الرابعة والنصف فجراً، عندما ولجت فراشي من أجل النوم، كنت أشعر بغضب شديد كونها لم تتصل بي، وعلى الرغم من أن الرقم الذي اعطيته لها كان خاطئا، إلا أن عدم اتصالها بي أزعجني بشدّة.
كانت الساعة الثامنة صباحاً، عندما كنت أجلس في مقهى الحي أحتسي فنجاناً من القهوة، لم أنم تلك الليلة ولا لحظة، فكرت في احتمالية أن يكون الرقم الذي أعطته لي خاطئا أيضاً، فشعرت ببعض الارتياح، ثم قمت بحذفه، وعدت إلى المنزل.. ونمت....💀
#FDidou13
اكتفيت بالتحديق بها مرة، وفي ساعة المحطة مرة، كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف مساءً، كانت المحطة فارغة نوعاً ما، والجو كان باردا جداً، ورغم أن المحطة مغطاة، إلاّ أنني شعرت بالبرد. لأنه كان شهر فيفري.
كانت الساعة الرابعة وخمسة وأربعون دقيقة حين حدقت بها وأنا جالس على المقعد المحاذي لمقعدها، لا أذكر كيف افتُتح الحديث بيننا، كل ما أذكره أن الساعة كانت تشير إلى الخامسة تماماً عندما كنت قد عرفت اسمها، وفي أي كلية تدرس، وإلى أي مدينة هي متوجهة. ربع ساعة كانت كافية لمعرفة هذه المعلومات، واكتشاف ندبة صغيرة أسفل شفتها، فيما أعاقتني نظّارتها في تحديد لون عينيها بدقة.
كنت أنا من سيّر الحديث طوال الوقت، أما هي فكانت قليلة الكلام، وتبتسم باستمرار. لم تتجاوز أسئلتها الخمس أو ستة أسئلة، جميعها كذبت عليها فيهم.
كانت ساعة هاتفي تشير إلى السابعة مساءً عندما كنت أجلس في مقهى الحي، نظرت مطولا إلى رقم هاتفها، وترددت عدة مرات في الاتصال بها.
الحادية عشرة ليلا، تفقدت الهاتف ولم أجد اتصالا منها، وفي الثانية صباحاً، حملت هاتفي وخرجت إلى الشارع، كان حيّنا ساكنا ومظلم، والجو ازداد برودا مقارنة بالمساء، وقفت بجانب عمود إضاءة في آخر الشارع، وهممت بالاتصال، لكن تملكتني رغبة قوية منعتني من ذلك، سألت نفسي مرارا ، لماذا لم تتصل هي بي ؟
كانت الساعة الرابعة والنصف فجراً، عندما ولجت فراشي من أجل النوم، كنت أشعر بغضب شديد كونها لم تتصل بي، وعلى الرغم من أن الرقم الذي اعطيته لها كان خاطئا، إلا أن عدم اتصالها بي أزعجني بشدّة.
كانت الساعة الثامنة صباحاً، عندما كنت أجلس في مقهى الحي أحتسي فنجاناً من القهوة، لم أنم تلك الليلة ولا لحظة، فكرت في احتمالية أن يكون الرقم الذي أعطته لي خاطئا أيضاً، فشعرت ببعض الارتياح، ثم قمت بحذفه، وعدت إلى المنزل.. ونمت....💀
#FDidou13