وتر
07-31-2018, 12:41 PM
قارن بين تفاعل الأمة مع خروج عهد التميمي من السجون الإسرائيلية وبين تفاعلهم في نفس الوقت مع الإعلان عن استشهاد الآلاف في سجون الأسد في الأيام الأخيرة، حتى تعلم عظم المصيبة التي تعيشها هذه الأمة!
بل فليقارن البعض بوقع الخبر الأول على قلبه ووقع الثاني، فهل يُعقل أن يمر خبر استشهاد الآلاف تحت التعذيب هكذا كأي خبر روتيني عادي؟ هل تتحدّد قيمة الحدث عندنا بثقله الفعلي وخطره الحقيقي أم بما يصوّره لنا الإعلام؟
الإعلام قادر على جعلك تبكي شفقة على أطفال تايلاند الذين علقوا في الكهف وتتتبع أخبارهم بتوجّس خوفا من موتهم (وهذا يدل على إنسانيّتك العظيمة)، ولكنه قادر أيضا على جعل أخبار "أهلك" في سوريا تمرّ عليك مرور الكرام لأنه حوّلها إلى "روتين" لا يؤبه به، وأدخل عليك من التفاصيل والتعقيدات السياسية والعسكرية ما جعلك تنحرف في تفكيرك عن أصل القضية السورية: نظام مُجرم متآمر عميل يَقصف ويَسجن ويُهجّر ويَذبح، وأبرياء يُقصفون ويُسجنون ويُهجّرون ويُذبحون.
هتلر بذاته يُبعث من جديد ويعلن عن أقبية الموت والمذابح الجماعية والتهجير القسري ومعتقلات الإبادة.. لكن كل هذا "يذوب" و"يبرد" مع التناول الإعلامي، ويمر على قلبك كأي خبر عادي، ربما مع بعض الامتعاض، رغم أن هذه المذابح تجري على بعد كيلومترات قليلة منك!
فأيّ عقول هذه التي استُلبتْ منّا، وأيّ قلوب هذه التي انطفأتْ!
الأستاذ شريف محمد جابر
بل فليقارن البعض بوقع الخبر الأول على قلبه ووقع الثاني، فهل يُعقل أن يمر خبر استشهاد الآلاف تحت التعذيب هكذا كأي خبر روتيني عادي؟ هل تتحدّد قيمة الحدث عندنا بثقله الفعلي وخطره الحقيقي أم بما يصوّره لنا الإعلام؟
الإعلام قادر على جعلك تبكي شفقة على أطفال تايلاند الذين علقوا في الكهف وتتتبع أخبارهم بتوجّس خوفا من موتهم (وهذا يدل على إنسانيّتك العظيمة)، ولكنه قادر أيضا على جعل أخبار "أهلك" في سوريا تمرّ عليك مرور الكرام لأنه حوّلها إلى "روتين" لا يؤبه به، وأدخل عليك من التفاصيل والتعقيدات السياسية والعسكرية ما جعلك تنحرف في تفكيرك عن أصل القضية السورية: نظام مُجرم متآمر عميل يَقصف ويَسجن ويُهجّر ويَذبح، وأبرياء يُقصفون ويُسجنون ويُهجّرون ويُذبحون.
هتلر بذاته يُبعث من جديد ويعلن عن أقبية الموت والمذابح الجماعية والتهجير القسري ومعتقلات الإبادة.. لكن كل هذا "يذوب" و"يبرد" مع التناول الإعلامي، ويمر على قلبك كأي خبر عادي، ربما مع بعض الامتعاض، رغم أن هذه المذابح تجري على بعد كيلومترات قليلة منك!
فأيّ عقول هذه التي استُلبتْ منّا، وأيّ قلوب هذه التي انطفأتْ!
الأستاذ شريف محمد جابر