المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هزيمة "إسرائيل"


m0m3n
05-23-2021, 10:14 AM
بقلم الوالد


إذا اعتقدت حماس أنها تنتصر فهذه هزيمة لنا كلنا وللغرب بأسره . " . لم يفطن نتنياهو حين صاغ عبارته السابقة استدرارا لوقوف الغرب معه أنه إنما صاغ عبارة توجز في دقة كبيرة توابع هزيمة دولته في حربها على غزة ، وهذه الهزيمة تأكدت قبل أن تنتهي الحرب ، وهذه ظاهرة نادرة في تاريخ الحروب التي يتحدد النصر فيها أو الهزيمة في نهايتها.



هذه الحرب تحددت فيها هزيمة إسرائيل قبل نهايتها . ومن ملامح هذا التحدد :



أولا : مبادرة مقاومة غزة بقيادة حماس للاشتباك مع إسرائيل بعد إنذارها بالتوقف عن اقتحامات الأقصى ، وتهجير بعض عائلات الشيخ جراح . هذه المبادرة للاشتباك التي سارعت إسرائيل لالتقاطها عبرت عن ثقة كبيرة في النفس لدى المقاومة على تحدي إسرائيل التي تفوقها قوة بنسبة واحد إلى ألف مثلما تقر إسرائيل . التحدي ذاته تجسيد للثقة في النصر .



ثانيا :الشلل شبه التام الذي أصابت به صواريخ المقاومة ومقذوفاتها إسرائيل من شمالها إلى جنوبها ،والذي كلفها خسائر اقتصادية كبيرة سنعرف بعضها تاليا . ومن بين آيات هذا الشلل ، ولعله أخطرها ، تحطيم معنويات مستوطنيها ، وزلزلة ثقتهم في قدرة دولتهم وجيشهم على حمايتهم وحماية حركة حياتهم .



ثالثا : العنف والوحشية اللذان اتصف بهما هجوم إسرائيل الجوي والبحري والمصاحب بقذائف الدبابات والمدفعية على غزة، وشموله المدنيين والمنازل والأبراج والمقرات الحكومية والمستشفيات والمقار الإعلامية والطرق والمقابر والمزارع والمدارس ؛ هذا العنف والوحشية الهمجية المغالى فيهما مغالاة عالية وفريدة لا يأتيان إلا من دولة يائسة ، في أعماقها خوف كاسح من هزيمتها أمام قوة صغيرة بسيطة التسليح ، وفي أرض صغيرة ومجتمع صغير فقيرين ومحاصرين منذ 15 عاما . إسرائيل بهذا العنف وهذه الوحشية عرت ضعفها النفسي والأخلاقي ، ولم تستعرض قوتها الشاملة وثقتها في ذاتها .



رابعا : تردد إسرائيل وتلكؤها في قبول وقف إطلاق النار، وإن كان رغبة منها في القضاء على ما تستطيع القضاء عليه من قوة المقاومة ، وأملا في صورة انتصار؛ كان وراءهما، التردد والتلكؤ، الخوف من مواجهة حسابات اليوم التالي لوقف إطلاق النار.



هذه الحسابات ستكون عسيرة مريرة بين القيادات السياسية والعسكرية والاستخبارية والأمنية، وستختفي بعدها وجوه عديدة من هذه القيادات، وسيتابع المجتمع الإسرائيلي المصعوق من الحرب وأداء قيادته السيء هذه الحسابات، وسيكون له بدوره مع هذه القيادة حساب.



خامسا : اشتد الحديث في العالم خلال الحرب عن عنصرية إسرائيل نحو الشعب الفلسطيني في كل فلسطين . والقوى العالمية الشعبية والإعلامية والإنسانية والأخلاقية والقانونية التي وقفت مع هذا الشعب أكبر كثيرا من القوى التي وقفت مع إسرائيل ، ولهذا الوقوف توابعه المتلاحقة التي سيظهر تأثيرها إيجابا على الشعب الفلسطيني وسلبا على إسرائيل .





الملامح الخمسة السالفة تؤكد يقينا هزيمة إسرائيل وانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة قبل أن تنتهي الحرب ، وجاهر ألوف بن رئيس تحرير "هآرتس" بالاعتراف بهذه الهزيمة حين وصف حرب إسرائيل الحالية بأنها أفشل حرب على غزة من بين حروبها الأربع عليها. وبعد أن تنتهي ستنبثق ملامح أخرى جديدة تعزز هزيمة إسرائيل ، وترسخ انتصار المقاومة ، ومن هذه الملامح :



أولا : المراجعة الشاملة في إسرائيل لجوهر مشروعها الصهيوني في فلسطين ، وسيكون الشك في بقاء هذا المشروع أقوى وأبرز عناصر هذه المراجعة .



ثانيا : هجرة أعداد كبيرة من الإسرائيليين إلى الخارج هجرة نهائية ، وحتى الذين لا ينوون هذه الهجرة النهائية سيهاجرون للإقامة الدائمة في دول أخرى بعيدا عن دولة لا استقرار فيها ولا أمان.



ثالثا : سيتلاحق التواصل الحراكي بين الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والداخل الفلسطيني ، وسيصل إلى درجات عالية ، وستصير الحالة مواجهة مجتمع أصلي أكبر عددا لمجتمع غازٍ عنصري عدواني استئصالي أقل عددا ، والسوابق التاريخية تقرر انتصار المجتمع الأول .



رابعا : احترقت صورة إسرائيل في العالم العربي ، والذين حسبوها يوما في هذا العالم دولة ديمقراطية وازدهار يمكن مسالمتها استقر في قناعتهم أنها دولة عنصرية مجرمة لا أمل البتة في معايشتها ،ولن تجدي مكابرة المطبعين في إنقاذ صورة إسرائيل التي أرادوا تسويقها عربيا .



خامسا : أداء المقاومة البطولي الذكي ، وقدرتها المفاجئة على إدارة حرب لا تناسب بين قوة طرفيها ، منح الشعب العربي زخما دافقا من الثقة في النفس ، والاقتناع بالقدرة على اقتلاع المشروع الصهيوني من الأرض العربية ، والدرس هنا واضح : إذا كانت مقاومة غزة فعلت هذا بإسرائيل ففي قدرتنا أن نفعل أضعافه حتى في مجتمعاتنا بالتصدي والتحدي لأنظمة الاستبداد والاستفراد بالسلطة والثروة والقرار .



وفي ضوء المستخلصات السالفة يمكننا أن نتجرأ على الرأي أن هزيمة إسرائيل في غزة في مايو 2021 تشبه هزيمة العرب في يونيو 1967 ، والفرق الكبير مع هذا التشابه أن العرب لم يختفوا ولن يختفوا من المنطقة وأن إسرائيل ستختفي .

ريمااس
05-23-2021, 10:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يسلمووووا ع المقال الاكثر من رائع وانهزمت اسرائيل ومن زايد لزايد يارب



يعطيك الف عافية



بانتظار جديدك دائما



https://beautyy.org/wp-content/uploads/2016/07/20160719-239.gif (https://sites.google.com/site/azazo9tasneem/---1)


تحيتي

نقاء
05-23-2021, 10:54 AM
يسلم تمه الوالد
كلامه رائع وحقيقي
والله هالحرب لقنتهم دروس عمرهم ما رح ينسوها
وخسائر فادحه
وحالات نفسيه اكتر من الاصابات..هه
كل الشكر مؤمن
دمتم بخير

الصياد
05-23-2021, 12:54 PM
حقيقة لا خلاف عليها انهزمت دولة الاحتلال
وانتصرت المقاومة وفلسطين في غزة وفي العالم كله واعادت القضية للواجهة
يعطيك العافية ..

ندى الورد
05-23-2021, 01:24 PM
يسلم تمه الوالد
كلامه رائع وحقيقي
والله هالحرب لقنتهم دروس عمرهم ما رح ينسوها
وخسائر فادحه
وحالات نفسيه اكتر من الاصابات..هه
كل الشكر مؤمن
دمتم بخير

+1

يسلموو مؤمن
ويخليلك الوالد

بنت أبوي
05-23-2021, 02:51 PM
تححليلوو ككلهه صصح !
+ ففعلـآ ككانتت ضضربهةة قويهةة لـ اسسرآئيل
+ يخخليلكك أبوكك + ييحميهةة
وردهةة