هل كان حباً
10-24-2019, 08:43 PM
فِي صَقِيع ِ الْقُدْس ِ رَنَّة ُ نَايْ
تَنْسِجُ مَوَاوِيل َ الْحُزْن ِ الَّتي تَسْكِن ُ
أَطْرَافَ اللَّيْل ِ بِأَحْلام ِ الْعَذَارى
حَيْثُ الَّليلُ مُعَتَّقٌ بِشَقَائق ِ الْخَوْف ِ
فِي خلْوَة ِ الْمَآذِن ِ وَانْسِكَاب ِ الصَّلِيب ِ
عَلََى جَسَدِ الْحَارَات ِ الْقَدِيْمَة ْ
حَيْث ُ الْقَمَرُ يَتَسَكَّعُ فِي الشَّوَارِع ِ
يَكْتِبُ لِلْعُشَّاق ِ رَسَائِلَهُم ْ
ويُرْسِلُ الحَمَام َ والْمَنَاديل َ البيْضَاءََ
لِسَمَاءِ الْمَدينة ْ
فَلَوْ رَفَعْت َ حَجَرَا ً
مِنْ حِجَارة ِ الْقُدْس ِ
لَوَجَدت َ التَّاريخ َ يشْربُ قهْوَتَه ُ مَع َ الْفاتِحين َ
لَوَجَدت َ اللَّيلَُ يبْكي
لوَجَدْتَ أحْزان َ المَسَاكِين ْ
لَوَجَدْتَ حِكَايَات ِ الْجَدَّة ِ عن ْ نَبِيٍّ يصعدُ نَحْوَ السَّمَاءْ
لَوَجَدْت َ الصُّمُود َ والْبَأس ِ
لَوَجَدْت َ هُنَاك َ سُلَيْمَانً،
َبلْقِيساً وَجِيُوش َ الْجن ِّ
فَالْعِزُّ هُنَاكَ تُجَدِّله ُ
آيَاتٌ وَوَفَاءٌ وَدَرينْ
لوَجَدتَ رِجالاً صَرْخَتَهُمْ
تَعْلو بِالحَقِّ لِفَلسْطِينْ
فَالْقُدْسُ فِي كُتُب ِ التَّأْويل ِ مَنَارَة ً
تَرَى كُلُّ مَا فِيْهَا مُعَتَّقٌ
لَكَأنَّهَا هَارِبَةٌ مِن ْ مُدِن ِ التَّارِيْخ ِ
فَالحِجَارة ُ صِلْصَالَ النُّبُوَّة ِ والسِّنِينْ
مَصْعَدَ الرُّسُل ِ إلى السَّمَوَات ِ
مَدينة ِ الرَّبِّ لِيَوْم ِ الْحَشْر ِ
يَوْم َ يَلْتَقِي الْجَمْع َ الْغَفِيرْ
فَالقُبَّة ُ الذّهَبِيَّة ْوالنَّاسُ الطَّيِّبِينْ
هُنَالك َ تَجِدُ مَا يَسرُّ قَلْبُك َ
وَمَا يُغيضَُ الْعُيُونْ
هُنَالِك َ وَجْه ُ الزَّمَان ِ مُعَبَّدٌ بالْحُزْن ِ
لََكََََأَنَّه ُ شَامَةًٌ بِخَدِّ امْرَأة ٍ
وَهُنَالِك َ الْبَرْدُ يلْتَحِف ُ الصَّقِيعْ
يَا مَدِينَة َ الأحْزَان ِ خَبِّريْنِي
مَنْ سَمَحَ للْعُيُون ِ الزُّرْق ْ
أَنْ تَأْخُذْ نَصِيبَها مِن َالدِّمَاءِ الْحُمْرْ
وَكََيْفَ اسْتَحَالَتْ عُيُون َ الْمَقْدِسيِّينَ دَمْعَاً
وَجُفُونَهُمْ تُصْبَغ ُ بالْهَمْ
قُلْ لي أيُّهَا التَّاريخ ُ الْمُرْ
مَنْ سَمَحَ للْدَخيل ِ أَنْ يشْرَبْ مِنْ قَهْوَتِنَا
وَيَنَام َ عَلَى أرْضِنَا
وَيَشْرَبَ زَيْتَاً مِنْ زيْتُونة ٍ
خَاضَتْ مرْيَمُ تَحْتَها الْعَذَابْ
فَالَّذي ظَنَّ أنَّهُ قَتَلَ عِيْسَى
يَنَام ُ الآنَ عَلَى دَمِه ِ
فََمَنْ تَرَكَ الْعَنْقاءَ تُقاتلُ وحْدَها
وَتَصْرُخُ وحْدَها
وَتَغْرَقُ في الْيَمْ
فَكُلُّ شيء ٍ يَدُلُّ عَلَى الْعَذَاب ِ هُنَا
فَالأَزِقَّة ُ مَليِئَة ٌ بِالْجُنُود ْ
الْمُدَجَّجِينَ بالْمَوت ِ لا يبْرَحُون َ الْمَكَان َ
ينْسِجُونَ خُيُوط َ الذُّلِّ
فِي الْحَارَات ِ وَالشَّوَارِع ِ
يَسْتَفِزُّون َ النِّسَاء َ الْمُحَجَّبَات ْ
وَالضَّفَائِرَ الشُّقر ْ
يََا رَاسِمَاً للْعِزِّ شَمْسَا ً
الْعِزُّ فِالْقُدس ِ مُحَاصَرٌ بِالْكََيْدِ وَالظُّلمْ
فَقُلْ لي أيُّهَا التَّاريخُ
مَنْ يُعِيدُ لَنا صَفَحَاتُك َ الْبَيْضَاءْ
وَيَنْزع ُ الأسْلاك َ مِنْ مَدَخِلَ الْمُدِن ِ الْمُتْعَبَة ِ بالأحْزَان ْ
فمَا زَالَ الشِّعرُ يُدَنْدِنُ فِي الأغَاني عَائِدَونْ
والصَّوت ُ الْمُخْمَلي يَعْلو بِصوْتِهِ رَاجِعُون ْ
وَمَا رَجِع َ لَنا غير ُ الأَسَى ودَمْعَةِ الْعُيُون ْ
نَمْضِي وَفِي القُدْس ِ تمْضِي السِّنِينْ
لا هِيَ تَشِيخ ُ
وَلا صِغَارُ الأزِقة ِ يعْرِفُون َ عَنْهَا الْكِبَرْ
فَهْيَ جَدَّة ٌ طَاعِنَة ٌ فالسِّنِّ
وَفَتَاة ٌ يُغَطِّيها البَيَاضُ ويَحْرُسُهَا الْقَمَرْ
وَهْيَ رِجَالٌ لا يَعْرِفُون َ الرُّكُوعْ
وَهْيَ امْرَأةٌ تتَعَمَّدُ بالدِّمُوعْ
فَيَا سَائِلي عَن القُدْس ِ وعَنْ سُكَّانِِها
عَن ِ الْعِيون ِ الْخُضر ِ وَجَدَائل َ الْبَنَات ِ السُّمْرْ
والْمَنَازِل ِ الْمُهَدَّمَة ِ وَأصْحَابِهَا
قُلْ للَّذين َ يَسْأَلُونَك َ عَن ْ هِضَابِهَا
مَازَال َ فِي وَجَنَاتِها يُزْرَع ُ الرُّمَّان ْ
تتَفتَحُ الأزْهارُ عَلىَ هدْبِ عُيُونِهَا
وَالزَّعْترُ هُنَاك َ يسْكُنُ الْجِبَالْ
فِيهَا الرِّجَالُ رِجَالاً
ليْسوا بأشْبَاه ِ الرِّجَالْ
وَصِغَارِهَا قَنَابِلا تسْتَبِيح ُ الاحْتِلال ْ
وَهْيَ تُصَلّي لَكُمْ
وَتُبْلغَكُمُ السَّلام ْ
بقلم الصديق الشهيد الشاعر رائد عبد الرحمن
تَنْسِجُ مَوَاوِيل َ الْحُزْن ِ الَّتي تَسْكِن ُ
أَطْرَافَ اللَّيْل ِ بِأَحْلام ِ الْعَذَارى
حَيْثُ الَّليلُ مُعَتَّقٌ بِشَقَائق ِ الْخَوْف ِ
فِي خلْوَة ِ الْمَآذِن ِ وَانْسِكَاب ِ الصَّلِيب ِ
عَلََى جَسَدِ الْحَارَات ِ الْقَدِيْمَة ْ
حَيْث ُ الْقَمَرُ يَتَسَكَّعُ فِي الشَّوَارِع ِ
يَكْتِبُ لِلْعُشَّاق ِ رَسَائِلَهُم ْ
ويُرْسِلُ الحَمَام َ والْمَنَاديل َ البيْضَاءََ
لِسَمَاءِ الْمَدينة ْ
فَلَوْ رَفَعْت َ حَجَرَا ً
مِنْ حِجَارة ِ الْقُدْس ِ
لَوَجَدت َ التَّاريخ َ يشْربُ قهْوَتَه ُ مَع َ الْفاتِحين َ
لَوَجَدت َ اللَّيلَُ يبْكي
لوَجَدْتَ أحْزان َ المَسَاكِين ْ
لَوَجَدْتَ حِكَايَات ِ الْجَدَّة ِ عن ْ نَبِيٍّ يصعدُ نَحْوَ السَّمَاءْ
لَوَجَدْت َ الصُّمُود َ والْبَأس ِ
لَوَجَدْت َ هُنَاك َ سُلَيْمَانً،
َبلْقِيساً وَجِيُوش َ الْجن ِّ
فَالْعِزُّ هُنَاكَ تُجَدِّله ُ
آيَاتٌ وَوَفَاءٌ وَدَرينْ
لوَجَدتَ رِجالاً صَرْخَتَهُمْ
تَعْلو بِالحَقِّ لِفَلسْطِينْ
فَالْقُدْسُ فِي كُتُب ِ التَّأْويل ِ مَنَارَة ً
تَرَى كُلُّ مَا فِيْهَا مُعَتَّقٌ
لَكَأنَّهَا هَارِبَةٌ مِن ْ مُدِن ِ التَّارِيْخ ِ
فَالحِجَارة ُ صِلْصَالَ النُّبُوَّة ِ والسِّنِينْ
مَصْعَدَ الرُّسُل ِ إلى السَّمَوَات ِ
مَدينة ِ الرَّبِّ لِيَوْم ِ الْحَشْر ِ
يَوْم َ يَلْتَقِي الْجَمْع َ الْغَفِيرْ
فَالقُبَّة ُ الذّهَبِيَّة ْوالنَّاسُ الطَّيِّبِينْ
هُنَالك َ تَجِدُ مَا يَسرُّ قَلْبُك َ
وَمَا يُغيضَُ الْعُيُونْ
هُنَالِك َ وَجْه ُ الزَّمَان ِ مُعَبَّدٌ بالْحُزْن ِ
لََكََََأَنَّه ُ شَامَةًٌ بِخَدِّ امْرَأة ٍ
وَهُنَالِك َ الْبَرْدُ يلْتَحِف ُ الصَّقِيعْ
يَا مَدِينَة َ الأحْزَان ِ خَبِّريْنِي
مَنْ سَمَحَ للْعُيُون ِ الزُّرْق ْ
أَنْ تَأْخُذْ نَصِيبَها مِن َالدِّمَاءِ الْحُمْرْ
وَكََيْفَ اسْتَحَالَتْ عُيُون َ الْمَقْدِسيِّينَ دَمْعَاً
وَجُفُونَهُمْ تُصْبَغ ُ بالْهَمْ
قُلْ لي أيُّهَا التَّاريخ ُ الْمُرْ
مَنْ سَمَحَ للْدَخيل ِ أَنْ يشْرَبْ مِنْ قَهْوَتِنَا
وَيَنَام َ عَلَى أرْضِنَا
وَيَشْرَبَ زَيْتَاً مِنْ زيْتُونة ٍ
خَاضَتْ مرْيَمُ تَحْتَها الْعَذَابْ
فَالَّذي ظَنَّ أنَّهُ قَتَلَ عِيْسَى
يَنَام ُ الآنَ عَلَى دَمِه ِ
فََمَنْ تَرَكَ الْعَنْقاءَ تُقاتلُ وحْدَها
وَتَصْرُخُ وحْدَها
وَتَغْرَقُ في الْيَمْ
فَكُلُّ شيء ٍ يَدُلُّ عَلَى الْعَذَاب ِ هُنَا
فَالأَزِقَّة ُ مَليِئَة ٌ بِالْجُنُود ْ
الْمُدَجَّجِينَ بالْمَوت ِ لا يبْرَحُون َ الْمَكَان َ
ينْسِجُونَ خُيُوط َ الذُّلِّ
فِي الْحَارَات ِ وَالشَّوَارِع ِ
يَسْتَفِزُّون َ النِّسَاء َ الْمُحَجَّبَات ْ
وَالضَّفَائِرَ الشُّقر ْ
يََا رَاسِمَاً للْعِزِّ شَمْسَا ً
الْعِزُّ فِالْقُدس ِ مُحَاصَرٌ بِالْكََيْدِ وَالظُّلمْ
فَقُلْ لي أيُّهَا التَّاريخُ
مَنْ يُعِيدُ لَنا صَفَحَاتُك َ الْبَيْضَاءْ
وَيَنْزع ُ الأسْلاك َ مِنْ مَدَخِلَ الْمُدِن ِ الْمُتْعَبَة ِ بالأحْزَان ْ
فمَا زَالَ الشِّعرُ يُدَنْدِنُ فِي الأغَاني عَائِدَونْ
والصَّوت ُ الْمُخْمَلي يَعْلو بِصوْتِهِ رَاجِعُون ْ
وَمَا رَجِع َ لَنا غير ُ الأَسَى ودَمْعَةِ الْعُيُون ْ
نَمْضِي وَفِي القُدْس ِ تمْضِي السِّنِينْ
لا هِيَ تَشِيخ ُ
وَلا صِغَارُ الأزِقة ِ يعْرِفُون َ عَنْهَا الْكِبَرْ
فَهْيَ جَدَّة ٌ طَاعِنَة ٌ فالسِّنِّ
وَفَتَاة ٌ يُغَطِّيها البَيَاضُ ويَحْرُسُهَا الْقَمَرْ
وَهْيَ رِجَالٌ لا يَعْرِفُون َ الرُّكُوعْ
وَهْيَ امْرَأةٌ تتَعَمَّدُ بالدِّمُوعْ
فَيَا سَائِلي عَن القُدْس ِ وعَنْ سُكَّانِِها
عَن ِ الْعِيون ِ الْخُضر ِ وَجَدَائل َ الْبَنَات ِ السُّمْرْ
والْمَنَازِل ِ الْمُهَدَّمَة ِ وَأصْحَابِهَا
قُلْ للَّذين َ يَسْأَلُونَك َ عَن ْ هِضَابِهَا
مَازَال َ فِي وَجَنَاتِها يُزْرَع ُ الرُّمَّان ْ
تتَفتَحُ الأزْهارُ عَلىَ هدْبِ عُيُونِهَا
وَالزَّعْترُ هُنَاك َ يسْكُنُ الْجِبَالْ
فِيهَا الرِّجَالُ رِجَالاً
ليْسوا بأشْبَاه ِ الرِّجَالْ
وَصِغَارِهَا قَنَابِلا تسْتَبِيح ُ الاحْتِلال ْ
وَهْيَ تُصَلّي لَكُمْ
وَتُبْلغَكُمُ السَّلام ْ
بقلم الصديق الشهيد الشاعر رائد عبد الرحمن