المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيفية مواجهة الشعوب للمشكلات .. كورونا مثالاً


m0m3n
03-16-2020, 03:15 AM
بقلم والدي


الكيفية التي تواجه بها الشعوب مشكلاتها مصدرها ثقافتها وعقيدتها وتربيتها وموروثها التاريخي وواقعها السياسي ومستواها العلمي . وبتباين هذا المصدر المتنوع تتباين الكيفيات التي تواجه بها ما يعترضها من مشكلات كبيرة أو صغيرة . وجاء وباء كورونا ( كوفيد _ 19 ) الذي بدأ في ووهان بالصين ، ثم اتسع حتى صار عالميا ؛ اختبارا لكل الشعوب ، وأولها الشعب الصيني . تحركت الثقافة الصينية العريقة والروح الصينية الصبور لابتكار وسائل صد الوباء والقضاء عليه .


صنعوا اللقاح المضاد ، وابتكروا مصاعد تتحرك دون لمس اليد ، وقللوا التخالط بين الناس ، فقل الضحايا ، وبدأ الوباء بالانحسار ، والدليل أن آخر الإصابات به في يوم واحد عشرة أشخاص . لم يقف الصينيون أمامه عاجزين حائرين يرددون عبارات اليأس والعجز والحيرة أو يستغيثون العالم . إنها الثقافة الصينية في لحظة اختبارها ، ثقافة الهدوء في مواجهة المشكلات ، وجودة التفكير ، وفاعلية التدبير ، وصناعة الحلول بالمتاح . وقبل كورونا ، حلت الصين مشكلة المواصلات لمواطنيها الأكثر عالميا باستعمال الدراجات ، فحلت مشكلة كبرى هي مشكلة توفير الوقود الذي تحتاجه السيارات . مبالغ هائلة كانت ستنفقها في استيراد هذا الوقود ، وفي استيراد السيارات


. وأرادوا محو الأمية ، فابتدعوا أيسر الحلول وأدناها كلفة . ثبتوا لوحات على جذوع الأشجار في الريف ، وساح المعلمون يقدمون دروسهم مستعينين بتلك اللوحات لمواطنين جلوس على الأرض . وأرادوا التخلص من الطيور التي تأكل الحبوب في البيادر ، فاقترحوا على الفلاحين إزعاج تلك الطيور بالدق على قطع الصفيح حتى لا تستقر ، وتواصل الطيران إلى أن تهوي منهكة وتموت ، وعلى ما في الوسيلة من وحشية وحرمان للناس من متعة مشاهدة الطيور والاستماع إلى أصواتها الجميلة إلا أنهم حموا غذاءهم لإطعام ملايينهم . وحلوا مشكلات نقص المواد الخام اللازمة للصناعة بتدوير المواد المستعملة في بلادهم ، وباستيرادها من الدول الأخرى . وهم هنا يستفيدون من بقايا كل ما يستعملونه أو يأكلونه .


روى الراحل محمد حسنين هيكل أنه تغدى عند مضيف صيني ، وفاجأه أن ذلك المضيف لم يرمِ أي جزء من البطة التي غداه بها ، وأنه جمع كل بقاياها للإفادة منها . وأعظم نجاحاتهم في مواجهة مشكلاتهم بحلول ناجعة فعالة حلهم لمشكلة عددهم الكبير . حددوا النسل في البداية بطفل واحد للأسرة ، وانتهوا الآن بأن جعلوه طفلين بعد تحسن مستوى معيشة مواطنيهم تحسنا واضحا حتى اقترب عند بعضهم من الترف الذي نرى مظهره في كثرة السياح الصينيين في العالم . وأعظم حلولهم لهذه المشكلة تحويل البيوت الصينية إلى أماكن إنتاج ترفد المصانع بما يلزمها من أجزاء مصنوعاتها . قلبوا كثرة السكان مصدرا للإنتاج بدل أن تكون عبئا على اقتصاد البلاد ومصدرا لمشكلات اجتماعية وسياسية كثيرة وخطيرة . ولو لم تكن الصين شعبا منتجا معتمدا على ذاته لربما صارت دولة عدوانية تغتصب مصادر عيشها بالعدوان والمؤامرات في


جوارها وأبعد من جوارها . وهي في هذا السلوك الفعال والأخلاقي نقيض كامل لأميركا التي على ما حباها الله _ عز قدره _ من الموارد الطبيعية الوفيرة المتنوعة ، والأراضي الواسعة الخصبة ، وقلة السكان نسبة إلى الصين ؛ أكبر شرير عرفه التاريخ ، وأكبر معتدٍ ومتآمر ، وأكبر نهاب لأي ثروة تصل إليها يدها ، وهي تسرق الآن نفط سوريا على قلته ، وعلى فقر سوريا وبؤسها ، وهذه الشخصية الشيطانية المدمرة لأميركا جعلت الكاتب الأميركي جاك باولز يجردها من صفة الدولة ، ويسميها " الشركة أميركا " التي لا يهمها سوى الربح من أي مصدر وبأي وسيلة . وأظهر وباء كورونا نوعية ثقافة وشخصية شعوب أخرى مع قلة الإصابات فيها أو عدمها . اخترعت جامعة أوتريخت الهولندية لقاحا قالت إنه قد يصبح متداولا خلال شهور ، وأعلنت إسرائيل اختراعها لقاحا . وفي الهند ، حيث تتلاصق الخرافة والعلم الحديث ، اخترع لقاح ، ودعت مجوعة هندوس إلى استعمال بول البقر لعلاج الوباء بزعم قداسته ! المفاجأة كانت إيران التي تلوت ألما من قسوة ضربات الوباء ، ومات منها المئات ، ولم تصنع أي لقاح ، واستغاثت العالم لمساعدتها ، ورفضت مساعدة أميركا ، ولاشك أن الحصار والعقوبات الاقتصادية القاسية أضعفت قدرتها على مواجهة الوباء . وفي مصر ، أعلن أنها صنعت لقاحا ، ونفي الخبر حالا . الخبر الجيد غالبا ما يكون كاذبا في العالم العربي ، والسيء يصدق دائما . وزادوا الطين بلة في مصر ، فاتهم وزير الأوقاف محمد مختار جمعة الإخوان المسلمين بدعوة بعض


مصابيهم لنشر الوباء بين رجال الجيش والشرطة والإعلام والقضاء وغيرهم من أبناء المجتمع ! وفي بلد آخر فيه قانون ومساءلة وحقوق مواطنين مادية ومعنوية مكفولة دستوريا ؛ سيفصل الوزير لقصور أهليته لمنصبه الذي أفشاه اتهامه الذي صب عليه سخريات الإعلام الموازي من مختلف المتابعين . ثقافة الشعوب وما يتصل بها من مؤثرات تصنع كيفية مواجهتها لمشكلات حياتها المتواصلة والمتنوعة تواصل الحياة الإنسانية وتنوعها . ودائما : " على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الكرام المكارم "
" وتعظم في عين الصغير صغارها * وتصغر في عين العظيم العظائم "
مثلما يقول المتنبي الخبير بأحداث الحياة وطبائع الناس .

خَمْر أيلول
03-16-2020, 03:30 AM
هادا الفرق بين يلى بدو يثبت حاله ويكون شي
وبين يلى بيستنجد وبدو الكل يساعده وهو محلك سر

بعيد عن نظرية المؤامرة وان الفايروس مختلق او لا
كلام والدك جوهرى والعبرة منه
انه كيف نستفيد من الازمات يلى بنمر فيها ونعالجها
وللاسف مابيصير هالاشي عند.العرب

مقال منطقى وواقعى
اعجبت فيه
ماننحرم طرحك مؤمن
ولا الوالد ولا قلمه
ربى يعطيه الصحة

بنت أبوي
03-16-2020, 05:49 AM
ككلاموو ععينن الععقلل ")
ششرح و نظظريتوو لمموضوعع
بممححلها ")
يسسسلمموو دياتوو ابوككك $-$
اللهه يححماهه و يخخلي الكك
وردهه

مُبتسِم
03-16-2020, 06:24 AM
كلام واقعي
الله يطول بعمر والدك

سلمت

حنين الروح
03-16-2020, 10:18 AM
ولانقول إلا مايرضي ربنا
هو المستعان المعين
كلام منطقي جدا وفي محله
الله يفرجها


مشكور ع النقل مؤمن
والله يعطيه الصحة الوالد

الليث
03-16-2020, 10:26 AM
مقال متكامل ومقارنة ممتارة


الله يحفظه


عوافي

لم يكن حُبًّا
03-16-2020, 12:15 PM
فعلاا كل ششعب او حكومه او حتى اعلام تعامل مع كوروناا بمنطق مختلف عن التاني
عكست فيه مدى وعي هالحكومات والشعوب
ما بين ششعب استطاع يحصر كورونا ويسيطر عليهاا

كانت اخرى تتعامل مع الموضوع باساليب اقل م يقال عنها انهاا متخلفه وبلا وعي

م شاء الله مقال واقعي جداا

سلمت يمين الوالدد وسلمت للنقل مؤمن