[you] لافتات احمد مطر

[وتر]

https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/236x/4b/87/1d/4b871da3c1217ac152948069f59ac156.jpg

[وتر]

https://pbs.twimg.com/media/BKaR-KFCcAEMz98.jpg

[خرآفيهه]

أثنان في أوطاننا
يرتعدان خيفة
من يقظة النائم :
اللص .. والحاكم

[خرآفيهه]

كنت أسير مفرداً
أحمل أفكاري معي
و منطقي ومسمعي
فازدحمت
من حولي الوجوه
قال لهم زعيمهم : خذوه
سألتهم : ما تهمتي ؟
فقيل لي :
تجمع مشبوه

[خرآفيهه]

إلحاح

ما تهمتي؟
تهمتك العروبة
قلت لكم ما تهمتي؟
قلنا لك العروبة .
يا ناس قولوا غيرها .
أسألكم عن تهمتي ..
ليس عن العقوبة

[خرآفيهه]

مفقودات

زارَ الرّئيسُ المؤتَمَنْ
بعضَ ولاياتِ الوَطنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكم بصِدقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أَحَداً ..
فقَدْ مضى ذاكَ الزّمَنْ .
فقالَ صاحِبي ( حَسَنْ ) :
يا سيّدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟
وأينَ مَنْ
يُوفّرُ الدّواءَ للفقيرِ دونما ثَمَنْ ؟
يا سيّدي
لمْ نَرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
قالَ الرئيسُ في حَزَنْ :
أحْرَقَ ربّي جَسَدي
أَكلُّ هذا حاصِلٌ في بَلَدي ؟ !
شُكراً على صِدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَدي
سوفَ ترى الخيرَ غَداً .
وَبَعْدَ عامٍ زارَنا
ومَرّةً ثانيَةً قالَ لنا :
هاتوا شكاواكمْ بِصدْقٍ في العَلَنْ
ولا تَخافوا أحَداً
فقد مَضى ذاكَ الزّمَنْ .
لم يَشتكِ النّاسُ !
فقُمتُ مُعْلِناً :
أينَ الرّغيفُ واللّبَنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَنْ ؟
وأينَ توفيرُ المِهَنْ ؟
وأينَ مَنْ
يوفِّر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
مَعْذِرَةً يا سيّدي
..وَأينَ صاحبي ( حَسَنْ ) ؟!

[خرآفيهه]

- أنتَ تَبكي !؟
- أَنَا لا أبْكـي, فَقَـدْ جَـفّتْ دُموعـي في لَهيبِ التّجرِبـةْ.
- إنّهـا مُنْسـَكِبةْ ! ؟
- هـذه ليسـتْ دموعـي.. بلْ دِمائي الشّائِبَـةْ!

[خرآفيهه]

كانتْ توَدِّعُـني
وكانَ الدَّمـعُ يخذلُهـا
فيخذلُني..
ويشدُّني
ويشدُّني
ويشدُّني
لكنَّ موتي في البقـاءِ
وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي كَفَني..

[خرآفيهه]

بسم والينا المبجّل…
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلاد يسأل…: رأسه لا يصل الحبل
فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكير عميق
أمر الوالي بشنقي بدلاً منه
لأني كنت أطول…

[خرآفيهه]

أقسى من الإعدام

الإعدام أخف عقاب
يتلقاه الفرد العربي .
أهناك أقسى من هذا؟
-طبعاً ..
فالأقسى من هذا
أن يحيا في الوطن العربي!

[خرآفيهه]

شعرت هذا اليوم بالصدمه
فعندما رأيت جارى قادما
رفعت كفى نحوه مسلما
مكتفيا بالصمت والبسمه
لاننى اعلم ان الصمت فى اوطاننا حكمه
لكنه رد على قائلا :
عليكم السلام والرحمه
ورغم هذا لم تسجل ضده تهمه
الحمد لله على النعمه
من قال ماتت عندنا
حريه الكلمه

[خرآفيهه]

اى قيمه
لجيوش يستحى من وجهها
وجه الشتيمه
غايه الشيمه فيها
انها من غير شيمه
هزمتنا فى الشوارع
هزمتنا فى المصانع
هزمتنا فى المزارع
هزمتنا فى الجوامع
ولدى زحف العدو انهزمت
قبل الهزيمه

[خرآفيهه]

الممكن والمستحيل

لو سقط الثقب من الإبرة !
لو هوت الحفرة في حفرة !
لو سكِرت قنينة خمره !
لو مات الضِّحك من الحسرة !
لو قص الغيم أظافره
لو أنجبت النسمة صخرة !
فسأؤمن في صحة هذا
وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة .
لكنْ ..لن أؤمن بالمرة
أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملاً
أن يصبح، يوماً، إنسانا
أو أن بها أدنى فرق
ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر
أو أن الحرية ..حرة

[خرآفيهه]

أضم فى القلب أحبائي أنا
والقلبُ أطلالُ
أخدعُنى ..
أقول: لازالوا
رجع الصدي يصفعُنى
يقول: لا ... زالوا !

[خرآفيهه]

عندي قلم
ممتلئٌ يبحث عن دفتر
و الدفتر يبحث عن شعر
و الشعر بأعماقي مضمر
و ضميري يبحث عن أمن
و الأمن مقيم في المخفر
و المخفر يبحث عن قلم
-عندي قلم
-وقع يا كلب على المحضر

[خرآفيهه]

لقد شيعت فاتنه
تسمى فى بلاد العرب تخريبا وارهابا
وطعنا فى القوانين الالهيه
ولكن اسمها والله ..
ولكن اسمها فى الاصل .. حريه !

[خرآفيهه]

حالات

بالتّمادي
يُصبِحُ اللّصُّ بأوربّا
مُديراً للنوادي .
وبأمريكا
زعيماً للعصاباتِ وأوكارِ الفسادِ .
و بأ و طا ني التي
مِنْ شرعها قَطْعُ الأيادي
يُصبِحُ اللّصُّ
..رئيساً للبلادِ!

[خرآفيهه]

صحيفه
عليها سطور كثيفه
وفيها سطور كثيفه
وفيها خطوط .. وفيها صور ..
تروح وتأتى بنفس الخبر
يعيش الخليفه .. يحيا الخليفه ..

[خرآفيهه]

إبتهال

كل من نهواه مات ..
كل مانهواه مات
ربِ ساعدنا بإحدى المعجزات
وأمت إحساسنا يوماً
لكى نقدر أن نهوى الولاة !

[خرآفيهه]

إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً
ولم يكن حراً
فلا عشنا .. ولا عاش الوطن

[خرآفيهه]

مكتوب
من طرف الداعي..
إلى حضرة حمّال القُرَح:
لك الحياة والفرح.
نحن بخير، وله الحمد، ولا يهمناشيء سوى فراقكم.
نود أن نعلمكم أن أباكم قد طفح.
وأمكم توفيت من فرط شدة الرشح
وأختكم بألف خير.. إنماتبدو كأنها شبح.
تزوجت عبدالعظيم جاركم
وزوجها في ليلة العرس انذبح.
ولم يزل شقيقكم في السجن.. لارتكابه أكثر من عشر جُنح.
وداركم عامرة.. أنقاضها
وكلبكم مات لطول ما نبح
وما عدا ذلك لا ينقصناسوى وجودكم هنا.
أخوكم الداعي لكم(قوس قزح)
ملحوظة: كل الذي سمعتهعن مرضي بالضغط والسكرِ.. صح.
ملحوظة ثانية: دماغ عمك انفتح.
وابنة خالك اختفت.
لم ندر ماذا فعلت
لكن خالك انفضح!
ملحوظة أخيرة:لك الحياة والفرح!

[خرآفيهه]

اى قيمه
باطل هذا التساؤل
وطويل دون طائل
لم تعد فى هذه الامه
للقيمه قيمه
بلغ الرخص بنا
ان نمنح الاعداء تعويضا
اذا ما اخذوا اوطاننا منا غنيمه

[خرآفيهه]

دَور

أَعْلَمُ أنَّ القافيَةْ
لا تستَطيعُ وَحْدَها
إسقاطَ عَرْشِ ألطّا غيَةْ
لكنّني أدبُغُ جِلْدَهُ بِها
دَبْغَ جُلودِ الماشِيَةْ
حتّى إذا ما حانتِ السّاعَةُ
وانْقَضَّتْ عليهِ القاضِيَةْ
واستَلَمَتْهُ مِنْ يَدي
أيدي الجُموعِ الحافيَةْ
يكونُ جِلْداً جاهِزاً
تُصْنَعُ مِنهُ الأحذيَةْ!

[خرآفيهه]

منفيون

لمن نشكو مآسينا ؟
ومن يصغي لشكوانا ، ويجدينا ؟
أنشكو موتنا ذلا لوالينا ؟
وهل موت سيحيينا ؟
قطيع نحن والجزار راعينا ،
ومنفيون نمشي في أراضينا ،
ونحمل نعشنا قسرا بأيدينا ،
ونعرب عن تعازينا لنا فينا ،
فوالينا ، أدام الله والينا ،
رآنا أمة وسطا ، فما أبقى لنا دنيا ،
ولا أبقى لنا دينا ،
ولاة الأمر : ما خنتم ، ولا هنتم ،
ولا أبديتم ا للينا ،
جزاكم ربنا خيرا ، آفيتم أرضنا بلوى أعادينا ،
وحققتم أمانينا ،
وهذي القدس تشكركم ،
ففي تنديدكم حينا ،
وفي تهديدكم حينا ،
سحبتم أنف أمريكا ،
فلم تنقل سفارتها ،
ولو نقلت معاذ الله لو نقلت لضيعنا فلسطينا ،
ولاة الأمر هذا النصر يكفيكم ، ويكفينا ،
تهانينا

[خرآفيهه]

حديث الحمام

حدّث الصياد أسراب الحمام
قال :عندي قفصٌ أسلاكه ريش نعام
سقفه من ذهب
و الأرض شمعٌ و رخام .
فيه أرجوحة ضوء مذهلة و زهورٌ بالندى مغتسلة .
فيه ماءٌ و طعامٌ و منام
فادخلي فيه و عيشي في سلام .
قالت الأسراب : لكن به حرية معتقلة .
أيها الصياد شكراً…
تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة !
ثم طارت حرةً ،
لكن أسراب الأنام حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الإذعان حتى الموت…
من أجل وسام!

[خرآفيهه]

وأنا أعرفُ ذنبي
أنّني
حاجتي صارت لدى كلبٍ
وما قلتُ له: يا سيِّدي !

[خرآفيهه]

بيني و بين قاتلي حكاية طريفة فقبل أن يطعنني حلفني بالكعبة الشريفة أن أطعن السيف أنا بجثتي فهو عجوز طاعن و كفه ضعيفة حلفني أن أحبس الدماء عن ثيابه النظيفة فهو عجوز مؤمن سوف يصلي بعدما يفرغ من تأدية الوظيفة شكوته لحضرة الخليفة فرد شكواي لأن حجتي سخيفة.

[خرآفيهه]

سلاطين بلادي

الأعادي ،
يتسلون بتطويع السكاكين ،
وتطبيع الميادين ،
وتقطيع بلادي ،
وسلاطين بلادي
يتسلون بتضييع الملايين ،
وتجويع المساكين ،
وتقطيع الأيادي ،
ويفوزون إذا ما أخطئوا الحكم بأجر ا لا جتها د ،
عجبا، كيف اكتشفتم آية القطع، ولم تكتشفوا رغم العوادي
آية واحدة من كل آيات الجهاد

[خرآفيهه]

عقوبات شرعيّة

بتَرَ الوالي لساني
عندما غنّيتُ شِعْري
دونَ أنْ أطلُبَ ترخيصاً بترديد الأغاني
بَتَرَ الوالي يَدي لمّا رآني
في كتاباتيَ أرسلتُ أغانيَّ
إلى كلِّ مكانِ
وَضَعَ الوالي على رِجلَيَّ قيداً
إذْ رآني بينَ كلِّ الناسِ أمشي
دونَ كفّي ولساني
صامتاً أشكو هَواني .
أَمَرَ الوالي بإعدامي
لأنّي لم أُصَفّقْ
-عندما مَرَّ -
ولَم أهتِفْ ..
ولَمْ أبرَحْ مكاني!

[خرآفيهه]

ترك اللص لنا ملحوظة
فوق الحصير
جاء فيها:
لعن الله الأمير
لم يدع شيئا لنا نسرقه
إلا الشخير

[خرآفيهه]

لُبان

ماذا نملِك
من لحَظاتِ العُمْرِ المُضْحِكْ ؟
ماذا نَملِكْ ؟
العُمْرُ لُبانٌ في حَلْقِ السّاعةِ
والسّاعةُ غانيةٌ تَعلِكْ.
تِكْ .. تِكْ
تِكْ .. تِكْ
تِكْ

[خرآفيهه]

ضاع رجاء الرجاء
فينا ومات الاباء
ياارضنا لا تطلبى من ذلنا كبرياء
قومى احبلى ثانيه
وكشفى عن رجل
لهؤلاء النساء

[خرآفيهه]

نبوءة

إسمعوني قَبْلَ أن تَفتَقدوني
يا جماعهْ
لَستُ كذّاباً ..
فما كانَ أبي حِزباً
ولا أُمّي إذاعةْ
كلُّ ما في الأمرِ
أنَّ العَبْدَ
صلّى مُفرداً بالأمسِ
في القُدسِ
ولكنَّ " الجَماعَةْ "
سيُصلّونَ جماعَهْ!

[خرآفيهه]

نعم أنا .. أنا السببْ .
في كل ما جرى لكم يا أيها العربْ .
وكلُّ من قال لكم ، غير الذي أقولهُ ،
فقد كَذَبْ .
فمن لأرضكم سلبْ .؟!
ومن لمالكم نَهبْ .؟!
ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ .؟!
أقولها صريحةً ،
بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ ،
وقلةٍ في الذوق والأدبْ .
أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ .
ولا أخاف أحداً ، ألستُ رغم أنفكم
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكمو
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ
أن يرفض الطلبْ .؟!
أشنقهُ ، أقتلهُ ،
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ .

فلتقبلوني ، هكذا كما أنا ، أو فاشربوا " بحر العربْ " .
ما دام لم يعجبْكم العجبْ .
مني ، ولا الصيامُ في رجبْ .
ولتغضبوا ، إذا استطعتم ، بعدما
قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ .
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ .
وبعدما أقنعتكم أن المظاهراتِ فوضى ، ليس إلا ،
وشَغَبْ .
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ .
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ .
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ

[خرآفيهه]

عملا ء

الملايين على الجوع تنام ،
وعلى الخوف تنام ،
وعلى الصمت تنام ،
والملايين التي تصرف من جيب النيام ،
تتهاوى فوقهم سيل بنادق ،
ومشانق ،
وقرارات اتهام ،
كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق ،
وبتوفير الطعام ؛
عرضنا يهتك فوق الطرقات ،
وحماة العرض أولاد حرام ،
نهضوا بعد السبات ،
يبسطون البسط الحمراء من فيض دمانا ،
تحت أقدام السلام ،
أرضنا تصغر عاما بعد عام ،
وحماة الأرض أبناء السماء ،
عملاء ،
لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء ،
كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام ،
حول جدوى القرفصاء ،
وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام ،
آه لو يجدي الكلام ،
آه لو يجدي الكلام ،
آه لو يجدي الكلام ،
هذه الأمة ماتت والسلام

[خرآفيهه]

بيتُ الداء

يا شعبي .. ربَي يهديكْ .
هذا الوالي ليسَ إلهاً..
ما لكَ تخشى أن يؤذيك ؟
أنتَ الكلُّ، وهذا الوالي
جُزءٌ من صُنعِ أياديكْ .
مِنْ مالكَ تدفعُ أُجرَتَهُ
وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَهُ
وَوظيفتُهُ أن يحميكْ
أن يحرِسَ صفوَ لياليكْ
وإذا أقلَقَ نومَكَ لِصٌّ
بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ !
لقبُ( الوالي ) لفظٌ لَبِقٌ
مِنْ شِدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَهُ
عندَ مُناداةِ مواليكْ !
لا يخشى المالِكُ خادِمَهُ
لا يتوسّلُ أن يرحَمَهُ
لا يطلُبُ منهُ ا لتّبريكْ .
فلِماذا تعلو، يا هذا،
بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ ؟
ولِماذا تنفُخُ جُثّتُهُ
حتّى ينْزو .. ويُفسّيكْ ؟
ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ ..
حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ ؟ !
العِلّةُ ليستْ في الوالي ..
العِلّةُ، يا شعبي، فيكْ .
لا بُدّ لجُثّةِ مملوكٍ
أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ
حينَ ترى أجسادَ ملوكٍ
تحمِلُ أرواحَ مماليكْ!

[خرآفيهه]

القضية


زعموا أنّ لنا

أرضاَ, وعرضاَ, وحمية

وسُيوفاَ لا تُباريها المنية

زَعَموا . .

فالأرضُ زالت

ودماءُ العِرض ِ سالت

و ولاة ٌ الأمرَ لا أمرَ لهُم

خارجَ نصّ المسرحية

كُـلُهم راع ٍ ومسئولٌ

عن التفريط ِ في حقّ الرعية !

وعن الإرهابِ والكبتِ

وتقطيع ِ أيادي ِ الناس ِ

من أجل القضية

****

والقضية

ساعة َ الميلادِ , كانت بُندقية

ثم صارت وتداً في خيمةٍ

أغرقهُ (( الزيتُ ))

فأضحى غـُصنَ زيتونٍ

. . وأمسى مزهرية

تُنعِشُ المائدةَ الخضراء

صُبحاً وعَشية

في القصورِ الملكية

****

ويقولونَ ليّ : إ ضحك !

حسناً

ها إنني أ ضحكُ من شرّ البلية ّ!

[خرآفيهه]

فتوى أبي العينين

يا أبا العينين…ما فتواك في هذا الغلام ؟
-هل دعا- في قلبه-يوماً إلى قلب النظام ؟
لا…
-و هل جاهر بالتفكير أثناء الصيام ؟
لا…
-و هل شوهد يوماً يمشي للأ مام ؟
لا…
-إذن صلّى صلاة الشافعية .
لا…
-إذن أنكر أنّ الأرض ليست كرويّة .
لا…
-ألا يبدو مصاباً بالزكام ؟
لا…
-لنفرض أنه نام
و في النوم رأى حلماً
و في الحلم أراد ا لإ بتسام .
لم ينم منذ اعتقلناه…
-إذن… متهمٌ دون إ تها م !
بدعةٌ واضحةٌ مثل الظلام .
اقطعوا لي رأسه
لكنه قام يصلي…
-هل سنلغي ا لشرع
من أجل صلاة ابن الحرام ؟ !
كل شيء و له شيء
تمام .
صدرت فتوى الإمام :
( يقطع الرأس
و تبقى جثة الوغد تصلي
آه… يا للي .
و السلام

[خرآفيهه]

لا تطلبي حرية أيتها الرعيه
لا تطلبي حرية..
بل مارسي الحرية
إن رضى الراعي... فألف مرحبا
و إن أبى
فحاولي إقناعه باللطف والرويه..
قولى له أن يشرب البحر
وأن يبلع نصف الكرة الأرضية!
ما كانت الحرية اختراعه
أو إرث من خلفه
لكي يضمها إلى أملاكه الشخصية
إن شاء أن يمنعها عنك
زواها جانبا
أو شاء أن يمنحها.. قدمها هديه
قولي له: إني ولدت حُرة
قولى له: إني أنا الحرية
إن لم يصدقك فهاتي شاهدا
و ينبغي في هذه القضية
أن تجعلي الشاهد... بندقيه!

[خرآفيهه]

يسقط الوطن

أبي الوطن

أمي الوطن

رائدنا حب الوطن

نموت كي يحيا الوطن

يا سيدي انفلقت حتى لم يعد

للفلق في رأسي وطن

ولم يعد لدى الوطن

من وطن يؤويه في هذا الوطن

أي وطن؟

الوطن المنفي..

أم الوطن؟!

أم الرهين الممتهن؟

أم سجننا المسجون خارج الزمن ؟!

نموت كي يحيا الوطن

كيف يموت ميت ؟

وكيف يحيا من أندفن ؟!

نموت كي يحيا الوطن

كلا .. سلمت للوطن !

خذه .. وأعطني به

صوتاً أسميه الوطن

ثقباً بلا شمع أسميه الوطن

قطرة أحساس أسميها الوطن

كسرة تفكير بلا خوف أسميها الوطن

يا سيدي خذه بلا شيء

فقط

خلصني من هذا الوطن

* * *

أبي الوطن

أمي الوطن

أنت يتيم أبشع اليتم إذن

ابي الوطن

أمي الوطن

لا أمك أحتوتك بالحضن

ولا أبوك حن!

ابي الوطن

أمي الوطن

أبوك ملعون

وملعون أبو هذا الوطن!

* * *

نموت كي يحيا الوطن

يحيا لمن ؟

لابن زنى

يهتكه .. ثم يقاضيه الثمن ؟!

لمن؟

لإثنين وعشرين وباء مزمناً

لمن؟

لإثنين وعشرين لقيطاً

يتهمون الله بالكفر وإشعال الفتن

ويختمون بيته بالشمع

حتى يرعوي عن غيه

ويطلب الغفران من عند الوثن؟!

تف على هذا الوطن!

وألف تف مرة أخرى!

على هذا الوطن

من بعدنا يبقى التراب والعفن

نحن الوطن !

من بعدنا تبقى الدواب والدمن

نحن الوطن !

إن لم يكن بنا كريماً آمناً

ولم يكن محترماً

ولم يكن حُراً

فلا عشنا.. ولا عاش الوطن

[خرآفيهه]

هي أمة
طبعت على عشق الدمار
هي أمة مهما اشتعلت لكى تنير لها الدجى
قتلتك في بدء النهار
هي أمة
تغتال شدو العندليب
إذا طغى يوما على نهق الحمار
هي أمة
تقتص من غزو المغول
لتفتدي حكم التتار

[مُنْية]

تنطلقُ الكلابُ في مُختلفِ الجهات

بلا مُضايقات

تَلهثُ باختيارها

تنبحُ باختيارها

تبولُ باختيارها . . واقفة

أمامَ (( عبدِ ا لـلا ت ))

بلا مُضايقات !

وتُعربُ الحميرُ عن أفكارها

بأ نكر ِ الأصوات

بلا مُضايقات

وتمرقُ الجمالُ من مراكزِ الحدودِ

في أسفارها

وتمرقُ البغالُ في آثارها

من غيرِ إثباتات

بلا مُضايقات

ونحنُ نسلَ أدمٍ

لسنا من الأحياءِ في أوطاننا

و لا من الأموات

نهربُ من ظِلالنا

مخافةَ انتهاكنا

حَظرَ التجمعات !

نهربُ للمرآةِ من وجوهِنا

ونكسرُ المرآة

خوفَ المداهمات !

نهربُ من هروبنا

مخافةَ اعتقالنا

بتهمةِ الحياة !

صِحنا بصوتٍ يائسٍ :

يا أيها الولاة

نُريدُ أن نكونَ حيوانات

نُريدُ أن نكونَ حيوانات !

قالوا لنا : هيهات

لا تأملوا أن تعملوا

لدى المخابرات !

[الليث]

لمن نشكوا مآسينا ؟

ومن يُصغي لشكوانا ويُجدينا ؟

أنشكو موتنا ذلاً لوالينا ؟

وهل موتٌ سيحيينا ؟!

قطيعٌ نحنُ .. والجزار راعينا

ومنفيون ...... نمشي في أراضينا

ونحملُ نعشنا قسرًا ... بأيدينا

ونُعربُ عن تعازينا ...... لنا .. فينا !!!

فوالينا ..

ــ أدام الله والينا ــ

رآنا أمةً وسطًا

فما أبقى لنا دنيا ..... ولا أبقى لنا دينا !!

.

ولاةَ الأمر .. ما خنتم .. ولا هِنْتمْ

ولا أبديتم اللينا

جزاكم ربنا خيرًا

كفيتم أرضنا بلوى أعادينا

وحققتم أمانينا

وهذي القدس تشكركم

ففي تنديدكم حينا

وفي تهديدكم حينا

سحقتم أنف أمريكا

فلم تنقل سفارتها

ولو نُقِلتْ

.. لضيعنا فلسطينا !!

.

ولاة الأمر

هذا النصر يكفيكم ويكفينا

.... تهانينا

[مُنْية]

كنت أسير مفرداً
أحمل أفكاري معي
و منطقي ومسمعي
فازدحمت
من حولي الوجوه
قال لهم زعيمهم : خذوه
سألتهم : ما تهمتي ؟
فقيل لي :
تجمع مشبوه !

[مُنْية]

ما تهمتي؟
تهمتك العروبة
قلت لكم ما تهمتي؟
قلنا لك العروبة .
يا ناس قولوا غيرها .
أسألكم عن تهمتي ..
ليس عن العقوبة

[مُنْية]

كانتْ توَدِّعُـني
وكانَ الدَّمـعُ يخذلُهـا
فيخذلُني..
ويشدُّني
ويشدُّني
ويشدُّني
لكنَّ موتي في البقـاءِ
وما رضيتُ لِقلبِها أن يرتَـدي كَفَني..

[الصياد]

كُل كثير مسكر.. قليله حرام
فأعلن الصيام عن إذاعة النظام
وأعلن الصيام عن صحافة النظام
وأعلن التوبه ألف مرة
عن خطب الحكام !

[الصياد]

أنا لن أحيد لأني بكل احتمال سعيد
مماتي زفافٌ و محياي عيد
سأرغمُ أنفكَ في كل حين
فإما عزيزٌ و إما شهيد

[الصياد]

ويقولون لي اضحك!
حسناً .. ها أنا اضحك من شر البلية

[الصياد]

اسكتوا !
لا صوتَ يعلو فوق صوتِ النائحة
نحنُ أمواتٌ و ليست
هذهِ الأوطانُ إلا أضرحة!

[الصياد]

لَيستِ الدّهشةُ أَنّا
لَمْ نَزَلْ نَقبَع في أسفلِ قاع
بَل لأَِنّا نَحسَبُ العالم
لا يَرقى إلى (وَهْدَتِنا)
خَوْفَ دُوار الارتفاع

[الصياد]

للناس ثلاثة أعياد
عيد الفطر
وعيد الأضحى
والثالث عيدالميلاد
يأتي الفطر وراءالصوم
ويأتي الأضحى بعد الرجم
ولكنّ الميلاد سيأتي
ساعة إعدام الجلاد

[الصياد]

تسممت أنفاسنا حتى نسينا الهواء ،
وامتزج الخزي بنا حتى كرهنا الحياء ،
يا أرضنا، يا مهبط الأنبياء ،
قد كان يكفي واحد لو لم نكن أغبياء!

[الصياد]

ولاة الأمر لا أمرَ لهم
خارج نصّ المسرحية
كلُهم راع ٍ ومسؤول
عن التفريط في حق الرعية
وعن الإرهاب والكبتِ
وتقطيع أيادي الناس
من أجل القضية!

[الصياد]

سوفَ تُرديهِ إذا شاءَ التّراجُعْ
واقِـفٌ، والمَوتُ في طَرْفَـةِ عينْ.
أينَ يمضي؟
المَـدى أضيَـقُ مِن كِلْمَـةِ أيـنْ
ماتَ مكتـوفَ اليديـنْ!

[الصياد]

قلمي راية حكمي
وبلادي ورقة
وجماهيري ملايين الحروف المارقة
وحدودي مطلقة
ها أنا أستنشق الكون
ووضعت الشمس في عروة ثوبي
زنبقة!

[الصياد]

إن كان الغرب هو الحامي
فلماذا نبتاع سلاحه؟
وإذا كان عدواً شرساً
فلماذا ندخله الساحة؟!

[الصياد]

اقبل النصح . .
تكن بالنصح مرضياً رضيّا . .
أنت إن لم تستفد منه . . فلن تخسر شيّا

[الصياد]

من بعد كل مذبحة
لم نَرَ من قواتنا المسلحة
رُدود أفعالٍ
سوى النَّوْحِ على أمواتنا
لِمن، إذَن، حَوْلَ وِهادِ جُوعِنا
قامت جبالُ الأسلحَة؟!

[خَمْر أيلول]

قالت خيبر:
شبران… و لا تطلب أكثر.
لا تطمع في وطنٍ أكبر.
هذا يكفي…
الشرطة في الشبر الأيمن
و المسلخ في الشبر الأيسر.
إنا أعطيناك "المخفر" !
فتفرغ لحماسٍ و انحر.
إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !

[وتر]

رأيت جرذاً
يخطب اليوم عن النظافة
وينذر الأوساخ بالعقاب
وحوله ..
يصفق الذباب!

[خَمْر أيلول]

قلت للحاكم: هل أنت الذي انجبتنا؟
قال : لا.. لست أنا.
قلت: هل صيرك الله إلها فوقنا.
قال: حاشا ربنا.
قلت: هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا؟
قال : كلا.
قلت: هل كانت لنا عشرة أوطان
وفيها وطن مستعمل زاد عن حاجتنا
فوهبنا لك هذا الوطن ؟
قال: لم يحدث... ولا احسب هذا ممكنا.
قلت: هل اقرضتنا شيئا
علي ان تخسف الأرض بنا
إن لم نسدد ديننا؟
قال: كلا.
قلت: ما دمت ، إذن ، لست إلها
أو أبا
أو حاكما منتخبا
أومالكا
أو دائنا
فلماذا لم تزل يا ابن الكذا ، تركبنا ؟
...... وأنتهي الحلم هنا.
أيقظتني طرقات فوق بابي:
إ فتح الباب لنا يا أبن الزني.
إ فتح الباب لنا.
إن في بيتك حلما خائنا ‍

[خَمْر أيلول]

قال لنا أعمى العيان
تسعة اعشار الايمان
في طاعة أمر السلطان
حتى لو صلى سكران
حتى لو ركب الغلمان
حتى لو أجرم أو خان
حتى لو باع الأوطان
أنا حيران
فاذا كان
فرعون حبيب الرحمن
والجنة في يد هامان
والايمان من الشيطان
فلماذا نزل القران
الكي يهدينا مسواكا
نمحو فيه من الأذهان
بدعة معجون الاسنان
أم ليفصل (دشداشات)
تشبه انصاف القمصان
الذلك قد انزل؟كلا
ما أحسبه انزل الا
ليحرم شرب الدخان

[خَمْر أيلول]

أجب عن أربعة أسئلة فقط
- ما هو رأيك في الماشين

من خلف جنازة (ر ا بين)

- طلبوا الأجر على عادتهم

ولقد ذهبوا،

ولقد عادوا..

مأجورين!

- ماذا سأقول لمسكين

يتمنى ميتة ( ر ا بين)؟

- قل: آمين!

- كيف أواسي المرزوئين

بوفاة أخيهم (ر ا بين)؟

- إ مزح معهم.

إ مسح بالنكتة أدمعهم.

إ رو لهم طرفة تشرين

دغدغهم بصلاح الدين.

ضع في الحَطَّةِ كل الحِطَّة

واستخرج أرنب حطين!

- هاهم يبكون لر ا بيـن

لِمَ لَمْ يبكوا لفلسطين؟!

- لفلسطين؟

ماذا تعني بفلسطين؟

[خَمْر أيلول]

مِن أوباما..

لِجَميعِ الأعرابِ شُعوباً أو حُكّاما:

قَرْعُ طَناجِرِكُمْ في بابي
أرهَقَني وَأطارَ صَوابي..
(افعَل هذا يا أوباما..
اترُك هذا يا أوباما
أمطِرْنا بَرْداً وسَلاما
يا أوباما.
وَفِّرْ للِعُريانِ حِزاما!
يا أوباما.
خَصِّصْ للِطّاسَةِ حَمّاما!
يا أوباما.
فَصِّلْ للِنَملَةِ بيجاما !
يا أوباما..)
قَرقَعَة تَعلِكُ أحلاماً
وَتَقيء صَداها أوهَامَا
وَسُعارُ الضَّجّةِ مِن حَوْلي
لا يَخبو حتّى يتنامى.
وَأنا رَجْلُ عِندي شُغْلٌ
أكثَرُ مِن وَقتِ بَطالَتكُمْ
أطوَلُ مِن حُكْمِ جَلالَتِكُمْ
فَدَعوني أُنذركُمْ بَدءاً
كَي أحظى بالعُذْر ختاما:
لَستُ بِخادمِ مَن خَلَّفَكُمْ
لأُسِاطَ قُعوداً وَقياما.
لَستُ أخاكُمْ حَتّى أُهْجى
إن أنَا لَمْ أصِلِ الأرحاما.
لَستُ أباكُمْ حَتّى أُرجى
لأكِونَ عَلَيْكُمْ قَوّاما.
وَعُروبَتُكُمْ لَمْ تَختَرْني
وَأنا ما اختَرتُ الإسلاما!
فَدَعوا غَيري يَتَبَنّاكُمْ
أو ظَلُّوا أبَداً أيتاما!
أنَا أُمثولَةُ شَعْبٍ يأبى
أن يَحكُمَهُ أحَدّ غَصبْا..
و نِظامٍ يَحتَرِمُ الشَّعبا.
وَأنا لَهُما لا غَيرِهِما
سأُقَطِّرُ قَلبي أنغاما
حَتّى لَو نَزَلَتْ أنغامي
فَوقَ مَسامِعِكُمْ.. ألغاما!
فامتَثِلوا.. نُظُماً وَشُعوباً
وَاتَّخِذوا مَثَلي إلهاما.
أمّا إن شِئتُمْ أن تَبقوا
في هذي الدُّنيا أنعاما
تَتَسوَّلُ أمْنَاً وَطَعاما
فَأُصارِحُكُمْ.. أنّي رَجُلُ
في كُلِّ مَحَطّاتِ حَياتي
لَمْ أُدخِلْ ضِمْنَ حِساباتي

[خَمْر أيلول]

السلطان الرجيم ..!!
شيطان شعري زارني فجن إذ رآني

أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان

وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي ،

وأنصح الكتمان بالكتمان ،

قلت له : " كفاك يا شيطاني ،

فإن ما لقيته كفاني ،

إياك أن تحفر لي مقبرتي بمعول الأوزان

فأطرق الشيطان ثم اندفعت في صدره حرارة الإيمان

وقبل أن يوحي لي قصيدتي ،

خط على قريحتي : ،

" أعوذ بالله من السلطان "

[خَمْر أيلول]

احتمالات
ربما الماء يروب،

ربما الزيت يذوب،

ربما يحمل ماء في ثقوب،

ربما الزاني يتوب،

ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب،

ربما يبرأ شيطان،فيعفو عنه غفار الذنوب،

.إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب

[خَمْر أيلول]

عِنـدي كَلامٌ رائِـعٌ لا أستَطيعُ قولَهْ

أخـافُ أنْ يزْدادَ طيني بِلّـهْ.

لأنَّ أبجديّتي

في رأيِ حامـي عِـزّتي

لا تحتـوي غيرَ حروفِ العلّـةْ !

فحيثُ سِـرتُ مخبرٌ

يُلقـي عليَّ ظلّـهْ

يلْصِـقُ بي كالنّمْلـةْ

يبحثُ في حَقيبـتي

يسبـحُ في مِحـبرَتي

يطْلِـعُ لي في الحُلْـمِ كُلَّ ليلهْ!

حتّى إذا قَبّلتُ، يوماً، زوجَـتي

أشعُرُ أنَّ الدولـةْ

قَـدْ وَضَعَـتْ لي مُخبراً في القُبلـةْ

يقيسُ حجْـمَ رغبَـتي

يطْبَعُ بَصمَـةً لها عن شَفَتي

يرْصـدُ وعَـيَ الغفْلـةْ!

حتّى إذا ما قُلتُ، يوماً، جُملـهْ

يُعلِنُ عن إدانتي

ويطرحُ الأدلّةْ!

**

لا تسخروا منّي .. فَحتّى القُبلةْ

تُعَـدُّ في أوطاننـا

حادثَـةً تمسُّ أمـنَ الدولـةْ!

[خَمْر أيلول]

إن كان الغرب هو الحامي

فلماذا نبتاع سلاحه؟

وإذا كان عدواً شرساً

فلماذا ندخله الساحة؟!

**

إن كان البترول رخيصاً

فلماذا نقعد في الظلمة؟

وإذا كان ثميناً جداً

فلماذا لا نجد اللقمة؟!

**

إن كان الحاكم مسئولاً

فلماذا يرفض أن يسأل؟

وإذا كان سُمُوَّ إلهٍ

فلماذا يسمو للأسفل؟!

**

إن كان لدولتنا وزن

فلماذا تهزمها نمله؟

وإذا كانت عـفطة عـنـز

فلماذا ندعوها دولة؟

**

إن كان الثوري نظيفاً

فلماذا تتسخ الثورة؟

وإذا كان وسيلة بول

فلماذا نحترم العورة؟!

**

إن كان لدى الحكم شعور

فلماذا يخشى الأشعار؟

وإذا كان بلا إحساس

فلماذا نعـنو لِحمار؟!

**

إن كان الليل له صبح

فلماذا تبقى الظلمات؟

وإذا كان يخلِّف ليلاً

فلماذا يمحو الكلمات؟!

**

إن كان الوضع طبيعياً

فلماذا نهوى التطبيع؟

وإذا كان ر هين الفوضى

فلماذا نمشي كقطيع؟!

إن كان الحاكم مخصياً

فلماذا يغضبه قولي؟

وإذا كان شريفاً حرا

فلماذا لا يصبح مثلي؟

[خَمْر أيلول]

مرة , قال أبي

إن الذباب

لا يعاب

إنه أفضل منا

فهو لا يقبل منا

و هو لا ينكص جبنا

و هو إن لم يلق ما يأكل

يستوف الحساب

ينشب الأرجل في الأرجل

و الأعين

و الأيدي

و يجتاح الرقاب

فله الجلد سماط

و دم الناس شراب

** **

مرة قال أبي

لكنه قال و غاب

و لقد طال الغياب

قيل لي إن أبي مات غريقا

في السراب

قيل : بل مات بداء ا لترا خو ما

قيل : جراء اصطدام

بالضباب

قيل ما قيل و ما أكثر ما قيل

فراجعنا أطباء الحكومة

فأفادوا أنها ليست ملومة

و رأوا أن أبي

أهلكه حب الشباب

[خَمْر أيلول]

وصفوا لي حاكماً
لم يختبئ من شعبه خلف جبال الأسلحه
هو شعبي ومأواهُ بسيط
مثل مأوى الطبقات الكادِحة
زُرت مأواه البسيط البارحة
وقَرأتُ الفاتِحة

[خَمْر أيلول]

حبسوه قبل أن يتهموه
عذبوه قبل أن يستجوبوه
ولما عجزوا أن ينطقوه ... شنقوه
بعد شهرٍ … برّأوه
أدركوا أن الفتى ليس هو المطلوب أصلاً .. بل أخوه !

[خَمْر أيلول]

في بلاد المشركين
يبصق المرء بوجه الحاكمين،
فيجازى بالغرامة !
ولدينا نحن أصحاب اليمين،
يبصق المرء دماََ، تحت أيادي المخبرين !

[خَمْر أيلول]

عندما رأيتُ جاري قادماً
رفعتُ كفي نحوهُ مسلماً
مكتفياً بالصمت والبسمة
لأنني أعلم أن الصمت في أوطاننا .. حكمـهْ

[خَمْر أيلول]

قبل أن تنوي الصلاة ،
إتصل بالسُلطات ،
واشرح الوضع لها ،
لا تتذمر ،
وخذ الأمر بروح ٍ وطنية
يا صديقي ،
خطرٌ آي اتصال ٍ ،
بجهات ٍ خارجية !

[خَمْر أيلول]

عذراً لكم
يا أيها الشَّعبُ
الذي جعلتُ من عظامهِ مداسا
عذراً
فإن كنتُ أنا «الدكتورَ» في الدِّراسة
فإنني القصَّابُ والسَفاحُ
والقاتلُ بالوراثة

[خَمْر أيلول]

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
صفق إبليس لها مندهشا وباعكم فنونه
وقال إني راحل، ما عاد لي دور هنا
دوري أنا أنتم ستلعبونه

[خَمْر أيلول]

بيتنا عشرون غرفة به ،
لكن كل غرفة من فوقها علم ،
أسرتنا فريدة القيم ،
وجودها عدم ،
جحورها قمم ،
لآتها نعم ،
والكل فيها سادة لكنهم خدم !

[خَمْر أيلول]

هتفتُ في سَمع أبي :
هل يدخُلُ الأمواتُ أيضاً يا أبي
في غُرفِ التحقيقّ؟!
فقالَ : لا يا ولدي
لكنَّهم
من غُرفِ التحقيق ِ يخرجون !

[خَمْر أيلول]

عَرَبٌ نحنُ..ولكن
أرضنا عادت بلا أرضٍ
وعُدنا فوقَها دون هويه
فبحقِّ "البيتِ"
أَعطِنا يا رب جنسية أمريكية
لكي نحيا كراماً
في البلاد العربيّه

[خَمْر أيلول]

علاقتي بحاكمي ليس لها نظير
تبدأ ثم تنتهي براحة الضمير
أنا أقول كلمة وهو يقول كلمة
وإنه من بعد أن يقولها يسير
وإنني من بعد أن أقولها أسير

[خَمْر أيلول]

أعلم أن القافية
لاتستطيع وحدها إسقاط عرش الطاغية
لكنني أدبغ جلده بها دبغ جلود الماشية
حتى إذا ماحانت الساعة
يكون جلدا جاهزا تصنع منه الأحذية

[خَمْر أيلول]

نموت كي يحيا الوطن
يحيا لمن؟
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن

[خَمْر أيلول]

أيقظُوني
عندما يمتلك الشعبُ زِمامَهْ
عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ
ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ لا تَعْدِلُ في الميزانِ مثقالَ كَرامهْ

[خَمْر أيلول]

لسنا من الأحياءِ في أوطاننا
و لا من الأموات
نهربُ من هروبنا
مخافةَ اعتقالنا
بتهمةِ الحياة !

[خَمْر أيلول]

تقول لي والدتي:
يا ولدي
إن شئت أن تنجو من النحس
وأن تكون شاعراً محترم الحس
سبح لرب العرش، واقرأ آية الكرسي !

[خَمْر أيلول]

عندنا بحر وأنهار ونفط
فيضها يخنق أنفاس النضوب !
عندنا أسلحة تكفي لإفناء الحروب !
كل شئ عندنا والحمدلله
ولا ينقصنا إلا الشعوب !

[خَمْر أيلول]

كلما زادَ وليُ الأمرِ غنى
صرتُ أفقرْ
وإذا إزدادَ مُحيايَ شحوباً
فوجهُ مولايَ أنضَرْ
فأنا في رأيهِ لست ُسوى
ذرةٍ من غُبارٍ
ليسَ أكثرْ !

[خَمْر أيلول]

كنتُ أسيرُ مفـرداً
أحملُ أفكاري معـي
ومنطقي ومسمعي
فازدحمت
من حولي الوجـوه
قال لهم زعيمهم: خـذوه
سألتهم: ما تهمتي؟
فَقيل لي:
تجَمُّعٌ مشبوه

[خَمْر أيلول]

حَسَـناً .. حَسَـناً
ساُغازِلُها
عيناها كظلامِ المخفَر
شفتاها كالشمعِ الأحمر
نَهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي
قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ !

[خَمْر أيلول]

لأنني في زمنِ الزَّيْفِ
والعيشِ بالمزمارِ والدّفِ
كشفتُ صدري دفتراً وفوقَهُ كتبتُ هذا الشعرَ بالسيفِ !

[خَمْر أيلول]

وهد الحِمل رحم الصبر حتى لم يطق صبراً
فأنجب صبرنا صبراً
وعبد الذات لم يرجع لنا من أرضنا شبراً
ولم يضمن لقتلانا بها قبراً !

[خَمْر أيلول]

قَفَزَ النَّفطْ .. هَبَطَ النَّفطْ
حَلَّقَ حتّى أعلى سَقفٍ
وَعلَى أدنى أرضٍ حَطْ
وَالشَّعبُ على خَطِّ القَحطْ
مُلتَزِمٌ بِلزومِ الخَطْ !

[خَمْر أيلول]

مائتا مليونِ نملهْ
أكلتْ في ساعةٍ جثةَ فيلْ
ولدينا مائتا مليونِ إنسانٍ
ينامونَ على قُبْحِ المَذَلَّةْ
ويُفيقونَ على الصبرِ الجميلْ

[خَمْر أيلول]

سألقن الأطفال أن عروشهم
زبدٌ أقيم على أساس الماء
وجيوشهم قطع من الديكور والأضواء
وقصورهم مبنية بجماجم الضعفاء !

[خَمْر أيلول]

بَكى مِن قَهْريَ القَهرُ
وأشفَقَ مِن فَمي المُرُّ
وَسالَ الجَمْرُ في نَفْسي
فأحرَقَ نَفسَهُ الجَمرُ!

[خَمْر أيلول]

تطلبي حريةً أيّتها الرّعية
بلْ مارسي الحُريّة
إنْ رضيَ الرّاعي فألفُ مرحبا
وإن أبى
قولي لهُ أن يشرب البحر
وأن يبلع نصفَ الكُرةِ الأرضيّة!

[دڵوعة ٱڵمنتدى]

:88: اسمي مكتوب بعنوان موضوع

[دڵوعة]

رابونزل

[نبض]

طول أعوام الخصام

لم نكن نشكو الخصام

لم نكن نعرف طعم الفقد

أو فقد الطعام.

[نبض]

لم يكن يضطرب الأمن من الخوف،

ولا يمشي إلى الخلف الأمام.

كل شيء كان كالساعة يجري... بانتظام

هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام.

وهنا جيش نظام جاهز للانتقام.

من هنا نسمع إطلاق رصاص..

من هنا نسمع إطلاق كلام.

وعلى اللحنين كنا كل عام

نولم الزاد على روح شهيد

وننام.

[نبض]

وعلى غير انتظار

زُوجت صاعقة الصلح

بزلزال الوئام!

فاستنرنا بالظلام.

واغتسلنا با لسُخا م.

واحتمينا بالحِمام!

وغدونا بعد أن كنا شهودا،

موضعاً للإ تها م.

وغدا جيش العد ا يطرحنا أرضاً

لكي يذبحنا جيش النظام!

أقبلي، ثانية، أيتها الحرب..

لنحيا في سلام!

[نبض]

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة

صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه

[نبض]

".وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه

ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،

فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،

لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه

وغاية الخشونة ،

[نبض]

أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،

كم مرة في العام توقظونه ،

كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،

أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،

دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،

لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه

[نبض]

(كُنّا أسياداً في الغابة.

قطعونا من جذورنا.

قيّدونا بالحديد. ثمّ أوقفونا خَدَماً على عتباتهم.

هذا هو حظّنا من التمدّن.)

ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد

مِثلُ الأبواب !

[نبض]

ليس ثرثاراً.

أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط

تكفيه تماماً

للتعبير عن وجعه:

( طَقْ ) ‍!

[نبض]

وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب

هذا الشحّاذ.

ربّما لأنـه مِثلُها

مقطوعٌ من شجرة !

[نبض]

يَكشِطُ النجّار جِلدَه ..

فيتألم بصبر.

يمسح وجهَهُ بالرَّمل ..

فلا يشكو.

يضغط مفاصِلَه..

فلا يُطلق حتى آهة.

يطعنُهُ بالمسامير ..

فلا يصرُخ.

مؤمنٌ جدّاً

لا يملكُ إلاّ التّسليمَ

بما يَصنعهُ

الخلاّق !

[نبض]

( إلعبوا أمامَ الباب )

يشعرُ بالزَّهو.

السيّدةُ

تأتمنُهُ على صغارها !

[نبض]

قبضَتُهُ الباردة

تُصافِحُ الزائرين

بحرارة !

[نبض]

صدرُهُ المقرور بالشّتاء

يحسُدُ ظهرَهُ الدّافىء.

صدرُهُ المُشتعِل بالصّيف

يحسدُ ظهرَهُ المُبترد.

ظهرُهُ، الغافِلُ عن مسرّات الدّاخل،

يحسُدُ صدرَهُ

فقط

لأنّهُ مقيمٌ في الخارِج !

[نبض]

يُزعجهم صريرُه.

لا يحترمونَ مُطلقاً..

أنينَ الشّيخوخة !

[نبض]

ترقُصُ ،

وتُصفّق.

عِندَها

حفلةُ هواء !

[نبض]

مُشكلةُ باب الحديد

إنّهُ لا يملِكُ

شجرةَ عائلة !

[نبض]

حَلقوا وجهَه.

ضمَّخوا صدرَه بالدُّهن.

زرّروا أكمامَهُ بالمسامير الفضّية.

لم يتخيَّلْ،

بعدَ كُلِّ هذهِ الزّينة،

أنّهُ سيكون

سِروالاً لعورةِ منـزل !

[نبض]

طيلَةَ يوم الجُمعة

يشتاق إلى ضوضاء الأطفال

بابُ المدرسة.

طيلةَ يوم الجُمعة

يشتاقُ إلى هدوء السّبت

بابُ البيت !

[نبض]

كأنَّ الظلام لا يكفي..

هاهُم يُغطُّونَ وجهَهُ بِستارة.

( لستُ نافِذةً يا ناس ..

ثُمّ إنني أُحبُّ أن أتفرّج.)

لا أحد يسمعُ احتجاجَه.

الكُلُّ مشغول

بِمتابعة المسرحيّة !

[نبض]

أَهوَ في الدّاخل

أم في الخارج ؟

لا يعرف.

كثرةُ الضّرب

أصابتهُ بالدُّوار !

[نبض]

بابُ الكوخ

يتفرّجُ بكُلِّ راحة.

مسكينٌ بابُ القصر

تحجُبُ المناظرَ عن عينيهِ، دائماً،

زحمةُ الحُرّاس !

[نبض]

(يعملُ عملَنا

ويحمِلُ اسمَنا

لكِنّهُ يبدو مُخنّثاً مثلَ نافِذة.)

هكذا تتحدّثُ الأبوابُ الخشَبيّة

عن البابِ الزُّجاجي !

[نبض]

لم تُنْسِهِ المدينةُ أصلَهُ.

ظلَّ، مثلما كان في الغابة،

ينامُ واقفاً !

[نبض]

المفتاحُ

النائمُ على قارعةِ الطّريق ..

عرفَ الآن،

الآن فقط،

نعمةَ أن يكونَ لهُ وطن،

حتّى لو كان

ثُقباً في باب!

[نبض]

(- مَن الطّارق ؟

- أنا محمود .)

دائماً يعترفون ..

أولئكَ المُتّهمون بضربه !

[نبض]

ليسَ لها بيوت

ولا أهل.

كُلَّ يومٍ تُقيم

بين أشخاصٍ جُدد..

أبوابُ الفنادق !

[نبض]

لم يأتِ النّجارُ لتركيبه.

كلاهُما، اليومَ،

عاطِلٌ عن العمل !

[نبض]

- أحياناً يخرجونَ ضاحكين،

وأحياناً .. مُبلّلين بالدُّموع،

وأحياناً .. مُتذمِّرين.

ماذا يفعلونَ بِهِم هناك ؟!

تتساءلُ

أبوابُ السينما.

[نبض]

(طَقْ .. طَقْ .. طَقْ )

سدّدوا إلى وجهِهِ ثلاثَ لكمات..

لكنّهم لم يخلعوا كَتِفه.

شُرطةٌ طيّبون !

[نبض]

على الرّغمَ من كونهِ صغيراً ونحيلاً،

اختارهُ الرّجلُ من دونِ جميعِ أصحابِه.

حَمَلهُ على ظهرِهِ بكُلِّ حنانٍ وحذر.

أركَبهُ سيّارة.

( مُنتهى العِزّ )..قالَ لنفسِه.

وأمامَ البيت

صاحَ الرّجُل: افتحوا ..

جِئنا ببابٍ جديد

لدورةِ المياه !

[نبض]

- نحنُ لا نأتي بسهولة.

فلكي نُولدَ،

تخضعُ أُمّهاتُنا، دائماً،

للعمليّات القيصريّة.

يقولُ البابُ الخشبي،

وفي عروقه تتصاعدُ رائِحةُ المنشار.

- رُفاتُ المئات من أسلافي ..

المئات.

صُهِرتْ في الجحيم ..

في الجحيم.

لكي أُولدَ أنا فقط.

يقولُ البابُ الفولاذي !

[نبض]

- حسناً..

هوَ غاضِبٌ مِن زوجته.

لماذا يصفِقُني أنـا ؟!

[نبض]

لولا ساعي البريد

لماتَ من الجوع.

كُلَّ صباح

يَمُدُّ يَدَهُ إلى فَمِـه

ويُطعِمُهُ رسائل !

[نبض]

( إنّها الجنَّـة ..

طعامٌ وافر،

وشراب،

وضياء ،

ومناخٌ أوروبـّي.)

يشعُرُ بِمُنتهى الغِبطة

بابُ الثّلاجة !

[نبض]

- لا أمنعُ الهواء ولا النّور

ولا أحجبُ الأنظار.

أنا مؤمنٌ بالديمقراطية.

- لكنّك تقمعُ الهَوام.

- تلكَ هي الديمقراطية !

يقولُ بابُ الشّبك.

[نبض]

هاهُم ينتقلون.

كُلُّ متاعِهم في الشّاحِنة.

ليسَ في المنـزل إلاّ الفراغ.

لماذا أغلقوني إذن ؟!

[نبض]

وسيطٌ دائمٌ للصُلح

بين جِدارين مُتباعِدَين !

[نبض]

في ضوء المصباح

المُعلَّقِ فوقَ رأسهِ

يتسلّى طولَ الليل

بِقراءةِ

كتابِ الشّارع !

[نبض]

( ماذا يحسبُ نفسَه ؟

في النّهاية هوَ مثلُنا

لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض.)

هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل

كُلّما لاحَ لها

بابُ طائرة.

[نبض]

من حقِّهِ

أن يقفَ مزهوّاً بقيمته.

قبضَ أصحابُهُ

من شركة التأمين

مائة ألفِ دينار،

فقط ..

لأنَّ اللصوصَ

خلعوا مفاصِلَه !

[نبض]

مركزُ حُدود

بين دولة السِّر

ودولة العلَن.

ثُقب المفتاح !

[نبض]

- محظوظٌ ذلكَ الواقفُ في المرآب.

أربعُ قفزاتٍ في اليوم..

ذلكَ كُلُّ شُغلِه.

- بائسٌ ذلك الواقفُ في المرآب.

ليسَ لهُ أيُّ نصيب

من دفءِ العائلة !

[نبض]

ركّبوا جَرَساً على ذراعِه.

فَرِحَ كثيراً.

مُنذُ الآن،

سيُعلنون عن حُضورِهم

دونَ الإضطرار إلى صفعِه !

[نبض]

أكثرُ ما يُضايقهُ

أنّهُ محروم

من وضعِ قبضتهِ العالية

في يدِ طفل !

[نبض]

هُم عيّنوهُ حارِساً.

لماذا، إذن،

يمنعونَهُ من تأديةِ واجِبه ؟

ينظرُ بِحقد إلى لافتة المحَل:

(نفتَحُ ليلاً ونهاراً) !

[نبض]

- أمّا أنا.. فلا أسمحُ لأحدٍ باغتصابي.

هكذا يُجمِّلُ غَيْرتَه

الحائطُ الواقف بينَ الباب والنافذة.

لكنَّ الجُرذان تضحك !

[نبض]

فَمُهُ الكسلان

ينفتحُ

وينغَلِق.

يعبُّ الهواء وينفُثهُ.

لا شُغلَ جديّاً لديه..

ماذا يملِكُ غيرَ التثاؤب ؟!

[نبض]

مُعاقٌ

يتحرّكُ بكرسيٍّ كهربائي..

بابُ المصعد !

[نبض]

هذا الرجُلُ لا يأتي، قَطُّ،

عندما يكونُ صاحِبُ البيتِ موجوداً !

هذهِ المرأةُ لا تأتي، أبداً ،

عندما تكونُ رَبَّةُ البيتِ موجودة !

يتعجّبُ بابُ الشّارع.

بابُ غرفةِ النّوم وَحدَهُ

يعرِفُ السّبب !

[نبض]

( مُنتهى الإذلال.

لم يبقَ إلاّ أن تركبَ النّوافِذُ

فوقَ رؤوسنا.)

تتذمّرُ

أبوابُ السّيارات !

[نبض]

تجهلُ تماماً

لذّةَ طعمِ الطّباشير

الذي في أيدي الأطفال،

تلكَ الأبوابُ المهووسةُ بالنّظافة !

[نبض]

- أنتَ رأيتَ اللصوصَ، أيُّها الباب،

لماذا لم تُعطِ أوصافَـهُم ؟

- لم يسألني أحد !

[نبض]

- أأنتَ متأكدٌ أنهُ هوَ البيت ؟

- أظُن ..

يتحسّرُ الباب :

تظُنّ يا ناكِرَ الودّ ؟

أحقّاً لم تتعرّف على وجهي ؟!

[نبض]

وضعوا سعفتينِ على كتفيه.

- لم أقُم بأي عملٍ بطولي.

كُلُّ ما في الأمر

أنَّ صاحبَ البيتِ عادَ من الحجّ.

هل أستحِقُّ لهذا

أن يمنحَني هؤلاءِ الحمقى

رُتبةَ ( لواء ) ؟!

[نبض]

ليتسلّلْ الرّضيع ..

لتتوغّلْ العاصفة ..

لا مانعَ لديهِ إطلاقاً.

مُنفتِح !

[نبض]

الجَرسُ الذي ذادَ عنهُ اللّطمات ..

غزاهُ بالأرق.

لا شيءَ بلا ثمن !

[نبض]

يقفُ في استقبالِهم.

يضعُ يدَهُ في أيديهم.

يفتحُ صدرَهُ لهم.

يتنحّى جانباً ليدخلوا.

ومعَ ذلك،

فإنَّ أحداً منهُم

لم يقُلْ لهُ مرّةً :

تعالَ اجلسْ معنا!

[نبض]

في انتظار النُزلاء الجُدد..

يقفُ مُرتعِداً.

علّمتهُ التّجرُبة

أنهم لن يدخلوا

قبل أن يغسِلوا قدميهِ

بدماءِ ضحيّة !

[نبض]

( هذا بيتُنـا )

في خاصِرتي، في ذراعي،

في بطني، في رِجلي.

دائماً ينخزُني هذا الولدُ

بخطِّهِ الرّكيك.

يظُنّني لا أعرف !

[نبض]

(الولدُ المؤدَّب

لا يضرِبُ الآخرين.)

هكذا يُعلِّمونهُ دائماً.

أنا لا أفهم

لماذا يَصِفونهُ بقلَّةِ الأدب

إذا هوَ دخلَ عليهم

دون أن يضربَني ؟‍!

[نبض]

- عبرَكِ يدخلُ اللّصوص.

أنتِ خائنةٌ أيتها النّافذة.

- لستُ خائنةً، أيها الباب،

بل ضعيفة !

[نبض]

هذا الّذي مهنتُهُ صَدُّ الرّيح..

بسهولةٍ يجتاحهُ

دبيبُ النّملة !

[نبض]

( إعبروا فوقَ جُثّتي.

إرزقوني الشّهادة.)

بصمتٍ

تُنادي المُتظاهرين

بواّبةُ القصر !

[نبض]

في الأفراح أو في المآتم

دائماً يُصابُ بالغَثيان.

ما يبلَعهُ، أوّلَ المساء،

يستفرغُهُ، آخرَ السّهرة !

[نبض]

(59)

اخترقَتهُ الرّصاصة.

ظلَّ واقفاً بكبرياء

لم ينـزف قطرةَ دَمٍ واحدة.

كُلُّ ما في الأمر أنّهُ مالَ قليلاً

لتخرُجَ جنازةُ صاحب البيت !

[نبض]

قليلٌ من الزّيت بعدَ الشّتاء،

وشيءٌ من الدُّهن بعد الصّيف.

حارسٌ بأرخصِ أجر !

[نبض]

نحنُ ضِمادات

لهذه الجروح العميقة

في أجساد المنازل !

[نبض]

(62)

لولاه..

لفَقدتْ لذّتَها

مُداهماتُ الشُّرطة !

[نبض]

هُم يعلمون أنهُ يُعاني من التسوّس،

لكنّ أحداً منهم

لم يُفكّر باصطحابِهِ إلى

طبيب الأسنان !

[نبض]

- هوَ الذي انهزَم.

حاولَ، جاهِداً، أن يفُضَّني..

لكنّني تمنَّعْتُ.

ليست لطخَةَ عارٍ،

بل وِسامُ شرَف على صدري

بصمَةُ حذائه !

[نبض]

- إسمع يا عزيزي ..

إلى أن يسكُنَ أحدٌ هذا البيت المهجور

إشغلْ أوقات فراغِكَ

بحراسة بيتي.

هكذا تُواسيهِ العنكبوت !

[نبض]

ما أن تلتقي بحرارة الأجساد

حتّى تنفتحَ تلقائيّاً.

كم هي خليعةٌ

بوّاباتُ المطارات !

[نبض]

- أنا فخورٌ أيّتُها النافذة.

صاحبُ الدّار علّقَ اسمَهُ

على صدري.

- يا لكَ من مسكين !

أيُّ فخرٍ للأسير

في أن يحمِل اسمَ آسِرهِ ؟!

[نبض]

فكّوا قيدَهُ للتّو..

لذلكَ يبدو

مُنشرِحَ الصَّدر !

[نبض]

تتذمّرُ الأبواب الخشبيّة:

سَواءٌ أعمِلنا في حانةٍ

أم في مسجد،

فإنَّ مصيرَنا جميعاً

إلى النّار !

[نبض]

في السّلسلةِ مفتاحٌ صغيرٌ يلمع.

مغرورٌ لاختصاصهِ بحُجرةِ الزّينة.

- قليلاً من التواضُعِ يا وَلَد..

لولايَ لما ذُقتَ حتّى طعمَ الرّدهة.

ينهرُهُ مفتاحُ البابِ الكبير‍!

[نبض]

يُشبه الضميرَ العالمي.

دائماً يتفرّج، ساكتاً، على ما يجري

بابُ المسلَخ!

[نبض]

في دُكّان النجّار

تُفكّرُ بمصائرها:

- روضةُ أطفال ؟ ربّما.

- مطبخ ؟ مُمكن.

- مكتبة ؟ حبّذا.

المهمّ أنها لن تذهبَ إلى السّجن.

الخشَبُ أكثرُ رقّة

من أن يقوم بمثلِ هذه المهمّة !

[نبض]

الأبوابُ تعرِفُ الحكايةَ كُلَّها

من ( طَقْ طَقْ )

إلى ( السَّلامُ عليكم.)

[نبض]

في مقلب القمامة ،

رأيت جثة لها ملامح الأعراب ،

تجمعت من حولها النسور والذباب ،

وفوقها علامة ،

تقول هذه جثة كانت تسمى كرامة

[وتر]

الفرد في بلادنا
مواطن.. أو سلطان
ليس لدينا إنسان!

[وتر]

أريد الصمت كي أحيا، ولكن الذي ألقاه ينطقني

[مُنْية]

بأيِّ شعبٍ يحكمونَ، وشعبُنا
متشعِّبٌ بالقتل والإقصاءِ
يحيا غريبَ الدارِ في أوطانهِ
ومُطارَداً بمواطنِ الغُرباء ؟

[وتر]

علاقتي بحاكمي ليس لها نظير
تبدأ ثم تنتهي براحة الضمير
أنا أقول كلمة وهو يقول كلمة
وإنه من بعد أن يقولها يسير
وإنني من بعد أن أقولها أسير

[وتر]

هذا الّذي مهنتُهُ صَدُّ الرّيح..


بسهولةٍ يجتاحهُ


دبيبُ النّملة !

[وتر]

الفرد في بلادنا
مواطن.. أو سلطان
ليس لدينا إنسان!

[وتر]

علاقتي بحاكمي ليس لها نظير
تبدأ ثم تنتهي براحة الضمير
أنا أقول كلمة وهو يقول كلمة
وإنه من بعد أن يقولها يسير
وإنني من بعد أن أقولها أسير

[وتر]

أعلم أن القافية
لاتستطيع وحدها إسقاط عرش الطاغية
لكنني أدبغ جلده بها دبغ جلود الماشية
حتى إذا ماحانت الساعة
يكون جلدا جاهزا تصنع منه الأحذية

[وتر]

نموت كي يحيا الوطن
يحيا لمن؟
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن

[وتر]

أيقظُوني
عندما يمتلك الشعبُ زِمامَهْ
عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ
ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ لا تَعْدِلُ في الميزانِ مثقالَ كَرامهْ

[وتر]

لسنا من الأحياءِ في أوطاننا
و لا من الأموات
نهربُ من هروبنا
مخافةَ اعتقالنا
بتهمةِ الحياة !

[وتر]

تقول لي والدتي:
يا ولدي
إن شئت أن تنجو من النحس
وأن تكون شاعراً محترم الحس
سبح لرب العرش، واقرأ آية الكرسي !

[وتر]

عندنا بحر وأنهار ونفط
فيضها يخنق أنفاس النضوب !
عندنا أسلحة تكفي لإفناء الحروب !
كل شئ عندنا والحمدلله
ولا ينقصنا إلا الشعوب !

[وتر]

كلما زادَ وليُ الأمرِ غنى
صرتُ أفقرْ
وإذا إزدادَ مُحيايَ شحوباً
فوجهُ مولايَ أنضَرْ
فأنا في رأيهِ لست ُسوى
ذرةٍ من غُبارٍ
ليسَ أكثرْ !

[وتر]

كنتُ أسيرُ مفـرداً
أحملُ أفكاري معـي
ومنطقي ومسمعي
فازدحمت
من حولي الوجـوه
قال لهم زعيمهم: خـذوه
سألتهم: ما تهمتي؟
فَقيل لي:
تجَمُّعٌ مشبوه

[وتر]

حَسَـناً .. حَسَـناً
ساُغازِلُها
عيناها كظلامِ المخفَر
شفتاها كالشمعِ الأحمر
نَهـداها .. كَتَـورُّمِ جسمـي
قبـلَ التّوقيـعِ على المحضَـرْ !

[حبق ومنتور]

شكراً على الموضوع
سعدت لتواجدي هنــآ
كل الود لك..

[الصياد]

في البلادِ العربيّـهْ..
عندما ترفضُ أن تُولَدَ عبـداً..
يَسْحَبُ الجـرَّاح رِجليـكَ.. فتأتي مُرغمـاً بالقيصريَّـهْ !

[الصياد]

الفقــير
يجعـلُ الحُكّـامَ لا يغفـونَ مِـنْ وخـزِ الضّمـيرْ
كيفَ يغفـونَ وهُــمْ لم يسرِقـوا منـهُ الحَصـيرْ ؟!

[الصياد]

الملايين تصرف من جيب النيام
والملايين على الجوع تنام،
وعلى الخوف تنام،
وعلى الصمت تنام،
آهِ لو يجدي الكلام،
هذه الأمة ماتت والسلام!

[الصياد]

إن لم يَعتَـدِلِ الميـزانْ
شَعْـرةُ ظُلـمٍ تَنسِـفُ وَزنَـكَ
لـو أنَّ صـلاتَكَ أطنـانْ !

[الصياد]

أيُّها الناس
قفا نضحك على هذا المآل
رأسًنا ضاع فلم نحزن
ولكنّا غرقنا في الجدال
عند فقدان النعال!

[الصياد]

"في بلادي ؛ نملة سرقت حبة سكر وفيل سرق كيساً ،
فتمّ القبض على النملة ، أما الفيل فإن حجمه ساعده على الإختباء".

[الصياد]

اسألوا الله الهدى
في مُضلاّت الفتن
كلّها الدنيا سدى
حين تُطوى في كفن
ليت شعري حينها
ما الذي كان الثمن ..؟

[الصياد]

مَلِكٌ يأتـي إليــهْ
يُسـقِطُ الظّـلَّ عليـهْ
ولهـذا
يذهَـبُ النّهـرُ إلى البحـرِ
لكي يغسِـلَ بالمِلـحِ يديـهْ !

[الصياد]

"ليس عليك أن تكون قويًّا دائمًا ..
مُرّ بلحظات الضعف ولا تخجل منها ؛ لأنها جزء من إنسانيتك"

[الصياد]

سواسِية
نحـنُ كأسنانِ كلاب الباديةْ
رؤوسُنا في كُلِّ حَرْبٍ باديَةْ
والزَّهـوُ للأذْناب !

[الصياد]

اسكتوا !
لا صوتَ يعلو فوق صوتِ النائحة
نحنُ أمواتٌ و ليست
هذهِ الأوطانُ إلا أضرحة!

[الصياد]

وضعوني في إناء
ثم قالوا لي: تأقلم!
وأنا لست بماء
أنا من طين السماء
وإذا ضاق إنائي بنموّي
.. يتحطّم!

[الصياد]

إختفى صوتي
فراجعت طبيبي في الخفاء
قال لي: ما فيك داء
حبسة في الصوت لا أكثر أدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء
قَدَرٌ حكمته أنجتك من حُكم القضاء!

[الصياد]

ما عندنا خبزٌ ولا وقود
ما عندنا ماء.. ولا سدود
ما عندنا لحم.. ولا جلود
ما عندنا نقود!
كيف تعيشون إذن؟!
نعيش في حب الوطن!

[الصياد]

المفتاح .. النائم على قارعة الطريق
عرف الآن
الآن فقط، نعمةَ أن يكون له وطن
حتى لو كان ثقباً في باب !

[الصياد]

( ماذا يحسبُ نفسَه ؟
في النّهاية هوَ مثلُنا
لا يعملُ إلاّ فوقَ الأرض)
هكذا تُفكِّرُ أبواب المنازل
كُلّما لاحَ لها
بابُ طائرة!

[الصياد]

يُوزِّع الساعات والأقلام
على دُمَىَ الإعلام
على زُناةِ الفِكر
على حُواةِ الشِعر
على أساطين الهوى
على حُماةِ الكُفر
من هو ذا؟
هذا طويل العُمر

[الصياد]

لا تشرب سوى كوب اللبن
قَدحُ الشاي منبه
فتجنبه ُإذن
يا صديقي
كلُ شخص مُتنبه
هو مشبوه مثيرٌ للفِطن
يبغي أن يشعـل الوعي
لإحراق ِالوطن !

[الصياد]

صادحٌ
في بلدٍ مُعتقَل الصوت ومنزوع الشفاه
سالمٌ، في بلدٍ يُعدَم فيه الناس بالآلاف، يومياً
بدعوى الاشتباه !

[الصياد]

أودُّ أن أدعو على الطغيان بالنقمة
لكنني
أخاف أن يقبل ربي دعوتي
فتهلك الأمّة !

[الصياد]

تسممت أنفاسنا حتى نسينا الهواء
وامتزج الخزي بنا حتى كرهنا الحياء !

[الصياد]

لا‌ ضوء بكل الأ‌وطان!
لا‌ صوت سوى همس مذيع
يتسرب مِن ثُقب بيان:
أُطفِئت الأ‌نوارُ.. حِداداً
لوفاة حُقوقِ الإ‌نسانْ

[الصياد]

هتفتُ في سَمع أبي :
هل يدخُلُ الأمواتُ أيضاً يا أبي
في غُرفِ التحقيقّ؟!
فقالَ : لا يا ولدي
لكنَّهم
من غُرفِ التحقيق ِ يخرجون !

[الصياد]

يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر ،
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا ،
وأنا ضعيف ليس لي أثر ،
عار علي السمع والبصر ،
وأنا بسيف الحرف أنتحر ،
لو أن أرباب الحمى حجر ،
لحملت فأسا فوقها القدر ،
هوجاء لا تبقي ولا تذر ؛
لكنما أصنامنا بشر ،
الغدر منهم خائف حذر ،
والمكر يشكو الضعف إن مكروا !

[الصياد]

كيف أضحك والمشردون مازالوا يموتون من البرد
وفوق جثثهم تمتد أنابيب البترول العربي
لتوفر الدفء ﻷميركا وأوروبا ؟!

[الصياد]

مات خالي
هكـذا
دون اغتيال
ميتةً أغرب ممّا في الخيال
أسلَمَ الروحَ لعزرائيل سراً
ومضى حُراً محاطاً بالأمان !

[الصياد]

صباح هذا اليوم

أيقظني منبه الساعة

وقال لي : يا بن العرب

قد حان وقت النوم !

[الصياد]

عِندَنا عشرَةُ أحزابٍ ونِصفُ الحِزبِ
في كُل زُقاق
كُلُّها يسعى إلى نبذِ الشِّقاقِ!
كُلّها يَنشقُّ في الساعةِ شَقّينِ
من أجل تحقيق الوِفاقِ!

[الصياد]

يا عرب الخسّةِ دلونى
لزعيمٍ يأخذ بيميني
فيحرّر مسجدنا الأقصى
ويعيد الفرحة لسنيني

[الصياد]

جسَّ الطبيبُ خافقي
وقالَ لي:
هلْ ها هُنا الألَمْ؟
قُلتُ له: نعَمْ
فَشقَّ بالمِشرَطِ جيبَ معطَفي
وأخرَجَ القَلَمْ!
هَزَّ الطّبيبُ رأسَهُ..ومالَ وابتَسمْ
وَقالَ لي:
ليسَ سوى قَلَمْ
فقُلتُ : لا يا سَيّدي
هذا يَدٌ .. وَفَمْ
رَصاصةٌ .. وَدَمْ
وَتُهمةٌ سافِرةٌ.. تَمشي بِلا قَدَم ْ!

[الصياد]

مات الفتى
- أيُّ فتى؟
هذا الذي كان يعيش صامتا
وكان يدعو صمته أن يصْمُتا
وكان صمتُ صمتِه يصمت صمتا خافتا !
- مات متى ؟
- اليوم ؟
لا ..
هذا الفتى عاش و مات ميِّتا

[الصياد]

إني أنا مخترع الحجارة
ومنقذ الثورة من مخالب التجارة
إني أنا مخيم العفة
يا فنادق الدعارة

[الصياد]

نزعم أننا بشر
لكننا خراف!
ليس تماماً .. إنما
في ظاهر الأوصاف.
نُقاد مثلها؟ نعم.
نُذعن مثلها؟ نعم.
نُذبح مثلها؟ نعم.
تلك طبيعة الغنم.
لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف.
هي قُبيل ذبحها
تفوز بالأعلاف.
ونحن حتى جوعنا
يحيا على الكفاف!
هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟!

[الصياد]

أوطاننا رهن المنية
ورقابنا تحت السيوف
وحتفنا فوق اللسان
وذواتنا سجادة لنعال أبناء
الذوات!

[الصياد]

ارحَلوا
أمْ تَحسبونَ اللهَ
لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!
ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ
وما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ
ليغتَال القَتيلا ؟!
احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا
لتَرَوا
كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّاً
وَنُذِلُّ المستحيلا

[الصياد]

أَنَا لَنْ أُنَافِقْ .. حَتَّى وَلَوْ وَضَعُوا بِكَفَيَّ الْمَغَارِبَ وَالْمَشَارِقْ

[الصياد]

اسْكُتوا
لا صوتَ يعلو
فوقَ صوتِ النائِحَـهْ
نحنُ أمواتٌ
وليستْ هذهِ الأوطانُ إلاّ أضرحَـهْ !

[الصياد]

سيكتب فوق الخرائب ''إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها''

[الصياد]

كلما زادَ وليُ الأمرِ غنى
صرتُ أفقرْ
وإذا إزدادَ مُحيايَ شحوباً
فوجهُ مولايَ أنضَرْ
فأنا في رأيهِ لست ُسوى
ذرةٍ من غُبارٍ
ليسَ أكثرْ !

[الصياد]

مواطن ..
كلُ ما أعرِفهُ .. أني مواطنْ
وبلاديَ من أغنى بلادِ العالمينْ
و أنا جائعْ ..
وأطفاليْ حُـفاة ٌ..
و بيتيْ مؤجرْ
وبراميلُ النفطِ تُهدرْ ..
كل حينْ
والملايين تُبّذرْ ..
في حياضِ ِالآخرينْ
وأنا ابن الأرض ِ
مدْينْ ..

[الصياد]

عربٌ نحنُ..ولكنْ
أرضنا عادت بلا أرضٍ
وعُدنا فوقَها دون هويَّةْ
فبحق البيت
أعطِنا يا ربُّ جنسية أمريكية
لكي نحيا كراماً
في البلاد العربيَّة!

[الصياد]

أدام الله والينا
رآنا أمةً وسطًا
فما أبقى لنا دنيا
ولا أبقى لنا دينا !!

[الصياد]

يبقى الكلام مُحرراً
إن دار فوق الألسنِ الخرساء
ويظل إطلاق العويل محللاً
ما لم يمُسَّ بحرمة الخلفاء
ويظل ذِكْرُكَ في الصحيفةِ جائزاً
ما دام وسْـط مساحةٍ سوداءِ
ويظلُّ رأسكَ عالياً ما دمتَ
فوق النعشِ محمولاً إلى الغبراءِ
وتظل تحت "الزّفتِ" كل طباعنا
ما دامَ هذا النفطُ في الصحراءِ

[الصياد]

في زمان الجاهلية
كانت الأصنام من تمر ،
وإن جاع العباد ،
فلهم من جثة المعبود زاد ،
وبعصر المدنية ،
صارت الأصنام تأتينا من الغرب
ولكن بثيابٍ عربية ،
تعبد الله على حرفٍ ، وتدعو للجهاد
وتسبُ الوثنية ،
وإذا ما ستفحلت ، تأكل خيرات البلاد ،
وتحلي بالعباد ،
رحم الله زمان الجاهلية !

[الصياد]

بالتّمـادي
يُصـبِحُ اللّصُّ بأوربّـا مُديراً للنـوادي
وبأوطانـي
التي مِـنْ شرعها قَطْـعُ الأيادي
يُصبِـحُ اللّصُّ .. رئيساً للبـلادِ !

[الصياد]

أننا بتقليدنا الأعمى للغرب نبدو كطفل يلبس حذاء أبيه، فهو في الظاهر
يبدو مرتدياً الحذاء،لكن منظره المثير للضحك يقول إن الحذاء هو الذي يرتديه

[الصياد]

كُلُّ النّاسِ محكومـونَ بالإعـدامِ
إنْ سكَتـوا، وإنْ جَهَـروا
وإنْ صَبَـروا، وإن ثأَروا
وإن شَكـروا، وإن كَفَـروا
ولكنّي بِصـدْقي
أنتقي موتاً نقيّـاً
والذي بالكِذْبِ يحيا
ميّتٌ أيضَـاً
ولكِـنْ موتُـهُ قَـذِرُ !

[الصياد]

إن يكُنْ هذا هُوَ الرّاعي
فإنَّ الذِّئبَ أولى مِنْهُ
في حِفْظِ الرَّعِيّه ْ!

[الصياد]

ارحلوا
أمْ تَحسبون الله
لم يَخلقْ لنا عنكم بَديلا
أَيُّ إعجازٍ لَديكم
هل من الصعب على أيِّ امرئٍ
أن يَلبسَ العارَ
وأنْ يُصيحَ للغرب عَميلا

[الصياد]

لماذا نهدر الأنفاس في قيلٍ وقالْ ؟!
فبلاد العرب قد كانت وحتى اليوم هذا لا تزال
تحت نير الاحتلال
من حدود المسجد الأقصى إلى البيت الحلال !

[الصياد]

لا عليك
لم يَضْع شيءٌ
وأصلاً لم يَكُن شيءٌ لديكْ
ما الذي ضاعَ ؟
بساطٌ أحمرٌ
أمْ مَخفرٌ
أمْ مَيْسِر ..؟
هَوِّنْ عليك
عندنا منها كثيرٌ
وسَنُزجي كُلَّ ما فاضَ إليك
دَوْلةٌ ..
أم رُتْبَةٌ..
أم هَيْبَةٌ ..؟
هون عليك
سَوفَ تُعطى دولةً
أرحَبَ مما ضُيَّعَتْ
فابعَثْ إلينا بمقاسي قدميك

[الصياد]

(السلاطين كلاب
السلاطين كلاب )
إشتموا منذ حلول الليل حتى الفجر
لن يهتز كرسي
ولن ينهار باب
فأنتم لا تهينون السلاطين!
وإنما تهينون الكلاب

[الصياد]

إن كان البترول رخيصاً
فلماذا نقعد في الظلمة؟
وإذا كان ثميناً جداً
فلماذا لا نجد اللقمة؟!
**
إن كان الحاكم مسئولاً
فلماذا يرفض أن يسأل؟
وإذا كان سُمُوَّ إلهٍ
فلماذا يسمو للأسفل؟!
**
إن كان لدولتنا وزن
فلماذا تهزمها نمله؟
وإذا كانت عـفطة عـنـز
فلماذا ندعوها دولة؟

[الصياد]

لا تَترك الشعبَ جوعاناً وتأمنه .. إنّ الشعوبَ إذا جَاعت سَتفترِسُ