مـّوال
10-28-2018, 11:18 PM
نحن الوحيدين جدًا ,,,
لا نجتمع إلا في صفحات كاتب سودوي يعرف عن الوحدة..
نحن أبناء حزن “فرانز كافكا” ، فلسفة “نيشته” ،
اكتئاب “دستوفيسكي” و عبثية “البير كامو”...
نحن كل الكتابات الحزينة التي كتبها أُدباء مجهولون
كانوا يعانون من الوحدة و الحزن ،
نحن مقطوعة حزينة لعازف انتحر من الاكتئاب ،
نحن الخطوط التي رسمها “ڤان جوخ” بيدٍ مرتعشة قبل أن ينتحر ، الكلمات الأخيرة لـ “دليدا” قبل انتحارها
و الرعشة الأخيرة لـ “غاندي” قبل أن يُغتال..
نحن أصحاب الجداريات الحزينة في الأزقة و الحواري ،
قاطني العشوائيات الفقيرة المزينة بالكذب والنفاق ،
نحن أولئك الذين نُسلوا من كل من كان يعاني من متلازمات الخوف و اضطرابات الاكتئاب..
نحن أولئك الذين يجلسون في الصفوف الأخيرة في المحاضرات
لا يلاحظ أحد وجودنا و لا يهتم أحد بغيابنا ..
نحن أصدقاء الليل و الحزن و الاكتئاب ،
نحن من لا يعرف أحد حقيقتنا
و مهما اقترب منا أحد لا يحظى إلا بالقليل جدًا عنا..
نحن الوحيدين جدًا الذين لا يملكون شخص يبكون معه على الأشياء التافهة قبل الهامة ،
نحن أولئك الذين اعتادوا الفقد و الألم و الوجع ،
الذين يتألمون لبكاء الأطفال ، للمشاهد الدموية ، وقد نبكي لمشاهدة مشهد حزين في فيلم سينمائي ،
نحن من لا يملك أي أسباب لأفعالنا
و لا نعرف كيف يمكن تبريرها أو حتي الدفاع عن أنفسنا..
أولئك الذين اعتادوا السهر دون سبب واضح ،
من لا نملك مبررًا للتأمل في السقف ، في السماء ،
في متابعة أشكال النجوم ، و قد نخلق من أشكال السحاب رفقاء لنا..
نحن أصحاب الأدمغة العتيقة التي تفشل المهدئات في سكونها ،
أولئك الذين يتعكر مزاجهم بكلمة عابرة
أصحاب المزاج المتغير بشكل متواصل و نوبات البكاء
و الحزن المفاجئ ..
نحن الذين لا يهتم أحد بنا فلم نعد نهتم لـ أمر أحد ،
نحن أصحاب الأسئلة الوجودية التي لا إجابة لها ،
من اعتادوا الصمت في أشد المواقف التي تستدعي الحديث ،
نحن من لا تؤخذ كلماتنا على محمل الجد أبدًا ،
نحن من نخلق الحجج لنعتذر عن حضور الحفلات والتجمعات ،
نحن أصدقاء الجميع و لا صديق لنا ،
أولئك الذين اتخذوا الموسيقى رفيقًا لهم ..
نحن كل الأشخاص الذين يسيرون في الشوارع وقت هطول المطر ،
من يبكون في غرفتهم مساءً و يستيقظون في الصباح
كما لو أنهم لم يبكوا لساعات ،
نحن أصحاب الرسائل التي لم ترسل ،
و الوجع الذي لا ينطق ، و الأمنيات التي لم تتحقق..
نحن الوحيدين جدًا المزيفين أمام الناس ،
الصادقين أمام أنفسهم ، نحن من لا نملك إلا قلوبًا مكسورة
و أحلامًا محطمة و أمنياتًا أصبحت في طوق النسيان ..
نحن المنسيين لكن لا ننسي ،
الموجوعين الذين لا يقدرون على إيلام أحد ،
و المسالمين حد اعتداء البعض على مشاعرنا دون رد فعل منا..
نحن الوحيدين جدًا في كل شيء ،
في عزلتنا ،
في لحظات اكتئابنا ،
و لا يعرف أحد عن أوجاعنا ،
نحن من نبكِ في صمت و نتألم في صمت و نصرخ في صمت ..
نحن المزاجيين المصابين بلعنة التفاصيل
و الوسواس القهري و متلازمات الخوف و القرب و الاهتمام ،
نحن صراخات الألم التي لا تسمع و رعشات الحزن الخافية ،
نحن الذين لا نجتمع أبدًا لكن يعرف بعضنا الآخر ،
نجتمع في الحزن و الاكتئاب و السكون و الظلام الدامس ،
وسط الزحام نختبئ في المقاعد الأخيرة
و نختبئ عن نظرات الشفقة السخيفة ..
نحن الوحيدين جدًا كـ آخر طفل على الأرض في مدينة الموتى .
* أعتذر عن الإطالة :1100:
لا نجتمع إلا في صفحات كاتب سودوي يعرف عن الوحدة..
نحن أبناء حزن “فرانز كافكا” ، فلسفة “نيشته” ،
اكتئاب “دستوفيسكي” و عبثية “البير كامو”...
نحن كل الكتابات الحزينة التي كتبها أُدباء مجهولون
كانوا يعانون من الوحدة و الحزن ،
نحن مقطوعة حزينة لعازف انتحر من الاكتئاب ،
نحن الخطوط التي رسمها “ڤان جوخ” بيدٍ مرتعشة قبل أن ينتحر ، الكلمات الأخيرة لـ “دليدا” قبل انتحارها
و الرعشة الأخيرة لـ “غاندي” قبل أن يُغتال..
نحن أصحاب الجداريات الحزينة في الأزقة و الحواري ،
قاطني العشوائيات الفقيرة المزينة بالكذب والنفاق ،
نحن أولئك الذين نُسلوا من كل من كان يعاني من متلازمات الخوف و اضطرابات الاكتئاب..
نحن أولئك الذين يجلسون في الصفوف الأخيرة في المحاضرات
لا يلاحظ أحد وجودنا و لا يهتم أحد بغيابنا ..
نحن أصدقاء الليل و الحزن و الاكتئاب ،
نحن من لا يعرف أحد حقيقتنا
و مهما اقترب منا أحد لا يحظى إلا بالقليل جدًا عنا..
نحن الوحيدين جدًا الذين لا يملكون شخص يبكون معه على الأشياء التافهة قبل الهامة ،
نحن أولئك الذين اعتادوا الفقد و الألم و الوجع ،
الذين يتألمون لبكاء الأطفال ، للمشاهد الدموية ، وقد نبكي لمشاهدة مشهد حزين في فيلم سينمائي ،
نحن من لا يملك أي أسباب لأفعالنا
و لا نعرف كيف يمكن تبريرها أو حتي الدفاع عن أنفسنا..
أولئك الذين اعتادوا السهر دون سبب واضح ،
من لا نملك مبررًا للتأمل في السقف ، في السماء ،
في متابعة أشكال النجوم ، و قد نخلق من أشكال السحاب رفقاء لنا..
نحن أصحاب الأدمغة العتيقة التي تفشل المهدئات في سكونها ،
أولئك الذين يتعكر مزاجهم بكلمة عابرة
أصحاب المزاج المتغير بشكل متواصل و نوبات البكاء
و الحزن المفاجئ ..
نحن الذين لا يهتم أحد بنا فلم نعد نهتم لـ أمر أحد ،
نحن أصحاب الأسئلة الوجودية التي لا إجابة لها ،
من اعتادوا الصمت في أشد المواقف التي تستدعي الحديث ،
نحن من لا تؤخذ كلماتنا على محمل الجد أبدًا ،
نحن من نخلق الحجج لنعتذر عن حضور الحفلات والتجمعات ،
نحن أصدقاء الجميع و لا صديق لنا ،
أولئك الذين اتخذوا الموسيقى رفيقًا لهم ..
نحن كل الأشخاص الذين يسيرون في الشوارع وقت هطول المطر ،
من يبكون في غرفتهم مساءً و يستيقظون في الصباح
كما لو أنهم لم يبكوا لساعات ،
نحن أصحاب الرسائل التي لم ترسل ،
و الوجع الذي لا ينطق ، و الأمنيات التي لم تتحقق..
نحن الوحيدين جدًا المزيفين أمام الناس ،
الصادقين أمام أنفسهم ، نحن من لا نملك إلا قلوبًا مكسورة
و أحلامًا محطمة و أمنياتًا أصبحت في طوق النسيان ..
نحن المنسيين لكن لا ننسي ،
الموجوعين الذين لا يقدرون على إيلام أحد ،
و المسالمين حد اعتداء البعض على مشاعرنا دون رد فعل منا..
نحن الوحيدين جدًا في كل شيء ،
في عزلتنا ،
في لحظات اكتئابنا ،
و لا يعرف أحد عن أوجاعنا ،
نحن من نبكِ في صمت و نتألم في صمت و نصرخ في صمت ..
نحن المزاجيين المصابين بلعنة التفاصيل
و الوسواس القهري و متلازمات الخوف و القرب و الاهتمام ،
نحن صراخات الألم التي لا تسمع و رعشات الحزن الخافية ،
نحن الذين لا نجتمع أبدًا لكن يعرف بعضنا الآخر ،
نجتمع في الحزن و الاكتئاب و السكون و الظلام الدامس ،
وسط الزحام نختبئ في المقاعد الأخيرة
و نختبئ عن نظرات الشفقة السخيفة ..
نحن الوحيدين جدًا كـ آخر طفل على الأرض في مدينة الموتى .
* أعتذر عن الإطالة :1100: