الصياد
08-14-2018, 08:12 PM
بعض الحاضرين سقطوا مغشياً عليهم، ومن بقي منهم صاحياً استمع إلى الحديث الدائر وكأنه يشهد معجزة.
سألها زيدان وعيناه غائمتان بدموع لا تقف، وبصوت فيه من الحزن ما يكفي أهل الأرض كلهم ،إن كانت رأت ابنه صالح أو زوجته مريم.
- كيف ولدي صالح؟
وكان زيدان قد فقد ابنه صالح وزوجته في ليلة واحدة حين ذهب الطفل ليلعب مع الأطفال بعد ليلة ماطرة، فغرق في لجة ماء ظنها الجميع أقل عمقا وحين سقط الطفل هرع الأطفال إلى منزله وكان زوجها بعيدا في أرض له، فخرجت أمه تركض حاسرة الرأس، وحين رأت الطفل يقاوم الماء ألقت بنفسها في البركة غير مبالية بشيء، فغرق الاثنان، ولم يلحق بهما أهل المكان إلا جثتين وضعوهما في قبر واحد..
أجابت راضية بعد أن تذوقت مرقة من القدر أمامها بطرف ملعقة موضوعة هناك ودون أن ترفع رأسها عن الطعام:
- صالح يسبح في نهر من الخمر .. وأمه تطير مثل حمامة..!
-- من رواية أنثى الوعل لـ/ فيصل عسيري
سألها زيدان وعيناه غائمتان بدموع لا تقف، وبصوت فيه من الحزن ما يكفي أهل الأرض كلهم ،إن كانت رأت ابنه صالح أو زوجته مريم.
- كيف ولدي صالح؟
وكان زيدان قد فقد ابنه صالح وزوجته في ليلة واحدة حين ذهب الطفل ليلعب مع الأطفال بعد ليلة ماطرة، فغرق في لجة ماء ظنها الجميع أقل عمقا وحين سقط الطفل هرع الأطفال إلى منزله وكان زوجها بعيدا في أرض له، فخرجت أمه تركض حاسرة الرأس، وحين رأت الطفل يقاوم الماء ألقت بنفسها في البركة غير مبالية بشيء، فغرق الاثنان، ولم يلحق بهما أهل المكان إلا جثتين وضعوهما في قبر واحد..
أجابت راضية بعد أن تذوقت مرقة من القدر أمامها بطرف ملعقة موضوعة هناك ودون أن ترفع رأسها عن الطعام:
- صالح يسبح في نهر من الخمر .. وأمه تطير مثل حمامة..!
-- من رواية أنثى الوعل لـ/ فيصل عسيري