حنين الروح
01-06-2018, 02:54 AM
بعدَ بسمِ الله الرحيم،
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ }
ماذا عن أمّ موسَى و هِي ينزلُ على قلبِها هذا الوحي وحي التخلّي عن فلذة كبدها، و لكنّه أمرٌ إلاهِي لا مفرّ لنبذهِ و هي امرأةٌ مؤمنَة فما كانَ لها إلا أن تقول في نفسها سمعاً وطاعة، تأخُذ ولدها، تُرضعُه، تضعُه في التّابوتِ ثمّ تسيرُ به نحو اليمّ و قلبها أسيرَ الخوفِ والحزنِ، إذ كيفَ لها أن تقوى عن فراقِ قرّة عينها و هَل سيعودُ به ماءُ اليمّ إليها كان كُلّ ذاك قد تجمّع في صدرها..
فتأتيها طمأنةٌ من الله {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}
و أيّ خوفٍ بعدَ أن يُنزلَ الله سكينتهُ عليها و أيّ سكينةٍ أيضاً بامكانِها أن توقِف دموعُ الفقد..
ثمّ سارَ به ماءُ النيل و هِي تلحَقه تودّ أن تطمئن قلبها بمقرّ مرساه، و حطّ به الماءُ في بيتِ فرعون لتتخذهُ زوجته قرّة عينٍ لها و حينها يصفُ الله الأمّ ،جريحة الفؤاد قائلا {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} قلبُها صارَ فارغاً من كُلّ شيءٍ لأنّ وليدَها بعيدٌ عن أحضانها..
و لكنّ الله لا يتركُ فؤادَ أمتَهُ جريحاً { لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، ربطَ الله عليها بقوّة منه تثبّتها و تزيدها إيماناً، ثمّ يأتِي الحقّ بأنّ الله لا يُخلِف وعدَه، ليقول {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }... هاهُو موسَى في حُضن والدته من جديد و ها هِي تقرّ عينيها برؤيته، و يطمئنّ قلبها بعد خوفٍ وجزع ..
و ما كانَ في التّرك و قيادة موسى إلى غير حُضن أمّه سوى طريقاً ليرفعُ الله به قدر موسى و يوتِيه من لدنه علماً و ليزيد به أمّه قوّة و صبراً و إيمانًا و إحتساباً..
كُلّنا هذهِ الأم و أحلامُنا، و أمانِينا و الأرواحُ التي حطّت بسكنانا هِي موسى، يوحِي الله لنا أنْ ألقوها في اليمّ و ما اليمّ إلاّ الأيام و أحداثها فإنْ نحنُ ألقيناها بقلبٍ خاضعٍ لأمرِ الله و محتسبًا عودتها إلينا، فإنّ عجلة الأيّام و دولابَ الأحداثِ سيدوران ليعودا إلينا بما تركناهُ و يعودُ بها اليمّ إلى مرسى قلوبنا فتقرّ أعيننا من بعد فقد.
و السلامُ عليكُم و رحمة الله وبركاته
color]]
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ }
ماذا عن أمّ موسَى و هِي ينزلُ على قلبِها هذا الوحي وحي التخلّي عن فلذة كبدها، و لكنّه أمرٌ إلاهِي لا مفرّ لنبذهِ و هي امرأةٌ مؤمنَة فما كانَ لها إلا أن تقول في نفسها سمعاً وطاعة، تأخُذ ولدها، تُرضعُه، تضعُه في التّابوتِ ثمّ تسيرُ به نحو اليمّ و قلبها أسيرَ الخوفِ والحزنِ، إذ كيفَ لها أن تقوى عن فراقِ قرّة عينها و هَل سيعودُ به ماءُ اليمّ إليها كان كُلّ ذاك قد تجمّع في صدرها..
فتأتيها طمأنةٌ من الله {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}
و أيّ خوفٍ بعدَ أن يُنزلَ الله سكينتهُ عليها و أيّ سكينةٍ أيضاً بامكانِها أن توقِف دموعُ الفقد..
ثمّ سارَ به ماءُ النيل و هِي تلحَقه تودّ أن تطمئن قلبها بمقرّ مرساه، و حطّ به الماءُ في بيتِ فرعون لتتخذهُ زوجته قرّة عينٍ لها و حينها يصفُ الله الأمّ ،جريحة الفؤاد قائلا {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} قلبُها صارَ فارغاً من كُلّ شيءٍ لأنّ وليدَها بعيدٌ عن أحضانها..
و لكنّ الله لا يتركُ فؤادَ أمتَهُ جريحاً { لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، ربطَ الله عليها بقوّة منه تثبّتها و تزيدها إيماناً، ثمّ يأتِي الحقّ بأنّ الله لا يُخلِف وعدَه، ليقول {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }... هاهُو موسَى في حُضن والدته من جديد و ها هِي تقرّ عينيها برؤيته، و يطمئنّ قلبها بعد خوفٍ وجزع ..
و ما كانَ في التّرك و قيادة موسى إلى غير حُضن أمّه سوى طريقاً ليرفعُ الله به قدر موسى و يوتِيه من لدنه علماً و ليزيد به أمّه قوّة و صبراً و إيمانًا و إحتساباً..
كُلّنا هذهِ الأم و أحلامُنا، و أمانِينا و الأرواحُ التي حطّت بسكنانا هِي موسى، يوحِي الله لنا أنْ ألقوها في اليمّ و ما اليمّ إلاّ الأيام و أحداثها فإنْ نحنُ ألقيناها بقلبٍ خاضعٍ لأمرِ الله و محتسبًا عودتها إلينا، فإنّ عجلة الأيّام و دولابَ الأحداثِ سيدوران ليعودا إلينا بما تركناهُ و يعودُ بها اليمّ إلى مرسى قلوبنا فتقرّ أعيننا من بعد فقد.
و السلامُ عليكُم و رحمة الله وبركاته
color]]