قطر الندى
03-02-2021, 01:33 PM
ثمَّ خفَّفَ اللَّـهُ على الإنسانِ؛ فأَوْدعَ فيه قوَّةَ التخيُّل؛ يستريح إليها من الحقائق!
"آه" هذهِ هيَ الكلمةُ الَّتي لا تَفرغُ منها القلوبُ الإنسانيّة، وَهي تقال بلهفةٍ واحدةٍ في المصيبةِ الداهمةِ، وَالألمِ البالغِ، وَالمرضِ المُدنفِ وَالحبِّ الشّديدِ، فحينما توشكُ النّفسُ أنْ تختنق؛ تتنفّسُ بـِ"آه"!
-
أنت عَجَزْتَ أيُّها الإنسان فأيْقَنْتَ أنَّك لا تستطيع أنْ تُغَيِّر أطوار الدُّنيا؛ و لكن كيف نسيتَ الذي يستطيعُ أنْ يُغَيِّرها و هو يُغَيِّرُها كل طرفة عين؟
-
والقلب الكريم لا ينسى شيئا أحبه ولا شيئا ألِفه؛ إذ الحياة فيه إنما هي الشعور، والشعور يتصل بالمعدوم اتصاله بالموجود على قياس واحد، فكان القلب يحمل فيما يحمل من المعجزات بعض السر الأزلي الذي يحيط بالأبعاد كلها إحاطة واحدة، لأنها كلها كائنة فيه : فليس بينك وبين أبعد ما مر من حياتك إلا خطوة من الفكر، هي للماضي أقصر من التفاتة العين للحاضر.
-
وأتخيل ألف ألف مرة كيف أنت تطرب، وكيف تشتاق، وكيف تحزن، وكيف تتغلب على عادي الانفعال برزانة وشهامة؛ لتستسلم ببسالة وحرارة إلى الانفعال النبيل؟
وسأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة تستطيع أنت أن تقسو، وإلى أي درجة تستطيع أنت أن ترفق، لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب!
-
إن ذلك الحب هو عندي عملٌ فني من أعمال النفس، ولكن الفضيلة هي النفس ذاتها؛ الحب أيامٌ جميلة عابرة في زمني؛ أما الفضيلة فهي زمني كله؛ وذلك الجمال هو قوة من جاذبية الأرض في مدتها القصيرة، ولكن الفضيلة جاذبية السماء في خلودها الأبدي.
إن يُقضَ دَيْنُ ذوي الهوى
فأنا الذي بقيَتْ ديونُه
قلبــي يحــبُّ و إنمـــا
أخلاقُــه فيــه ودينُـه
-
ثم يشعرُ بالفجر في ذلك الغَبش عند اختلاط آخر الظَّلام بأول الضَّوء شعورًا نديًّا كأن الملائكةَ قد هبطت تحملُ سحابةً رقيقةً تمسحُ بها على قلبه ؛ ليتنضَّر من يُبسٍ ويَرقَّ من غلظةٍ وكأنَّما جاؤوه مع الفَجر ؛ ليتناول النَّهارَ من أيديهم مَبدوءا بالرَّحمة مُفتَتَحاً بالجَمال ؛ فإذا كان شَاعرَ النَّفس الْتقَى فيه النُّور السَّماويُّ بالنُّور الإنسانيّ فإذا هو يَتلألأ في رُوحه تحتَ الفَجر.
[الرَّافعي ، وحي القلم ج3 - ص 24 ] من مقالة "قرآن الفجر" التي كتبها قبل موته بثلاثة أشهر
-
يا شباب العرب!
إن كلمة حقي لا تحيا في السياسة إلا إذا وضع قائلها حياته فيها.
-
لعمري كيف تجعل هذه الحياة للناس قلوباً مع قلوبهم، فيحس المرء بقلب، ويعمل بقلب آخر: يعتقد ضرر الكذب ويكذب، ويعرف معرة الإثم ويأثم، ويُوقِنْ بعاقبة الخيانة ثم يخون؛ ويمض في العمر منتهيا إلى ربه، ما في ذلك شك، ولكنه في الطريق لا يعمل إلا عمل من قد فرَّ من ربه..؟
📩
إلا فمتى كان في الحب اختيار، وما كان الاختيار يقع «فيما يجري به القدر»
📩
ولها شعور دقيق، يجعلها أحيانًا من بلاغة حسها وإرهافه كأن فيها أكثر من عقلها؛ ويجعلها في بعض الأحيان من دقة هذا الحس واهتياجه كأنها بغير عقل...
"آه" هذهِ هيَ الكلمةُ الَّتي لا تَفرغُ منها القلوبُ الإنسانيّة، وَهي تقال بلهفةٍ واحدةٍ في المصيبةِ الداهمةِ، وَالألمِ البالغِ، وَالمرضِ المُدنفِ وَالحبِّ الشّديدِ، فحينما توشكُ النّفسُ أنْ تختنق؛ تتنفّسُ بـِ"آه"!
-
أنت عَجَزْتَ أيُّها الإنسان فأيْقَنْتَ أنَّك لا تستطيع أنْ تُغَيِّر أطوار الدُّنيا؛ و لكن كيف نسيتَ الذي يستطيعُ أنْ يُغَيِّرها و هو يُغَيِّرُها كل طرفة عين؟
-
والقلب الكريم لا ينسى شيئا أحبه ولا شيئا ألِفه؛ إذ الحياة فيه إنما هي الشعور، والشعور يتصل بالمعدوم اتصاله بالموجود على قياس واحد، فكان القلب يحمل فيما يحمل من المعجزات بعض السر الأزلي الذي يحيط بالأبعاد كلها إحاطة واحدة، لأنها كلها كائنة فيه : فليس بينك وبين أبعد ما مر من حياتك إلا خطوة من الفكر، هي للماضي أقصر من التفاتة العين للحاضر.
-
وأتخيل ألف ألف مرة كيف أنت تطرب، وكيف تشتاق، وكيف تحزن، وكيف تتغلب على عادي الانفعال برزانة وشهامة؛ لتستسلم ببسالة وحرارة إلى الانفعال النبيل؟
وسأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة تستطيع أنت أن تقسو، وإلى أي درجة تستطيع أنت أن ترفق، لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب!
-
إن ذلك الحب هو عندي عملٌ فني من أعمال النفس، ولكن الفضيلة هي النفس ذاتها؛ الحب أيامٌ جميلة عابرة في زمني؛ أما الفضيلة فهي زمني كله؛ وذلك الجمال هو قوة من جاذبية الأرض في مدتها القصيرة، ولكن الفضيلة جاذبية السماء في خلودها الأبدي.
إن يُقضَ دَيْنُ ذوي الهوى
فأنا الذي بقيَتْ ديونُه
قلبــي يحــبُّ و إنمـــا
أخلاقُــه فيــه ودينُـه
-
ثم يشعرُ بالفجر في ذلك الغَبش عند اختلاط آخر الظَّلام بأول الضَّوء شعورًا نديًّا كأن الملائكةَ قد هبطت تحملُ سحابةً رقيقةً تمسحُ بها على قلبه ؛ ليتنضَّر من يُبسٍ ويَرقَّ من غلظةٍ وكأنَّما جاؤوه مع الفَجر ؛ ليتناول النَّهارَ من أيديهم مَبدوءا بالرَّحمة مُفتَتَحاً بالجَمال ؛ فإذا كان شَاعرَ النَّفس الْتقَى فيه النُّور السَّماويُّ بالنُّور الإنسانيّ فإذا هو يَتلألأ في رُوحه تحتَ الفَجر.
[الرَّافعي ، وحي القلم ج3 - ص 24 ] من مقالة "قرآن الفجر" التي كتبها قبل موته بثلاثة أشهر
-
يا شباب العرب!
إن كلمة حقي لا تحيا في السياسة إلا إذا وضع قائلها حياته فيها.
-
لعمري كيف تجعل هذه الحياة للناس قلوباً مع قلوبهم، فيحس المرء بقلب، ويعمل بقلب آخر: يعتقد ضرر الكذب ويكذب، ويعرف معرة الإثم ويأثم، ويُوقِنْ بعاقبة الخيانة ثم يخون؛ ويمض في العمر منتهيا إلى ربه، ما في ذلك شك، ولكنه في الطريق لا يعمل إلا عمل من قد فرَّ من ربه..؟
📩
إلا فمتى كان في الحب اختيار، وما كان الاختيار يقع «فيما يجري به القدر»
📩
ولها شعور دقيق، يجعلها أحيانًا من بلاغة حسها وإرهافه كأن فيها أكثر من عقلها؛ ويجعلها في بعض الأحيان من دقة هذا الحس واهتياجه كأنها بغير عقل...