قطر الندى
01-29-2021, 10:58 AM
رُوي أن ابن «سِينَا» كان يسأل الله أن يهبه حياةً عريضةً وإن لم تكن طويلةً؛ ولعله يعني بالحياة العريضة حياةً غنية بالتفكير والإنتاج؛ ويرى أن هذا هو المقياس الصحيح للحياة؛ وليس مقياسَها طولُها إذا كان الطول في غير إنتاج؛ فكثير من الناس ليست حياتهم إلا يومًا واحدًا متكررًا، برنامجهم في الحياة: أكل وشرب ونوم؛ أمسهم كيومهم، ويومهم كغدهم؛ هؤلاء إن عُمّروا مائة عام فابن سينا يقدره بيوم واحد؛ على حين أنه قد يقدّر يومًا واحدًا — طوله أربع وعشرون ساعة — بعشرات السنين إذا كان عريضًا في منتهى العرض؛ فقد يوفّق المفكر في يومه على فكرة تُسعد الناس أجيالًا، أو إلى عمل يسعد آلافًا؛ فحياة هذا — وإن قصرت — تساوي أعمار آلاف، بل قد تساوي عمر أمة؛ لأن العبرة بالكيف لا بالكم.
وليس على الله بمستَنْكَرٍ أن يَجْمَعَ العالَمَ في واحِدِ
وليس على الله بمستَنْكَرٍ أن يَجْمَعَ العالَمَ في واحِدِ