المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملهمتي


(صقر)
10-02-2020, 08:05 AM
ربتت على كتفي في غفلة منّي ، كملاك تحمل جناحين من رماد ..اقتربت كما تقترب الفراشات من اللهب :
- مالذي يجعل فتى مثلك وحيداً .؟
- من أنتِ بحق رب الجمال .؟
- أنا الآلهة التي لا تموت .!
اختفت كما تختفي الملائكة ، رفت بجناحيها كما تريد أن تحتوي وحيداً لكنها حلقت بعيداً حتى أفِلت !
- أني لا أحبُ الآفلين .
فجأة خرجت من بين خيوط الظلام امرأة تبدو ملامحها رومانية ، جميلة حدّ البذخ ..تسير وخطواتها إيقاع نشيد يعتلي سلم جسد جائع .
خرجت من الظلام كرائحة الضوء حين ينبثق من الأرض محتفياً بقدوم أنثى غارقة في الشهوة..سألتها من أنتِ ؟
ابتسمت وقد تحوّل صيفي إلى أغنية ..لم أعبأ بها .
كررت السؤال ..
فقالت أنا فينوس .
ابتسمت لها كقارورة تعي معنى ابتسامة رجل وحيد ، وأدرت ظهري معلناً تمردي على الغواية .
لم أمشي طويلاً حتى خرجت لي مائدة من الأرض ، مرصوفة بطريقة بابلية أنيقة ، كالرغيف حين يشبع ، كالماء حين يروي ، سلة فواكه نزلت من سماء ، بل هي سماء تغطي بلحاف مفرود على كل البشر .
من أنتِ الأخرى ..؟
اقتربت وتركت السؤال نهبا للهواجيس ومضت تغزل الجمال في عتمة الإملاق العاطفي، على عجل تداركت مكيدتها ، وتنحيت جانباً منتظراُ في آخر السؤال!
قالت ويحك ..أنا عشتار .
انحنيت لها كما تشتهي أنثى أن تنحي قامة رجل أمامها ..ويممت وجهي غرباً.
في الغرب أشرقت أنثى يغتسل الليل في سواد عينيها ، لم اقترب منها ولم تقترب منّي ، لكن طعم كلامها كطعم الناي ، تتنفس الجاذبية رحيق وتشتعل لذة الأنوثة فيها .خرجت وكأنها تتوضأ من نبيذ الليل ، كفرس بريّة أصيلة.
قالت أشرقت من الغرب لأستوقفك عن الرحيل .
قلت لها من أنتِ ؟
قالت ألم تعرفني ..أنا افروديت .
لا قيمة لابتسامتي أمام هذا الجمال الكوني ، لذا آثرت أن لا أخدش جمالها بشيء ..والتفت إلى الغرب .
الغرب هو الجهة التي غربت فيها تلك الآلهة ، تلك الأنثى ، المرأة ، السيدة ، الفتاة ، الحورية ، الآنسة التي عندما تتأمل تفاصيلها تدرك تمام مدى كمال ورجاحة عقلك تجاه من يعاني من نقص في خياله حيال قدرة الخالق على هندسة مثل هذه الأجساد ..
فجأة عاودت الظهور ، حطت في وسط المكان ..كان نزولها مدوي كمطر غزير ، صوت هبوطها كرعد وسنا برقها حرق كل الوجود ..نظرت إلى عشتار وافروديت وفينوس رأيتهم رماد تذروه ريح عاصف هي رياح عطرها ، كيف لامرأة أن تكون آلهة بهذه الصفات ، كيف لأمراه أن يكون عطرها من نوع كاترينا ..أي إعصار اجتاحني ، أتأمل نفسي لم يمسني شيء .
بذهول رجل وحيد ..أهذا أنتِ ؟
قالت كيف رأيتني ياوحيد ؟
كل النساء أنتِ .
اختفت وجعلتني اسقط في ثقب الخضوع ، لم أعد قادر على الخروج من ضجة الفقد ، ولن استطع نسيان الحكاية .
تلك هي كل نساء الأرض .


بقلمي

الامير
10-02-2020, 09:00 AM
كل الشكر و التقدير

عبير الجوري
10-02-2020, 09:22 AM
كلماتك قوية بتشد القاريء
مركبة تركيبه حلوة تناغميه
شكرا لك

(صقر)
10-02-2020, 10:10 AM
كل الشكر و التقدير

تحياتي وتقديري لحسن ذوقك

(صقر)
10-02-2020, 10:12 AM
كلماتك قوية بتشد القاريء
مركبة تركيبه حلوة تناغميه
شكرا لك

سعدت بمرورك اختي من هنا..
وسأسعد اكثر..ان كنتِ قارئة لخواطري..بشكل مستمر
اجمل التحيات مني لكِ

عاشق البداوه
10-02-2020, 03:31 PM
ابدعت في صياغة الكلمات والتلاعب بها
عزفت لنا سيمفونيه رائعه
سلمت يداك

(صقر)
10-03-2020, 12:18 AM
ابدعت في صياغة الكلمات والتلاعب بها
عزفت لنا سيمفونيه رائعه
سلمت يداك

ما أنا إلا تلميذ يتعلم الجمال لأجل ذائقة أسطورية كالتي تملكها
فقط شكرا وكفى

حُر

عاشق البداوه
10-03-2020, 06:20 AM
ما أنا إلا تلميذ يتعلم الجمال لأجل ذائقة أسطورية كالتي تملكها
فقط شكرا وكفى

حُر

يعجبني تواضعك يا صديقي
مبدع كما عهدتك فأنا اعرفك من موقع سابق
ما عليك زود
دمت بخير وصحه وسلامه